خروج مصر من دائرة الصراع في الشرق الاوسط سيمهد الطريق للهيمنة المذهبية الايرانية على المنطقة، ومع الاسف الشديد ان بعض دول الخليج العربية، التي هي من أخرجت مصر، ستكون اولى ضحايا هذه الهيمنة..!! وستكون ايران المذهبية واسرائيل اول المستفيدين من سقوط حكم عقائدي وسطي كان يفترض ان ينقل مصر والعالم العربي والاسلامي الى لعب دور فاعل ورئيسي يقود ولا ينقاد!
اليوم تعيد اميركا ترتيب اوراق اللعبة بعد غياب ورقة مصر، فتعطي دور الجوكر لايران والمذهب وتُجلس دول مجلس التعاون على كراسي الاحتياطي علّ وعسى ان يكون لهم دور في المستقبل ان كان لهم مستقبل!
المشكلة ان البعض يظن ان الاخوان حكموا مصر بعد سقوط نظام مبارك ولذلك تم اسقاطهم، والحقيقة، التي يغفل عنها الكثير، ان الاخوان اوصلوا ممثلهم الى كرسي الحكم لكنهم لم يحكموا..! فمنذ اليوم الاول اعلن محمد مرسي استقالته من حزب الحرية والعدالة وانه اصبح رئيسا لكل المصريين! وحرص على عدم أخونة الدولة، ولذلك استعان منذ اليوم الاول بالمستقلين وحاول اشراك جميع الوان الطيف السياسي، لكنه لم يتمكن من ذلك لان خصومه من داخل مصر وخارجها خططوا لافشاله في كل خطواته، لذلك اصبح الذي يدير البلد هو مؤسسات الجيش والشرطة وماسبيرو! وهي مؤسسات تابعة للدولة العميقة، حتى ان مرسي عندما تمكن من ازاحة وزير الدفاع ومساعده فوجئ ان البديل كان من التربية والتوجيه نفسيهما – الدولة العميقة – وهذا ما حصل مع وزارة الداخلية عندما غير الوزير وألغى امن الدولة اكتشف، ولو متأخرا، ان الوزارة كلها امن دولة..!! وجاء دور الاعلام فقرر مجلس الشورى تغيير اربعة عشر رئيس تحرير جريدة ومؤسسة اعلامية، وكانت المفاجأة ان سبعة مقالات من كل عشرة مقالات تكتب بالاهرام او الجمهورية تشتم بالرئيس وتشوه مسيرته التي لم تكن بدأت بعد..!
ثم تبدأ المرحلة التالية من مخطط اخراج مصر من دائرة الصراع في الشرق الاوسط، فيتم قطع الكهرباء ومنع الكيروسين من الوصول الى محطات التعبئة ثم اضراب القطارات وتختتم بمشكلة سد النهضة الاثيوبي! كل ذلك لاثارة شعب الكنبة – كما يسمونهم – في مصر، وهي المجاميع غير المنتمية سياسيا، اي غالبية الشعب المصري، للخروج الى الشارع يوم 30 يونيو وهي المرحلة الاخيرة من مخطط التحرك لاسقاط الرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة الشرعية التي بعدها تدخل مصر في مرحلة من التوهان والضياع الامني والسياسي ثم الانهيار الاقتصادي، وبالتالي تخرج من دائرة الصراع الدولي لتتفرغ ايران، بمباركة اميركا، الى لعب دور محوري ورئيسي تعيد من خلاله ترتيب الادوار بالمنطقة بينما بعض دول الخليج منشغلة في صرف اموالها على الانقلاب ليزداد تمزق المجتمع المصري ومطاردة اصحاب الفكر الوسطي من ابنائها «قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا». صدق الله العظيم.
***
تمت احالة الرئيس المصري محمد مرسي وقيادات في جماعة الاخوان المسلمين الى المحكمة بتهمة التخابر مع حماس!
ومعلوم ان التخابر مع حماس لا يعتبر تهمة الا في اسرائيل فقط! فهذا خالد مشعل يتنقل من قطر الى الاردن الى الكويت الى الرياض الى المغرب ويستقبل استقبالا يليق به، لكن في مصر كأن الانقلاب يريد ان يكشف مبكرا عن هويته!
***
أُحرقت عشرات المساجد، وانتهكت حرمات الله في بيوت الله ولم نسمع من البعض كلمة استنكار واحدة، وعندما تم اطلاق نار على كنيسة، ثبت لاحقا تورط الداخلية في الحادث، قامت الدنيا عندهم ولم تقعد!