علي محمود خاجه

لوزارة الشباب… مع التحية

لم أفهم ما هو دور الوزارة الجديدة حين تأسيسها "وزارة الشباب" تحديداً، ولكن ما أعرفه جيداً أنه من المعيب جداً أن تتأسس وزارة و يحدد لها مسمى قبل أن يتم تحديد أهدافها أو هيكلها التنظيمي وسبل تحقيق تلك الأهداف. عموماً وبعد خطأ تأسيس وزارة بمسمى بلا هوية تم تحديد ما يسمى بالأهداف العامة المستدامة التي تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، وهو ما أقتبسه حرفياً من حساب الوزارة على "تويتر": القسم الأول، وهو الإبداع ويركز على جوانب الابتكار والموهبة والتكنولوجيا الرقمية، أما القسم الثاني، فهو القدرة التنافسية الوطنية ويتضمن التعليم والعمالة والإنتاجية وروح المبادرة، في حين يركز القسم الثالث على القيادة والمشاركة من خلال المشاركة الديمقراطية، أما القسم الرابع والأخير، فيركز على النسيج الاجتماعي عبر اهتمامه بالصحة والإدماج والرياضة. الأهداف المذكورة أعلاه معقولة جداً وتغطي مناحي أساسية في اهتمامات الشباب، لكننا اليوم بعد مرور ما يقارب العام على تأسيس هذه الوزارة لا نجد أي خطوات عملية تذكر في سبيل تحقيق تلك الأهداف، ولا أعتقد أن من الممكن تحقيقها دون أن يكون هناك هيكل إداري ثابت ومعلن، وحسبما أعلم فإن الوزارة اليوم، وبعد مرور ما يقارب العام على تأسيسها، تتكون من وزير ووكيل ووكيل مساعد ومجموعة متطوعين من الشباب! بمعنى أن لدينا وزارة بلا موظفين وبأهداف مستدامة معلنة بعد التأسيس ولا يوجد كادر من الموظفين لتحقيقها أصلاً. لا أهدف إلى مجرد نقد الوزارة في هذا المقال بل المهم بالنسبة إلي هو أن يكون لدينا وزارة بفكر وعقلية جديدة تعنى فعلاً بالشباب، وهم الأغلبية العظمى من الشعب الكويتي، وهم أيضاً الأكثر سخطاً من الأوضاع القائمة في المجالات المختلفة، وعليه لا بد أن يكون ما يقدم له مختلفاً عن بقية الوزارات بفسادها وبيروقراطيتها المتراكمة على مر سنين التخبط. لذلك لا بد من موظفي الوزارة الثلاثة أولاً التمرد على قيود الرتابة التي أهلكت بقية الوزارة، وهي فرصة قد لا تتكرر في وزارات أخرى لتراكم العقبات، وهو ما يتطلب صلابة في الموقف أمام بقية جهات الدولة من أجل أن يكون نموذج وزارة الشباب موائماً لما يحتاجه الشباب فعلاً بعيداً عن كتابنا وكتابكم، ولجنة منبثقة من لجنة، وغرفة للطابع وأخرى للختم وثالثة للتوقيع، وتكدس وظيفي غير مفهوم، وبقية ترهات الوزارات الأخرى، أما ثاني الخطوات فيكون تحقيق متطلبات الشباب الملموسة والمادية فور طلبها كتوفير المنشأة والمادة وتسهيل الإجراءات لتحقيق غاياتهم، وهو أمر من السهل معرفته خصوصاً بعد مؤتمر "الكويت تسمع"، وهو ما سيترتب عليه بلا أدنى شك الوصول إلى الأهداف المعنوية للشباب كالمشاركة والقيادة وصنع القرار. ما يزعجني دائماً هو أن معظم مشاكل الكويت إن لم تكن جميعها سهلة الحل لتوافر الموارد لتحقيق الحلول سواء كانت موارد بشرية أو مادية أو إبداعية، ولكننا أمام حواجز غير مبررة تعيق حل مشاكلنا، وهو ما أتمنى أن تقدم وزارة الشباب على كسره في أسرع وقت ممكن. خارج نطاق التغطية: محافظ البنك المركزي محمد الهاشل: الإيرادات النفطية لن تغطي النفقات من 2017.

سامي النصف

المزيد عن التوحيد!

كنت ومازلت من المؤمنين بقوة بقضية الوحدة الخليجية التي أعتقد انها بحاجة إلى ساسة ومفكرين ومنظّرين كحال منظّري الوحدة العربية ووحدة الهلال الخصيب والوحدة الأوروبية.. إلخ، وضمن ذلك الإيمان كتبت ونظّرت لوحدة شركات الطيران الخليجية كي نخلق منها شركة طيران عملاقة كحال الاندماجات بين شركات الطيران والسيارات وغيرها والتي تمت في أميركا وأوروبا دون ان يقول احد عمن دعوا أو قاموا بتلك الاندماجات انهم غسلوا ايديهم من شركاتهم، وبالتبعية من يدعو لوحدة الدول الخليجية يعني انه.. غسل يده من إصلاح بلده!

***

ضمن النقاش الموضوعي المطلوب لتلك القضية وغيرها من قضايا وحدوية خليجية، ما طرحه الزميل حمد السريع الذي رأى من خلاله ان الكويت ستدفع مبالغ خيالية لذلك الاندماج نظرا لفارق حجم الأساطيل بين «الكويتية» وشركات «الطيران الخليجية» وقد يكون سوء الفهم سببه الخلط بين شراء السيارات الذي يدفع «كاش» وشراء الطائرات الذي لا يدفع «كاش» أبدا بل على دفعات صغيرة في البداية تتعاظم مع قرب مواعيد التسليم، ومن ثم فالمئات من الطائرات الخليجية القادمة لم تدفع قيمتها الدول المعنية بل يمكن الوصول لمعادلة لكيفية مشاركة الدول في تحمل الكلفة بنسب مختلفة كما حدث إبان اندماج الشركات الأوروبية والأميركية مما تباينت أحجامها واحجام الدول والولايات التي تخدمها، ولم يقف هذا التباين عائقا امام اندماجها.

***

آخر محطة: (1) سبب آخر للحاجة لوحدة شركات الطيران الخليجية هو التحديات المستقبلية القادمة لها جميعا وأولها ما قد يصدره الاتحاد الأوروبي ضدها من قرارات وقد تتبعه دول أخرى ما قد يحد من تشغيل شركات الطيران الخليجية للبلدان المختلفة.

(2) ما طرحناه هو اجتهاد له أجران ان أصاب وواحد ان أخطأ.

احمد الصراف

دعونا نحب

نقل عن ونستون تشرشل، السياسي البريطاني الشهير، أنه قال: «لن تصل الى غايتك ان توقفت لترمي الحجارة على كل كلب يعوي عليك».
تذكرت تلك المقولة، وانا استمع الى تساؤل صديق عن سبب دعوة شخص يكرهه الى حفل أقمته أخيرا في بيتي، وقال إنني «طحت من عينه»! وقد تركت الرد عليه لمناسبة أخرى، ولكن سؤاله لفت نظري، وأنا في هذا العمر، عن السبب الذي يدفع البعض الى أن يعطي من يكره كل هذه الأهمية! ولماذا يكرهون – أصلا – والحياة قصيرة، ولا تحتمل كل هذا البغض؟! ألا يعلمون أن أحسن علاج للبغض أو الكراهية هو أن ننسى من نبغض ولا نتذكره، وكأن لا وجود لهم؟! فتذكرنا لهم في كل مناسبة دليل سيطرتهم على مشاعرنا، وتحكمهم في عواطفنا، وتسببهم في إيذائنا، على الرغم من عدم علمهم بذلك.
وقد قرأت قبل فترة طرفة تتعلق بقصة الكراهية عن والتر بارنس، لاعب «الغولف» الشهير الذي عمّر طويلا، والذي كان يتواجد في الكنيسة فقط،عندما يكون الطقس غير مناسب لممارسة لعبته المفضلة. وفي نهاية عظة أحد تصادف وجوده فيها، وتعلق موضوعها بالمحبة والغفران، سأل القس رعيته عن الذين تمكنوا من أن يغفروا لأعدائهم. وهنا رفع %80 من الحضور، من رجال ونساء أيديهم. واعاد القس السؤال عن أولئك الذين يودون بالفعل أن يغفروا لمن أساء اليهم، فرفع الجميع اياديهم، إلا والتر بارنس، الذي اكتفى بالجلوس صامتا. فنظر القس باتجاهه، وقال: من الواضح يا سيد بارنس ان الطقس ليس جيدا اليوم للعب، ومن الجميل ان نجدك بيننا، ولكن ألست راغبا في ان تغفر لأعدائك الذين لا شك تكرههم؟ فرد بارنس بخشونة قائلا: ليس لدي عدو واحد!
فقال القس: يا سيد بارنس، هذا امر غير عادي أبدا! ما هو عمرك يا سيدي؟ فرد بارنس: ثمانية وتسعون عاما! فكرر القس وراءه متعجبا: ثمانية وتسعون عاما؟! وهنا وقف كل الحضور في الكنيسة تحية لإنجاز السيد بارنس. وهنا طلب القس منه ان يتقدم ويخبر الجميع كيف استطاع شخص بعمره المديد أن يعيش وليس له أعداء في هذا العالم، ولا أشخاص يكرههم. فقام السيد بارنس من مكانه ومشي متثاقلا في الممر، ووقف أمام المنبر واستدار للحضور، وقال ببساطة متناهية: «لقد مات جميع الأوغاد الذين كنت أكن لهم العداوة، فقد عشت أطول منهم جميعاً، وأصبحت بلا أعداء!».
قال جملته تلك وعاد بصمت إلى كرسيه.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

إيران.. الخطر القادم

كنت اظن ان الفكر الممسوح بالصبغة الدينية لدى ارباب الحكم في ايران هو الذي يرسخ المبادئ العامة في التعامل مع الآخرين، انطلاقا من المفاهيم القرآنية والسياسات الشرعية! وساعد على هذا الفهم بعض الشعارات الثورية ذات المسحة الدينية التي اطلقها الخميني مع بداية انطلاق الثورة الايرانية في اواخر السبعينات مثل «اميركا الشيطان الاكبر»، الا ان هذا الفهم سرعان ما تلاشى عندما فاجأتنا الثورة بشعار جديد وغريب وخطير!! وهو «تصدير الثورة لدول الخليج»! وفعلاً بدأ الايرانيون يصدرون ثورتهم الى الطرف الاضعف من جيرانهم وبدأوا باغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات النفط الخليجي المتجهة الى الشيطان الاكبر وحلفائه الاوروبيين! مما حدا بدول الخليج الى الارتماء في حضن هذا الشيطان ورفع علم بلاده على سفنهم لحمايتها من انتحاريي الثورة الاسلامية في ايران الذين علقوا في رقابهم صكوك الجنة!! وكانت الحرب العراقية – الايرانية قد بدأت مع قدوم الخميني لايران واستمرت مستعرة تقدم آلاف الضحايا يوميا في معارك اشبه بالعمليات الانتحارية منها للحرب النظامية! مما جعل دول الخليج تظن ان تصدير الثورة قد بدأ ومن البوابة الشرقية للخليج، وهذا ما جعل اهل الكويت يظهرون تعاطفهم مع العراق في هذه الحرب! ولان اتباع ايران منتشرون على الساحل الغربي لهذا الخليج فقد بدأوا بالتحرك السريع لتوصيل رسائل دموية لمن يهمه الامر لوقف دعم العراق واعطاء الفرصة لايران لاجتياحه! فبدأوا بتفجير موكب سمو الامير في منتصف الثمانينات، وتحركت خلاياهم النائمة لتفجير المنشآت النفطية ثم المقاهي الشعبية، وبدأ الدم الكويتي يسيل بسبب موقفه من الحرب الظالمة، وعندما تبين للايرانيين ان هذه الاعمال الاجرامية لم تفت في عضد الكويتيين واصرارهم على صمودهم بدأوا في حرب فعلية ومباشرة على المنشآت الحيوية في البلاد فأطلقوا ثلاثة عشر صاروخا من نوع «سلك وورم» فدمر وخرب وقتل ومع هذا استمرت الكويت في موقفها من الحرب دون تراجع او خضوع، واستمرت ايران في عدائها لدول الخليج، فأعلنت عدم تراجعها عن احتلال جزر الامارات وتدفقت خلايا التجسس على الكويت لتكون خلاياها النائمة تحركها في الوقت الذي تراه!!
اليوم ترى ايران ان مصلحتها في التعاون مع الشيطان الاكبر، ويبدو انهم اكتشفوا اخيرا ان شعاراتهم لم تكن صحيحة، لا معنى ولا محتوى، فأصبحوا يرون في عدو الامس حليفا ضروريا، واصبح الشيطان اليوم من الملائكة!! وطبعا الاميركان «ما صدقوا خبر»، فها هم يمدون يدهم اليمنى للايرانيين ويصفعون باليسرى وجه الخليجيين وكأنهم يقولون لهم ان السياسة ليس فيها صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، بل مصالح دائمة!!
طبعا هذا الموقف الاميركي أفرح اذناب ايران وجعلهم يتشمتون بدول الخليج، بل وصل الامر الى ان يهددوا الكويت واهلها بضرورة احترام ايران الدولة الكبرى، حتى قال احدهم «يجب ان يفهم الجميع ان ايران دولة كبرى….»!! «ويجب ان يفهم الجميع انه لا يوجد خليجي يتمنى ان تحكمه ايران التي لم تبد يوما اطماعا في اي دولة خليجية»!! هذا مسؤول سابق في حكومة دولة الكويت التي يهددها بوجوب ممارسة سياسة جديدة مع ايران، والغريب انه ينكر ان ايران لديها اطماع في دول الخليج!! بل وصل به الافتراء على التاريخ ان قال «ايران جارة كبيرة للكويت ولم يصلها منها اي اذى او ضرر»!
حان الوقت يا حكامنا الاعزاء الى الاتحاد ولو كونفدرالياً للوقوف في وجه الاطماع الايرانية في الخليج التي ستتوسع بعد إلغاء مفهوم الشيطنة الاميركية من قاموسها وبعد ان اعطى الاميركان فرصة لبشار الاسد لينحر من تبقى من الشعب السوري وبعد ان تعهدت ايران بممارسة دور شرطي الخليج!!
لم يعد مقبولا يا حكامنا الافاضل الا الاتحاد في وجه المتغيرات الجديدة واشعار الآخرين انكم دول تستحق البقاء والاحترام، وهذا طبعا يستلزم عدة امور، لعل اهمها وحدة الصف الداخلي وهو صف لا يختلف اثنان على تفككه اليوم وحاجته الى الترميم!