سامي النصف

العرب وانفصال إسكتلندا

يقول غوار الطوشة قبل ان ينقلب عليه الشارع العربي والمقموعين من أبنائه بعد ان صحوا من نومهم وغفوتهم، في مسرحيته الشهيرة «صح النوم» ما نصه «ان اردت ان تعرف ما في ايطاليا فعليك ان تعرف ما في البرازيل»، اي ان هناك ربطا مباشرا بين الاحداث التي تقع في دول العالم المختلفة.

****

ما سيؤول إليه حال وحدة الأوطان العربية يحوجنا الى معرفة ما حدث ويحدث في بلدان العالم الاخرى، فعلى سبيل المثال اعتمدت وحدة الدول او الولايات الاميركية على تبادل المصالح، لذا فما يقارب 90 سنتا من الدولار الاميركي يصرف على التجارة الداخلية والبينية بين الولايات التي اقتسمت الاعمال، فهذه ولاية تصنع السيارات، وأخرى تصنع الطائرات، وثالثة للزراعة، ورابعة للتجارة.. إلخ. لذا بقيت حالة الاتحاد قوية رغم وجود حركات انفصالية متطرفة في الجنوب الاميركي، وفي يناير من كل عام منذ 1790 يلقي الرئيس خطابه الاهم في الكونغرس المسمى «حال الاتحاد».

****

وفي الاتحاد السوفييتي اعتمد البلاشفة، وعلى رأسهم ستالين، على بقاء حالة الاتحاد عبر القوة والقمع وتوطين الروس البيض في الجمهوريات الاخرى، وجعل امين الحزب الشيوعي- وهو المنصب الاقوى في تلك الجمهوريات- من الروس، ويتبع مباشرة لموسكو. لذا ما ان ضعفت سلطة القوة المركزية في الكرملين حتى انفصلت وانشطرت الجمهوريات سريعا، حيث لا مصالح مشتركة، كما لا تنفع القوة والقمع لإبقاء القوميات والاديان والأقليات والأعراق ضمن الدولة الواحدة.

****

حال الاتحاد البريطاني سيتحدد منتصف سبتمبر القادم، وستؤثر نتائجه سلبا او ايجابا على منطقتنا ودولنا وأماكن اخرى من العالم، وحتى هذه اللحظة هناك تقريبا 42% مع بقاء الاتحاد و40% ضده و18% لم يحددوا موقفهم بعد، ويدعي الانفصاليون ان اغلبهم سيختار الانفصال مع اقتراب موعد التصويت، وسيعادل هؤلاء كفة الاسكتلنديين المولودين في انجلترا من الاتحاديين، وقد قرر حزب العمال المتضرر الأكبر من انفصال اسكتلندا اليسارية عقد مؤتمره القادم في غلاسجو لعله يؤثر في المترددين ويجعلهم يصوتون لبقاء الاتحاد.

****

آخر محطة: (1) شخصيا اعتقد ان اسكتلندا ستصوت للبقاء في الاتحاد البريطاني ضمن نسبة متقاربة، ولن يكون هناك مجال لإعادة التصويت مرة أخرى مستقبلا على حق الانفصال.

(2) يلام الانجليز على العمليات الانفصالية التي تمت في المنطقة العربية والهند، والحقيقة ان الانجليز هم من عمل لوحدة الخليج عام 72 والعرب عام 43، والعمليات الانفصالية يسأل عنها من عمل لها كمحمد علي جناح في باكستان وبعض الزعامات العربية كسعد زغلول الذي رفض وحدة العرب بقوله «ان مجموع وحدة الاصفار صفر كبير»، وعبدالناصر الذي تسبب قمعه في انفصال السودان وسورية وغزة

!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *