سامي النصف

الإخوان يمحون تاريخ الإخوان!

ظل الإخوان 80 عاما خارج الحكم (عدا تجربة حكمهم للسودان الذي تسبب في إفقاره واشتعال الحرب الأهلية فيه وانفصال أطرافه) يعدون الناس بالمن والسلوى وحل كل مشاكلهم عند وصولهم للحكم تحت شعار «الإسلام هو الحل» الذي رمي واختفى منذ الدقيقة الاولى لتسلمهم الحكم في مصر حين انهار الاقتصاد وانتشرت الفوضى وفقدوا احترام الشعب عندما اتضح ان شعارهم الحقيقي هو «نحكمكم ونملككم ونسرقكم او نهلككم»، في مصر التي أتى ذكرها صراحة في القرآن 5 مرات وتلميحا 33 مرة وهو شرف لم يحظ به بلد آخر قط.

وإذا كان الإخوان وبالتحديد القطبيون وتنظيمهم العالمي السري قد أخطأوا مرة في «الحكم» فقد اخطأوا ألف مرة عندما تحولوا الى «المعارضة» ففي سبيل الرغبة الجامحة في السلطة والمال وتنفيذ المخططات الخارجية عاثوا بأرض الكنانة فسادا وخوفا وتعدوا على أمن بلد قال فيها قرآننا المنزل نصا (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وعادوا جيش مصر الذي أتى في الحديث الشريف «انهم خير أجناد الأرض» وأحرقوا كنائس وقتلوا أقباطها الذين تزوج منهم الرسول وقال فيهم «إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا»، فأين القطبيون والطغاة من تلك الوصية؟!

***

إن ما فعله الإخوان أو القطبيون منهم يجعل كل مؤرخ ومراقب ومتابع يشك في كل دعاوى المظالم التي ادعوا انهم تعرضوا لها وقالوا انهم كانوا أقرب للحملان فيها (الأحداث التاريخية في مصر وسورية والجزائر وليبيا وتونس وفلسطين والأردن واليمن.. الخ)، كما يظهر حراكهم في دول الخليج انهم يعضون وينقلبون في كل مرة على اليد التي تكرمهم وترعاهم، وقد أخبرني الزميل جهاد الخازن قبل أيام عن الأشرطة الصوتية التي سمعها إبان زيارته للراحل الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز والتي أتى ضمنها تحريض رجال الإخوان لزعماء القبائل في المملكة على الثورة، مما مهد لتحرك سعودي مبارك قتل الفتنة في مهدها وأطفأ شرارة الفتنة في بدايتها وقبل ان تتحول لنار كبيرة تأكل الأخضر واليابس تحقيقا لرغبات التنظيم السري العالمي للإخوان.

***

وفي مايو 2009 نشرت جريدة «المصري اليوم» لقاء تاريخيا مع الإخواني السابق د.احمد رائف صاحب دار الزهراء الشهيرة والذي لا تنسى الكويت وأهل الخليج فضله إبان الغزو عندما اصدر عشرات الكتب الداعمة للحق الكويتي والفاضحة لصدام وحليفه عرفات، ومما ذكره رائف في ذلك الوقت المبكر ان الإخوان سيحكمون قريبا مصر بسبب حراك التنظيم السري الخاص للإخوان (8 مصريين + 5 غير مصريين) وتنسيقهم العمل مع الدول والأجهزة المتنفذة بالعالم، ومما ذكره وأثبتت الأيام صحته ان هناك مرشدا خفيا للاخوان يقودهم يختلف تماما عن المرشد الرغاي الظاهر، وللمعلومة دار الزهراء هي التي نشرت بعض مذكرات رجال التنظيم الخاص للإخوان والذي قام بعمليات القتل والإرهاب في حقب مختلفة من تاريخ مصر، مما يكذب كل ادعاءات البراءة الاخوانية أو تحديدا القطبية.

***

آخر محطة: (1) هناك عمليات تشابه كبيرة بين ما حدث قبل أيام في مخيمات النهضة ورابعة العدوية وشوارع مصر وبين أحداث تمت اواخر السبعينيات في الولايات المتحدة، أولها الفوضى التي تسبب فيها الاخوان المرعبون «Creed Brotherhood» عندما عمدوا للتلثم بالمناديل الزرقاء (ألبس الاخوان أتباعهم الكمامات البيضاء) ثم هاجموا رجال الأمن ودمروا وقتلوا كل من صادفوه والذي شمل حتى بعض اتباعهم لكسب الرأي العام وإلقاء التهمة على رجال الشرطة.

(2) ووجه التشابه الثاني هو ما حدث آنذاك من قتل رجال حركة «شعب المعبد» وزعيمها الأميركي جيمس جونز للمئات من اتباعهم في مخيمات معبدهم في غوانا، والميكروفونات الغاسلة للأدمغة تدفعهم لذلك العمل الانتحاري بعد ان أبقوهم يعيشون لأشهر في ظروف عيش مزرية من حر خانق ورطوبة جعلت الحياة والموت يتساويان في أذهانهم، وقد تم ذلك الأمر بعد زيارة النائبين الأميركيين لي راين وسان ماتيو لهم وهو أشبه بما يظهره «اليوتيوب» من ميكروفونات تدفع الأتباع بشكل متواصل للموت والشهادة في مخيمات مصر بعد زيارة النائبين ماكين وغراهام لمصر.

(3) أخيرا لا يصدق أحد للحظة الإعلام الغوبلزي الذي يذكر كاذبا خبر اعتقال أو وفاة قيادات الاخوان وأقاربهم في مصر فكلها أكاذيب ذكية يراد منها رفع لوم الأتباع المغرر بهم ممن قتلوا أو اعتقلوا هم وأقاربهم.

 

احمد الصراف

مهمة سالم عبدالعزيز (1 – 2)

على الرغم من كل ما اشعر به من إحباط بقدرة هذه الحكومة على فعل شيء لانتشال الوطن من عثراته التي لا مبرر لها، فالكويت ليست مصر ولا اليمن، ولا حتى السعودية، فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي لديها كل هذا الكم من المشاكل السخيفة والمعوقات الأكثر سخافة، في الوقت الذي تمتلك فيه إمكانات وقدرات بشرية ومالية كافية لإنهائها، وتقليل الفساد لحده الأدنى خلال فترة وجيزة، فالأمر لا يتطلب غير التصرف برشد وتطبيق القانون على الجميع، ووضع خطط التنمية والإصلاح موضع التنفيذ!
أقول على الرغم من تشاؤمي الحاد، والمبرر، فان هناك ربما بصيص أمل، وهذا ما سنتطرق له تاليا.
صعقت خلال الأسبوع الماضي مرتين؛ الأولى عندما مددت يدي بالعيدية لسيدة اعرفها فشكرتني وقالت انها لا تريد مساعدتي، لأن الحكومة تصرف لها شهريا 600 دينار فقط لكونها «ربة بيت»! والصدمة الثانية كانت عندما علمت بأن كل موظف يحمل شهادة جامعية ويعمل في القطاع الخاص تدفع له الدولة مبلغا يزيد على 700 دينار، كمساعدة! وقد يفسر البعض دفع هذه المبالغ كنوع من توزيع الثروة وتحقيق دولة الرفاه، ولكن الحقيقة أننا نقوم بقتل المواطن ببطء بمثل هذه العطايا والهبات التي من المفترض أن توجه لمجالات الرفاه الحقيقية التي تدفع بالارتفاع بنوعية ومستوى معيشة المواطن من تعليم وطبابة وثقافة وترفيه، وليس بما في يديه من نقد! فما الذي يفيد هذه السيدة دفع 600 دينار لها، إن كان الأمن مفقودا، الطب متراجعا، والتعليم منهارا، هذا فوق أن دفع هذه المبالغ غير العادية للمواطن ستدفعه لأن يتخلف أكثر، علما بأن التأثير المؤقت لدعم العمالة الكبير سرعان ما تبخر في اليوم الذي سكتت فيه الحكومة على التصرف الأخرق الذي أقدم عليه وزير نفط محسوب على الإخوان المسلمين، والذي قام بموجبه بمضاعفة رواتب موظفي النفط من دون مبرر، مما دفع بقية الوزراء للاقتداء به، فحدثت هجرة مضادة من القطاع الخاص الىالقطاع العام، الذي أصبحت رواتبه أعلى من الخاص، وربما الأعلى في العالم؟ بالتالي لم يفاجأ الكثيرون بالتحذيرات من أن ميزانية الدولة ستواجه عجزاً في السنة المالية الحالية، مرشحا للارتفاع! فلو دققنا في بعض ارقام موازنة الدولة لوجدنا أننا وطن متخم بالنقد، ضعيف في التدبير، وشديد التخلف. فإيراداتنا تبلغ 18مليار دينار، يساهم مورد النفط بـ %93 منها، ومع هذا نصرف على بندي الرواتب والدعم %85 من إجمالي الميزانية، ولا أحد في السلطة (المجلس والحكومة) يود إشغال نفسه بمثل هذه النسب الخطرة، في ظل إنفاق استثماري يقارب الصفر. علما بأنه تم تقدير إيرادات الدولة على أساس ان الكويت ستنتج «حتما» 2.7 مليون برميل يوميا، وستقوم حتما ببيع البرميل بــ70 دولارا! وهذا يشبه وضع سائق التاكسي الذي يبلغ دخله اليومي 20 دينارا، ويتصرف على أساس أن مكسبه الشهري 600 دينار، من دون التحسب حتى لاحتمال إصابته بإسهال يمنعه من العمل، هذا غير تعطل سيارته!
وحيث ان من الصعوبة تخفيض الرواتب، فإن الأمر يتطلب التفكير في حلول عملية تكون المدخل لبرنامج إصلاح شامل يطال الكبير والغني والمتنفذ قبل صاحب الدخل المحدود، وحتى المتوسط!
وهذا موضوع مقالنا ليوم غد.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

أبو صهيب.. لن تلد النساء مثله

«ان
الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الاخرة الا من يحب» (حديث شريف)، ما يحدث في مصر هذه الايام سينتهي ويبقى جزءا من التاريخ، لكن الاجيال ستذكره جيلا بعد جيل! ان خيرا فخير وان شراً فشر، وسيعلم الجيل القادم ان فلانا وفلانا وفلانا كانوا يدعمون قتل رجال الامن للمواطنين العزل المسالمين الذين يتلقون المدرعات بأجسادهم العارية! وكانوا يجدون الاعذار لآلة القتل والقنص والحرق التي كان يقتل بها الأمن! وسيذكر التاريخ ان الجماعة الفلانية والحزب الفلاني ناصروا الظالم على المظلوم، ليس من حيث المبدأ ولكن لان المظلوم يختلف معهم فكريا او سياسياً! ولن يرحم التاريخ من تسبب في هذه المجازر التي نشاهدها اليوم في كل شبر من ارض مصر بسبب دعمه للانقلابيين مادياً او معنويا او خطابياً! وقد تناسى هؤلاء ان سنن التاريخ تقول ان الشعوب ستأخذ حقها من الظالم طال الزمان ام قصر، وسيكون الجزاء من جنس العمل، وسيعلق كل هؤلاء بالساحات والميادين ليكونوا عبرة لغيرهم! والا فكيف يقتل عشرة آلاف شخص، وتحرق جثث المئات منهم، وهم لم يرفعوا سلاحا في وجه قاتلهم، ثم نجد من يبرر للقاتل جريمته، ونجد بعد ذلك من يعلن دعمه لاجراءات الحكومة المصرية في مكافحة الارهاب؟! وهل كانت هناك اجراءات غير قتل المدنيين وسحلهم وحرقهم؟! وهل كان هناك من يسمونهم الارهابيين غير الابرياء العزل المسالمين؟! لكن ما نقول الا ما يرضي الرب، ولا حول ولا قوة الا بالله.
***
تتوالى الابتلاءات والاحداث الجسام هذه الايام على الامة الاسلامية، ولعل وفاة ابي صهيب الشيخ عبدالرحمن السميط احدها! وقد عرفته في مطلع السبعينات، عندما ابتعث لاميركا لاستكمال دراسته في الطب وزارنا في مخيم رابطة الشباب المسلم الكويتي، وكنت في حينها نائبا لمدير المخيم، وكانت ام صهيب برفقته، واعطى الاثنان للبرنامج مذاقاً جديداً، حيث اخذا يحدثاننا عن العمل الخيري واهميته وتجاربهما الحديثة في افريقيا، ونيتهما لاستكمال عملهما الدعوي هناك، ولما سألناهما عن صعوبة العمل في القارة السوداء وخطورته، اجاب، يرحمه الله، ان لذة العمل في صعوبته، واننا ما دام نبحث عن الاجر والثواب فالجزاء على قدر المشقه! وفعلا ما هي الا سنوات فاذا بي اسمع ان صاحبي وزوجته في ادغال افريقيا! واذكر انه اخبرني مرة انه قرر الهجرة الى مدغشقر! فاستغربت من هذا الطبيب الكويتي ولد النعمة، الذي يترك العيش الرغيد والامن والامان ثم يهاجر الى افريقيا، وأين؟ الى مدغشقر اكثر الدول الافريقية تخلفا وفقرا وانتشارا للاوبئة، فسألته: ولماذا مدغشقر؟ فكان جوابه انها اكثر الدول التي تحتاج الى مثلي في الطب والدعوة ورعاية الفقراء! فعلمت بان هذا الرجل ستعجز النساء ان يلدن مثله! وفعلا استمر سنوات في مدغشقر، الا ان الامراض فتكت به وانهكته واضطر للعودة الى الكويت لاستكمال عمله ومتابعته من خلال لجنته التي اسسها، وهي «لجنة العون المباشر».
رحم الله عبدالرحمن السميط وغفر له، واعاننا على ما اعانه عليه، وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. انا لله وانا اليه راجعون.