سامي النصف

لماذا يكره الطغاة شعوبهم؟!

يفترض ألا يوجد مبرر أو سبب لكراهية الطغاة لشعوبهم الذين قبلوا قيادتهم لهم ورفعوهم فوق الأعناق وسلموا ثروات بلدانهم لهم ولأبنائهم من بعدهم، إلا أن الواقع المر يظهر دون جدال أن الكراهية الشديدة لشعوبهم هي القاسم المشترك لكبار الطغاة والقمعيين.

***

فـ«ستالين» قتل 20 مليونا من الشعب السوفييتي، وماوتسي تونغ قتل 30 مليونا من الشعب الصيني، كما قتل بول بوت نصف الشعب الكمبودي، ومثل ذلك ما قام به كيم ايل سونغ وابناؤه واحفاده في كوريا الشمالية، كما رفض طغاة اليابان العسكريون إبان الحرب العالمية الثانية وقف الحرب الكونية حتى ضُربوا بالقنابل النووية التي تسببت في موت مئات الآلاف، ولولا ذلك لمات عشرات الملايين بسبب عنادهم.

***

ورغم أن هتلر كتب في «كفاحي» عن خطأ شن الحرب على بريطانيا وروسيا لقوتهم وحقيقة أن التاريخ يظهر استحالة هزيمتهم، إلا أن هذا تماما ما فعله بعد سلسلة أعمال غريبة منها السماح للقوات البريطانية والحليفة بالانسحاب من دنكرك، وعدم طلبه من حليفته اليابان إعلان الحرب على الاتحاد السوفييتي كما أعلنت أميركا الحرب على اليابان بعد ضرب الأخيرة لها في بيرل هاربر، وهو ما سمح لـ «ستالين» بسحب مليوني جندي من الحدود اليابانية وزجهم بالحرب ضد هتلر ومعهم فيالق سيبيريا المختصة في حرب الثلوج، وقد فقدت ألمانيا في الفترة 1939 ـ 1944 ثلاثة ملايين قتيل، بينما تسبب إصرار هتلر في العام الأخير للحرب على استكمالها رغم انهيار الدفاعات الألمانية وامتلاء السماء بالقاذفات الحليفة في موت 5 ملايين ألماني، فهل يقوم بذلك من يحب بلده وشعبه؟!.

***

وفي منطقتنا العربية لم يختلف الطغاة هم وأبناؤهم في خاصية كراهيتهم الشديدة لشعوبهم وعدم اهتمامهم بموت الملايين منهم.

ويذكر مدير قصور صدام في كتابه أنه لم يلحظ قط تأثر صدام بمقتل الملايين إبان الحرب العراقية ـ الايرانية التي استمرت 8 سنوات، وأنه تأثر كثيرا في المقابل عند قيام ابنه عدي بقتل «قواده» الخاص، والأمر كذلك مع القذافي وأبنائه الذين كان والدهم يوصيهم بكراهية الشعب الليبي وإذلاله وقتله، والأمر يمتد كذلك لبقية الطغاة الآخرين في سورية والسودان وكوبا وزيمبابوي.. إلخ.

***

آخر محطة: الملاحظ أن جميع الطغاة يتشابهون كذلك في كيفية الوصول والحفاظ على الحكم ثم في النهايات الغامضة التي ختمت بها حياة أغلبهم!

احمد الصراف

أقوال صديقي

يقول صديقي «الحكيم» إنه تعلم من الحياة انه من المستحيل أن ترضي الجميع، ولكن من السهل أن تغضبهم جميعا، وأنه اختار السهل من الأمور! ويقول انه تعلم من الحياة أن ما يسمى بالكوندوم، أو الواقي الذكري، لا يعني الحصول على متعة جنسية «آمنة»، فقد كان صديقه يرتديه عندما ضبطه زوج المرأة متلبسا، فقتله. وقال انه تعلم أن أفضل طريقة لمعاقبة جار مزعج وكسول هو سرقة جهاز «التحكم عن بعد» الخاص بتلفزيونه، بدلاً من سرقة التلفزيون نفسه، والضغط عليه كلما عنّ له مضايقة وتغيير القناة التي يشاهدها.
ونقلا عن فيلسوف قال له اننا بالمال نستطيع شراء كلب من سلالة معروفة، ولكن المال لا يمكن أن نجعله يحرك ذيله فرحا كلما رآك، بل يحرك ذيله للطريقة التي تعامله بها، وهذا عكس الإنسان الذي غالبا ما يحركه المال. وأن الأطفال الذين يخافون من الظلام سرعان ما يكبرون قليلا، ويبحثون عن الظلام للاختلاء بمن يحبون. ويقول ان البعض يعتقد أن من أكثر الأمور إزعاجا تلقي مكالمة هاتفية خاطئة في الساعة الرابعة صباحا، ولكنهم لا يعلمون أن المزعج أكثر ألا تكون المكالمة خاطئة!
ويقول انه قرأ لكاتب ساخر أنه على استعداد لأن يقتل شخصاً ما للحصول على جائزة نوبل للسلام. وان من الأفضل دائما أن نقترض المال من الشخص المتشائم، لأنه سيؤمن دائما بانه لن يسترد ما أعطى. وأن الضمير هو ذلك الشيء الذي يبدأ بتأنيبك عندما تكون أعضاء جسدك الأخرى في قمة استمتاعها. وقال ان الجميع يهتم بسرعة الضوء، ولكن لا أحد يود أن يعرف سرعة الظلام. وأن الخبرة هي الشيء الذي لا يمكن أن تحصل عليه إلا في الفترة التالية لحاجتك لها. جميعنا نمتلك ذاكرة فوتوغرافية، ولكن الغالبية لا تمتلك الفيلم بداخلها.

أحمد الصراف