سامي النصف

على مفترق خمس دول وأربعة بحور..!

  رغم زيارتي لكثير من بلدان العالم إلا ان لشبه جزيرة سيناء إعجابا خاصا، فشمالها مصيف لا يقل برودة وجمالا عن سواحل وشواطئ غرب الاسكندرية، وجنوبها مشتى، ويحدها أربعة بحور ففي الشرق خليج العقبة والغرب خليج السويس والشمال البحر المتوسط والجنوب البحر الأحمر، وأهلها وناسها وقبائلها هم الأقرب في كرمهم ودماثة خلقهم ولبسهم ومأكلهم إلى شعوبنا الخليجية، لذا أعجب من قلة زيارة الخليجيين لها رغم قربها الجغرافي من دولنا الخليجية.

* * *

عندما تجلس في «طابا» يمكن لك ان ترى عن قرب منظرا رائعا وفريدا حيث تصبح على مفترق أربع دول رئيسية في المنطقة والخامسة على الطريق (دولة فلسطين) فأمامك السعودية ثم الأردن ثم مدينة وميناء إيلات الإسرائيلي في الطرف الجنوبي لصحراء النقب التي يقطنها عرب فلسطين، يتلو ذلك فندق هيلتون طابا الشهير الذي من ضمنه قرية نيسلون السياحية الرائعة وبعد ذلك سلسلة فنادق طابا المتعددة والمتنوعة، وإلى الغرب عن بعد دير سانت كاترين التاريخي الذي تعجب من برودة أجوائه رغم انه محاط بالجبال.

* * *

والشارع الرئيسي في «طابا» مسمى باسم رجل القانون المصري المعارض د.وحيد رأفت، الذي لم تمنع معارضته للرئيس «المخلوع» من استعانته به وبخبراء ومستشارين من أميركا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا لاسترداد طابا بعد 8 سنوات مضنية من التفاوض (الاستعانة بالخبراء الأجانب فكرة يمكن لنا أن نستفيد بها في الكويت ونحن نتفاوض على حدودنا البحرية)، كما قام ذلك النظام «البائد» بإنشاء شبكة طرق تربط سيناء بمصر تضاهي أرقى الطرق الأميركية، كما أحيا مدن سيناء مثل رأس سدر والطور وشرم الشيخ ودهب وطابا والعريش ونويبع وملأها بالمساكن والمدارس والفنادق والمنتجعات، ما جعلها تدر ما يزيد على 10 مليارات دولار للخزينة العامة للدولة.

* * *

بالمقابل قام الزعيم خالد الذكر عبدالناصر بالتخلي مرتين ـ لا مرة ـ عن سيناء دون حرب (56 و67) وفي تبرير ذلك الأمر العجيب قال غوبلز العرب الأستاذ هيكل ان سيناء صحراء قاحلة و«الصحراء مقبرة لمن يدافع عنها» ـ حسب قوله ـ وهو ما يدل دلالة قاطعة على ان الأستاذ لم يزر سيناء قط (حالها كحال الدول العربية التي يكتب عنها الأكاذيب دون ان يزورها) فسيناء مليئة بالجبال شاهقة الارتفاع التي كان من الممكن أن تمثل موانع طبيعية تمكن الجيش المصري في أعوام 56 و67 من الصمود لمدة عام على الأقل دون الحاجة لغطاء جوي، وتلك التضاريس هي التي منعت الجيش المصري من استردادها في حرب أكتوبر 73 بسبب تخندق الجيش الإسرائيلي بها وسيطرتهم على ممراتها وعدم وجود كاتب أو كاذب إسرائيلي يروج لـ «الصحراء مقبرة»…إلخ.

* * *

آخر محطة: (1) أعلن المرشح الهزلي للرئاسة حازم أبواسماعيل انه سيستبدل السياحة الثقافية والترفيهية الحالية بالسياحة العلاجية(!!) أي انه سيطلق العشرة عصافير التي في اليد في سبيل الإمساك بالعصفور العلاجي الجالس فوق الشجرة، عداء أبواسماعيل للدعم الخليجي والسياحة الغربية حكمة ما بعدها حكمة ويتساءل البعض: لماذا تقلق على مستقبل مصر؟!

(2) نقترح على وزير السياحة المصري ان يرجع سيناء الى أصلها الآسيوي وبذا تصبح مصر دولة افريقية ـ آسيوية وهو عامل جذب قوي للسياحة كحال زيارة الملايين لتركيا كونها تمثل التقاء آسيا بأوروبا..!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *