محمد الوشيحي

أنا والجريدة وهواك…

بيني وبين هذه الجريدة حرب أهلية، حرب شوارع، تماماً كما يحدث هذه الأيام لبعض الزملاء المصريين وصحفهم التي يكتبون فيها آراءهم… وقد تمتد الحرب بيني وبين الجريدة وتتطور، وقد أقتحمُ مكاتب الجريدة بالمولوتوف، وقد تستخدم الجريدة القناصة من على أسطح المنازل فترتاح مني وتريح بعض قرائها، وقد أتصالح معها ونعقد اتفاقياتنا في "خيمة صفوان"، ونرسم الحدود بيننا.
للجريدة خط، ولي خط، ولها دينها، ولي دين، فلا هي مسؤولة عن تحديد وجهة سيري ولا أنا مسؤول عن تحديد فكرها ونهجها، وأعجبُ ممن يناقشني بغلظة في الديوانيات في خطها السياسي، أو يناقش إدارة الجريدة في خطي السياسي! هل كيف يا عربنا؟
وأعجب أكثر، ونحن في القرن الحادي والعشرين، ممن لا يفرقون بين صحيفة وفريق كرة قدم، ويرون أن كتّاب الرأي في الصحيفة يجب أن يرتدوا قميصاً موحداً يحمل شعار الجريدة، أو العكس.
سيداتي سادتي، الجريدة مثل الألبوم الغنائي للفنان، فيه الأغنية الطربية، والأغنية "النقازية"، وأغنية عن لوعة الهجران والفراق، وأغنية عن الوصال والخضوع للحبيب، وأغنية عن التحدي، ووو، وللقارئ حق اختيار ما يناسب ذوقه.
لا أنا ماشٍ على هواك ولا على هوى الجريدة، ولن تبحر الجريدة على هواك ولا على هواي، فلكل امرئ ما هوى وما نوى… اتفقنا؟ على بركة الله.
سامي النصف

كلنا اليوم مصريون!

في حرب الدولة والشرعية المصرية التي يرأسها القاضي الجليل عدلي منصور ويقف على يمينه الفريق الحازم عبد الفتاح السيسي لا يمكن لعربي او مسلم او خليجي ان يأخذ موقف الحياد بين الحق والباطل، الشرعية والخروج على الشرعية، بين الأمن و القتل، الاستقرار والفوضى، ان تبقى مصر قلب العروبة والاسلام النابض او تسقط بيد زعامات العنف والارهاب والمخططات المشبوهة التي يسوّق لها التنظيم السري للقطبيين الجشعين!.

***

وواضح مما يرى بالعين المجردة ان ذلك التنظيم الدولي المشبوه يروم الى خلق حالة صوملة وافغنة وعرقنة وسودنة على ارض الكنانة ضمن مخطط بلقنة دول المنطقة المنطلق قطاره بقوة في العراق وسورية واليمن والسودان وليبيا وتونس والبقية على الطريق، والا فلماذا يتعمد القطبيون ضرب هيبة الدولة والتعدي على رجال الجيش والامن واشعال نيران الفتنة عبر التعدي على كنائس الشركاء في الوطن المصري؟

***

ان مصر الكنانة هي بمنزلة القلب من جسد العروبة فإذا ما توقف القلب، انشلت وماتت الاطراف وسهل بترها والاستحواذ عليها ونعني بدول الاطراف بلدان الخليج والمغرب العربي التي سيأتيها الدور سريعا اذا ما سمحنا بسقوط مصر وتقسيمها على يد من يدعي محبتها وهو يخدم مخططات اعدائها.

***

ان مصر اليوم في عين العاصفة التي تعتزم ان تنتزعها من جذورها وتجعلها بمثابة كومة قش تذروها رياح يوم عاصف، ان علينا كعرب وكخليجيين ان نرفع شعار «كلنا اليوم مصريون» وان نبادر لدعم الشرعية القائمة في قاهرة المعز بالمال والسلاح والرجال وليس في الامر غرابة فقد سبق للجيوش العربية ان ارسلت قوات ايام الرئيسين عبدالناصر والسادات الى حدود مصر ابان حروب 67 والاستنزاف و73، ويمكن هذه الايام ارسال قوات ردع عربية مدججة بالدبابات والمدرعات والطائرات للانتشار على حدود مصر المخترقة مع جيرانها، اما الداخل فقوات الجيش والامن المصري كفيلة بارجاعهم من حيث أتوا.

***

آخر محطة: 1 – أمور كثيرة عملها الرئيس محمد حسني مبارك ولم نفهمها في حينها حتى اصطبغت شوارع المدن المصرية السوداء بالدماء الحمراء فأيقظتنا، ومنها اهمية قانون الطوارئ في استتباب الأمن وضرورة ابقاء المتطرفين والمنحرفين قابعين في السجون، وحتمية نشر حاملات الجنود طوال العام على الشوارع والتقاطعات الرئيسية في القاهرة وبقية المدن الاخرى لاظهار هيبة الدولة وسطوتها حتى لا يتجرأ احد على التعدي عليها، كما يحدث هذه الايام.

