سنعيد ونزيد في الكتابة عن الحوار مرة أخرى وحتما ليست أخيرة، فالحوار ولا غيره سيحل مشاكلنا المعقدة والمتداخلة، ربما ذهاب المعارضة السياسية إلى الشارع والمظاهرات والخطابات ذات العبارات القاسية مباشرة بعد حل مجلس فبراير ٢٠١٢ كان أمرا متسرعا وخطأ وقعنا فيه جمعيا، فكان على نواب الأغلبية السابقة أن يجمعوا كل القوى السياسية ويضعوا تصورا لمستقبل الحياة الديموقراطية في الكويت ثم يطرقوا أبواب السلطة للتفاوض حولها، لربما كنا قد استطعنا احتواء الأزمة ووفرنا طاقاتنا وكرسناها للإصلاح والتنمية.
الذي يريد الذهاب إلى طاولة الحوار من المفترض أن يأتي دون شروط مسبقة أو تحفظات مسبقة، فلا يحق للتكتل الشعبي مثلا أن يشترط إلغاء مرسوم الصوت الواحد للدخول في الحوار، وفي المقابل يجب أن تأتي الحكومة للحوار بانفتاح دونما تمسك بأي قانون أو مرسوم بما فيها قانون الانتخاب ودون تحفظات على أي فكرة إصلاحية مطروحة بما فيها فكرة الحكومة المنتخبة، هكذا يفترض أن يبدأ الحوار لكي ينجح.
وأيضا لكي ينجح الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة، لابد أن يتواجد الجميع حول طاولة الحوار، كل التجمعات السياسية والمكونات الاجتماعية والطوائف الدينية الرئيسية، حتى غرفة التجارة يجب ان تتمثل في الحوار.
كما نتمنى أن يحظى هذا الحوار الوطني برعاية سامية من قبل صاحب السمو الأمير، فهو الحاكم والحكم بين الجميع، كما أن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، رجل سياسي يتمتع بعلاقات جيدة مع كل الفرقاء السياسيين، ويمكنه أن يترأس وبحيادية اجتماعات الحوار الوطني الذي نتمنى أن يبدأ بأسرع وقت.