سامي النصف

هل يعقل أن يحب الطغاة شعوبهم؟!

يقال ان الطاغية ستالين كان يعشق روسيا، وترجم ذلك الحب بقتله 20 مليون روسي بدم بارد، ويقال كذلك ان الطاغية هتلر كان يحب الألمان ويرى أنهم أفضل أجناس الأرض، ومع ذلك يروي التاريخ ان قتلى ألمانيا خلال الخمس سنوات الأولى للحرب الكونية (1939 ـ 1944) لم يتجاوز 3 ملايين بينما قتل لهم بسبب عناد واستهتار هتلر بالدم الألماني 5 ملايين في العام الأخير للحرب بعد ان تحددت نتيجتها سلفا وغطت طائرات الحلفاء سماء الرايخ الثالث نتيجة لانهيار المضادات الأرضية الألمانية.

***

بدأ بعض اليونانيين ـ خيبهم الله ـ هذه الأيام برفع رايات النازية والفاشية التي نخرت بلدهم ودمرته إبان الحرب العالمية الثانية، حال هؤلاء كحال بعض العراقيين والإيرانيين وحتى الكويتيين ممن مازالوا يعشقون الطاغية صدام رغم ما فعله من جرائم في بلدانهم، لذا فالسكوت عن جرائم الطغاة وعدم فضحها بوسائط الإعلام والصحف والكتب سيحول ابن صبحة والقذافي ومن لف لفهم الى قديسين أبرار تقام المزارات حول قبورهم بعد موتهم ويسمى الأطفال بأسمائهم.. الخالدة!

***

ومن القواسم المشتركة للطاغيتين صدام والقذافي استباحتهما الشديدة لدماء شعبيهما، ونهبهما وأبنائهما لثروات بلديهما وتعديهما على أعراض نساء دولتيهما، ومن ذلك ما ترويه الكاتبة الفرنسية «انك كوجان» عن تمادي القذافي في التعدي على الليبيات وما سمعته شخصيا منقولا عن أقرب مقربي صدام من تعديه وأبنائه على أعراض حرائر أرض الرافدين.

***

آخر محطة: أكبر اهانة وجهها طاغية لشعبه هي ما قاله صدام إبان محاكمته من أن سبب غزوه للكويت أن الكويتيين تعهدوا بخفض ثمن الماجدة العراقية لعشرة دنانير، أي انه قابل مبدأ التعدي على أعراض حرائر ونساء العراق الشقيق وزعله وغضبه وخلافه هو فقط على السعر، وهذا منطق قوادي النساء لا قواد وقادة الأمم.

 

 

احمد الصراف

هل سنتقدم يوماً؟

يقول نجيب صعب إن «إدغار شويري، الفيزيائي في جامعة برينستون الأميركية، تساءل كيف يمكن للعرب أن يصيروا شركاء كاملين ومتساوين مع أولئك الذين يرسمون اقتصاد العالم وأمنه ومستقبله، اذا بقوا مجرد مستهلكين للعلوم والتكنولوجيا؟ وردّ على الذين يتبجحون بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها الحضارات العربية القديمة للعلوم الفيزيائية والأحيائية والرياضيات والفلك، ان ذلك يعود الى تاريخ قديم، وانه منذ القرن 12وهيمنة الفكر المناهض للعلم والعقل، حيث بدأ الإرث العربي العلمي بالانهيار، حتى صار وضعه محزناً، وأصبح العرب يقدرون المنجمين أكثر من علماء الفلك مثلا، الذين لا يعرفهم أحد على الرغم من منجزاتهم، ولكنهم يؤمنون بالمشعوذين وبالمنجمين أمثال حايك والشارني وقباني وليلى عبداللطيف، الذين يبيعونهم الأمنيات والأوهام، أكثر من اهتمامهم بعلم فلك حقيقي».
ويقول صعب ايضا إن الحقائق موجعة، ففي خلال 20 عاما صدرت 370 براءة اختراع لباحثين عرب مقابل 16 ألف براءة اختراع لكوريا الجنوبية، التي يبلغ عدد سكانها عُشر عدد سكان العالم العربي، في حين تجاوز عدد الهواتف المحمولة في العالم العربي 400 مليون، لا يتجاوز عدد الذين يقرأون كتاباً واحداً في السنة، عدا الكتب المدرسية، %5 من العرب. وقد كتب الشاعر يوسف الخال بحسرة وألم منذ 50 عاماً «أن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون»! فوفق تقرير التنمية الثقافية، الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، يبلغ معدل قراءة الكتب 6 دقائق سنوياً، في مقابل 200 ساعة في الغرب. وفي حين يقرأ كل 20 عربياً كتاباً واحداً في السنة، يبلغ معدل قراءة الأميركي 11كتاباً والبريطاني 7 كتب، والقراءة من الإنترنت مقاسة في عالمنا، حيث أن أرقام تنزيل الكتب عبره مخجلة جدا، ولو ألقينا نظرة على النقاشات العربية، عبر المدونات ووسائل التواصل الإجتماعي، لاكتشفنا ضحالتها! فأين العرب من عصر يحكمه العلم؟ ماذا فعلوا لمجابهة تحديات تأمين المياه العذبة وإنتاج الغذاء والطاقة المتجددة؟ ولماذا لايزالون يمارسون استيراد التكنولوجيات والآلات، مع الفنيين لتشغيلها وصيانتها. وإذا كان ممكناً استيراد البطاطا، فلا يمكن استيراد العلم، لأن هذا لا يؤدي إلا إلى تعميم البلادة الفكرية والعقم العقلي. كما أن تعلُّم كتابة لائحة العقاقير لا يكفي لصناعة طبيب، فلقب «دكتور» لا يصنع عالماً. ذلك أن العلم الذي لا يساهم في دفع البشرية إلى الأمام هو علم لا ينفع، ويتساوى في ذلك مع الجهل الذي لا يضرّ. ويكشف العدد الأخير من مجلة البيئة والتنمية فضيحة كيف استحصل آلاف العرب على شهادات مزيفة من جامعات وهمية، تمنح لقب دكتور لقاء مبالغ بسيطة.

أحمد الصراف