سامي النصف

التفاؤل بالرئاسة الحكيمة والمعارضة العاقلة!

الأكيد ان احدا لا يشك في كفاءة واقتدار مرشحي رئاسة مجلس الامة الثلاثة، ونعني الافاضل مرزوق الغانم وعلي الراشد وروضان الروضان، كما لا يشك احد للحظة ان احدا منهم لم يكن ينتوي حرق البلد وخلق الازمات التي تلد ازمات كونه فقط لم يجلس على مقعد الرئاسة الاخضر الذي يعلو قليلا عن كراسي النواب الافاضل الآخرين.

***

ما ذكره النائب الفاضل رياض العدساني من عدم رغبته التصويت لأي من مرشحي الرئاسة يعيد للاذهان ما يعتبره كثيرون خطأ دستوريا فادحا في تاريخنا يحتاج الى اعادة زيارة له وملخصه يكمن في كيفية احتساب صوت من يبقى في الجلسة (ولا يترك القاعة) ليعكس عدم رضاه عن المرشحين عبر وضع ورقة بيضاء في الصندوق، وهل يجوز عقلا ومنطقا ودستورا اعتباره وكأنه لم يحضر الجلسة عند احتساب مجموع الوزراء والنواب الحاضرين بعكس ما هو قائم في جميع الديموقراطيات العريقة التي تفرض الحصول على اغلبية من قام بالتصويت سواء صوت بورقة سوداء او بيضاء أي «More than 50% of the votes cast».

***

ان امام الكويت تحديات جساما قادمة ولم يعد بلدنا وشعبنا الصابر يحتمل عمليات التأزيم مدفوعة الاثمان والاستجوابات الكيدية التي يتلوها حل المجالس التشريعية (أبغض الحلال الدستوري) وتوقف التنمية وهروب رؤوس الاموال والمشاريع للخارج حتى اصبحنا في آخر الركب الخليجي بعد ان كنا في اوله، وبات المتربصون ودعاة الفوضى وخلق ربيع كويتي وخليجي مدمر ينتظرون مزيدا من الاشكالات ليهرب الناس اليهم كهرب المستجير من الرمضاء بـ .. النار!

***

واجزم واعلم ان المعارضة هذه المرة هي معارضة وطنية عاقلة رصينة ما دامت على شاكلة الرئيس علي الراشد وصحبه من النواب الافاضل، لن تحاول هز المركب او اغراقه بل العودة لنهج الآباء المؤسسين ممن كانوا يعارضون بحكمة ولا يعرقلون مسيرة البوم الكويتي، فوصلت الكويت الى ما وصلت اليه آنذاك من رفعة وسؤدد وتقدم في كل مجالات الحياة، لذا يأمل الشعب الكويتي قاطبة لأن يعمل الجميع هذه المرة لأجل مجلس امة وحكومة انجاز يستمر عملهم لاربع سنوات كاملة، ومن يخفق من الوزراء لا يستحق ان يضحى بحكومة او مجلس او مصلحة شعب بأكمله لأجله، بل يجب دفعه للاستقالة او الاقالة او اعفاؤه وعزله عبر استجوابات حكومية ووزارية لا.. نيابية!

***

آخر محطة: 1 ـ مقترحات تستحق النظر فيها: في تعديل لعام 2007 في مجلس العموم البريطاني العريق، تم فرض دعم 12 نائبا لأي من يريد الترشح لرئاسة مجلس العموم قبل اعتماد ترشحه منعا للاحراج من النواب الآخرين.

2 ـ بودنا ان يتم تعديل مثيل في مجلس الامة الكويتي، ومثله تعديل آخر لفرض عدد ادنى لمن يقدم استجوابا «كرنفاليا» كيديا مدفوع الاثمان، حيث لا يقبل العقل والمنطق ومفهوم سيادة الاكثرية التي تقوم عليها اللعبة الديموقراطية ان يقوم نائب واحد يمثل 2% من اعضاء المجلس وما يقارب 1 على مليون من الشعب الكويتي ان يجعل الكويت واللعبة السياسية عرضة لرغباته وتهديداته الشخصية.

3 ـ أكبر انجاز تاريخي سيحسب لهذا المجلس بعد ان يهدأ ويستقر وينجز هو ان يتفق الاعضاء من موالاة ومعارضة وحكومة على اجراء تعديلات مستحقة على الدستور بعد نصف قرن من العمل به في قضايا، اما لا علاقة لها بالحريات مثل زيادة الاعضاء او للمزيد من الحريات.

سعيد محمد سعيد

مشاهد «الرحمة» الرائعة

 

هي بضع مشاهد، نعيش مثلها جميعاً، وتبقى في ذاكرتنا، ولربما، كانت سبباً في تغيير سلوك سيئ أو نظرة خاطئة، إلا أن أهم ما في المشاهد الطيبة هي أنها تشعرنا بالاعتزاز بنموذج من البشر يستحقون الاحترام. لدي بضع مشاهد هنا:

* المشهد الأول: جزاهم الله خير الجزاء أولئك المواطنين والمقيمين الأخيار الذين يسارعون لنشر الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تدعو الناس للتوجه إلى بنك الدم المركزي بمجمع السلمانية الطبي للتبرع لأحد المرضى، فمثل هذه الرسائل تنتشر بشكل كبير متضمنةً اسم المريض ورقمه السكاني وفصيلة الدم المطلوبة، لكن الأجمل أن يسارع المواطنون من الجنسين، وخصوصاً فئة الشباب، للقيام بهذا الواجب الإنساني والديني المقدس. لا أحد في قاعة الانتظار ببنك الدم يسأل عن دين المرضى أو مذهبهم، إنّما هذه النوعية من البشر الكرماء، هم من يملأون حياتنا بهجةً وأملاً وتفاؤلاً، بلا طائفية ولا أضغان ولا أحقاد ولا سموم تبثها الأفاعي الممسوخة بالتناحر والعداء.

* المشهد الثاني: حتى الفترة التي سبقت حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات، وخلاله وفي لياليه الأخيرة، كانت الجمعيات المعنية برعاية الأيتام ولجانها تعمل بطيب خاطر لتوفير احتياجات الأرامل والأيتام والأسر المعوزة، ولعل الكثير من القراء الكرام لا يعلمون بأن هناك من المواطنين والمقيمين، من فئة ذوي الدخل المحدود، جزاهم الله خيراً، يخصصون في منازلهم حصالات يشارك فيها أفراد الأسرة بما تيسر من مصروفهم، ثم يقدّمونها للأيتام من الجيران أو الأسر التي ترعى أيتاماً فتبعث البهجة في نفوسهم. وبالمناسبة، نشرت في انستغرامي الصورة الشهيرة للطفل اليتيم الذي يبكي على قبر أمه أو والدته وعلى ظهره حقيبته المدرسية، وكتبت عبارة: «يا وجوه الخير أطلبكم طلب فيه النعيم. وحق هالشهر الكريم، يلله نمسح يالربع دمعة يتيم»، فوجدت الكثير من المعارف والأصدقاء والمتابعين وغيرهم يتفاعلون وبعضهم أخبرني شاكراً، بأن تلك العبارة أثرت في نفسه معترفاً بأنه من الناس الذي لم يلتفتوا للمساهمة في البرامج والمساعدات والأنشطة الموجهة للأيتام، وأفاض عليه الشهر الكريم شعوراً بالمساهمة بما تجود به يده الكريمة، فحيا الله تلك المشاعر الطيبة.

* المشهد الثالث: ونحن نعيش أيام عيد الفطر المبارك، أود التعبير عن اعتزازي بكل مواطن ومقيم قدّم للعمال الوافدين هدايا طيبة، فالبعض قدم لهم ملابس جديدة والبعض الآخر كان يحرص على دعوة الجيران أو من يعملون بالقرب من منزله أو من العمال الذين يعملون لديه لتناول طعام الإفطار، وهذه المشاهد نجدها في كل جوامع ومساجد ومآتم ومجالس البحرين. وقد لفت نظري أثناء أداء صلاة المغرب في أحد مساجد العاصمة، مواطن بحريني يجيد لغة الأوردو وهو يتنقل من عامل إلى آخر ويذكرهم بأن الإفطار في الليلة القابلة لديهم في المسجد، وهذه السجايا هي من طبائع أهل البحرين الكريمة، قلوبهم رحيمة ملأى بالخير، وهذه الصورة نراها كثيراً في القرى بدرجة أعلى، فهم يعتبرون أولئك الناس جزءاً من المجتمع، ليس في شهر رمضان المبارك فحسب، بل طيلة العام.

* المشهد الرابع: كل الشكر والتقدير لأهالي قرية المعامير، وللشباب القائمين على القرية التراثية، وأخص بالذكر الزميل الإعلامي والصديق الكريم عمار المختار. فقد كانت أمسية رمضانية جميلة تلك التي دعا فيها عدداً من الزملاء المصورين، من المحترفين والهواة، الذين زاروا القرية التراثية وتعرفوا على مرافقها، وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات، إلا أن فكرة القرية تستحق الإشادة بحق، وكم هو جميل أن يلتقي الزملاء على مائدة إفطار في منزل عائلة المختار، والمشاعر الطيبة تملأ قلوب الجميع… عساكم من العايدين.

* المشهد الخامس: هل صادفتم مواطناً أو مقيماً تعطلت سيارته في أشد أوقات الظهيرة حرارةً ورطوبةً طيلة أيام الشهر الفضيل؟ بلا شك، سنشاهد حول ذلك المنظر من يستخدم مزمار السيارة بغضب، وآخر يلعلع بصراخه متذمراً من تعطل حركة السير، وثالث يحاول القفز على رصيف هنا ومخرج فرعي هناك ليصل سريعاً إلى وسادته أو مسجده أو عبادته. لكن، هناك رابع وخامس وسادس وعاشر من الطيبين الذين ينتهزون كل فرصة لنيل الثواب في شهر الله بمساعدة الناس، وكما نقول بالعامية: «كم تسوى كلمة رحم الله والديك؟». لكل وجوه الخير، رحم الله والديكم وعساكم من العايدين والسعيدين… وكل عام والجميع بخير.