علي محمود خاجه

ذمة بورمية

تردد في الآونة الأخيرة اسم النائب ضيف الله بورمية كأحد الأسماء النيابية التي قدمتها بعض البنوك والذين تضخمت حساباتهم، ولا أعلم إلى الآن إن كان تضخم أي حساب نيابي هو عبارة عن رشوة أو غسل أموال أو غيرها من أسباب، ولكن ما أعلمه أن بورمية هو أحد الأسماء.
وعلى خلفية هذا الخبر قام النائب بورمية بعقد مؤتمر صحفي مدعم بأوراق وكشف لحسابات متعددة له ولأهله، وهو أمر يسجل لبورمية كأول نائب يقوم بذلك بغض النظر عن صحة ما ذكره بورمية من عدمه، وهو ما ستكشفه الأيام، ولكن الملفت فيما وزعه من أوراق لكشف ذمته هو أن النائب بورمية مقترض ويدفع عدداً من الأقساط الشهرية؟!
الكل يعلم أن اسم بورمية اقترن بكابوس إسقاط القروض منذ دخوله إلى المجلس ومازال مصرا على مبتغاه، ولكن الجديد في الأمر أن بورمية شخصياً سيستفيد من مقترحه لإسقاط قروضه الخاصة حسب مطلبه!
وهو ما يعني أن بورمية يتقدم باقتراح لمصلحته الخاصة، فسعيه إلى تشريع، يجعل الدولة ممثلة بالحكومة تدفع ديونه، هو أمر غريب ومستهجن، بل إنه في بعض الدول التي تحترم قانونها قد يسقط عضوية صاحبه فوراً، ويعرضه للمحاكمة.
وبعيداً عن الناحية القانونية، ما الفرق بين الرشوة وما يقوم به بورمية من المنظور العامي؟ فالحالتان تعنيان أن تدفع الحكومة الأموال للنواب، وإلى أي حال وصلنا إلى حيث نشاهد نوابنا يقومون بأفعال بغيضة كتلك، ونصفق لهم لمجرد أن الحكومة ستسدد ديوننا أيضاً.
المسألة اليوم ليست مسألة تضخم حسابات نواب من عدمها، بل هي تضاؤل عقولنا لدرجة تجعلنا نتغاضى عن كل أمر ما دامت الأموال تودع في حساباتنا، لا يهم إن لم نستطع عيش الرفاه، لا يهم أن تزول الكويت الغنية، لا يهم أن تحكم الواسطة… فكل ما يهمنا هو اختيار من يمنحنا الأموال دون تنمية أو بناء أو تخطيط لمن سيأتي بعدنا.
في اعتقادي أن جيلنا الحالي هو أسوأ جيل مر على الكويت على الإطلاق، وأنه نفس الجيل الذي سيقود الكويت إلى الهاوية، فهو لا يبالي ولا يهتم طالما استفاد آنيا من ثروات البلد وخيراته.

خارج نطاق التغطية:
حسب الأخبار المتواترة فإن بعض الكتل النيابية قد قررت توجيه استجواب إلى رئيس الوزراء على خلفية تضخم بعض الحسابات النيابية، بمعنى آخر بأن المجلس سيستجوب الحكومة على فساد اختيارنا؟!
وأن الأسماء التي تتردد لتقديم الاستجواب هما النائبان الدقباسي والصواغ؛ مع العلم أن هذين النائبين دخلا المجلس بانتخابات فرعية مجرَّمة قانوناً!!

سامي النصف

عيادة في حولي

    رغم ان كل المؤشرات تظهر ان الحالة الاقتصادية في تردٍ كبير في مصر الحبيبة، والمصانع والمزارع والفنادق الكبرى تغلق أبوابها تباعا إلا أن هناك أسواقا رائجة جدا هذه الأيام لوسائل الإعلام حيث تم افتتاح عشرات الفضائيات والصحف اليومية الجديدة وظهر أكثر من مردوخ مصري لا يعلم أحد مصادر ثروته أو سبب استثماره أمواله في الإعلام، «المحروسة» يزداد بها الجدل هذه الأيام ويقل بها العمل مع الإضرابات والاعتصامات المتتالية ولم يبق من رجال أعمالها الجادين والمطورين من لم يزج به في السجن أو… في طريقه إليه!

* * *

الإعلامي الصديق عماد الدين أديب وهو أحد الذين روّجوا بقوة لتغيير النظام في مصر عبر صحفه ولقاءاته الإعلامية وأفلامه السينمائية التي أنتجها، رغم ان مبارك خصّه بلقاء إعلامي مطوّل عام 2005، نشرت صحيفة «المستقبل» المصرية انه ترك مصر نهائيا واستقر في باريس منذ 3 شهور وان العاملين في صحفه لم يتقاضوا رواتبهم منذ مدة طويلة.. نرجو من القلب ألا ينطبق على الزميل أبومحمد مقولة: «خربتها وجلست على تلتها»!

* * *

جريدة، لا مجلة، روزاليوسف التي تغيرت ادارتها واتهم رئيسها السابق عبدالله كمال من قبل جريدة «العربي» الناصرية بالعمالة للموساد (!) ـ وهي تهمة كاذبة توزع كـ «الرز» في مصر هذه الأيام ـ أعلنت في عدد (23) سبتمبر عن قرب صدور المذكرات الخطيرة لـ «سعاد حسني» التي تسببت في مقتلها ومن ضمنها كما أتى في الجريدة ان صفوت الشريف صور 18 فيلما إباحيا لها في عيادة الدكتور (ع.ط) زوج الفنانة مريم فخرالدين وان القذافي عرض 100 مليون دولار لشراء تلك الأشرطة عام 2000 وأرسل ابنه سيف الإسلام (خوش إسلام) لمعاينة تلك الأشرطة الفاضحة وان صفوت هو من أرسل البلطجية لتخريب حفل حبيبها عبدالحليم حافظ في أغنية «قارئة الفنجان»، الاشكال ان للدكتور (ع.ط) عيادة شهيرة في منطقة حولي ظلت تعمل لسنوات طويلة.

* * *

ومن سيف الإسلام الى مرشح الرئاسة المصرية الإسلامي حازم ابن الشيخ المرحوم صلاح أبواسماعيل ولقاء نشرته صحيفة «التحرير» وصاحبها ابراهيم عيسى قال فيه ان مصر في عهده لن «تركع» لدول الخليج لأخذ الأموال منها (خوش بداية)، وأضاف «على رقبتي» ان يكون هناك انفلات أمني إن وصلت للرئاسة (مشروع هتلر أو صدام جديد) وقدم برنامجا مدغدغا هزليا لإصلاح أحوال مصر المنكوبة.. بأمثاله، «على رقبتي» قالها قبله المشير عامر وضيّع بعدها سيناء، والأرجح ان حازم ناوي يضيّع… مصر بأكملها!

* * *

كتب د.صفوت حاتم مقالا أسماه «صبيان أمن الدولة في الإعلام المصري» عدد فيه من أسماهم بصبيان جهاز الأمن المصري إبان عهد صفوت الشريف ولجنة السياسات ممن سمح لهم بادعاء البطولات وتلبس أثواب المعارضة الكاذبة كي يتم التغرير بالآخرين ومن هؤلاء الصبيان ـ وحسب قوله ـ الإعلامي ابراهيم عيسى الذي وصفه وصفا دقيقا لا يحتاج معه إلى إفصاح.

* * *

آخر محطة:

هناك طلب رد قضاة محكمة مبارك بحجة ان بعضهم قد انتدب سابقا للعمل في ديوان الرئاسة مما قد يعيد القضية لخانة الصفر، وهناك من يعلم باحتمال إصدار أحكام براءة خاصة بعد شهادة المشير طنطاوي لذا يدفع بتطبيق أو إعادة العمل بقانون الغدر الذي صاغه في ديسمبر 1952 ثلاثي «ترزية» القوانين: د.عبدالرزاق السنهوري وسليمان حافظ وفتحي رضوان وكانوا أوائل ضحاياه وهو أسوأ ـ للعلم ـ من قانون الطوارئ المُتباكى منه.

احمد الصراف

البهائية المضطهدة

نشأ معتقد البابية في شيراز، ايران عام 1844، على يد علي الشيرازي، الذي أعلن أنه جاء من باب المهدي المنتظر. كسبت دعواه زخما بعد ان آمن بها حسين النوري، الذي سمى نفسه بعدها بـ «بهاء الله»، وهو مؤسس المعتقد البهائي، ومن هنا جاء الارتباط التاريخي بين البابية والبهائية. ولكن مع انتشارهما قامت السلطات الايرانية بمحاربتهما، وأعدمت الشيرازي عام 1850، ولكن رفاته نقل سراً بعدها الى مدينة عكا في فلسطين (اسرائيل)، وأصبح قبره مزاراً وقبلة للبهائية والبابية. أما بهاء الله فقد نفته ايران الى العراق، ومنه الى اسطنبول العثمانية وبعدها الى فلسطين، حيث توفي عام 1892. ويدعي معارضو الديانتين ان لروسيا القيصرية يداً في تأسيسهما.
يؤمن اتباع الديانتين بالوحدانية وبوحدة أرواح جميع البشر، وتعدادهم يقارب الـ 6 ملايين، وينتشرون في كل أنحاء العالم. وبالرغم من صغر عددهم في ايران، الذي لا يزيد على 350 الفا، بين 80 مليون مسلم، فإن السلطات هناك، ومنذ قفز الملالي إلى الحكم قبل 30 عاما، لم يتركوهم لحالهم، بل قاموا بممارسة ابشع صنوف التفرقة ضدهم ومنع ابنائهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية، ما لم ينكروا ديانتهم ويعودوا إلى الاسلام. وهكذا دفعوا أعداداً كبيرة منهم إلى الهجرة، بعد أن سُج.ن الكثير منهم وعُذّ.ب، واغلقت مدارسهم، فهم، وبعد 166 عاما من الاعتقاد الصلب بديانتهم، لن يتركوها من أجل هذا الغرض أو تلك الغاية! ومن أجل مساعدة هذه الأقلية في مواجهة ما يشنه الملالي عليهم من حرب قام التجمع الدولي للبهائية في الشهر الماضي بارسال رسالة إلى وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا الايراني طالبوه فيها برفع الظلم عن ابناء هذه الطائفة المسالمة، وغيرها من الأقليات، والسماح لهم بتلقي التعليم المناسب، ولو في مدارسهم الخاصة، وعدم اجبارهم وتجويعهم لتغيير ديانتهم. كما طالبوا الوزير بالسعي لوقف كل أعمال القمع والاضطهاد التي تمارس ضد مثقفي الطائفة ومتعلميها، والتوقف عن مصادرة وسائل التعليم من بيوتهم، من أجهزة كمبيوتر وطابعات وقرطاسية. وليس من المتوقع أن تغير الحكومة الاسلامية موقفها من البهائيين، وهي لن تتردد في القضاء عليهم قتلا وتشريدا، لو كان بامكانها القيام بذلك من دون أن تخلق لنفسها مشكلة كبرى.
يعيش غالبية البهائيين في آسيا، والهند بالذات، حيث يسكنها 2.2 مليون. كما تتوزع أعداد كبيرة منهم في اميركا و200 دولة اخرى، ومنها الكويت، التي يعيش فيها البعض منهم منذ عقود عدة ولم يعرف عنهم الا كل جميل. ويتميز البهائيون بميلهم للسلم، وحبهم لتلقي العلم والرغبة في العمل الجاد.

أحمد الصراف