2 – من أهم اعراض مخططات التدمير والحروب الاهلية في الدول، بدء عمليات القناصة المجهولين فيها التي سيتلوها سريعا بدء عمليات السيارات المفخخة، وقى الله مصر من الشرور الماحقة التي تخطط لها.

احمد الصراف

.. لمن نحن على الأرض؟

“>لا شك أن الفوارق بيننا وبين اليابان تشمل كل مجال، ولا يوجد استثناء واحد، فهي أفضل منا بصناعاتها ونظافتها، وحتى بخلق شعبها وأدبهم! وقد يكون سبب ذلك أن اليابان تقوم بالتركيز الشديد على تضمين مناهج مدارسها من المراحل الأولى مادة الأخلاق. أما تدريس الدين، فمسؤولية ذلك تقع على عاتق الأبوين، ولم يتبين، خلال المائة عام الماضية على الأقل، وهو ما يعادل تاريخ التعليم المنتظم في الكويت، أن تقاعس اليابان عن تدريس الدين قد نتج عنه شعب همجي كاذب، يتّصف بسوء الخلق ونقص التربية! وبالتالي، استعاضتهم بمادة «الطريق إلى الأخلاق» هي التي خلقت الإنسان الياباني الحديث، المجدّ والدقيق والصادق في تعامله، على الأقل أكثر منا!
ما وعته اليابان لم يكن مصادفة، فقد وعته قبلها شعوب أوروبا المتقدمة، بعد أن تبين لها أن جميع ما مرت به من تجارب مأساوية رهيبة وحروب طاحنة قتلت الملايين على مدى مئات السنين كان سببها زج الدين في التعليم، ومن بعدها في السياسة. ولم تهدأ أمورهم وتستقر أحوالهم وتزدهر اقتصاداتهم إلا بعد التخلّص من ذلك الضغط. كما لم يحدث ذلك التطور نحو «الأنسنة» سهلاً، فقد كان أن مهّدت له تجارب عصر النهضة في القرنين 15 و16 وما تبعهما من تطورات في القرن الـ18، والتي كانت نتيجتها سيادة العلم على الحياة، وهذا ما نتج عنه تقدّم الدول الغربية في كل مجال. ونجد بالتالي أن تجارب هذه الدول الكبيرة ماثلة أمامنا ولسنا بحاجة إلى أن نمر بكل ما مرت به من مآسٍ، وما علينا سوى الأخذ بها، وسنرى العجب. ولكن، المؤسف أن نلاحظ أن ما يحدث عندنا هو العكس تماماً، أكرر العكس تماماً! فبدلاً من أن تتطور مفاهمينا، على ضوء ما حدث في مصر أخيراً، والفساد والخراب اللذين تسبب فيهما الحكم الديني فيها، وما تسبب فيه ملالي إيران والسودان وسيتسبب به إخوان تونس وليبيا، في وقف تطور أوطانهم، لا يزال هناك من يعتقد بأن زيادة الجرعة الدينية في مناهجنا هي الحل لأطنان مشاكلنا وتخلّفنا الشامل. فقد قامت مريم الوتيد، التي لم يجد الوزير نايف الحجرف أفضل منها في الكويت كلها وكيلة لوزارة التربية، بالطلب من اللجنة المشكّلة لتحديث مناهج التعليم، وهي اللجنة التي وضعنا كل آمالنا فيها للتخلّص من إرث الإخوان والسلف، الذين عاثوا في مناهج التربية فساداً على مدى أكثر من ثلاثة عقود، طلبت منهم إدخال آيات وأحاديث دينية في منهج علوم الرياضيات! وهذا يعني، بمفهومها، أن دمج جدول الضرب بالدين سينتج عنه تلميذ أكثر فهماً!
لا ألوم السيدة الوكيلة على قرارها، بقدر ما ألوم الوزير الساكت، والحكومة التي لم تبين يوماً «فلسفتها في الحياة»! فهل وجودنا في هذه الدنيا مؤقت، لكي نتعبّد فقط، وبالتالي يمكن اعتبار قرار الوكيلة صائباً، أم أننا وُجدنا على هذه الأرض لنعمرها ونصلحها وننشر الحياة والخير فيها؟ وفي هذه الحالة على الوكيلة أن تستقيل أو تقال لتذهب إلى بيتها.
سؤال قد لا نسمع أو نقرأ إجابة عنه، وبالتالي ستبقى الوكيلة في منصبها لتزيد تخلفنا تخلفاً!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com