محمد الوشيحي

أمير قبيلة… محرم؟

نحن وشعوب أدغال إفريقيا والشعب الأفغاني ومن جاوره، الوحيدون الذين ما زلنا نُدخل قماش القبيلة في قنينة السياسة، ونظن أنه لولاها لغرقنا في المحيطات… شعوب الموز اللاتينية دفنت “القبيلة السياسية”، ومشت فوق جثمانها.
ويحادثك موظف شاب “طول بعرض”، لو خنق شجرة في ريعان شبابها لفقدت وعيها، لفرط صحته وضخامة جسمه: “نحن نسير خلف أمير قبيلتنا، إن وافق على كذا وكذا وافقنا، وإن رفضها رفضنا”. وتحار أنت، فلا تدري هل تصفعه، أم تركله، أم تسأل عن “محرمه”، بعد أن تأكدت أن روح الأنثى تتملكه. متابعة قراءة أمير قبيلة… محرم؟

سامي النصف

العرب وانفصال إسكتلندا

يقول غوار الطوشة قبل ان ينقلب عليه الشارع العربي والمقموعين من أبنائه بعد ان صحوا من نومهم وغفوتهم، في مسرحيته الشهيرة «صح النوم» ما نصه «ان اردت ان تعرف ما في ايطاليا فعليك ان تعرف ما في البرازيل»، اي ان هناك ربطا مباشرا بين الاحداث التي تقع في دول العالم المختلفة.

****

ما سيؤول إليه حال وحدة الأوطان العربية يحوجنا الى معرفة ما حدث ويحدث في بلدان العالم الاخرى، فعلى سبيل المثال اعتمدت وحدة الدول او الولايات الاميركية على تبادل المصالح، لذا فما يقارب 90 سنتا من الدولار الاميركي يصرف على التجارة الداخلية والبينية بين الولايات التي اقتسمت الاعمال، فهذه ولاية تصنع السيارات، وأخرى تصنع الطائرات، وثالثة للزراعة، ورابعة للتجارة.. إلخ. لذا بقيت حالة الاتحاد قوية رغم وجود حركات انفصالية متطرفة في الجنوب الاميركي، وفي يناير من كل عام منذ 1790 يلقي الرئيس خطابه الاهم في الكونغرس المسمى «حال الاتحاد».

****

وفي الاتحاد السوفييتي اعتمد البلاشفة، وعلى رأسهم ستالين، على بقاء حالة الاتحاد عبر القوة والقمع وتوطين الروس البيض في الجمهوريات الاخرى، وجعل امين الحزب الشيوعي- وهو المنصب الاقوى في تلك الجمهوريات- من الروس، ويتبع مباشرة لموسكو. لذا ما ان ضعفت سلطة القوة المركزية في الكرملين حتى انفصلت وانشطرت الجمهوريات سريعا، حيث لا مصالح مشتركة، كما لا تنفع القوة والقمع لإبقاء القوميات والاديان والأقليات والأعراق ضمن الدولة الواحدة.

****

حال الاتحاد البريطاني سيتحدد منتصف سبتمبر القادم، وستؤثر نتائجه سلبا او ايجابا على منطقتنا ودولنا وأماكن اخرى من العالم، وحتى هذه اللحظة هناك تقريبا 42% مع بقاء الاتحاد و40% ضده و18% لم يحددوا موقفهم بعد، ويدعي الانفصاليون ان اغلبهم سيختار الانفصال مع اقتراب موعد التصويت، وسيعادل هؤلاء كفة الاسكتلنديين المولودين في انجلترا من الاتحاديين، وقد قرر حزب العمال المتضرر الأكبر من انفصال اسكتلندا اليسارية عقد مؤتمره القادم في غلاسجو لعله يؤثر في المترددين ويجعلهم يصوتون لبقاء الاتحاد.

****

آخر محطة: (1) شخصيا اعتقد ان اسكتلندا ستصوت للبقاء في الاتحاد البريطاني ضمن نسبة متقاربة، ولن يكون هناك مجال لإعادة التصويت مرة أخرى مستقبلا على حق الانفصال.

(2) يلام الانجليز على العمليات الانفصالية التي تمت في المنطقة العربية والهند، والحقيقة ان الانجليز هم من عمل لوحدة الخليج عام 72 والعرب عام 43، والعمليات الانفصالية يسأل عنها من عمل لها كمحمد علي جناح في باكستان وبعض الزعامات العربية كسعد زغلول الذي رفض وحدة العرب بقوله «ان مجموع وحدة الاصفار صفر كبير»، وعبدالناصر الذي تسبب قمعه في انفصال السودان وسورية وغزة

!

 

احمد الصراف

كبد التي «بطّت» الكبد

تعتبر جواخير، أو زرائب كبد، من الأمثلة الواضحة على كيفية تطور الفساد الاجتماعي والسياسي وانتشاره، وهذا ربما يرتبط بالهدف والطريقة التي تم بها توزيع هذه الزرائب، من خلال شراء ولاء أغلب المستفيدين منها، وهم غالبا شخصيات قبلية وطائفية وسياسية، ومن بعدها غض الحكومات الرشيدة نظرها عن كل مخالفات المنطقة على مدى 40 عاما، والتي لو عولجت في لحظتها لما وصل الوضع الفاسد الى هذا الدرك، ففضائح الإيداعات والمدفوعات ما هي إلا نتيجة للسكوت عن مخالفات الجواخير، التي اصبح ما اقيم عليها، مع مرور الوقت، من استراحات فخمة وفلل سكنية ومخازن تأجير وحتى مساكن عمال، أمرا واقعا ومشروعا! وما تعرفه الحكومة وكل أجهزتها الأمنية أو المعنية بالزراعة، أن ليس هناك من هو معني بتوفير الأمن الغذائي، وهي ذريعة وراءها من حصل على الجواخير ومن وزعها. فاقتناء بضعة آلاف من رؤوس الماعز أو الإبل لا تعني شيئا لدولة نهمة، يكاد يقارب عدد سكانها أربعة ملايين. كما تعلم الحكومة جديا أن ليس في الأمر تربية ماشية أو ممارسة لهواية «الأجداد» في اقتناء «الحلال»، بل قد يكون التنفيع والتنفيع المستمر، فما يصرف من علف مدعوم لماشية، ربما غير موجودة، والذي يباع في السوق السوداء، يدر دخلا إضافيا على بعض مقتني تلك الحيازات. كما تعلم الحكومة أن هذه المنطقة، بسبب سوء خدماتها، وزيادة ما فيها من عمالة سائبة تمثل مصدر قلق أمني لأجهزة الداخلية التي لم تتوقف، بين فترة وأخرى، عن الإعلان عن شن حملات امنية فيها، وإلقاء القبض على محكومين بالسجن وفارين من وجه العدالة وغيرهم من المطلوبين، وكان آخر تلك الحملات في 28 مارس الماضي، وبحضور كبار مسؤولي الداخلية، وفريق إعلامي أمني. ولم تقم الداخلية يوما بالتحذير مما يشكله وجود منطقة جاذبة للجريمة ومشجعة عليها، ككبد وغيرها، والتي لو كانت حقا تستخدم كزرائب لكانت الأكثر أمانا في الدولة، فالحيوانات لا تخالف قوانين الإقامة ولا تصدر أحكام قضائية عليها!
إن اللوم لا يوجه فقط الى الجهات الأمنية وهيئة الزراعة، لفشلها في مراقبة حسن استخدام القسائم الرعوية أو الزراعية في الأغراض المخصصة لها فحسب، بل يوجه وبقدر أكبر الى «الجهات المعنية»، التي كلما رفع لها تقرير عن وضع تلك المناطق طالبت بتأجيل اتخاذ القرار أو تطبيقه على «ناس وناس»، أو نقل تبعية هيئة زراعية الى وزارة النفط!
ليس سرا أن العديدين حصلوا على قطع بملايين الأمتار في تلك المنطقة لقاء لا شيء، وبالتالي فإن ما ذكره النائب نبيل الفضل من أن منطقة كبد، بتخصيصها الحالي، هي منطقة ضائعة ولا فائدة منها، صحيح، ونؤيد اقتراحه بتفعيل حق الدولة في استعادتها، مقابل تعويضات لشاغليها غير المخالفين، وتحويلها الى منطقة سكنية، خاصة بعد أن تبين أن %70 من الإصابات بمرض «كورونا» مصدرها الإبل.

أحمد الصراف