سامي النصف

صيروا عبيداً لمخططاتنا أو.. نشتمكم!

كنت قد اعتزمت الرد بسلسلة مقالات مليئة بالوثائق والحقائق على من شتم بوقاحة شديدة الشعب الكويتي بأسره عبر اعتباره من الرقيق السخرة المملوكين لاسيادهم، وما اسهل شتم الشعب الكويتي عندهم كونه لم يقبل بخداعهم واستعبادهم له وعصيانه لامرهم بمقاطعة انتخابات الصوت الواحد مما اخرجهم من طورهم وما تسلموا الاموال الطائلة لتحقيقه.

***

وكل ذلك الشتم كرد فعل لزيادة عدد الوزراء الشيوخ من 6 الى 7 (يا للهول!)، وكأن الشعب الكويتي الحر حسب منطقهم الساقط كان عبدا «طوال تاريخه» عندما كان الشيوخ ينفردون بادارة شؤون البلد حتى عقود قليلة ماضية، وكأن صكوك عتق الشعب الكويتي الأبي لم تصدر ونصبح جميعا «الطلقاء» الا عندما انخفض عدد الوزراء الشيوخ ذات مرة الى 3 قبل سنوات قليلة.

***

وحسب ذلك المنطق الغريب نصبح شعبا عجيبا وفريدا من نوعه في العالم، فالآخرون ينتظرون رؤية هلالي رمضان والعيد ونحن ننتظر صدور مرسوم تشكيل الوزارة، فشيوخ اكثر فيها يعني عودتنا مطأطئي الرؤوس لقيود الحديد والسخرة والعبودية الموجودة في بيوتنا وحول اسرّة نومنا، وتصبح نساء الكويت ورجالها مما ملكت ايمان هؤلاء الشيوخ الوزراء كما اتى في المقال الشاتم، وفي المقابل شيوخ اقل في الوزارة، حينها فقط لا قبلها يحق لنا ان نرفع رؤوسنا ككويتيين وندعي اننا احرار ولسنا «كونتا كونتي» جددا وتبقى تلك الحرية «مؤقتة» بالطبع بانتظار رؤية هلال الوزارة التالية.

***

والمعلومة التي يعلم بها الجميع هي ان عائلة الصباح هي ضمن النسيج الكويتي والذي يسمح الدستور الذي نلتف حوله بتوزيرهم بكثرة او توزيرهم بقلة، او حتى عدم توزيرهم بالمرة، فالمحاسبة تقوم على الكفاءة والامانة والعمل الجاد لا على الشخوص والاسماء قبل اعطائهم فسحة للعمل، خاصة اذا اتت محاسبتهم من شخصيات وقوى اعتادت على نحر الوزراء الاكفاء المخلصين بالاستجوابات الكيدية الدامية المتتالية القائمة على «الهوية» لا على «القضية»، ليبدلوهم بمنضويهم ممن سرقوا وزارات بأكملها في وضح النهار، وكأن عيونهم المبحلقة دائما قد اصابها الرمد والعشى.. النهاري عن رؤية سرقاتهم!

***

كنت كما ذكرت أنتوي الرد عليهم بسلسلة مقالات كاملة الدسم لولا علمي بعلمهم ان شعبنا الكويتي حر أبي لا يقبل السخرة والعبودة، فلم يخضعه مضيفهم صدام لحديده وناره وعبوديته وآلة قتله حتى امتلأت مقابره الجماعية بجثامين البررة من مقاومتنا الطاهرة التي لم يكونوا ـ وكما يذكر التاريخ ـ منها، وكيف للعبد ان يحارب سيده ولمن استضاف (بقصد او من دونه) ان يحارب مضيفه؟!

***

آخر محطة:

(1) لم نستغرب على الاطلاق عمليات «إسقاط» ما في النفس على الآخرين، ألم يخرجوا على الدستور جهارا نهارا رافعين راية «إلا الدستور»؟ وألم يرفعوا راية محاربة من يلقبونهم بسراق المال العام ثم يقومون بالتحالف المالي والاعلامي المفضوح معهم؟! ألم يدعوا عشق الكويت والولاء الوطني لها ويعملوا على هدمها وتفتيتها عبر محاولة خلق ربيع مدمر في مناطقها وشوارعها؟! ألم يترجموا اخلاصهم للشباب من اتباعهم بتحريضهم ورميهم للمحاكم والسجون وابقاء ابنائهم في احضانهم؟!

(2) واخيرا، ألم يشتموا الشعب الكويتي في وطنيته وادعاء عبوديته للمال لاخفاء حقيقة واضحة جلية تظهر انهم رغم الاسماء الرنانة عبيد اجراء مسخرون للمال السياسي ولمن يدفع دينارا اكثر في الداخل.. او سلة عملات اموال الخارج.. وما اكثر ولاءاتهم البديلة؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *