عادل عبدالله المطيري

الاستجوابات المعطلة

تأجيل الاستجوابات بدعة سيئة ابتدعها بعض نواب مجلس 2008، والذين يعارضونها الآن في مجلس ديسمبر 2012.

في الأصل الاستجواب أداة نيابية رقابية تستخدم من أجل التحقيق في مسألة تقع ضمن مسؤوليات الوزير المعني بالاستجواب.

وكما هو معلوم فإن الدستور لم يتطرق إلى مسألة التأجيل صراحة، وأن الوزراء استغلوا هذا الفراغ الدستوري شر استغلال.

فهل من المعقول أن يرفض مثلا مواطن أو مقيم في الكويت التحقيق الجنائي معه أو يطلب التأجيل لأشهر أو سنة بحجة مشاغله الكثيرة.

معالي الوزراء المحترمين انتم في نهاية الأمر من كبار الموظفين العامين، ولأن كل موظف في العالم لديه ما يسمى بالوصف الوظيفي يشمل الواجبات والحقوق، فإذا قبل بالوظيفة فإنه ملزم بتبعاتها.

ولأن الوصف الوظيفي للوزراء كبير جدا، فإن الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة هما اللذان ينظمان عملكم، وليس ديوان الخدمة المدنية، أنتم قبلتم المسؤولية الوزارية فصار لزاما عليكم القبول بالاستجوابات.

يرى بعض النواب، بغض النظر عن قناعتنا بمجلس الأمة ذي الصوت الواحد، أن هناك أخطاء وربما شبهات كبيرة في عمل بعض الوزراء، لذلك يقدم الاستجواب لهذا الوزير أو ذاك للتحقيق معه سياسيا، فليس من المنطق ولا العقل ولا العدل ولا المصلحة العامة أن يؤجل الاستجواب وتترك الأخطاء والشبهات مستمرة.

خاتمة: نعلم جيدا أن بعض الاستجوابات الحالية انتقامية ولتصفية الحسابات وانعكاس لصراعات بين كبار الشخصيات، ولكن، بغض النظر عن دوافعها، يجب ألا يعطل القانون والدستور والمساءلة تحت أي حجة.

almutairiadel@

 

محمد الوشيحي

أوقفوا التداول…

مصابة بنزيف داخلي، ويدها اليسرى على خدها الأيسر، وأصابع يدها اليمنى تلعب على الطاولة، وعيناها تنظران إلى اللاشيء بوجوم… تجلس الكويت منتظرة حكم المحكمة الدستورية.
وما يحدث في مجلس الأمة يُبكي "أبو الهول" وجبال الألب وكل ذي قلبٍ من حجر، وما يفعله نواب هذا المجلس (مجلسهم) يُدمي قلوب حتى كارهي الكويت وأعدائها… والسؤال: وماذا بعد كل هذا السقوط؟ والسؤال الأهم: إلى متى؟
وسؤال "وماذا بعد كل هذا السقوط" يمشي ويسحب خلفه أسئلة صغيرة كالبطة التائهة وخلفها بنياتها؛ وماذا بعد سقوط هيبة الاستجوابات؟ وماذا بعد جمعها في كيس أسود والتخلص منها كما تتخلص الجانية من ابنها اللقيط؟ وماذا بعد سقوط هيبة النائب نفسه؟ وماذا بعد سقوط الثقة بمؤسسات الدولة وسلطاتها؟ وماذا بعد سقوط هيبة المال العام؟ وماذا بعد سقوط القانون على وجهه ودخول التراب في أنفه؟ وماذا بعد كل هذا العبث الذي يتم بأيدي الوزراء؟ وماذا بعد كل هذا الخنوع من بعض النواب؟ وماذا بعد كل هذه الدموع على دولة كانت فأصبحت؟ وماذا بعد سقوط الإعلام وتحوله إلى ربطة على خصر راقصة رخيصة؟ وماذا بعد كل هذا البكاء… كل هذا الألم… كل هذا الأنين؟
أما سؤال "إلى متى" فأطول من ليل الشتاء وأبرد، ويمكنك استبدال "وماذا بعد" بـ "إلى متى" وأنت مرتاح الضمير.
ومن يدّعي أن الولاء للوطن ثابت لا يتغير، وأنه في درجة متساوية عند الجميع، ليس كذاباً فقط بل ملعون في الشرائع كلها، وكنت قد طرحت في برنامجي التلفزيوني على ثلاثة من شبان المعارضة هذا السؤال "هل يتغير معدل الولاء للوطن بين فترة وأخرى بناء على ما تقوم به مؤسسات الدولة؟ وهل هو متساوٍ بين الناس صالحهم وطالحهم؟ وأجابوا إجابات مختلفة. ثم عقد تلفزيون الدولة حلقة عن هذا الموضوع عندما وجد السؤال مستحقاً، وبدأت وسائل إعلام أخرى تطرح هذا السؤال، ثم تحدث "تويتر" عنه، وأزعم أن المنصفين اتفقوا على أن الولاء ينخفض ويرتفع، وأنه مختلف بين الناس، كالإيمان، وأنه في أسوأ حالاته هذه الأيام.
ولو كان للكويت شاشة كشاشة البورصة لرأيت فيها اللون الأحمر فقط، ولرأيت الأسهم تتهاوى، سهم الولاء، سهم الثقة بالدولة ومؤسساتها وسلطاتها وقياداتها، سهم الأمل، سهم الابتكار والإبداع، سهم الطمأنينة العامة، وسهم وسهم وسهم… ولو كان للكويت صالة تشبه صالة البورصة لرأيت الشعب يجلس ويداه فوق رأسه، وعيناه في الأرض، لا يتحدث واحد مع الآخر.
وفي بورصات العالم، إذا تهاوت الأسهم بهذه الصورة يتم وقف التداول وإغلاق البورصة إلى حين الخروج من الكارثة، فماذا ننتظر؟

احمد الصراف

موقف القبانجي التاريخي

في مخالفة صارخة لأبسط مبادئ حقوق الإنسان لا يزال المفكران تركي الحمد وأحمد القبانجي، وعشرات غيرهما من أصحاب الرأي، قابعين في سجونهم دون تهمة أو محاكمة. ولولا الضغوط الدولية والاحتجاجات التي صدرت من جهات عدة منددة بسكوت الحكومة الإيرانية عن الموضوع، لما خرج مساعد مدير مخابرات إيران ليعترف باعتقال القبانجي بناء على معلومات توافرت لها بيّنت عمالته لإسرائيل! وأن أجهزة حديثة اكتشفت في بيته كان يستخدمها لنقل معلومات خطرة تتعلق ببرامج إيران النووية (!)
لا شك في أن تهمة التجسس لإسرائيل تهمة مضحكة، فقد تهجّم السيد في أكثر من خطبة على إسرائيل بعنف ووصفها بالدولة الإرهابية وغير ذلك، ولم يكن يوماً متعاطفاً معها في أي مجال. كما أن القبانجي رجل دين درس، منذ 40 عاماً، في حوزات علمية في النجف وقم، ولم يكن يوماً خريج مدارس علمية ولا أعتقد بأنه يفهم شيئاً في علوم الفيزياء النووية، مع الاحترام لعلمه. وبالتالي كيف يمكن له نقل أسرار نووية سرية لدولة معادية؟ إضافة إلى أنه يقضي جل وقته في العراق، ولم يعرف عنه زياراته لأي من المراكز النووية الإيرانية، التي لا تعتبر بأي حال حدائق عامة يمكن أن يزورها أي إيراني، مهما علت رتبته، فكيف بأجنبي؟! كما لم يعرف عنه الاطلاع على أسرار الفيزياء النووية، ولا يعمل في أي مركز له علاقة بتوليد الكهرباء من الفحم، فكيف النووية؟ وليس في المئات من محاضراته وكتبه أي إشارة، ولو بسيطة، إلى مثل هذا الموضوع، ولم تشر السلطات الإيرانية لتورط أشخاص آخرين معه قاموا بتزويده بتلك الأسرار لنقلها لإسرائيل، كما أنني كنت أحد الذين ساهموا في تقديم العون المادي له، وقد قبل حينها المساعدة مني ومن آخرين أعرفهم، بامتنان، وهذا ليس بأسلوب جاسوس بالمعنى المتعارف عليه يقبل بالتورط مع آخرين في علاقات مالية ليس لها تعريف دقيق يمكن أن تضره مستقبلاً. كما أنه، وفي سعيه لجعل الإسلام مواكباً للتغيرات المعاصرة، كسب الكثير من الأعداء، وعلى رأسهم شقيقه «صدر الدين»، رجل إيران في العراق، ومنظم المسيرات الكربلائية والزحف الموسمي نحو الأضرحة، الذي ربما كان أحد أسباب غضب إيران عليه ودفعها إلى اتهامه تلك التهمة السخيفة له، علماً بأن السيد أحمد سبق أن صرّح بأنه ما زال مع جوهر الثورة الإيرانية وحلمها، ولكنها فشلت في تحقيق ذلك الحلم، وأنها تقدم الآن إسلاماً فارغ المحتوى، بعيداً عن التغيير الجذري المطلوب تحقيقه في النفوس والأفكار، وأنها اهتمت بالقشور كالحجاب ورفض لبس ربطة العنق وكيفية إطالة اللحى! ولا ننس أن السيد أحمد سبق أن حارب مع الجيش الإيراني ضد حكم صدام، وأصيب مرة وعولج من جراحه، وعاد إلى الجبهة ليحارب مرة أخرى ويصاب ثانية!
نضم صوتنا إلى صوت جميع محبي الحرية، في المطالبة بسرعة إطلاق سراح المفكر أحمد القبانجي، وسواء استجابت السلطات الإيرانية لنداءات العمل أم لم تستجب، فإن التاريخ سيخلد اسم السيد القبانجي إلى الأبد! ويقول الصديق هشام الملاك إنه مهما حدث لهذا المفكر، فإن مؤلفاته ومحاضراته ومواقفه وأفكاره القيمة هي التي ستبقى ثابتة ودائمة، فقد أدى الرجل الكبير رسالته السامية، وفتح أبواباً لا يمكن غلقها بعد الآن، ومساهمته العظيمة ستبقى خالدة أبداً. 

أحمد الصراف

محمد عبدالقادر الجاسم

نظام “الجربة” ونظام “البرمة”!

لست مهتما على الإطلاق بالنتيجة النهائية لحالة الاختلاف السائدة في الكويت حاليا، بل يتركز اهتمامي على تقصي تأثير تلك الحالة على المستقبل السياسي للكويت وشيوخها. فمن الواضح أن الاختلاف السياسي أدى إلى تراجع كبير في المكانة الاعتبارية للشيوخ في المجتمع، ولا أظن أنني أبالغ حين أقول إن الشيوخ الآن يختبرون درجة من درجات العزلة السياسية، فهم حتما يدركون إن من يجاهر بالدفاع عنهم اليوم، بمقابل على الأرجح، هم أشخاص لا يحظون بوزن سياسي ولا يتمتعون بقيمة اجتماعية. كما أنهم يدركون حتما صعوبة استعادة مكانتهم الاعتبارية السابقة حتى لو قدموا تنازلات سياسية، فما حدث خلال السنة الفائتة تحديدا بات يحسب من قبيل التطور السياسي المهم في الطريق نحو الإمارة الدستورية التي سعى الدستور إلى تشييدها. وهم يدركون حتما أن “القوات الخاصة” والمباحث والنيابة العامة والملاحقات السياسية لن تفلح في فرض الاحترام واستعادة المقام. متابعة قراءة نظام “الجربة” ونظام “البرمة”!

سامي النصف

أكاذيب تكشفها حقائق!

تواجهت ذات مرة ضمن برنامج «مواجهة» الذي كان يقدمه الزميل جاسم العزاوي على قناة أبوظبي الفضائية مع الإعلامي الناصري ـ نادر الظهور ـ احمد سعيد الذي كان يسقط الحكومات العربية ضمن برنامجه المسائي الأشهر في حينه «أكاذيب تكشفها حقائق» الذي يبثه من إذاعة صوت العرب فيبدأ بإعلان أسماء الإذاعات المستهدفة وتتلوها كلمة «أكاذيب» أو «حقائق» وهكذا حتى تنتهي تلك المقدمة بـ «هنا صوت العرب» ويتلوها «حقائق، حقائق، حقائق»، ثم يبدأ عرض ما قالته هذه الإذاعة أو تلك وتكذيبه أو تصديقه، وبالطبع تتغير مسميات أكاذيب وحقائق طبقا لتغير العلاقة مع القاهرة، فإن غضب عبدالناصر من نظام ما تحولت إذاعته الى «أكاذيب» وان رضي تحولت الى «حقائق».

****

ومما قاله لى الإعلامي الشهير أحمد سعيد ان النظام الناصري كان يعطي لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى حتى انه زار الكويت عام 1963 ودخل منها الى العراق خلسة لإكمال طبخة إسقاط الرئيس عبدالكريم قاسم عبر انقلاب عسكري «نهاري» عليه الذي أدى الى مقتله، كما قام سعيد قبل ذلك في عام 1959 بإلقاء خطاب ناري في ثانوية الشويخ حاول من خلاله إدخال الكويت ضمن الصراع الدموي القائم آنذاك بين القوميين والشيوعيين والذي تفجر في الموصل عقب ثورة الشواف وانعكس بشكل صورة اعتقالات جماعية في مصر للشيوعيين أدى الى قتل زعيمهم شهدي عطية تحت التعذيب وهرب خالد بكداش من سورية.

****

والحقيقة ان ما كان يفعله إعلام أحمد سعيد ـ محمد حسنين هيكل آنذاك هو في حقيقته أقرب الى «حقائق تغيبها الأكاذيب»، حيث تحولت الهزائم الى انتصارات وتم استقصاد الأنظمة المحافظة الحكيمة فاتهم النظام السعودي بعد هزيمة (انتصار) حرب السويس عام 1956 بأنه وقف ضد مصر، بينما تظهر الحقائق التاريخية انه كان الحليف الأقوى لعبدالناصر في تلك الأزمة، حتى ان الأخير زار السعودية مرتين عام 1956 وأرسل طائراته للمطارات السعودية لإبعادها عن التدمير، كما قطعت المملكة النفط عن بريطانيا وفرنسا المشاركتين في العدوان ووضعت السعودية جيشها وما لها تحت إمرة عبدالناصر الذي قدر ذلك الموقف التاريخي قبل ان ينقلب عليه في وقت لاحق.

****

ومن الأكاذيب الكبرى لتلك الحقبة ما قاله الرئيس عبدالناصر في خطاب له في مارس 1958 ألقاه في دمشق من ان الملك سعود دفع 2 مليون جنيه استرليني لوزير الداخلية السوري عبدالحميد السراج الملقب بـ «السلطان الأحمر» لظلمه وقمعه، لفك الارتباط بين مصر وسورية، والحقيقة ان عبدالناصر أرسل نائب رئيس الجمهورية المشير عبدالحكيم عامر الى الطائف في 16/7/1958 ليعتذر مما حدث وانه كان مجرد سوء فهم! وفي 31/8/1959 زار الملك سعود القاهرة وتم الاحتفاء به بشكل غير مسبوق وهو أمر ما كان يتم لو كانت قضية التآمر على الوحدة حقيقية.

****

آخر محطة:

(1) حتى إسرائيل رغم عدوانيتها لم تسلم من أكاذيب وألاعيب النظام المخابراتي الناصري وان كانت قد استفادت ولم تخسر من تلك الأكاذيب فقد تكشفت عام 1954 ما سمي بفضيحة «لافون» وخلاصتها قبض رجال الأمن في الإسكندرية على عملاء إسرائيليين يفجرون المصالح الأميركية والإنجليزية في مصر بقصد اتهام المصريين وإثارة العداء بين هاتين الدولتين الكبيرتين والقاهرة (إن كانت تلك تهمة فخير من كان ينفذها هو الرئيس عبدالناصر وجهازه الإعلامي).

(2) والحقيقة المخفية والمخيفة ان فضيحة «لافون» كانت مؤامرة من قبل موشي دايان تواطأ فيها ضابط موساد يدعى «افري العاد» لتجنيد شباب يهود مصريين للقيام بتلك التفجيرات ثم كشفها للمخابرات المصرية التي كان يعمل معها بشكل مزدوج الضابط الإسرائيلي، (افري العاد) الذي حكم عليه بالسجن الانفرادي 10 سنوات عام 1960 بسبب اتصاله وتخابره مع مكتب الرئيس المصري وكان الهدف من «التآمر وكشف التآمر» إسقاط حكومة الحمائم التي يرأسها موسى شاريت ووزير دفاعها «لافون» وهو ما تم بقصد التحضير للحرب مع مصر واحتلال سيناء الذي كتب عنه دايان في كتاب مذكراته الصادر عام 1954 وهو ما حدث في النهاية، اضافة الى الدفع بهجرة يهود مصر الى الخارج وهو ما تم كذلك، وكان منهم شاب يهودي مصري شعر بالظلم الشديد بسبب القبض عليه يدعى ايلي كوهين كاد أن يصبح رئيسا لسورية منتصف الستينيات تحت مسمى.. كامل أمين ثابت..!

احمد الصراف

مسلسل الدكترة

في أميركا: أعلنت إحدى الولايات الرئيسية في إنتاج الحبوب أنها ستواجه في العام المقبل نقصاً حاداً في إنتاجها، بسبب ما تعانيه من شح في عدد المزارعين المؤهلين من معاهد متخصصة «معترف بها» والقادرين، فوق خبراتهم الزراعية، على العمل لديها، وإدارة آلات الزرع والحصد المتقدمة. وبالرغم من تقدم عدد كبير للعمل في مزارع تلك الولاية، فإن أغلبيتهم كانوا من بائعي الخضار والبقول، وبالتالي رفضت طلبات توظيفهم لأسباب واضحة، خصوصاً أن بعضهم سبق أن أدين بالمتاجرة في صفقة «بصل فاسد». وهنا قام بائعو الخضار والبصل الفاسد هؤلاء برفع عرائض للسلطات الفدرالية مطالبين إياها بالتدخل وفرض تعيينهم على حكومة الولاية. كما قام عدد آخر منهم، وبكل وقاحة، برفع الأمر إلى القضاء.
وفي الكويت: أعلنت مصادر تعليمية أن جامعة الكويت ستواجه نقصاً حاداً في الفصل الدراسي المقبل في عدد الأساتذة، نظراً إلى كبر عدد المتقدمين إلى الدراسة، وأن الأسلوب الوحيد لمواجهة هذا النقص الذي يصعب التغلب عليه بسرعة، هو رفع نسب القبول في مختلف الكليات، بحيث يقل عدد الطلبة الذين يحق لهم الدراسة في الجامعة. وهنا قامت رابطة تمثل حملة شهادات الدكتوراه من الجامعات التي اغلبها غير معترف به، أو التي ربما لا وجود لها أصلاً، بالتهجم على مسؤولي التعليم والجامعة، واتهامهم بشن حملة لامتصاص ردة فعل الشارع على أزمة القبول الجامعية في الصيف المقبل. وقال متحدث، كثيف اللحية، باسمهم إن جامعة الكويت تنوي التعاقد مع «دكاترة» من الهند وبنغلادش وباكستان وسريلانكا والصومال وغانا ونيجيريا وإيران (وهذا اختيار متعمد من قبله). وقال إن المسؤولين «يسدون الباب» (هكذا!) أمام حملة الدكتوراه من الكويتيين بحجة أنهم لم يتخرجوا من أفضل 25 جامعة أميركية، وهو يشير هنا إلى أصحاب الشهادات المشكوك في صحتها، أو ربما المضروبة، وطبعاً كلامه غير دقيق أبداً. وطالب الأخ بأن تقوم الجامعة بالاستعانة بهم في تغطية النقص، بالرغم من كل مثالب شهاداتهم، فهم على الأقل «كويتيون …ويفتخروا!»
وفي السعودية: أعلنت شرطة «القصيم» قبل أيام، في بيان نشر في «الحياة» اللندنية، عن تمكن السلطات فيها من ضبط معمل متكامل لتزوير الشهادات بمختلف أنواعها ولجميع المراحل. وقال البيان إن المضبوطات شملت أختاماً رسمية لجامعات وكليات ومعاهد سعودية وأجنبية وأختام تصديق على صحة الختم، وأختاماً لإدارات حكومية بلغ عددها 32 ختماً، كما تم ضبط 16078 شهادة مزورة جاهزة للاستخدام، وتم القبض على المتهم الأول لقيامه بتزوير شهادات ماجستير ودكتوراه من جامعات أجنبية، وأنه كان يبيعها مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأن المتهم عربي ويحمل شهادة «د»، ويعمل في جامعة أهلية! ومن الطبيعي الافتراض هنا أن الشهادات لم تكن تباع على هنود وإيرانيين وسريلانكيين، ولا حتى على أميركيين أو سويديين، بل على الجماعة نفسها، من أصحاب الوجوه المتجهمة، في غالبيتهم! والآن، هل عرفتم سبب وجود كل هذا الكم من «الدكاترة» بيننا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

خطاب مفتوح إلى محمد بن نايف

والمقصود هنا هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، وحتى لا يستغل المرجفون في المدينة هذه الخطوة في تشويه المقصد، ويعتبرونه تدخلا فيما لا يعنيني، أؤكد أن الدافع لتوجيه هذا الخطاب إلى سمو الأمير هو حبي وعشقي للمملكة العربية السعودية، وحرصي على استقرار الأوضاع فيها، ودعمي وتأييدي لعملية التطوير والتنمية التي بدأها خادم الحرمين الشريفين، والتي أدرك جيدا أن أي زعزعة للأوضاع الأمنية ستكون على حساب هذه العملية التنموية! كما أن استقرار المملكة هو من دون شك استقرار لبقية دول الخليج والعكس صحيح! وقد يسأل سائل لماذا توجه كتابك إلى وزير الداخلية عبر الصحافة المقروءة؟ لماذا لا تنصحه في السر؟ فأقول إن وزير الداخلية لا يتحمل مسؤولية ما يجري منفردا! بل الحكم بكل مؤسساته، والشعب بكل فئاته، مطالبون بقراءة ما يكتب وما يقال! والجميع مطالب بتدارك الأمور قبل استفحالها، وكلهم مسؤولون عن تجاوز الأزمات التي تحيط بالبلد، والوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان ! لكنني اخترت سمو الأمير محمد بن نايف لأوجه إليه خطابي هذا، وذلك لسببين:
– الأول أن الموضوع الذي تدور حوله الأحداث موضوع أمني! وهو الوزير المختص به.
– الثاني أنه تسلم وزارة الداخلية، أخيراً، أي أنه لا يتحمل إلا مسؤولية ما حدث أثناء ولايته، وهذا مشجع لنا لنصحه، عل وعسى أن يتجاوب مع ما يتناسب وظروف القضية.
ياصاحب السمو…
مع توافر وسائل التواصل الاجتماعي في متناول يد الجميع، أصبح العالم الكبير قرية صغيرة، لو تعثرت بغلة في العراق لسمع عنها من يتسكع في الأرجنتين! ولذلك لم يعد هناك شيء اسمه أسرار! إلا ما انحصر بين اثنين! ولكن أن تُعتقل مجموعة من الناس بتهم مختلفة ويساقوا إلى السجون جماعات وأفرادا، فهذا يعني في زمان العولمة قضية عامة وحدثا عاما! ويكفي طفل صغير لأحد هؤلاء أن يضغط على زر جواله عما حصل لوالده، ليكون معلوما عند آلاف المتابعين لهذا الشأن!
يا صاحب السمو….
إن هيبة الدولة وهيبة الأنظمة هي أولى ضحايا هذا العصر، فقد انكسر حاجز الخوف في نفوس الناس، والأحداث أثبتت أن العيش الرغيد والحياة المترفة لم يعودا يكفيان كي يقول صاحبهما «الله لا يغير علينا»، فشعور الإنسان بأنه حر في التعبير عما يختلج في نفسه أصبح أهم من جريان الدرهم والدينار في يده! فكيف إذا كان هذا الإنسان يشعر بأنه فقد عزيزا عليه، أو معيلا له من دون سبب مستحق؟! اليوم تواجهون يا صاحب السمو مطلبا واحدا من كل هؤلاء الناس، وهو إحالة المعتقلين إلى المحاكم الشرعية، بتهم محددة وإطلاق سراح من لا توجد عليه تهمة! وهو، كما ترى، مطلب منطقي، وخذها نصيحة من محب لكم أن تتقبلوا هذا المطلب المشروع ما دام أنه في هذه الحدود، قبل أن تتكرر عندكم تجارب غيركم، وتبدأ المطالبات بالارتفاع، لتتجاوز هذا السقف إلى ما هو أكثر! وعندها نصل إلى نقطة اللاعودة، حيث تختفي الحكمة ويغيب العقل! فلا الناس يتنازلون ولا النظام يضحي خوفا على هيبته!
أما إن كان لكم رأي وموقف يمنعكم من تنفيذ هذه المطالب، فقولوه للأمة كي تعرف، وقد تعذر! وسياسة السكوت وعدم التعليق على الأحداث أثبتت الأيام فشلها، فالناس تحركهم مشاعرهم وقناعاتهم، ولم يعد للحل الأمني والعصا الغليظة مكانا في عصر فرض علينا أعرافا جديدة وغيّر ثوابت عريقة!
ياصاحب السمو…
اليوم الناس يعترضون ويتظاهرون، لكنهم يحبونكم ولا يتمنون إلا وجودكم، لأنهم مؤمنون بأنه عنصر استقرار للوطن ووحدة المملكة، فاستغلوا هذه المشاعر، قبل أن تتغير في زمان أصبح التغيير فيه عنوانا!
حفظ الله المملكة ومليكها وشعبها من كل مكروه.

