علي محمود خاجه

«انتهت… لا باس»

عدم إمكانية استمرار "دولة الرفاه" هو العنوان الأبرز الذي تداوله الرأي العام من برنامج الحكومة المقدم للمجلس، كما صاحب هذا العنوان ضرورة فرض الضرائب على المواطنين من أجل المساهمة في تقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية للبلد. وقبل الخوض بمسألة "الرفاه" لا بد من الإشارة إلى أن فرض الضرائب على المواطنين باعتقادي من أهم الواجبات التي يجب أن يؤديها المواطنون تجاه بلدهم؛ لما في ذلك من شعور ملموس بالمسؤولية لدى الجميع، وقد يخرج الشعب من حالة اللامبالاة التي تنتاب الأغلبية العظمى اليوم للأسف، بل قد يجعل رقابتهم على أداء مؤسسات الدولة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، وهو أمر كان يتوجب فرضه من بداية مسيرة الديمقراطية كي يتحول إلى ثقافة عامة بالمشاركة الفاعلة في بناء الوطن. عودة إلى موضوع انتهاء "دولة الرفاه" وهو ما يتوجب مناقشته بشكل موضوعي كي نتمكن من تقييم ما حدث، فبعد ما يقارب السبعين عاما من الشروع بتصدير الثروة الوحيدة وهي البترول مصدر الرزق الوحيد للكويت، دعونا نفحص ما تحقق خلالها من "رفاه": على الصعيد الصحي فخلال سبعين عاما من "الرفاه" الذي سينتهي قريبا تم إنشاء ما لا يتجاوز الـ15 مستشفى حكومياً، وفي القطاع التعليمي تم إنشاء جامعة حكومية واحدة بكليات موزعة على بعض مناطق الكويت وهيئة تعليم تطبيقي واحدة بكليات موزعة أيضا على بعض مناطق الكويت، أما بالنسبة إلى البنية التحتية فتم إنشاء محطات للكهرباء والماء لم تعد قادرة على استيعاب ما نستهلكه منذ عام 2006، أما بالنسبة إلى الطرق فعدد الخطوط السريعة التي تربط مناطق الكويت ببعضها لا يتجاوز عشرة طرق ومطارا واحدا وثلاثة موانئ بحرية، أما القطاع الرياضي فمحصلته 15 نادياً رياضياً لخدمة 3 ملايين مقيم على هذه الأرض، أما بالنسبة إلى السياحة والترويح فلا تتجاوز عدد مشاريع هذا القطاع الـ20 مشروعاً حكومياً طوال الأعوام السبعين، أما الإسكان فقد تمت تلبية طلب 100 ألف أسرة كويتية طوال هذه المدة. كمحصلة نهائية فإن ما تحقق من إنشاءات وبناء معماري للكويت وهي أحد أغنى بلدان العالم، وطوال 70 عاما من الثراء الفاحش، لا يلبي طموح حتى الدول الفقيرة، أما على الصعيد البشري فلا إنجاز دولياً كبيراً يذكر كي نبرر أن "الرفاه" المنتهي انصرف عن التنمية العمرانية، واستعاض بذلك بالتنمية البشرية فقط. كل ما سبق يثبت الفشل الذريع لحكومات الكويت بدءاً برئيس الوزراء المغفور له صباح السالم وانتهاء بسمو الرئيس جابر المبارك، وهو ما يجعلنا أمام واقع غير قابل للتزييف أو التجميل، وهو أن أسلوب تلك الحكومات سيئ بل سيئ للغاية، وهو الذي لم يتمكن من الإدارة الحصيفة في زمن "الرفاه والبحبوحة"، ولن يستطيع قطعا إدارتها بزمن التقشف. وبما أن المحصلة فشل، مما يعني ضرورة محاسبة الفاشل على إنهائه لـ"الرفاه" دون استغلال جيد له. لقد بات التغيير واقعاً ضرورياً غير قابل للتأجيل، وأنا هنا لا أتحدث عن التغيير في الأشخاص بل في النمط والأسلوب، وهو ما لن يتحقق ما دامت الأمور تدار بأسلوب عائلي يتنافس فيه أبناء أسرة واحدة للوصول إلى مراكز الحكم مستقبلاً. ضمن نطاق التغطية: قمت بحصر المنجزات التنموية دون مناقشة تردي أحوال معظمها وبقائها دون تطوير، وهي علة أكبر وأعظم بلا أدنى شك.

سامي النصف

حل إشكال قيادة المرأة السعودية للسيارة

في البدء نرجو ألا يختزل الإنجاز الحضاري السعودي الضخم في قضية واحدة مهما كانت أهميتها وهي «قيادة المرأة السعودية للسيارة»، فالمجتمع السعودي قفز قرونا الى الأمام خلال عقود قليلة فاستتب الأمن وأنشئت الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع وتمت توسعة الحرمين الشريفين بشكل غير مسبوق في التاريخ أو لدى مراكز العبادات الأخرى في العالم.

***

ومعروف أنه لا إشكال دينيا في قيادة المرأة للسيارة حيث لم تأت النصوص الدينية بتحريم الإسلام لقيادة النساء للدواب (سيارات ذلك العصر) فقيادة المرأة للسيارة هي إشكال اجتماعي لا ديني أشبه بتعليم البنات الذي بدأ كمعضلة اجتماعية كبرى، ثم انتهى الأمر بالإنجاز العلمي المبهر للمرأة السعودية وتخرجها في أرقى الجامعات في العالم وتقلدها أعلى المناصب في المملكة.

***

ولقيادة المرأة السعودية للسيارة فوائد عدة فهي تمنع الخلوة المحرمة دينيا بينها وبين السائق، وتحدّ من ظاهرة تحرش بعض السواق الجنسي بالأطفال وهو أمر خطير مسكوت عنه، كما توفر على الدولة وعلى الأسرة في السعودية مبالغ طائلة ولا يمكن في هذا السياق التذرع بما يمكن ان تتعرض له بعض النساء من غزل من الشباب وهو أمر تحدّ منه العقوبات الرادعة وستختفي تلك الظاهرة سريعا مع تعوّد الناس على رؤية المرأة تقود السيارة حالها حال شقيقاتها في دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية والعالمية.

***

آخر محطة: قد يكون من وسائل حل ذلك الإشكال التدرج حيث يمكن السماح للمرأة بقيادة السيارة في مناطق مثل الدمام وجدة والرياض كخطوة أولى، وبعدها يتم التوسع في باقي مناطق المملكة كي تنتهي بسلام تلك القضية المفتعلة التي ينتفع بها المغرضون.

احمد الصراف

علامات تجارية

على الرغم من أن غالبية أسماء السيارات تعود الى أسماء أصحابها أو مخترعيها، كفورد وتويوتا وهوندا ورولزرويس، أو اسماء الشركات العملاقة المنتجة لها، كجنرال موتورز وجيب، أو لرموز دينية كمازدا، فإنه يشاع أن اسم «مرسيدس»، الأشهر في عالم السيارات، يعود لاسم ابنة المدير المالي لصاحب الشركة «كارل بنز»! ولكن يقال ان Mercedes تم اختياره، لأنه أحد ألقاب السيدة مريم، وهو «سيدة الرحمة»! ويقال ان كارل بنز كان أول من اخترع سيارة تسير بدفع وقود البنزين عام 1901.
أما العلامة الأشهر في عالم الكمبيوتر، التي تساوي مئات مليارات الدولارات، وهي «أبل» أو التفاحة، فقد كان الاختيار الأخير لـ ستيف جوبز ، بعد تأخره لعدة اشهر في تسجيل علامته التجارية.
أما علامة غوغل (أو جوجل أو كوكل)، فـ{القبس} لا تزال ترفض استخدام الحروف الجديدة التي يمكن بها لفظ Google أو Gulf أو Gary بطريقة سليمة، فقد أطلق عليها مؤسسوها اسما يدل على القدرة القصوى في البحث والتخزين، وبالتالي وقع الاختيار على كلمة Googol، وتعني رقما متبوعا بمائة صفر! ولكن خطأ حصل في كتابة اسم الشركة على أول شيك ورد الشريكين من أحد المساهمين، دفعهما الى اختيار الاسم الذي ورد عليه وهو Google بدلاً من إعادة الشيك لصاحبه لتغييره! وهذا الاسم يساوي اليوم مئات مليارات الدولارات!
أما مؤسسا شركة HP العملاقة، الشريكان الصديقان بيل وديف، فقد احتكما الى عملة معدنية لتقرر نيابة عنهما اسم عائلة من منهما يسبق الآخر في اسم الشركة.
أما اسم شركة أجهزة الكمبيوتر الضخمة الأخرى «إنتل»، فقد كان صاحباها يودان اطلاق اسميهما عليها، ولكن تبين أن الاسم مستخدم لشركة فنادق شهيرة، فقاما باختيار الأحرف الثلاثة الأولى من «الإلكترونيات المتكاملة».
أما «بيل غيت»، الذي أيضا لا تتيح لي طريقة طباعة القبس كتابة اسمه كما يجب أن ينطق، فقد اختار اسم شركة برمجيات الكمبيوتر، «مايكروسوفت»، من بضعة أحرف من كلمتي «مايكروكمبيوتر، وسوفتوير» Micro computer soft ware.
أما سيارات مازدا فقد اختار لها مؤسسو الشركة المنتجة اسم إله الزرادشتيين «أهورا مازدا» ليطلق على أول سيارة تقوم الشركة بإنتاجها! وكانت الشركة أساسا متخصصة في صناعة قطع غيار مدافع حربية.
شركة الصوتيات «سوني» مشتق اسمها من كلمة sonus، وتعني باللاتينية صوت!
أما شركة كمبيوترات «صن» sun، التي أسسها أربعة من خريجي جامعة «ستانفورد»، فقد اشتق اسمها من الحروف الثلاثة الأولى من شبكة جامعة ستانفورد.
وكان المؤلف جوناثان سويفت هو اول من اختلق تسمية ياهو، في قصته الشهيرة «رحلات جوليفر»، وتعني التسمية المخلوق البشع المنظر والتصرف الذي لا يشبه الإنسان، وقد اختار مؤسسو «ياهو» الاسم لشركتهم لاعتقادهم بأن منظرهم «ياهو»!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

بل نهاية مرحلة التبذير الحكومي

إعلان برنامج الحكومة المقدم الى مجلس الامة بانتهاء دولة الرفاه لم يكن موفقاً لا في توقيته ولا في محتواه! فقد جاء في ظروف استثنائية، حيث اسعار النفط وصلت ارقاما قياسية خلال السنوات السبع الاخيرة، ومرشحة للمحافظة على مستوياتها لعدد من السنوات، كما ان احتياطي النفط في باطن الارض بالكويت يرتفع مع الاستكشافات الجديدة، ناهيك عما اعلنته شركة نفط الكويت من استكشاف كميات من الغاز قابلة للتصدير، أضف لكل ذلك ما تم اعلانه مؤخراً من ان الاستثمارات الخارجية لاموال صندوق احتياطي الاجيال القادمة بلغت هي الاخرى ارقاما غير مسبوقة، حتى اصبح دخل الاستثمارات يكافئ دخل النفط او قريباً منه!
بالمقابل، نجد ان نصف الكويتيين او اكثر يعيشون على راتب الوظيفة الحكومية الذي ـــ في معظمه ـــ لا يكفي الى نهاية الشهر، حتى اصحاب الكوادر، التي بلا شك جعلت رواتبهم مرتفعة قياسا مع غيرهم، لم يجعلهم غلاء الاسعار يستمتعون بهذه الكوادر، فاذا اضفت الى ذلك الارتفاع الجنوني لاسعار العقار السكني، مما جعل أقل ايجار للشقة يستهلك ثلث الراتب، وكذلك تغيير بعض انماط الحياة الاجتماعية والمعيشية، حتى اصبحت عرفاً تعوّد عليه الناس، مثل توفر الخادمة بالشقة قبل دخول العروس الجديدة لها، وتردي الخدمات الصحية الحكومية، مما جعل المواطن يفقد الثقة بها ويضطر للذهاب الى المستشفى الخاص، وكذلك تردي الخدمات التعليمية، وتسابق الكويتيين لتسجيل ابنائهم في المدارس الخاصة عل وعسى ان يتخرج فيها وهو يتكلم الانكليزية بطلاقة ويفهم ما يقرأ، كل ذلك جعل المواطن لا يشعر بأنه يعيش في دولة رفاه، لانه منذ استلام راتبه وهو يحاتي كيف سيوزعه والى متى سيكفيه!
لكن…..!!
لكن ذلك لا يعني انه لا يوجد اسراف لدينا، والاسراف والتبذير ظاهرة لا يجوز تحميلها المواطن فقط! فالمواطن مهما بذخ لا يمكن ان يشكل بذخه عشرة في المائة من البذخ والهدر الحكومي، ولعل اقرب مثال على ذلك ما صرفته الحكومة لدعم النظام الانقلابي في احدى الدول الشقيقة! واتمنى ألا اسمع من يكرر مقولة المصلحة الوطنية تستلزم تصرفات قد نستنكرها! لان الايام اثبتت انه لا مصلحة في دعم نظام لم يستقر حتى الان، لان معظم قطاعات شعبه رافضة له!
واستغرب قول البعض ان الهدر الحكومي لا يعني شيئاً بالنسبة للميزانية! وأقول ان المشاريع لدينا تبدأ برقم وتنتهي بأرقام! وهذا اكبر هدر تتبناه جهات حكومية، حتى ان وزير الاشغال، وهو من القلة المجتهدة بالحكومة، حاول وقف هذا النوع من الهدر لكنه ووجه بمافيا المشاريع، التي كادت ان تقتلعه من منصبه، واتمنى من الاخ الوزير الصمود. ناهيك عن ان بعض المشاريع يتم التخطيط لها وتستوفي دورتها المستندية بشفافية ووضوح، ثم بقدرة قادر يتم ايقافها لاسباب ظاهرها الحرص على المال العام، وباطنها البحث عن مدخل لأكل الكتف! ولعل مشروع جامعة الشدادية، وما تم الاعلان عن مدة المشروع، اكبر دليل على الفساد والهدر الحكومي! ثم تكتمل المسرحية الهزلية بحوادث الحرائق المتكررة لهذا المشروع الحيوي.
بقي ان أشير الى ان الهدر الآن يحدث في الاستثمارات الخارجية، ومن يعرف اسباب تغيير رئيس مكتب الاستثمار في لندن يدرك حجم الكارثة القادمة في الاستثمارات، كذلك مازال بعض ابناء الاسرة يتصرف وكأن الديرة ملك خاص له، البيت بيت ابونا والناس ناشبونا!
عزيزي سمو الرئيس.. اذا اردت ان توقف الهدر وتجعل المواطن يتفاعل معك، ويتجاوب لما تخطط له، فأقنعه اولا بأن الهدر الحكومي توقف! هنا فقط سيلتفت المواطن الى نفسه ويطالبها بتحمل تبعات المرحلة الجديدة، وان كنت انا شخصيا لا ارى سببا للتضييق على معيشة المواطن ان ضبطنا مصروفاتنا.