احمد الصراف

الإنسان والأسنان

تتزايد معارفنا يوميا، ومع زيادتها يزداد إحساسنا بالجهل، وتقل الأنا أو الذاتية فيها، وتزيد سعادتنا. ومن الأمور التي أدخلت معرفتها السرور لقلبي أخيراً ما اطلعت عليه عن مدى أهمية العناية بصحة الفم، من أسنان ولثة، وكيف أن لهذا الأمر تأثيرا، ليس فقط على المنظر العام لوجه الإنسان، بل وعلى صحة قلبه ونفسيته ومعدته ونضارة وجهه ومدى استمتاعه بالحياة، وليس في هذا أي مبالغة. وللمزيد عن هذا الموضوع يمكن البحث في الإنترنت.
لا توجد اليوم طريقة أكثر فاعلية لتنظيف الأسنان واللثة أكثر من استخدام فرشاة الأسنان، بأشكالها المتعددة، مع معجون جيد ومناسب، واستخدامها لا يغني عن استخدام خيوط التنظيف، لإزالة ما علق بين الأسنان، والذي لا يُزال عادة بالفرشاة. كما أنه يستحسن استخدام مضخات الماء، خصوصاً لمستخدمي مواد تقويم الأسنان.
وقد عرف الإنسان كيفية تنظيف أسنانه منذ القدم، فقد استخدم أغصان الأشجار، المسواك، وريش الطيور واللبان (العلكة)، وعظام الحيوانات. وبينت الآثار أن فراشي الأسنان عرفت في الهند وأفريقيا، وذلك قبل 3600 عام! كما عرف الصينيون واليابانيون تاليا فراشي الأسنان المصنوعة من شعر ذيل الحصان، وكان ذلك قبل 1330 عاما، وانتقل استخدامها منهم لأوروبا خلال القرن الــ17. وكانت بريطانيا، حتى منتصف القرن الماضي تستورد فراشي الأسنان المصنوعة من مسكات عظام ومن شعر ذيل الحصان من الصين. وعرف العالم الفرشاة الحديثة لأول مرة على يد السجين البريطاني وليم أديس والذي أصبح ثريا من وراء صناعتها، بعد خروجه من السجن. كما عرف العالم أول تسجيل لعلامة رسمية لفرشاة في عام 1857، وكان ذلك في أميركا، ولكن لم يبدأ إنتاجها تجاريا حتى عام 1885. وينصح اليوم الأطباء باستخدام النوع الناعم من الفراشي، فالقاسية يمكن أن تؤثر سلبا على لمعان الأسنان، وقد تتسبب في تهيج اللثة.
أما خيوط تنظيف الأسنان Dental floss فقد ابتكرها عام 1815 الأميركي ليفاي سبير، وكان يعمل طبيب أسنان. ونصح باستخدام خيوط الحرير فيها، ولكنها لم تصبح بمتناول المستهلك حتى 1882 عندما أنتجت كودمان وشورلفت خيوط الأسنان غير المشمعة، ولكن استخدام الخيوط في تنظيف الأسنان كان محدودا حتى الحرب العالمية الثانية، عندما قام د. شارلز باس باستخدام خيوط النايلون، التي تفوق خيوط الحرير في مزاياها.
أما أجهزة أو مضخات تنظيف الأسنان بالتدفق، أو الدفع المائي Water jet, waterpik فقد أصبحت منتشرة، وهي مثالية لمستخدمي تقويم الاسنان وغيرهم، وهذه عرفها العالم على نطاق واسع عام 1962. وبسؤال طبيب معروف عن أفضل الوسائل لتنظيف الأسنان تبين أن الفرشاة والمعجون المصاحب لها هما الأفضل، وأن يسبق ذلك تنظيف الأسنان بالخيوط المعالجة بالشمع أو بغيرها، أو بتنظيفها باستخدام الدفع المائي، حسب تركيبة أسنان كل شخص. وعموما يمكن القول إن تنظيف ما بين الأسنان باستخدام الخيوط أفضل من استخدام آلة ضخ الماء، حيث إن الخيط مفيد في كشط جوانب كل سن من المواد التي لا تزال عالقة بها مقارنة بقوة آلة دفع الماء، فهذه قد تكون مفيدة لمنع أمراض اللثة أو إدمائها، ولكنها لا تغنى عن استعمال الفرشاة والخيط. كما يفضل غسل الأسنان، واللسان، قبل وبعد النوم مباشرة، فالكثير من البكتيريا تتجمع على سطح اللسان أثناء الليل، ويتطلب الأمر كشطها. 

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

كنت أتمنى

كنت اتمنى ان يكون تشكيل هذه الحكومة الجديدة مؤشرا على الاستفادة من مطبات تشكيل الحكومات السابقة، عندما كان التشكيل ينزل على مجلس الوزراء بالبراشوت! لكن ما حدث هو ان التشكيل الجديد، وان كان قد صدر من داخل مجلس الوزراء، الا ان شكله تشكيل حكومة مؤقتة!
•••
كنت اتمنى لو ان دور الانعقاد الاول للمجلس الجديد بدأ بداية صحيحة، لكن يبدو اننا في الكويت مكتوب علينا ان نكون آخر دولة تستفيد من تجاربها! صحيح ان على الحكومة ان تعمل كفريق واحد وان اهدافها لا بد ان تكون واضحة ومحددة، لكن ليس من المقبول ان تستمر على النهج الخاطئ نفسه الذي سارت عليه الحكومات السابقة في تعاملها مع مجلس الامة! فمصلحة البلد يجب ان تكون هي الهدف الذي يحدد قرارات الحكومة وتوجهاتها، وليس من مصلحة البلد ان تتعامل الحكومة مع مجلس ضعيف او ادارة ضعيفة للمجلس! فالحكومات السابقة كانت تتعمد ان تضعف مجلس الامة كي تمرر قراراتها من دون محاسبة فاعلة او رقابة حازمة، وكانت تظن انها بذلك تحقق برنامجها من دون عراقيل، الا ان التجارب اثبتت ان المجلس الضعيف يضعف الحكومة مهما بلغت من قوة وأريحية في التعامل مع المجلس، ولعل اقرب مثال على ما نقول هو المجلس «المبطل 2»، حيث لم يكن يعرقل الحكومة أي شيء في طريق عملها، ومع هذا كانت من افشل الحكومات، وكان المجلس من اسوأ المجالس، وما حدث في جلسة الافتتاح ان الحكومة حرصت على ألا يصل الى المناصب الا من يسهل لها تحقيق برنامجها ومن يفرش لها الورود في الطريق! بينما المفروض ان تحرص الحكومة على ان تدعم كل قوي أمين لديه الامكانات لتبصيرها بخطئها ان أخطأت، ويرشدها الى جادة الصواب. ان وظيفة عضو مجلس الامة هي رقابة الحكومة في تنفيذها للقوانين ومحاسبتها ان قصرت في ادائها، وليس موافقتها على الحق والباطل وتأييدها بالطالعة والنازلة! ان ما جعل الحكومات السابقة ضعيفة في ادائها ليس قوة المجلس وممارسته لدوره الرقابي، كما يحاول البعض ان يوحي، بل ان ضعف المجلس في تنوير درب الحكومة وتبصيرها بأخطائها جعل الاخيرة توغل في الخطأ وتتعثر في المسير.
•••
كنت اتمنى ألا تكابر جماعة الصوت الواحد وتمدح مخرجات مرسرم الضرورة، وتغض النظر عن انتشار ظاهرة الرشوة في هذه الانتخابات بشكل غير مسبوق، بل ان الظاهرة الاخطر التي برزت على السطح، وهي ظاهرة «كثرة الممولين»! حيث لاحظنا هذا العام ان اكثر من طرف يمول عددا من المرشحين لشراء ذمم ضعفاء النفوس للوصول الى البرلمان، ومما يحز في النفس ان معظم هؤلاء من علية القوم، الذين يفترض بهم ان يساهموا في ايجاد مجلس يمثل الامة بشكل صحيح لا ان يتعمدوا دمار البلد وخرابه!
•••
كنت اتمنى من الحكومة ان تعيد النظر بقرارها دعم الانقلاب العسكري في مصر، بعد ان استعجلت منذ اليوم الاول للانقلاب وكأنها شريك فيه، مع ما لهذا القرار من تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات الكويتية المصرية، واليوم وبعد ان تخلت معظم دول العالم عن تأييده، فان هناك فرصة للعودة الى الصواب والحكمة، واملنا في وزير المالية الجديد ان يجد المخرج للحكومة للخروج من ورطتها وتوريطها للشعب الكويتي معها!
اخيرا اتمنى ان نفكر جديا، حكومة وشعبا، في موضوع وجودنا كدولة مستقلة في وسط هذه المتغيرات في مراكز القوى الاقليمية والدولية، وألا ننشغل بمشاكلنا الداخلية على حساب ما يحيط بنا من مخاطر تكاد تلتهم وجودنا، مع مراعاة ألا نستغل هذا الاهتمام بالوضع الخارجي في تضييع وضعنا الداخلي! بمعنى لا افراط ولا تفريط، والله خير حافظاً.