مبارك الدويلة

من يهدد الوحدة الوطنية؟!

تهديد الوحدة الوطنية.. عبارة كثيراً ما يراد بها باطل..! فقد سمعنا في السنوات الاخيرة ترديد هذه العبارة من قبل اجهزة الامن في الانظمة القمعية لتبرير تقييدها للحريات العامة وتحجيم نشاط المعارضة السياسية لديها. والشعوب العربية لها تجارب مريرة مع هذا النوع من الانظمة الدكتاتورية التي كثيراً ما تستعمل اساليب الكبت والقهر بحجة المحافظة على الوحدة الوطنية التي تهددها مجاميع الحراك السياسي التي ذاقت المرّ من هذه الانظمة التي جثمت على صدر الامة لعقود طويلة تجاوز بعضها نصف قرن من الضيم والظلم لدرجة حُرم المواطن فيها من أبسط حقوقه الإنسانية، وذاق المصلحون فيها والوطنيون البطش والتنكيل، وسارعت اجهزة الاعلام المأجورة بإظهار الحاكم الظالم بصورة الملاك الطاهر، بينما صورت المصلحين والوطنيين بالخونة الذين تآمروا على الوحدة الوطنية، حتى ظن الظالم انه في مأمن من السقوط ونسي «ان الله يمهل للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته». وقد تعاملت هذه الانظمة مع شعوبها وفق سياسة «جوّع كلبك يتبعك»، أي بالتجويع والإذلال والقهر الذي احتدم في النفوس لدرجة لم تعد تحتمله، فكان الانفجار الذي شاهده العالم في مصر وتونس وليبيا واليمن وبما يسمى بالربيع العربي، الذي سارعت وسائل الاعلام المأجورة الى تأويله بمؤامرة الاخوان المسلمين ضد الانظمة الحاكمة، ولو صدقوا مع انفسهم لقالوا ثورة الشعوب المقهورة على حكامهم الظلمة! وكان دليلهم على ادعائهم الباطل ان جماعة الاخوان المسلمين تسلمت الحكم في هذه الدول بعد هذه الثورات، وتناسوا ان الاخوان لم يصلوا الا بانتخابات عامة ونزيهة لم يكن للاخوان يد في ادارتها وتنظيمها! حتى قال قاتل شعبه في سوريا إن الاخوان وراء الثورة السورية! متجاهلاً مئات الآلاف من الضحايا وملايين المشردين من مختلف اطياف الشعب السوري المنكوب! فقط لانه وجد ان هذه الاسطوانة مكررة في وسائل الاعلام مدفوعة الاجر، العربية منها والغربية. متابعة قراءة من يهدد الوحدة الوطنية؟!

محمد الوشيحي

قلمات

“جورج كلوني أحلى من خطيبته”، علّق العربان، أو بالأحرى علقت العربيات. في حين امتلأت المواقع الإلكترونية الغربية بـ”واااااو” وتعبيرات لا تنتهي من الإعجاب بالخطيبة الإنكليزية الجنسية، اللبنانية المنبت، أمل علم الدين، محامية موقع ويكيليكس، وراحت تهنئ كلوني وتحييه على ذوقه الرفيع في اختيار هذا الوجه الشرقي الساحر الذي يعلو جسداً محملاً بكل هذه الأنوثة. متابعة قراءة قلمات

حسن العيسى

وجه إنساني رائع

من ركام ظلام بؤس الحياة المتغطرسة، والنظرة المتعالية عند كثير من مرضى الثراء النفطي والتخلف الإنساني نحو غير الكويتي أو غير المسلم أو غير المنتمي إلى ملتنا أو قبيلتنا. وقائمة التفريعات وتصنيف البشر ونبذ المختلف عندنا لا تقف عند تلك الحدود. أشعل لنا الزميل عبدالهادي الجميل شمعة تسقط بقعة الضوء المنيرة على تلك العتمة، فقد قام بالاتصال بشركة الحراسة التي كان يعمل فيها الضحيتان الآسيويان اللذان قتلا في حادث السطو المسلح، وتلك جريمة تمثل نقلة نوعية في عنفها وبشاعتها في الكويت، وتم فتح حساب بنكي لجمع التبرعات الشعبية لأسر الضحيتين.
قد يتصور البعض أن أهل الضحيتين يستحقون من غير خلاف تعويضات مالية، ودية  شرعية حسب القوانين، فلماذا تلك التبرعات التي يقودها عبدالهادي ومن وقف معه من نجوم الإنسانية عبر شبكة "تويتر"!
التبرع هنا ليس لأجل عمال حراسة أزهقت حياتهم وهم يؤدون واجبهم فحسب، بل هو من أجلنا نحن، ومن أجل الكويت وإظهار الوجه الإنساني لأهل الديرة. يمكن اعتبار التبرع هنا على أنه ممارسة لتطهير روحي متسام للكثيرين، والأموال التي تدفع ليست من أبواب الصدقات الدينية أو أداء واجب وطني، وإنما تدخل من أوسع أبواب الوفاء الإنساني الكبير، التي ترتفع وتسمو فوق أي اعتبار أو نظرة منغلقة ضيقة تصنف البشر حسب هوياتهم الدينية أو الطائفية أو العرقية. نحن من يحتاج إلى معنى ومغزى مثل ذلك التبرع الفريد في نوعيته، فليست الدولة من يقوم به، وليس هنا، هو مثلاً من باب واجب تقديم المساعدات وعمل الخير لضحايا الحرب في سورية، وإنما هي تبرعات مدفوعة بحس إنساني مرهف وعميق، تخبرنا أن من يعمل على هذه الأرض مغترباً وبعيداً عن وطنه وأهله ليس من جنس آخر، وليس ليأخد "المعلوم" ثم يرحل في ما بعد، وإنما هو إنسان يخدم هذا الوطن وأهله، فلنرد له بعض الجميل، ولو بعمل خيري رمزي صغير باسمه كبير بمعانيه.

احمد الصراف

تشجيع الاغتصاب

“>أعتقد أن الاغتصاب الجنسي، وللنساء بالذات، يعتبر في مفهومي التعدي الأقصى على النفس البشرية، وغالبا ما يكون أقسى من الموت، فبالموت تنتهي الحياة وتنمحي التجربة، ولكن تبعات الاغتصاب البشعة تبقى مع الضحية إلى الأبد، ويلاحقها شبح المعتدي عليها، هذا غير تبعات الأمر النفسية والجسدية من حمل وإصابة بمرض معد. وبالرغم من كل ذلك فان المجتمعات الذكورية المتخلفة تتعامل غالبا مع الاغتصاب بخفة واضحة، وتتصرف بقسوة شديدة مع المعتدى عليها، وليس المعتدي، الذي عادة ما ينفذ بجلده، وبفخر!
تقول الكاتبة العراقية منى حسين ان موضوع التحرش الجنسي والاغتصاب قديم جدا وعنوان لصراع ديني وسياسي. وكل يوم هناك جريمة اغتصاب، والضحية دائما وابدا امرأة، فإن دافعت عن نفسها أو صمتت فهي مدانة. وتشير في مقالها في موقع «الحوار المتمدن»، لما تعرضت له مهندسة ديكور ايرانية بالغة من العمر 22 عاما، التي تعرضت لمحاولة اغتصاب، مع سبق الاصرار والتصميم، ولكنها دافعت عن نفسها ورفضت أن تكون مغتصبة، فقاومت وتمكنت من قتل من حاول اغتصابها، وكانت النتيجة أن «المحكمة الدينية» الذكورية في وطنها حكمت عليها بالإعدام، ربما لأنها رفضت تدنيس كرامتها وإنسانيتها ووجودها، وهي لو رضيت واستسلمت لمغتصبها لما كان مصيرها بأفضل من ذلك، فغالبا ما كان أخ أو اب سيقوم بالانتقام منها، لأنها دنست «شرف» الأسرة، ولا يغسل العار بغير قتلها، والأمثلة من حولنا، في الأردن والمغرب وباكستان وأفغانستان والخليج، أكثر من أن تعد أو تحصى.
وتتساءل الزميلة عن سبب هذا التمييز، ولماذا يسمح «قانون غسل العار»، غير المكتوب غالبا، في دولنا للرجل بقتل من يشك بشرفها، وإن دافعت وانتقمت من مغتصبها تدان فورا ويحكم عليها بالاعدام؟ وتستطرد، من دون الإجابة عن السؤال بطريقة مباشرة، بأن التحرش والاغتصاب بات امر بشعا ومؤلما، ويعبّر عن مدى همجية مجتمع الطبقات الذي يضع قوانينه من يمثلون الذكورية والتمييز والتعصب، مستندين الى تشريعات تبيح لهم الاعتداء على المرأة في كل وقت وزمان، واغتصاب طفولة الصغيرات والقاصرات عموما، ليس بعيدا عن ذلك، هذا غير التعدد والانتقاص، وكل ما له علاقة بإهانة انسانية المرأة واذلالها بحجج تفتقد أدنى متطلبات المنطق من خلال وصفها بالغاوية، وأن مكانها البيت، وإن خرجت فبغطاء يخفيها عن أعين الرجال، ويبعد ميل الاغتصاب عنها.
إن المجتمعات التي تعاقب المرأة ان اغتصبت وتعاقبها بالقدر نفسه إن دافعت عن شرفها وإنسانيتها، وصحتها، هي مجتمعات لا يمكن أن تتقدم، وما علينا غير النظر حولنا، وسنعرف حينها وضعنا، وشقيقاتنا، في هذا العالم الواسع!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com