كما في المتاجر الكبرى، هناك، إلى جانب المدخل، غرفة صغيرة مخصصة للأطفال، فيها ألعاب وكرات ملونة ومراتب مطاطية مهيأة للقفز عليها وغير ذلك من تسالي الأطفال، هدفها إبعاد الأطفال عن ذويهم فترة التسوق، وإشغالهم، كي يتفرغ الكبار، في حين يلهو الأطفال بالألعاب، بعد أن تطلب منهم مسؤولة الحراسة خلع نعالهم حتى لا يؤذي بعضُهم بعضاً.
انتخابات المجلس البلدي هي الغرفة الصغيرة المخصصة لإشغال الأطفال بالكرات الملونة والمراتب المطاطية، الموجودة عند المدخل، كي يتفرغ الكبار لما هو أهم من اللعب، بشرط أن يخلع الأطفال نعالهم كي لا يتأذى أحد منهم، لكن هذا ما لم يحدث في انتخابات البلدي، بعد أن تعالت صيحات الأغبياء: "لا تتركوا كرسي القبيلة / الطائفة / العائلة"، أي أن الأطفال لم يكتفوا باللعب بنعالهم المحملة بالأوساخ، بل أدخلوا معهم أدوات حادة وخطرة، أمام أعين المسؤولة عن حراسة غرفة اللعب، حتى لا أقول "برغبتها".
هذا مع يقيني أن صلاحيات العضو في جمعية تعاونية أهم من صلاحيات العضو في المجلس البلدي، بيد أن الجمعية التعاونية لا تمنح أعضاءها سيارات، ولا تتم تغطية اجتماعاتهم إعلامياً.
المضحك أن مرشحي البلدي، بل والناخبين، يعلمون أن المجلس البلدي ليس إلا "مسدس ماء" إذا ضغط الطفل على زناده أطلق صوتاً مسلياً وموسيقى وبعض الأضواء الملونة، فنتظاهر نحن بالإصابة، ونسقط على الأرض، فيضحك الطفل ويشعر بنشوة الانتصار، ومع ذا يتزاحم الناخبون قبل المرشحين على صناديق الاقتراع، أو على الضغط على زناد مسدس الماء… ولهؤلاء وأولئك أقول: لقب "عضو المجلس البلدي" يشبه إلى حد التطابق ألقاب أسرة آل وندسور البريطانية؛ "دوق كامبريدج"، و"دوق ويلز"، و"دوق أدنبرة" ووو، وهي ألقاب فخرية شرفية لا تهش ولا تنش ولا تهز بيضة حمامة في العش… فارحمونا من الحمية الجاهلية المقيتة، واخلعوا نعالكم، يرحمنا ويرحمكم الله.