سامي النصف

مارس الذي استطاب العيش بيننا

تمر على العالم هذه الايام الذكرى المائة لبدء الحرب العالمية الاولى التي تسببت في موت 15 مليون انسان ومهدت اتفاقية السلام التي عقدتها الدول المنتصرة في قصر فرساي الأرضية الخصبة للحرب الكونية الثانية التي ذهب ضحيتها 50 مليونا من البشر، بعدها ارتحل إله الحرب «مارس» من مقره الطبيعي والتاريخي في اوروبا حيث المرعى الجيد والحروب الاهلية والغزوات القائمة طوال العام بين دولها، الى منطقتنا بعد حرب فلسطين عام 1948 حيث الشمس العربية الدافئة والانظمة الثورية العسكرية السريعة في شن الحروب.. والهرب عند بدئها..!

***

ومن يزر موقع اطول 10 حروب في التاريخ لا يجد العرب من المشاركين فيها بل جميعها غزوات اوروبية ـ اوروبية، ولا اعلم لماذا لم يدخلوا حرب داحس والغبراء ذات الاربعين عاما بينها، وقد يكون السبب اما اكتشافهم ان ازمانها ومددها مبالغ جدا فيها بحكم زيف كتاب التاريخ لدينا او انهم.. خجلوا من سخف اسباب قيامها!

***

والغريب جدا انه رغم حروبهم المتواصلة الا ان قصورهم ومسارحهم وملاعبهم وقلاعهم وكنائسهم بقيت قائمة لآلاف السنين واصبحت معالم يزورها الملايين، بينما لم يبق من تراث دولنا العظمى كالدولة العباسية سيدة عصرها اي أثر وكأنها لم تقم قط، اما الدولة الاموية فقد تبقى منها القليل جدا والذي يتكفل حزب البعث هذه الايام بتدميره!

***

آخر محطة:

(1) الاثر الوحيد للحضارة العربية هو ما حافظ الاسبان عليه ومع ذلك يتم.. شتمهم!

(2) ما أبقى آثار الفراعنة هو ان الرمال غطتها حتى اتى الاوروبيون واكتشفوها ورغم ذلك يتم.. شتم الاوروبيين كذلك! لم يتبق من حضارتنا الا .. الهجاء!

 

@salnesf

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *