مبارك الدويلة

حتى المعازيب يتغيرون

في الكويت فقط، يسهل للمتتبع أن يعرف من هو معزب بعض الكتّاب أو المغردين أو الصحافيين، بمعنى يتبع مَن مِن الرموز السياسية أو الاقتصادية، خصوصاً إذا كان هؤلاء الإعلاميون من غير أصحاب المبادئ، فتجده يؤيد معزبه في الطالعة والنازلة، وبالزينة والشينة، كما أن بعض المنتمين إلى الجسم الصحفي يكون مفضوحاً عندما يكون معزبه من الحكومات الخارجية، فقد يتبنى مواقف هذه الحكومة، ثم فجأة يمتنع عن تأييدها عندما يتوقف التمويل لأي سبب.

الغريب أننا لاحظنا، في الأيام الأخيرة، أن البعض غيّر معزبه واتجه إلى حضن معزب آخر قد يكون أكثر دفئاً! وهذا واضح لدى المتتبع لتغريدات بعض «صبابي» القهوة ومحلات «شانيل» والدول «النامية». ولعل هذا أحد الأسباب التي تجعل رموز التيار الإسلامي في المنطقة «موسعين صدورهم» على هذا الكم الهائل من افتراءات الإعلاميين التابعين إلى هذا النوع من المعازيب، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، فيجعل الفتنة بينهم، وتتغير المواقف بتغير مواقف المعازيب. وها نحن نرى الانقلاب يتهاوى في مصر، والاقتصاد ينهار، والفضائح كل يوم تتكشف، وسيأتي اليوم الذي نرى كل هؤلاء «للخلف در». متابعة قراءة حتى المعازيب يتغيرون

محمد الوشيحي

قلمات

الأسبوع الماضي قلت إن مقالة قلمات بفقراتها المتعددة ستأتيكم يوم الاثنين من كل أسبوع، والصحيح أنني أكتبها كل اثنين، وتقرأونها أنتم كل ثلاثاء. ورحم الله أيام زمان، أيام بداياتي في كتابة المقالات، كنت أراجع المقالة تسع مرات، إحداهن بالتراب، قبل أن أرسلها إلى الصحيفة. وكنت أنتظر صدور الصحيفة مطبوعة، من دون أن أنام. وكنت أظن أن الشعب يسهر معي، ينتظر وصول الصحيفة إلى نقاط البيع ليلتهم مقالتي. وكان الوهم الأجمل. متابعة قراءة قلمات

حسن العيسى

حول مشروع برنامج المعارضة

يكفي جماعات ائتلاف المعارضة اليوم في مشروعها أنها ألقت حجراً في مياه السياسة الكويتية الراكدة، وحركت هذا المستنقع الآسن بما يحويه من طفيليات أمراض الفساد والاستبداد مع فقدان الأمل في الإصلاح، والقضاء عليها بالوصفات الرسمية للسلطة وتوابعها من مؤسسات وأفراد.
خلاصة مشروع المعارضة هي الدعوة لتبني "نظام برلماني كامل" في البناء الدستوري للدولة، وإنهاء ما يسمى النظام المختلط الجامع بين النظامين الرئاسي والبرلماني في الدستور الكويتي، وليس لدي أي معلومات بنظام شبيه له معاصر أو تاريخي، لكن المؤكد أن النظام المختلط كان حالة وسط "للمشاركة" السياسية بين الشيوخ والشعب، وتحقق هذا عند ولادة الدستور واستمر حتى 76 وانتهى بعد ذلك، وأصبح نسياً منسياً، وأضحى نظاماً مشيخياً كامل الدسم، الشيوخ فيه "يحلون ويربطون"، وبقية السلطات مجرد ختم شكلي "ربر ستامب"، وإذا حاول أحد أو مجموعة ما من المشاغبين الرافضين لهذا الواقع، مثل مسلم البراك أو غيره من المعارضين، الخروج عن الطوع السلطوي، أو نقده بجرأة، كانت النهايات معروفة… ولا حاجة للتذكير بها.
يواجه مشروع برنامج المعارضة نقداً هادئاً من معارضين لنهج النظام، والذين يمكن تصنيفهم في خانة اليسار. الناقدون مثل الزملاء بدر الديحاني (عدد الجريدة بالأمس) ووليد الرجيب وفواز الفرحان (موقع التيار التقدمي)، وأنا أتفق معهم في تشخيصهم، يرون أن فقرة وعظية دينية حشرت في ديباجة البرنامج، وكأن جماعة ائتلاف المعارضة يسطرون خطبة جمعة، ولا يقدمون برنامجاً سياسياً، يغير وجه الدولة، وقد يشي هذا، مع الأخذ بالاعتبار نسبة المحافظين في الائتلاف، وتحفظ جمعان الحربش عن عدم تعديل المادة 74 من الدستور في برنامج المعارضة، بحيث لا يقر أي قانون ما لم يكن موافقاً لأحكام الشريعة، عن مشروع مبطن لدولة دينية قادمة تحت غطاء النظام البرلماني الكامل، والدولة الدينية مثل الدولة العسكرية هما نقيضان للدولة المدنية. أيضاً، يرفض الناقدون منهج "الاستفتاءات" الشعبية كمدخل لتعديل الدستور، وهي بالعادة، في مثل ظروف وواقع دولنا، أفضل طريقة لاستبدال استبداد باستبداد آخر، تحت مسميات مختلفة، هنا، يمكن التذكير باستفتاء مصر الأخير على مشروع الدستور، وهذه نقطة يجب اعتبارها عند أي من الفريقين، أصحاب مشروع المعارضة والناقدين للمشروع.
أياً كان الأمر، يبقى القول إن مشروع المعارضة يقدم رؤية وبرنامج عمل، ويمثل جهداً كبيراً من أصحابه، وسيكون صعب المنال كي يتحقق، مع هذا الواقع الريعي المترهل، إلا أنه محاولة جادة تستحق التوقف عندها.

احمد الصراف

الإخوان وجامايكا

يقول الإخواني السابق ثروت الخرباوي إن عقيدة الإخوان تنحصر في أن التفكير خطيئة، والاختلاف جريمة، والسمع والطاعة فريضة، والمرشد يعلم أكثر من الجميع، ويفهم ما لا يفهمون، ومخالفة أوامره خيانة. ويقول المثل الجامايكي «أن تأتي متأخراً، خير من ألا تأتي أبداً»، ونورده بمناسبة قرار السعودية الأخير، المنسجم مع القرار المصري، وما تبعه من قرار إماراتي، باعتبار حزب الإخوان المسلمين، وغيره من الحركات الدينية المتطرفة، إرهابياً. لذلك، نرى من الضروري الترحيب بإعلان السعودية ومصر، وستتبعهم ربما بريطانيا قريباً، وهي التي كانت وراء فكرة تأسيسهم أساساً، بعد أن اكتشفت هذه الأطراف أن الإخوان هم نواة كل تنظيم خرب وفاسد في المنطقة، وما أصبحنا نراه من إجرام بشع في سوريا، إن كان من الجهات الإرهابية المتطرفة، ورد فعل النظام الشرس عليها، هو نتاج ذلك الفكر، في الوقت الذي لم يعرف فيه يوماً أن أياً من الأحزاب الليبرالية أو العلمانية، إن وجدت في بلادنا، قد تسببت في خراب مجتمع أي دولة والتسبب في تفجيره ونشر الاغتيالات فيه، هذا علاوة على أن الأنظمة الليبرالية لا تفرق عادة بين مواطني الوطن الواحد على أساس العرق أو الدين أو الطائفة، بعكس الأنظمة الدينية الاستبدادية.
والطريف، وربما المحزن، أن جميع دعاة ورعاة وحلفاء الإخوان في دول مجلس التعاون قد طأطأوا رؤوسهم مع ازدياد موجة الهجوم عليهم. وهذا إن كان أمراً مقبولاً من تيارات سياسية محددة، فإنه غير مقبول بتاتاً من تيارات دينية طالما ادعى أصحابها أنهم لا يبتغون من عملهم غير الأجر والثواب، فكيف قبلوا بهذا الخنوع، وأزالوا أردية الدين عن أكتافهم واختاروا الانزواء؟ ألا يدل ذلك على وصوليتهم؟ وكيف يمكن أن نقبل منهم، إن كانوا بالفعل دعاة صادقين، أن يرضوا بالمذلة ويسكتوا؟ وأين ذهب صراخهم وتباكيهم على مرسي وغيره، وإشاراتهم الرمزية، أم أن مناقصات الحكومة خير وأبقى من العمل الصالح والجهاد في سبيل الدين؟
في منهج وزارة التربية ورد سؤال عن أفضل الطرق لتقديم المساعدة للمحتاجين: التطوع في الهلال الأحمر، التبرع لبنك الدم، السفر للخارج بحثاً عن المحتاجين، أو تقديم المال للجمعيات الخيرية! وكانت الإجابة في دفع المال للجمعيات الخيرية! فهل هناك شك في الجهة التي وضعت مناهج مدارسنا؟.

أحمد الصراف