محمد عبدالقادر الجاسم

مفترق طرق 4/2

أوضحت يوم أمس اجتهادي الشخصي في شأن قائمة ولاية عهد الشيخ نواف الأحمد ‘الموسعة’، والتي ذكرت فيها أنها تشمل كل من الشيخ مشعل الأحمد، والشيخ ناصر المحمد، والشيخ جابر المبارك، والشيخ ناصر صباح الأحمد، والشيخ الدكتور محمد صباح السالم.
واليوم أناقش فرص بعض من ذكر أعلاه.

الشيخ مشعل الأحمد (مواليد سنة 1940): يتفوق الشيخ مشعل على البقية وفق قاعدة السن، فهو الأكبر سنا من بعد الشيخ نواف الأحمد. وإذا ما تمسك الشيخ نواف بقاعدة السن المعتمدة حاليا، فإن فرصة الشيخ مشعل هي الأقوى حتما. إلا أنه ليس سرا أن الشيخ مشعل لا يحظى بالقدر المطلوب من التواصل الإعلامي، ولا قاعدة شعبية له. وهو من ‘صقور’ ذرية مبارك الصباح الذين يسعون إلى تقليص دور مجلس الأمة مقابل تعزيز سلطة ذرية مبارك. كما أنه يتعاطى العمل التجاري صراحة، ولا يتمتع بخبرة مميزة في إدارة الشأن العام، وهو ما يجعل اختياره لولاية العهد، من هذه الناحية، مسألة فيها نظر لاسيما إذا ما ‘اشتعلت’ المنافسة… وهي مشتعلة بالفعل!

وإذا كانت قاعدة السن وحدها تخدم الشيخ مشعل، فإن ما يضعف فرصه هو أنه لا يتمتع بنفوذ داخل ذرية مبارك الصباح، ولا داخل مجلس الأمة الحالي، ولا وسط المؤسسات الإعلامية، كما ليس لديه ‘أدوات’ سياسية مؤثرة. بيد أن اتفاق المصالح السياسية بين الشيخ مشعل الأحمد والشيخ أحمد الفهد واخوانه من شأنه أن يمنح الشيخ مشعل قدرة محدودة على المناورة في حال التحاق فريق أبناء الشيخ فهد الأحمد به. فالمعروف أن الشيخ أحمد الفهد خارج المشهد السياسي حاليا، وهو يجد صعوبة بالغة في العودة، وليس أمامه سوى الاقتراب من الشيخ مشعل والتحالف معه ومع الشيخ نواف الأحمد على أمل أن يحصل على ‘مكافأة سياسية’ منهما وهي إعادته إلى الحياة السياسية مجددا من خلال ضمه في تشكيلة الطاقم السياسي في عهد الشيخ نواف. وللشيخ أحمد الفهد حاليا بعض التأثير هنا وهناك، لكنه أقل بكثير من تأثير ونفوذ المرشح الثاني لولاية العهد الشيخ ناصر المحمد.

الخلاصة، إن حصول الشيخ مشعل الأحمد على ولاية العهد لن يتم إلا إذا استمر العمل بقاعدة السن فقط، أما إذا تقرر التخلي عن هذه القاعدة، فليس للشيخ مشعل فرصة، ولن تنفعه مناورات الشيخ أحمد الفهد.

الشيخ ناصر المحمد (مواليد سنة 1940): وهو الأكثر نفوذا، وربما ثراء أيضا، بين جميع أفراد ذرية مبارك الصباح. ونفوذه هذا تراه في مجلس الأمة الحالي وفي المؤسسات الإعلامية وفي الديوان الأميري وفي وزارة الخارجية، وله بعض المريدين وسط ذرية مبارك الصباح وفي أطراف أسرة الصباح عموما. إلا أن الأهم من ذلك كله هو تحالفه الاستراتيجي مع رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي. إن لهذا التحالف أهمية كبرى في تحديد مستقبل الشيخ ناصر المحمد، بل ومستقبل الكويت. فالشيخ ناصر لا يتمتع بقدرات ذاتية تؤهله للتنافس على ولاية العهد، كما أنه يواجه أزمة جادة وحادة في توفير القبول الشعبي، ولا أظن أنه في ‘قائمة المفضلة’ بالنسبة للشيخ نواف الأحمد. بيد أن ارتباطه مع جاسم الخرافي، وهو ‘ملك التكتيكات’، يمنحه الكثير من القوة، فجاسم الخرافي، ومعه بعض الأسر التجارية، قرروا ‘الاستثمار’ في مستقبل الشيخ ناصر المحمد، وبدأت بالفعل بعض الترتيبات، وعُقدت اجتماعات، ووضعت ‘سيناريوهات’ لتقوية فرصه في ولاية العهد تحت راية أن لتجار الكويت حق تاريخي في الاشتراك في اختيار الحاكم!

ومع الاعتراف بقوة تحالفهما، إلا أن ‘جاسم وناصر‘ يواجهان عقبات جدية في تنفيذ مشروعهما. العقبة الأولى هي قاعدة السن التي تمنح الشيخ مشعل الأحمد الأفضلية. والعقبة الثانية هي إقناع الشيخ نواف بوجوب اختيار الشيخ ناصر إذا ما ابتعد الشيخ مشعل، أو أُبعد، لأي سبب. وبعكس موقف الشيخ مشعل، فإن قاعدة السن لن تنفع الشيخ ناصر، فإذا افترضنا أن الشيخ مشعل ابتعد، فإنني أتوقع أن يتم وقف العمل بقاعدة السن مادامت أنها تمنح ولاية العهد للشيخ ناصر. ويبدو أن العمل يجري على قدم وساق من أجل إزاحة العقبة الأولى. وعلينا ألا نغفل أن مجلس الأمة الحالي، برئاسة مرزوق الغانم، تابع للشيخ ناصر وجاسم الخرافي، وبالتالي فإذا ما طُرح موضوع ولاية العهد على مجلس الأمة الحالي، فإن الأغلبية ستكون حتما لصالح تحالف ‘جاسم وناصر‘ وليس تحالف ‘مشعل وأحمد‘! ومن يدري، فقد يلجأ ‘جاسم وناصر‘ إلى ترتيبات أعمق وأبعد مدى اختصارا للوقت!

كما يواجه تحالف ‘جاسم وناصر‘ عقبة جدية أخرى تتمثل في ‘تسويق’ الشيخ ناصر المحمد شعبيا. إلا أنه يبدو أن تحالف ‘جاسم وناصر‘ لا يهتم لميول الرأي العام، بل المهم بالنسبة إليهما هو الحصول على دعم الإعلام وبعض ‘التجار’!
وللمقال تكملة في الغد أيضا بإذن الله تعالى،،،

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *