علي محمود خاجه

الرئيس مرزوق علي الغانم

لا أخفي سراً حينما أعبر عن سعادتي بوصول النائب مرزوق الغانم إلى سدة رئاسة مجلس الأمة، ولي أسبابي في التعبير عن هذه السعادة مصحوبة بقلق محدود، وقد عقدت العزم منذ مدة على أن أكتب عن هذا الرجل لكن لم أجد فرصة أنسب من اليوم للكتابة عنه. فما يحسب لهذا الرجل هو ثباته على مبدئه وإن اختلفنا معه أحياناً، فنجده يقف ضد الحكومة في مواقف عدة دون الولوج في أي حسابات سياسية قد تضره، ومنها موقفه بإعلان عدم التعاون في استجواب رئيس الوزراء السابق على خلفية أحداث ديوان الحربش  ورفضه تأجيل أو سرية أو إحالة أي استجواب كي لا ينتقص من حق النائب في الرقابة، وحاول مع بعض زملائه في مجلس 2009 الوصول إلى حقيقة قضية "الإيداعات"، لكن انسحاب النواب ورفض الحكومة حالا دون تحقيق ذلك، فما كان منه هو وزملاؤه إلا أن أعلنوا عدم قبولهم باستمرار تلك الحكومة رغم ما قيل حينها عن الصفقات التي يعقدها مرزوق وزملاؤه معها. كما أنه لم يركب موجة الأغلبية المبطلة في فبراير، والتي خلطت الحق بالباطل، بل فضل البقاء منفرداً رغم ما سيواجهه من هجوم على أن يكون ضمن مجموعة إقصائية ترفض الآخر، وحينما واتته الفرصة لأن يكون بطلاً في نظر البعض بعد مرسوم "الصوت الواحد"، بل كان من السهل جداً أيضا أن ينال رئاسة مجلس ديسمبر المبطل، رفض المشاركة في تلك الانتخابات انتصاراً لمبدئه وقناعاته، فلجأ إلى المحكمة الدستورية إيماناً منه بدولة المؤسسات كي تفصل في الأمر، وهو ما حدث. قد يكون مرزوق الغانم أكثر سياسي هوجم وأطلقت عليه الإشاعات خلال الفترة الماضية، سواء مما يسمى بالمعارضة أو الموالاة إلا أن ذلك لم يثنه عن المضي في طريقه وفي ما هو مقتنع به، وهو أمر نادر الحدوث في أيامنا هذه للأسف الشديد. لم يجامل أو يهادن أو يتنازل من أجل الوصول إلى منصبه، ولم يرض بإقصاء أي طرف للوصول إلى ما يريد، بل سار وفق قناعاته دون تزييف أو تجميل سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا، وإن كانت لأسرته الكريمة مصالح تجارية مع الحكومة، فهو لم يكيف مواقفه السياسية من أجل الحفاظ على تلك المصالح، وهو أمر قد يفعله الكثيرون غيره، وما قام به الرئيس مرزوق الغانم يعد نموذجاً مميزاً للثبات على المبدأ أتمنى لو يحتذي الساسة به. لهذه الأسباب أعبر عن سعادتي بوصول شخص ثبت على مبدئه طوال تجربته السياسية، وأصبح اليوم الرجل الثاني في الدولة، أما القلق فهو من أن يقلل هذا المنصب من نشاطه السياسي في الإصلاح بحكم طبيعة المنصب، وأتمنى ألا يكون لهذا القلق مبرر في المستقبل. ضمن نطاق التغطية: اختلفت مع الرئيس مرزوق الغانم بشدة في قضيتين هما: ما سمي بـ"القرض العادل"، والأخرى المتعلقة بإعدام المسيء وفي الحالة الثانية تحديداً ناقشته بضرورة إحالة القانون إلى المحكمة الدستورية للبت فيه، إلا أن رد سمو الأمير لذلك القانون أنهى الموضوع.

سامي النصف

صيروا عبيداً لمخططاتنا أو.. نشتمكم!

كنت قد اعتزمت الرد بسلسلة مقالات مليئة بالوثائق والحقائق على من شتم بوقاحة شديدة الشعب الكويتي بأسره عبر اعتباره من الرقيق السخرة المملوكين لاسيادهم، وما اسهل شتم الشعب الكويتي عندهم كونه لم يقبل بخداعهم واستعبادهم له وعصيانه لامرهم بمقاطعة انتخابات الصوت الواحد مما اخرجهم من طورهم وما تسلموا الاموال الطائلة لتحقيقه.

***

وكل ذلك الشتم كرد فعل لزيادة عدد الوزراء الشيوخ من 6 الى 7 (يا للهول!)، وكأن الشعب الكويتي الحر حسب منطقهم الساقط كان عبدا «طوال تاريخه» عندما كان الشيوخ ينفردون بادارة شؤون البلد حتى عقود قليلة ماضية، وكأن صكوك عتق الشعب الكويتي الأبي لم تصدر ونصبح جميعا «الطلقاء» الا عندما انخفض عدد الوزراء الشيوخ ذات مرة الى 3 قبل سنوات قليلة.

***

وحسب ذلك المنطق الغريب نصبح شعبا عجيبا وفريدا من نوعه في العالم، فالآخرون ينتظرون رؤية هلالي رمضان والعيد ونحن ننتظر صدور مرسوم تشكيل الوزارة، فشيوخ اكثر فيها يعني عودتنا مطأطئي الرؤوس لقيود الحديد والسخرة والعبودية الموجودة في بيوتنا وحول اسرّة نومنا، وتصبح نساء الكويت ورجالها مما ملكت ايمان هؤلاء الشيوخ الوزراء كما اتى في المقال الشاتم، وفي المقابل شيوخ اقل في الوزارة، حينها فقط لا قبلها يحق لنا ان نرفع رؤوسنا ككويتيين وندعي اننا احرار ولسنا «كونتا كونتي» جددا وتبقى تلك الحرية «مؤقتة» بالطبع بانتظار رؤية هلال الوزارة التالية.

***

والمعلومة التي يعلم بها الجميع هي ان عائلة الصباح هي ضمن النسيج الكويتي والذي يسمح الدستور الذي نلتف حوله بتوزيرهم بكثرة او توزيرهم بقلة، او حتى عدم توزيرهم بالمرة، فالمحاسبة تقوم على الكفاءة والامانة والعمل الجاد لا على الشخوص والاسماء قبل اعطائهم فسحة للعمل، خاصة اذا اتت محاسبتهم من شخصيات وقوى اعتادت على نحر الوزراء الاكفاء المخلصين بالاستجوابات الكيدية الدامية المتتالية القائمة على «الهوية» لا على «القضية»، ليبدلوهم بمنضويهم ممن سرقوا وزارات بأكملها في وضح النهار، وكأن عيونهم المبحلقة دائما قد اصابها الرمد والعشى.. النهاري عن رؤية سرقاتهم!

***

كنت كما ذكرت أنتوي الرد عليهم بسلسلة مقالات كاملة الدسم لولا علمي بعلمهم ان شعبنا الكويتي حر أبي لا يقبل السخرة والعبودة، فلم يخضعه مضيفهم صدام لحديده وناره وعبوديته وآلة قتله حتى امتلأت مقابره الجماعية بجثامين البررة من مقاومتنا الطاهرة التي لم يكونوا ـ وكما يذكر التاريخ ـ منها، وكيف للعبد ان يحارب سيده ولمن استضاف (بقصد او من دونه) ان يحارب مضيفه؟!

***

آخر محطة:

(1) لم نستغرب على الاطلاق عمليات «إسقاط» ما في النفس على الآخرين، ألم يخرجوا على الدستور جهارا نهارا رافعين راية «إلا الدستور»؟ وألم يرفعوا راية محاربة من يلقبونهم بسراق المال العام ثم يقومون بالتحالف المالي والاعلامي المفضوح معهم؟! ألم يدعوا عشق الكويت والولاء الوطني لها ويعملوا على هدمها وتفتيتها عبر محاولة خلق ربيع مدمر في مناطقها وشوارعها؟! ألم يترجموا اخلاصهم للشباب من اتباعهم بتحريضهم ورميهم للمحاكم والسجون وابقاء ابنائهم في احضانهم؟!

(2) واخيرا، ألم يشتموا الشعب الكويتي في وطنيته وادعاء عبوديته للمال لاخفاء حقيقة واضحة جلية تظهر انهم رغم الاسماء الرنانة عبيد اجراء مسخرون للمال السياسي ولمن يدفع دينارا اكثر في الداخل.. او سلة عملات اموال الخارج.. وما اكثر ولاءاتهم البديلة؟!

احمد الصراف

تصريح د. مساعد والمختلس

أعلنت جمعية إعانة المرضى، وهي جمعية تسعى إلى تقديم ما يمكن من مساعدات مادية ومعنوية للعديد من المحتاجين، سواء من متلقي العلاج، أو أهاليهم إن لم يكن لديهم معيل غيره، أعلنت أنها تكفلت بمساعدة أكثر من عشرة آلاف حالة، وأنها صرفت في سبيل ذلك 2.5 مليون دينار خلال عام 2013! وهذا جهد تشكر عليه، على افتراض أنها لم تتحيز لنوعية من المرضى وتتجاهل غيرهم. وقد ذكّرني إعلانها الصحفي بالخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الجمعية قبل سنوات، عندما قام محاسبها باختلاس ما يقارب الأربعة ملايين دولار من حسابها المصرفي، وعلى مدى أربع سنوات، دون أن «ينتبه» أحد إلى النقص الكبير في أرصدة الجمعية أو يقدم أمين صندوقها أو رئيسها استقالته بعد ثبوت التهمة بحق المحاسب المختلس، الذي هرب من البلاد، قبل أن ينكشف أمره، بعد أن اكتفى. وقد حاول «البعض» في حينه اعتبار الأمر سرقة وانتهت، ولا داعي لزيادة خسائر الجمعية على المحامين ورسوم التقاضي. ولكن آخرين في الجمعية، وبإيعاز من «الشؤون» قرروا في حينه عدم الطمطمة على القضية وملاحقة المختلس وإصدار حكم بحقه، وهذا ما حصل! وبعد سنوات ضبط الجاني في قطر، التي قبلت بتسليمه إلى الكويت، وكتبنا وقتها بأن البعض سيسعى إلى منع عملية التسليم، فليس في مصلحتهم استرداد المختلس، فقد يكشف الطريقة التي تمكن بها من سرقة مثل ذلك المبلغ الكبير وعلى مدى أربع سنوات دون أن ينكشف أمره، واحتمال وجود جهات داخل الجمعية تعاونت معه! وهذا ما حصل، حيث لا يزال أمره معلّقاً، ولم تقم قطر بتسليمه إلى الكويت!
والآن، نتمنى على الدكتور مساعد السعيد، رئيس اللجنة الطبية في الجمعية، أن يلحق إعلانه بأنشطة الجمعية الطبية بآخر يبين فيه ما تم في قضية المحاسب المختلس وسبب تأخر جلبه إلى الكويت ليواجه ما صدر من أحكام بحقه، ولتبرئة من تلطخت سمعتهم من أعضاء مجلس الإدارة نتيجة لتلك الجريمة، ومحاولة كشف من احتمل مشاركته في الجرم من الأعضاء!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ومن الحقد ما قتل

«دوخنا مبارك الدويله بتوسلاته للناس لكي يصدقوا أن ما يعيشه قطاع التعليم من تخلف ليس مآله جماعة تيار الإخوان المسلمين -فرع الكويت- إنما هو بسبب القوى الليبرالية الوطنية» بتصرف – مقدمة مقال الزميل الأستاذ سعود السمكه في القبس عدد الاحد الموافق 2013/8/11. بعد هذه المقدمة توقعت أن أقرأ للزميل الفاضل تفنيدا لما ورد في مقالتي التي أشار اليها، والتي ذكرت فيها بالأدلة القاطعة أن سبب تخلف التعليم في الكويت هو سيطرة الفكر الليبرالي العلماني على وزارة التربية منذ عهد ما قبل الاستقلال إلى اليوم! وأوردت فيها أسماء الوزراء والوكلاء الذين تناوبوا على الوزارة خلال تلك العقود الطويلة! ولكنني لم أجد غير تلك المقدمة التي تتكلم عن الموضوع بل إنه سرعان ما انتقل الى موضوع آخر من المواضيع التي يكررها الليبراليون صباحاً ومساء ويفترون فيها على الاسلاميين، دون أي اعتبار لعقلية القارئ التي تميز بين الغث والسمين أو بين الحق والباطل!
يقول زميلنا الفاضل في محاولة للهروب من مقدمته التي بدأ بها مقالته «حيث تمكن الإخوان منذ الانقلاب الأول على الدستور عام 1976 من عقد حلف مع رموز السلطة في العهد السابق تحت شعار – لكم السلطة ولنا الادارة -……»؟! ويلاحظ القارئ الكريم أنها كذبة اخرى كبيرة يكررها زميلنا الفاضل، لأنه سمعها من جلسائه الليبراليين دون أن يتحقق من مصداقيتها وتوافقها مع أحداث التاريخ المسجل والمدوّن، الذي اصبح في متناول كل باحث. إن الكويتيين يا أستاذي الفاضل يعلمون جيداً مَن الذي شارك في حكومة الحل عام 1976! فإن كنت أنت تقصد بالانقلاب على الدستور مشاركة فضيلة الشيخ يوسف الحجي وزيراً للأوقاف آنذاك، فلماذا تغض النظر عن رموز الوطنية آنذاك، الذين شاركوا في الحكومة نفسها؟ ام ان مشاركة يوسف الحجي انقلاب على الدستور ومشاركة عبدالله يوسف الغانم وحمود النصف وعبدالعزيز حسين وعبدالله المفرج ومحمد العدساني وسليمان حمود الخالد تعتبر دعماً للدستور؟! أليس هؤلاء رموزا للعمل الوطني في تلك المرحلة؟ أليس بعضهم من استقال من المجلس المزور عام 1967؟ أليس من بينهم من أصبح من الرموز الوطنية في غرفة التجارة والصناعة؟! لا أعتقد أن عاقلاً يشكك في وطنية هؤلاء، ولكنه الحقد الأعمى، والعياذ بالله، الذي يجعل الإنسان يرى الحق باطلاً والباطل حقاً!
زميلي الفاضل.. عرفك الكويتيون في بداياتك الإعلامية والسياسية شخصية محافظة ذات توجهات إسلامية متوازنة، وترشحت عام 1992وحصلت على المركز الرابع وانتقلت للعمل قريبا من الليبراليين، وتحوّلت توجهاتك 180 درجة وأصبحت تزايد عليهم في الليبرالية، وأنا أعلم أنها ليست من ثوبك، وشاركت في عدة انتخابات برلمانية كانت نتيجتك في آخر مشاركة قبل أقل من شهر حصولك على المركز الحادي والثلاثين! وهي نتيجة كافية لإعطائك مؤشرا على تقبل الناس لأفكارك، لذلك أنصحك كزميل لك أن تراجع نفسك وخطك السياسي، فوالله لا يليق بمثلك أن يسير في هذا الاتجاه وأنت تعلم أن نهايته «سكة سد»، وإن أبيت إلا الاستمرار فأتمنى عليك أن تترفع عن توافه الأمور التي يعتمد عليها بعض أتباع العلمانية مثل المعلومات المغلوطة والشبهات المضللة لتشويه صورة خصومهم وأصدق مع الله ثم مع القراء تجد أبواب القبول لك مفتوحة، ولعل أقرب مثال على ما أقول جماعة الإخوان المسلمين، حيث تم تشويههم إعلاميا لمدة ستين عاما وفي أول انتخابات فازوا بها باكتساح، ثم توالت انتصاراتهم إلى أن أدرك خصومهم أن لا مجال لهزيمتهم إلا بالانقلاب العسكري، الذي مع الأسف الشديد، كنت أنت مع من باركه في سقطة كبيرة للفكر الليبرالي والعلماني ما يغسله المطر سبعين عاماً!
دعوتي لي ولك ولأمثالك بالهداية والصلاح!