محمد الوشيحي

منسق «رفس»…

قنبلة وانشطرت… ما نراه لا علاقة له بالتيارات السياسية، كل خمسة أنفار انشطروا وأسسوا حركة سياسية، وهذا لا يهم، المهم أن كل حركة حرصت على أن يكون اسمها من ثلاثة أحرف أبجدية، والويل لمن يزيدها والثبور لمن ينقصها، خذ عندك بدءاً من "حدس" مروراً بـ "نهج" و"حشد" و"معك" و"حدم" وليس انتهاءً بـ"عهد".
هو اتفاق ضمني غير مكتوب على أن تكون أسماء التيارات السياسية مكونة من ثلاثة أحرف، وأسماء الممثلاث الحديثات من أربعة أحرف "كفاح"، "غرور"، "صمود"، ووو…
ورحم الله أيامك يا غاندي، عندما أبلغه مناصروه، ضاحكين، أن جماعة لا يزيد عددها عن بضعة آلاف هندي انشقت عن المقاومة احتجاجاً على سلميتها، وأعلنت بدء المقاومة المسلحة، فطلب من أنصاره عدم الاستهانة بهم ولو كانوا مجرد آلاف، وأعلن عدم اعتراضه على انشقاق أحد، وإنما يكمن اعتراضه على "العنف" فقط.
ورحم الله أيام مراهقتنا، كان الواحد منا إذا أراد إثبات "رجولته"، وإقناع الآخرين أنه تجاوز مرحلة الطفولة واقتحم عالم الرجولة، لا يكلفه الأمر أكثر من تدخين سيجارة، وكانت اجتماعاتنا وقتذاك إما خلف "فرع الغاز" أو خلف "فرع البنك"، وما بين الفرعين كانت توضع خطط الخناقات، وكانت لعنات الجيران وشتائمهم ودعواتهم علينا تطاردنا، فيستجيب الله لها مباشرة، فتنهمر علينا عصيّ آبائنا… أما مراهق هذا الزمن المرعب، فقبل أن يكتمل نمو شاربه، وبعد أن يعود من المدرسة، ويرمي كتبه على سريره، يهرول مع أربعة من أصحابه فيشكلون تياراً سياسياً، ويجتمعون إما في مقر جمعية نفع عام أو في مقر نقابة، وبدلاً من أن تطاردهم اللعنات والشتائم تطاردهم كاميرات الصحف والفضائيات.
وهذه الأيام كثرت اجتماعات المدعو سعود (ابني الملقب "بو عزوز") بأصحابه في الروضة، وقد يشكلون تياراً سياسياً، وقد يشكلون جمعية نفع عام، أيهما أصعب، وسيختارون لتيارهم اسماً له علاقة بالدم والألم، "رفسْ" مثلاً أو "خنقْ" أو "طعنْ" أو ما شابه… وقد يتولى "بو عزوز" منصب المنسق العام، وقد يختار منصب "أمين السر"، الأكيد أنه لن يكون المتحدث الرسمي باسم التيار، فلسانه ليس بكفاءة يده، أبداً… دعواتنا له ولرفاقه المناضلين بالتوفيق.

حسن العيسى

ماذا تقولون اليوم؟

 قولوا لسلطتنا الحاكمة بأمر الله إن بضاعتكم ردت إليكم، ولن أكملها بمثل "زرع زرعتيه….". بضاعة السلطة وزرعها هما "نواب الصوت الواحد" الذين تفتقت قرائحهم وضمائرهم على المال العام والقومية العربية… وإلخ إلخ من ثرثرات استجواباتهم لوليّة أمرهم سلطة الإصلاح والتنمية والحريات العامة والخاصة، وكل ما صفقت له من قبل، وروجت من أجله للصوت الواحد هي وأتباعها من كُتاب وأشباه مثقفين يأكلون بفقههم الفستق واللوزينج، كما تنبأ أبو حنيفة النعمان لمستقبل صاحبه الفقيه أبي يوسف.
 نائب الضمير "سعدون حماد" الذي تفردت جريدة واحدة بالترويج له، والتطبيل لاستجوابه لوزير النفط -والله العالم بالأسرار– يتهم الوزير بعدد من التهم المضحكة، منها أن الوزير هاني حسين ترك عمله في الوزارة، وأخذ يعمل "بار تندر" في محطات وقود "كيوايت" خارج حدود الدولة وخارج سلطان قوانينها الجزائية، وأن شركات تابعة لمؤسسة البترول تتعامل مع سيدة إسرائيلية لعمل شراكة في رومانيا… وهنا يخلع النائب سعدون حماد ثوب التقوى والورع الدينيين ليضع رداء القومية العربية ويرفع سلاح المقاطعة ضد العدو الصهيوني!
 مثال سعدون حماد مجرد عينة بسيطة من مختبرات استجوابات تصفية الحسابات الداخلية والاستحقاقات المطلوبة لمراكز قوى متنفذة بالدولة، أما بقية استجوابات زملاء سعدون فهي من تلك الشاكلة وعلى هذه "الطقة"… لا يهمني تلك الاستجوابات ولا الجلباب الذي فصلته السلطة من أجلها في تركيبة مجلس "جماعتنا وربعنا" فظهر أنه على غير مقاسها، بل على مقاس مصالحه ومصالح متنفذين في بطن السلطة وقلبها… يهمني أن أعرف ردود فعل جماهير الفقيه أبي يوسف التي رقصت وانتشت بمرسوم الصوت الواحد، وأخذت تهلل لمستقبل الحريات المدنية وتطرز باللون الوردي عالم الأحلام للتنمية والسعادة والبهجة تحت ظلال الفكر المستنير لسلطة الحكم… ماذا تقولون الآن؟… وأنتم مع مجلسكم في أول الطريق… انتظروا وأبشروا بالخير القادم لسويسرا الخليج.

احمد الصراف

تدقيق ونجارة وتجارة

تمنع أبسط أخلاقيات المهنة في الدول المتخلفة، وأنظمة وقوانين واضحة وصارمة في الدول المتقدمة وشبه المتقدمة، قيام مدقق حسابات معتمد من مزاولة أي مهنة تجارية باسمه صراحة أو باسم أي من أقربائه، وذلك لأسباب وجيهة وقانونية عدة، فتضارب المصالح بين عمل المدقق أو المحاسب وبين ما يقوم بتدقيقه من حسابات الغير أكثر من واضح، فليس من أخلاقيات مدقق حسابات أي شركة تجارية أو استثمارية، أو حتى استشارية، العمل لحسابه الخاص بأنشطة مماثلة، أو حتى بأي نشاط تجاري آخر، فهو سيستفيد حتما، وبشكل كبير، من اطلاعه، أو اطلاع موظفيه على أرقام وأسرار حسابات خصومه التجاريين أو من ينافسونه في النشاط التجاري نفسه، وهذا سيتيح له فرصة التغلب عليهم بسهولة إن من خلال عقود التوريد، أو المناقصات الحكومية، أو حتى عناوين وأسماء الشركات التي يتم الاستيراد منها! كما بإمكان مدقق الحسابات معرفة نقاط قوة أو ضعف من يدقق حساباتهم، وسيفيده ذلك حتما عندما يقوم بوضع أسعار ما يبيعه من منتجات أو ما يقدمه من خدمات للغير.
وبسبب قصور في القوانين المنظمة لمهنة تدقيق الحسابات، أو الأصح قصور في تطبيقها، فلا وزارة التجارة قادرة أو راغبة في منع هذا التسيب، ولا جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية، التي مضى على تأسيسها 40 عاما، راغبة في التحرك، ووضع حد لهذه المخالفة الخطيرة، ربما لتعلق مصالح البعض من كبارها بهذه المهزلة. وبالتالي ليس أمامنا غير المشرّع، ولكن جدول أولويات مجلس الأمة والحكومة متخم بما «لا لذ ولا طاب من الأمور»، وبالتالي سيمر وقت طويل قبل أن يكون هناك مجال لتغليظ عقوبة قيام مدقق الحسابات أو محاسبي الشركات بمزاولة أعمال تجارية لحسابهم الخاص، وعليه نعود ونطالب الغيورين على سمعتهم في الجهة المعنية أكثر بالأمر، وهي جمعية المحاسبين والمراجعين بالتدخل والقيام بشيء لمعالجة هذا الوضع، خاصة أن أسماء مدققي الحسابات ممن يزاولون أعمالا تجارية علنا معروفة لديهم، أو هكذا يُفترض، حتى أولئك الذين يتسترون خلف أسماء إخوة أو أبناء! علما بأن بعضهم لم يتردد يوما في وضع اسمه الصريح، على جميع قوائم البيع في محلاته التجارية المتعددة!
* * *
• ملاحظة: نقلا عن «الحياة»، ذكر «الباحث الشرعي» في جامعة الإمام، محمد البقمي في أطروحته بعنوان: «الاتجار بالبشر: صوره وأحكامه وتطبيقاته القضائية» أن استغلال النساء جسدياً يتم عبر مجالات متعددة، أبرزها استغلالهن في وسائل الإعلام عموماً وفي الدعاية والإعلان خصوصاً، وفي العمل مضيفة وموظفة استقبال وكاشيرة، قائلا إن ذلك كله محرّم شرعاً، وبالتالي هو يستنتج بأن من الأفضل بقاءها في البيت.

أحمد الصراف