محمد الوشيحي

الكويتيون وكوكب الأرض و«تويتر»…

ضجيج المغردين الكويتيين في “تويتر” مثل ضجيج صغار السماسرة في البورصة الأميركية، أولئك الذين يرتدون قمصاناً زرقاء، ويؤشر كل منهم بأصابعه ويديه بانفعال شديد لطلب الشراء أو البيع، ومن حولهم أوراق متناثرة في القاعة، وفوضى تهز الأركان. بيد أن السماسرة يحصلون على نِسبٍ من الصفقات التجارية، في حين يحصل المغردون الكويتيون على سبٍّ وشتيمة من الصفقات السياسية، أو الطائفية.
تابعت ما يكتبه المغردون السوريون، والمصريون، والسعوديون، والقطريون، والتونسيون، وغيرهم من شعوب الأرض، والعرب خاصة، فوجدت السوريين منهمكين في شأنهم السوري، يتبادلون الشتائم والصور والحجج، لا أحد منهم يعلق ولو بالخطأ عما يحدث خارج سورية، وألفيت المصريين لا يخرجون خارج حدود شأنهم المحلي، وكأن التعليق على أحداث الشعوب الأخرى يتطلب الحصول على “فيزا” من شركة تويتر! تجدهم إذا تحدثوا عن أميركا، فمن زاوية علاقتها بمصر وتيارات مصر السياسية، وإن تحدثوا عن دول الخليج، فمن الزاوية ذاتها، وهكذا…
وحدهم السعوديون منشغلون مثلنا بأحداث كوكب الأرض، لكن تغريداتهم غالباً تدخل من باب “حكم الشرع في…”.
صدقاً، الأمر يحتاج إلى محللين نفسيين يشرحون لنا سبب هذا الاهتمام الشعبي الكويتي بأحداث الأرض، رغم أن حكومتهم لا تهتم أبداً بما هو خارج حدودها، ولا حتى داخل حدودها. بخلاف القطريين وحكومتهم المشغولة باستقرار لبنان أكثر من بعض اللبنانيين، وباستقرار مصر وديمقراطيتها أكثر من بعض المصريين أنفسهم. ولا أدري هل يشتغل برنامج تويتر في سلطنة عمان أم لا، الأكيد أنني لم أسمع لهم صوتاً فيه، وقد يكون السبب ضجيج الكويتيين.
“تويتر” هو المرآة العاكسة للشعوب وثقافاتها وحرياتها وإنسانيتها، والاهتمام بتحليل ما تكتبه الشعوب فيه مهم جداً، كما أرى.

سامي النصف

سورية.. ما بعد الضربة!

ابان احتلال الكويت، ذكرت في الديوانية التي كنا نلتقي بها ليليا في منطقة بر دبي ان صدام تارك ومغادر لا محالة بسبب كم التدمير الذي كان يقوم به في البلد والذي لا يعقل معه ان يبقى ليدفع الملايين والمليارات لبناء ما قامت قواته بهدمه.

***

وفي الديوانية نفسها، ذكّرنا العم الراحل زيد الخالد بألا نخدع بكل ما نرى، ضاربا المثل بقصة لا يعلم بها الا القليل وهي ان المناضل والوطني والثوري الكبير يونس البحري عدو الغرب الاول ابان الحرب الكونية الثانية، كان في حقيقة الامر عميلا لهم ينقل لهم اولا بأول وعبر شفرة متفق عليها ما يحدث في برلين النازية عبر برنامجه الشهير «هنا برلين حي العرب» المختص بـ.. شتم الغرب والقوات الحليفة..!

***

بالمثل، التدمير الشامل والماحق الذي يقوم به النظام البعثي في دمشق يظهر بما لا يقبل الشك انه لا ينتوي الاستمرار في حكم سورية، بل قد يستغل الضربة الجوية والصاروخية (ان تمت) لخلق دولة عاجلا او آجلا مدججة بالرجال والسلاح في جبل العلويين والساحل المقابل وخلق دويلات في الشمال والشرق ويترك باقي الشام للفوضى والتفجير والاقتتال الدائم كما حدث في عراق ما بعد سقوط النظام عام 2003.

***

آخر محطة: 1 ـ لا يقل المتطرفون والتكفيريون امثال اتباع دولة الشام والعراق ضررا وتدميرا واستباحة للدماء عن الانظمة البعثية التي زرعت في بغداد ودمشق، ليل المنطقة طويل.. طويل وقد لا تشرق عليه شمس الامان ابدا..!

