سامي النصف

لا تطعنوا جيوشنا بالظهر في يوم انتصارها!

ما يمنع تفتيت وطننا العربي من 40 الى 60 دويلة ولربما أكثر هو وجود جيوش عربية قوية قادرة تحترمها وتجلها وتفخر بها شعوبنا العربية، لذا نطلب من بعض التوجهات السياسية التوقف عن «شيطنة» جيوشنا العربية والحض على كراهيتها والتعامل معها على انها جيوش احتلال اجنبية تجب محاربتها والتحريض على قتل قياداتها وافرادها.

***

قبل اربعين عاما انطلق الجيشان العربيان المصري والسوري في هجوم كاسح استردوا خلاله كرامة الجيوش العربية التي سفحت وسفكت قبل ذلك بست سنوات وقد شاركهم في حرب الكرامة تلك الجيش المغربي والجزائري والعراقي، والجيش الكويتي الذي كان الوحيد الذي لم يكتف بالدعم المالي الذي اقرته قمة الخرطوم 67 بل كان الوحيد كذلك الذي حارب على الجبهتين المصرية والسورية معا.

***

ان النتيجة المنطقية لتدمير جيوشنا العربية كما تسعى لذلك بعض التوجهات السياسية العربية تعني نشر الفوضى وتدمير الاقتصاد وبدء الحروب الاهلية الدائمة «الصوملة» وما ينتج عنها من تفتيت وتشطير وانقسام وخلق «دويلات» على انقاض «الدول» وفتح شهية الامم الأخرى لاحتلال اراضينا، لذا فالوضع الامثل للمعارضة في مصر هو الانخراط في مشروع خارطة الطريق التي ستؤمن قريبا قيام انتخابات رئاسية ونيابية حرة نزيهة تحت اشراف قضائي ودولي بدلا من فرض شروط استحالة مثل اعادة مرسي للكرسي!

***

في سورية، كذلك على قوى المعارضة العاقلة والرشيدة لا المتشددة والمتطرفة والتكفيرية قاطعة الرقاب وسافكة الدماء التي يجب ان تحارب من قبل الجيشين النظامي والحر معا، ان تصل الى اتفاق مع الحكومة ينص على وقف اطلاق فوري للنار وبدء الاعداد لمفاوضات «جنيف 2» الذي يجب ان ينتهي بانتخابات رئاسية ونيابية حرة في سورية العام المقبل تحت اشراف قضائي ودولي وان يتوقف القتال بعد سقوط مائة ألف ضحية خير من ان يتوقف لاحقا بعد سقوط مليون شهيد وارتفاع حساب الدم بين شرائح السوريين مما يمنع بقاءهم ضمن دولة واحدة وتلك كارثة الكوارث التي يصغر امامها ما حدث خلال العامين الماضيين، والنظر للمستقبل خير من التحسر على الماضي.

***

آخر محطة: 1 – التهنئة للشعبين المصري والسوري خاصة ولشعوبنا العربية عامة بمناسبة مرور 40 عاما على حرب اكتوبر 73 المجيدة.

2 – (ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) هل يجوز ومصر تحتفل بانتصارات 6 اكتوبر ان ينسى دور الرئيس الطيار محمد حسني مبارك فيها وان يتم ظلما وعدوانا نزع الاوسمة والنياشين التي حصل عليها عبر مشاركته في حروب 56 و67 و73 دفاعا عن مصر؟!

احمد الصراف

السوريالية السورية

السوريالية Surrealism هي حركة ثقافية بدأت في عشرينات القرن الماضي، وتمثلت في شرح وتصوير التناقض بين الواقع والخيال والحلم واليقظة.
قامت قبل فترة مجموعة من طلبة الإعلام في جامعة الكويت بإعداد فيلم عن تجربة احتضان زوجين قادرين على الإنجاب لطفل غير معروف الأبوين. وهدف معدو الفيلم للترويج لفكرة إنسانية جميلة، ولفت الأنظار لأمر طالما حاولنا التستر عليه، وكأنه غير موجود! النادر هنا هو موافقة وزارة الشؤون على طلب التبني، فهناك المئات، وربما الآلاف ممن هم على استعداد لتبني طفل أو طفلة من دار «أيتام الشؤون»، أو غير معروفي النسب، إما لأنهم محرومون من الذرية، وإما لرغبتهم في القيام بعمل يفيد المجتمع، فما قام به هشام الطواري وصفا الفيلكاوي بتبنيهما الطفل محمد، تصرف رائع نتمنى أن نجد له صدى جميلاً في مجتمع قبيح بنفاقه وانغلاقه، خاصة عند تعلق الأمر بقضايا تحدث يومياً في أي مجتمع، ولكن محاولة التجمل بالكذب التي يعيشها الغالبية تمنعنا من الاعتراف بوجودها، وكأن إنكارها سيقضي عليها في نهاية الأمر. ومعروف أن المجتمعات الإسلامية، وبسبب حادثة دينية محددة ورد ذكرها في القرآن، هي الوحيدة التي لا تعترف أو تقر بموضوع تبني غير معروفي النسب. وقد لفت قارئ حريص نظري إلى ملاحظة دقيقة تتعلق بالواقعة المؤلمة التي تعرضت لها، أخيراً، مجموعة من الفتيات التونسيات اللاتي قمن، وبرغبتهن، كما صرّح وزير الداخلية التونسي، بالتسلل لسوريا وممارسة الجنس مع مجموعة من المقاتلين، تطبيقاً لفتوى «جهاد النكاح»، وكيف أنهن عدن بعدها إلى بلادهن وهن حوامل! وقد أثارت الحادثة، وما زالت، ردود فعل عديدة، ليس بينها أي رد من جهة دينية، ربما لاعتقادها بأن ليس في الأمر ما يشين، لأنهم سبق أن أقروا هذا النوع من «الجهاد الجنسي»! ويستطرد القارئ قائلاً: إنه طالما أن قوانين المجتمعات الإسلامية لا تقر التبني، فكيف سمح مشايخ الصحوة، أو الغفوة، لأولئك النسوة بممارسة عملية جنسية مع عدد غير معروف من الرجال في الفترة نفسها، وهم وهن على يقين بأن ما سينتج عن ذلك النكاح سيكون حتماً ابن سفاح؟ فمن هو والد من في أحشائهن؟ ألا تبدو الصورة هنا سوريالية عجيبة؟ وكيف نقبل أو نسعى لأن يكون هناك أبناء مجهولو النسب، ونصرّ في الوقت نفسه على تحريم الاعتراف بهم أو حتى بتبنيهم؟ أوَلا يشبه هذا الوضع، مع الاحترام للشخصية البشرية والفارق بين الكائنين، أن يحرم مجتمع ما تناول لحوم الخنازير وبيعها وشراءها، ويسمح في الوقت نفسه بتربيتها وإقامة مزارع لها؟!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

وزارة الداخلية

هذه بعض الملاحظات على أداء بعض أجهزة وزارة الداخلية، شجعني على كتابتها وجود وزير جادّ ووكيل وزارة معروف بنزاهته وسمعته الطيبة، مما يعطي أملاً بإصلاح ما أفسده الدهر…!
الملاحظة الأولى: التعامل مع «البدون»
ما زال البعض يرى في البدون أنهم مجموعة من العراقيين الذين أخفوا جوازاتهم، وأن معظمهم من حزب الدعوة العراقي وأنهم خارجون على القانون ولا يحملون في قلوبهم إلا الحقد والكره للكويت وأهلها…!
هذه النظرة السوداوية الظالمة جعلت التعاطي مع هذه القضية يأخذ منحى القسوة والعنف وإنكار الواقع من قبل بعض الإدارات المتلاحقة للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، والتغاضي عن كون هذه الشريحة هم الجيل الثاني لفئة عاشت في الكويت قبل أكثر من نصف قرن، وكان آباؤهم يحملون السلاح في الصباح يحرسون منشآتنا، وفي المساء يجلسون في البيوت ينتظرون حل مشكلتهم يأتيهم مع أخبار الصباح دون جدوى! ثم يأتي هذا الجيل ليسلك مسلكاً آخر في المطالبة بحقوقه وهو المسيرات السلمية، لأنه منذ نشأته وهو يسمع أن الكويت بلد الحريات، ولكنه فوجئ بقسوة التعاطي معه من قبل الأجهزة الأمنية بحجة أن مسيرته عطلت السير…! وليسمح لي الأخوة في الوزارة، هل سمعتم عن مسيرة تمشي فوق السطوح مثلاً أو على الأرصفة؟! شيء طبيعي أن تكون المسيرة في الشارع، ولو كان هناك حسّ أمني لدى بعض القياديين لتركوهم يكملون مسيرتهم التي ستنتهي خلال دقائق، ويلقي أحدهم خطاباً ينفّس فيه عما يختلج في نفوس العشرات منهم ويمتصّ غضبهم ويطفئ نار الفتنة عند المتهورين منهم والمحبطين، ولكن الحكمة أحياناً تضيع في هذه المواقف، فيكون التعامل العنيف وكأن المسيرة بدأت بتكسير محلات أو رمي سيارات الشرطة بالمولوتوف لا قدر الله …! لذلك، أتمنى أن يستعجل الأخ الوزير، الذي يعلّق الكثير عليه آمالاً كباراً، أن يحل هذه المشكلة، فيبادر بتجنيس من يستحق الجنسية منهم، ويتعامل مع البقية وفقاً لتصور يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم والعيش الكريم، ولقد قدّمنا وقدّم غيرنا تصورات للحل منذ سنوات عدة، ولكنها لم تر النور بسبب النظرة الظالمة للبدون من البعض المؤثر بالقرار والتي أشرنا إليها في أول هذا المقال.
• الملاحظة الثانية: الإدارة العامة للتحقيقات
عشت موقفين مع هذه الإدارة، الأول شكوى تقدم بها أحد أبنائنا إلى المحقق في أحد المخافر ضد أحد البلطجية في المنطقة، حيث هدده بالسلاح وهو في وضع غير طبيعي، ثم فوجئ بأن المحقق يعرف هذا البلطجي من كثرة الشكاوى عليه، وكثرة التعهدات التي وقعها ولي أمره، وبدلاً من التحفظ عليه تم أخذ تعهد جديد…!
الموقف الثاني معي شخصياً…! فقد تقدّمت بشكوى ضد إحدى المربيات التي اتهمتني بأخذ مناقصة من وزارة الدفاع بمائة وعشرين مليوووون دينار، وقد جاءت للمحقق واعترفت بجريمتها في حقي، وبعد أشهر عدة من تعال وروح استكمل التحقيق وأصبح الملف جاهزاً للمحكمة، ولكن ما الذي حصل..؟ مرت أشهر عدة أخرى وما زال ملف القضية في إدارة التحقيقات! ما هو السرّ في هذه النائبة التي ابتلينا بها؟! سمعنا مايشاع أن وراءها هاموراً! لدرجة أن شخصية برلمانية رفيعة المستوى اتهمها بالتحرك وفقاً لقاعدة «السيل يتبع الليان»! ولكن ما علاقة وزارة الداخلية بهذه النائبة وارتباطاتها؟! هذا وأنا الشاكي اللي عندي وسائلي للدفاع عن حقي والمطالبة به، فكيف بالمواطن المسكين اللي ما له إلا الله يرفع إليه يديه آخر الليل يطلب منه الفرج؟!
أتمنى من الأخ الوزير أن يضع حداً للقضايا التي تتعطل بالإدارة العامة للتحقيقات، مع أن المدير العام فيها مذكور بالخير ونظافة اليد، ولكن هذا واقع لا يمكن تجاهله.