سامي النصف

الدستور لو… حكى!

  لقال إنه حمال أوجه وانه لا ينطق بذاته بل ينطق به الرجال ممن قتلوه ودمروه بحجة حبه و.. الحفاظ عليه.

ولرفض بأعلى صوت أن نختلف حوله.. ونتخلف بسببه..!

ولخجل من أن يصبح بعض نوابه أجراء للغير تمتلئ جيوبهم بالثروات الحرام المتحصلة من أسواق النخاسة السياسية القائمة تحت الشمس وفي رابعة النهار.. وعلى عينك يا تاجر..

وللعن من ادعوا التدثر بدفئه وجعلوا ولاءهم للغير على حساب مصلحة بلدهم وشعبه.

وللعن معهم من أحالوا الاستجواب من أداة إصلاح خيّرة الى أداة استرزاق وتخريب.

ولتبرأ ممن يستجوبون حكومات لم يمر على تعيينها إلا ساعات قليلة ومن جعلوا الاستجواب يقوم على «الشخصية» لا على «القضية».

ولاستبرأ ممن كلما خسروا تصويتا تحت قبة البرلمان ضربوا بالأصول الديموقراطية عرض الحائط وخرجوا للشارع مهددين متوعدين بالفوضى العارمة وقيام ربيع كويتي.. مدمر آخر (بعد ربيع عام 90).

ولو نطق آباء الدستور لقالوا للأبناء ان ما يرونه ويسمعونه ويشتكون منه هو دستور مسخ «جديد» لا يعرفونه يقوم على التدمير والفجور في الخصومة وإشاعة ثقافة التناحر والاختلاف، ولا علاقة له على الاطلاق بدستورهم الحقيقي القائم على التعمير وشرف الخصومة والعض على الوحدة الوطنية بالأسنان والنواجذ.

ولتسأل الدستور عن كيفية تحويله من التجربة القدوة في الخليج والوطن العربي التي أعطت الكويت بالأمس الريادة والقيادة في كل مجالات الحياة من ثقافة وعلم وأدب وسياسة ورياضة وإعلام وصحة وتعليم.. إلخ، إلى القدوة السيئة القائمة التي تسببت في تخلفنا في كل المجالات وجعلتنا اضحوكة الأمم.

ولأنكر القوانين التي اصدرها البرلمان والتي دمرت الكويت كقوانين استخدام الأراضي العامة التي اوقفت جميع عمليات التنمية في البلاد وقانون خصخصة «الكويتية» الذي دمر«الكويتية».

وأنكر معها قوانين الاستباحة المالية وإفلاس الكويت وتشريعات التمييز العنصري والديني كحرمان المرأة من حقوقها السياسية لسنوات طوال وحصر التجنيس في المسلمين.

أخيرا لو نطق الدستور لطلب أن يدفن ويوارى الثرى قبل أن يسمح لأحد باستغلاله وتشجيع عمليات الفساد التشريعي عبر اعطاء النواب العصمة والقدسية التي نتج عنها الحسابات الملايينية التي ينكرها من تسبب فيها.

* * *

آخر محطة (1): في بلد العجائب والمفاهيم المقلوبة والمعكوسة المدمرة لروح ونص الدستور، هناك من يريد من نواب التحالف الوطني ان يصدروا احكامهم المسبقة «قبل» المداولة او الاستجواب ويلومهم ويعتب عليهم اعلانهم انهم سينتظرون محاور الاستجواب والردود عليه ليعلنوا موقفهم «بعد» ذلك من طرح الثقة.. هزلت!

(2) لو كانت هناك «لجان قيم» في البرلمان لحاسبت وعاقبت كل من يسيء للدستور والعمل التشريعي عبر إعلان موقفه (المؤيد او المعارض) لأي استجواب قبل حدوثه كما تم مرارا في السابق وهو امر مشابه لمعاقبة ومحاسبة وفصل القاضي الذي يعلن موقفه المسبق من القضايا قبل تداولها، وكان الله في عون الكويت وشعبها على.. بلواه!

mailto:

احمد الصراف

روايتا زيدان

يعتبر الكاتب المصري يوسف زيدان، مؤلف «عزازيل»، القصة الأشهر والأكثر مبيعا في تاريخ الرواية العربية، التي تجاوزت طبعاتها العشرين، واحدا من أفضل الكتاب، وتعتبر روايته الشهيرة الأخرى «النبطي» مشوقة وغنية بالمعلومات، كسابقاتها، حيث يتطرق فيها للأساطير التي أحاطت بالفتح العربي لمصر ومجيء عمرو بن العاص اليها. كما تسلط الضوء على جوانب منسية من التاريخ، مثل وقائع احتلال الفرس لمصر. كما تتعرض لفترة حرجة من تاريخ المنطقة، وهي العشرون سنة التي سبقت دخول المسلمين كغزاة لمصر، حيث يدخل المؤلف قارئ روايته في ابداع مشوق وعميق المعاني، فلا يستطيع أن يقاوم خفايا كلام العرب، وأسرار الأنباط، أصحاب الشعر والحضارة، الذين استوطنوا مصر قبل دخول الاسلام اليها بثلاثة قرون.
يذكر ان «عزازيل»، الفائزة بجائزة «بوكر» العربية عام 2009 أثارت، عقب صدورها، جدلا كبيرا من جانب الكنيسة المصرية، التي اتهمت المؤلف بمحاولة هدم العقيدة المسيحية. كما هاجم عديدون الرواية، واتهموا مؤلفها بالتدخل في شؤون الكنيسة المسيحية الداخلية.
وذكر المؤلف أن سبب ارتباط روايته بالتاريخ يعود لشغفه بهذه المادة، بعد أن شاهد ما ابداه مجموعة من اليهود في مكتبة الاسكندرية من اهتمام بقراءة التاريخ وتصفح كتبه، لذا قرر دراسته، حتى أصبح مهووساً به.
ويقص زيدان رواية «النبطي» على لسان «مارية القبطية»، وعن فترة القرن السابع من الميلاد، مع بداية رسالة الاسلام، وكيف كان اقباط مصر وقتها يعيشون الرعب بين انسحاب الفرس المحتلين، وعودة احتلال الروم لهم، ووضعهم الممزق بين عدوين طامعين، كل ذلك وطلائع الجيوش العربية تستطلع أحوال مصر وسكانها، وثرواتها. وفي مشهد يتخيله زيدان، يلتقي عمرو بن العاص بمارية، التي سكنت بعد زواجها جزيرة العرب، يسألها عن بيوت أهلها، أحوالهم، أسلحتهم، زرعهم وحصادهم. قبل أن يأمرها وزوجها وأهلهما بالرجوع الى مصر مع اليهود لتمهيد دخول العرب! لكن زوج «مارية»، التي كانت تنعت بـ«المصرية العاقر»، والتي لم يمنعها اسلامها، بطلب من زوجها، من الاستمرار في أن تقسم بالعذراء، يرفض ذلك ويظهر نظرة واقعية عندما يقول لهم «ما نحن الا جواسيس المسلمين وعيونهم في البلاد، واذا قالوا لنا ارحلوا، فلابد من الرحيل..»!
روايتان أكثر من مشوقتين، ونعرض هنا ارسال نسخ منهما، على الانترنت، لمن يرغب.

أحمد الصراف