2 ـ مفجع ومحزن ما قام به التكفيريون من عملاء دولة الشام والعراق القاعدية من قتل على الهوية تحت راية الاسلام وبحجة الدفاع عن السنّة وهم اول من يعلم ان تلك العمليات المصورة ستستفز الطرف الآخر ليثخن في القتل بأهل السنة الذين يدعي المتطرفون كذبا انهم يمثلونهم او يدافعون عنهم.

احمد الصراف

أين الحقيقة؟

“>
موضوع هذا المقال يجب أن ينظر إليه بتجرد، فهو لا يهدف للتهجم على أحد، ولا التطرق لغير ما يتداوله كثيرون عن تورط بعض المواطنين الكويتيين في أنشطة خارج الدولة، وبالرغم من ارتفاع اصوات تنادي بالصراحة والشفافية، إلا أن الأطراف المعنية اختارت الصمت، دون نفي أو تأكيد لكل ما يشاع حولها، علما بأن ما اتهمت به يجب ألا يعتبر معيبا في حقها، فهم اختاروا أن يكونوا من الإخوان المسلمين، وهذا قدر ارتضوا به!
كانت البداية قبل بضعة اشهر عندما بدأت تتسرب أسماء لشخصيات سياسية كويتية معروفة ضمن تحقيقات النيابة العامة في الإمارات، في قضية ما يسمى بخلية تنظيم الإخوان المسلمين فيها، والتي كانت تهدف، وفق قرار الاتهام، لقلب نظام الدولة. وتسربت من الإمارات قائمة بالمتورطين من مواطنين، وغيرهم من خليجيين وعرب، وقيل إنهم شاركوا جميعا، بطريقة أو بأخرى، في التآمر على نظام الحكم، وفي أنشطة حزبية وسياسية على مستوى المنطقة، وربما اوسع من ذلك. وحيث إن عمل هؤلاء، وهنا نتكلم عن حركة الإخوان المسلمين، كان، بنظرهم على الأقل، شرعيا، ويهدف لنشر «الإصلاح» في جزء مهم من الوطن العربي، وأهميته ربما تكمن في تخمته النقدية اللازمة لدعم الدول الفقيرة نقدا، فبالتالي من المفترض الاعتقاد بأن ليس هناك ما يعيب في الحديث عنه، والإشارة إلى ما يشاع عن تورط أعضاء من حزب الإخوان الكويتي من بعض السياسيين وأعضاء مجلس الأمة السابقين، وان دورهم كان مقتصرا على تقديم الدعم المادي واللوجستي الأخوي لمن يشاركونهم في المعتقد، من المتهمين في خلية الإمارات. كما طالت لائحة الاتهامات أسماء أخرى معروفة منهم دعاة! علما بأن التطرق لاسماء هؤلاء ليس فيه ما يعيب، بل ربما يساعد في إعلاء مكانتهم لدى رفاقهم في الحزب، محليا ودوليا!
وحيث ان مصلحة الوطن تتطلب حدا ادنى من الشفافية والصراحة، فإن الحكومة، وكل من ورد اسمه في تحقيقات دولة الإمارات مطالبون بتوضيح موقفهم من كل ما يقال، وعدم ترك الأمور للقيل والقال.
كما أن الحكومة مطالبة بتأكيد أو نفي ما نشر على موقع «خلف الكواليس» من أن سلطات الإمارات أوردت اسماء مواطنين كويتيين في القضية أعلاه تحت رقم 234/19/ك، وأنها طلبت من الكويت التحفظ عليهم، لكن الكويت وافقت على مراقبتهم فقط! وهذا الرد لم يلق ترحيبا في الإمارات.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

حصاد السنين .. خطاب إلى الحكومات الخليجية

تعلمون أن الغالبية من شعوبكم غير راضين عن أدائكم، مع قناعتهم بان وجود الأنظمة شرط لاستقرار دولهم، فحكم الاسرة، المتفق عليه منذ مئات السنين، يحصر التنافس بين القوى السياسية ومكونات المجتمع في دائرة ضيقة وفي اطار مقبول، ولا يعطي مجالا لهم للتطلع إلى الحكم. وقد اثبت الوقت صحة هذه النظرية، فاستمرت عجلة الحياة من دون حوادث تذكر، الا ممن هم يتطلعون إلى السلطة والمشيخة – في نظرهم – حق من حقوقهم المكتسبة.
كما تعلمون ان الله سبحانه وتعالى اكرمكم بأسباب الرزق، حيث توافر النفط والغاز في المنطقة، حتى اصبحت كلفة استخراج ليتر النفط أرخص من قيمة ليتر مياه معدنية! ومع اختلاف انظمة ادارة شؤون البلاد من دولة الى اخرى، الا ان هذين العنصرين (النفط واستقرار الحكم) كانا كفيلين بتأمين تنمية وتطوير الخدمات والحياة العامة وانشغال الناس بامور دنياهم ومعاشهم اليومي.
غير ان دوام الحال من المحال كما هو معروف.
فقد لوحظ في السنوات الاخيرة انحراف بعض الحكومات في بعض هذه الدول عن جادة الحق والصواب، وتغيرت السياسات العامة التي كان الناس يعتبرونها فخراً لكل خليجي، وتأكيداً لاصالة هذه الدول بحكامها وشعوبها سواء بسواء، ولعل تبنيكم لقضية فلسطين كقضية العرب الازلية اوضح مثال على ما اقول.
للأسف الآن صارت بعض الحكومات تراعي ما تريده اميركا لا ما يريده اصحاب القضية. ولئن كنا نلاحظ طوال عقود مضت حرص حكوماتنا على المصالح الاميركية وانسجامها السياسي معها، الا ان بعضنا كان يرى للحكومات عذراً في ذلك، من منطلق مراعاة الجانب الامني لشعوب المنطقة ودولها.
لكن ما حدث في السنوات الماضية ان السياسة الاميركية اصبحت تراعي مصالح دول اخرى وتعطي لها الاولوية على حساب أمن دولنا واستقرارها، وهذا واضح في تعاملها مع العراق وايران، حيث دعمت النظام الطائفي في بغداد وسلمته الخيط والمخيط مقابل مصالح لها في المنطقة، وكان يفترض على الاقل ان يكون استقرار دول الخليج وامنها من بين هذه المصالح، ان لم يكن على رأسها، الا ان الذي حصل العكس! وبالمثل تعاملها مع ايران، حيث كان موضوع اقتناء السلاح النووي محور هذا التعامل، ولما تم التفاهم عليه بينهما اصبحت اميركا تراعي الجانب الايراني في اي توجه لها بالمنطقة، وطبعا لا يهم إن كانت مصالح دول الخليج الصغيرة هي الثمن! وليتنا نتعلم مما يحدث، فها هي الحكومات ما زالت تؤيد ما يريده الاميركان أكثر مما هو في أي بقعة من بقاع الارض، ولعل التهاون الذي تم ويتم اليوم في التعامل مع الشأن السوري اكبر دليل على ما نقول، وكأننا ننتظر متى تسمح اميركا واوروبا بإسقاط الاسد! اما تعامل الحكومات مع الشأن المصري فقد صب في خدمة الاميركان لتحقيق ما يعجزون عن فعله، حيث ان القوانين الاميركية تمنع دعم نظام حكم انقلابي فكانت دولنا خير من يقوم بهذا الدور، ولتخفيف الضغط والغضب الشعبي تم الايحاء بان ما يجري هو ضد السياسة الاميركية! وستثبت الايام ان اكبر الداعمين للانقلاب هم الاميركان.
ولتعلم الحكومات ان شعوبها بدأت تتنبه الى ان التغيير السلبي لم يكن في سياساتكم الخارجية، بل تعداها الى تغيير جذري في سياساتكم الداخلية وتعاملكم مع شعوبكم!
فبعض تلك الحكومات كان يعيش بهامش من الحرية، واليوم اصبحت ممارسة الحريات تهمة تحال بسببها إلى النيابة! وبعضكم امتلأت سجونهم بسجناء الرأي، وبعضكم يعتقل المواطن عدة اشهر من دون محاكمة، وبعضكم يقدم الاصلاحيون للحاكم وثيقة إصلاحات سياسية فيحالون إلى المحاكم بتهمة السعي للانقلاب على الحكم! وبعض من تبقى منكم ما زالت الحريات لديه ابواق اعلامية غير مطبقة على الواقع! ولعل اكبر تضحية بمصالح شعوبنا اليوم هي دعم الانقلاب المصري الذي لم يقف معه سوى بعض الخليج، بينما شعب مصر ينظر بحسرة وألم إلى ما تسبب به هذا الموقف من خراب لهم ولمستقبل بلادهم!
نعم، سيحمّلنا الشعب مسؤولية ما تم وسيتم لمصر، بعد ان خجل الاميركان من افتضاح سياساتهم وجعلونا «ممشاشة زفر».
حكوماتنا الجليلة، ما زال الامل معقودا على اعادة النظر في تعاملكم مع الاحداث، وما زالت قناعاتنا منذ التأسيس الى اليوم أن وجود الاسر الحاكمة عنصر استقرار لنا، كل ما نريده فقط ان تعطوا مصالح شعوبكم أولوية على ما عداها، عندها فقط ستكون شعوبكم ضمانا لوجودكم.
حفظ الله حكومات الخليج ورعاهم وهداهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد.