سامي النصف

خلجنة الإخوان لا أخونة الخليج!

نتذكر، ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى الغزو الصدامي (لا العراقي) للكويت وتهديده لأمن السعودية وبقية الدول الخليجية، موقف الإخوان المسلمين وتنظيمهم العالمي المشبوه آنذاك من مشروع تحرير الكويت الذي وقفوا ضده وحاولوا تحريك الشارع السعودي لإفشاله فأفشل الله مسعاهم ورمى قادتهم في السجون حتى عادوا لرشدهم، وهذا ديدنهم في كل زمان ومكان مع كل الأنظمة، حيث يدعون الولاء لها ثم ينتظرون أقرب فرصة للانقلاب عليها وطعنها في الظهر.

***

ويتذكر أهل الكويت وأهل الخليج معهم الموقف التاريخي للرئيس محمد حسني مبارك وإرساله الجيش المصري للمشاركة في رد التهديد الصدامي على المملكة ثم مشاركته الفاعلة في تحرير الكويت، فهل يجوز لمن لديه ذرة وطنية في الكويت او باقي دولنا الخليجية ان يقوم بعمل لا وطني «مزدوج»، اي الوقوف مع عملية اسقاط حليفنا في مصر ثم الاصطفاف مع عدو الخليج د.محمد مرسي الذي كان يخطط لخلق محور مصري ـ ايراني ـ تركي يستهدف استقرار الدول الخليجية، ثم عمل جاهدا لضرب استقرار الكويت والإمارات والسعودية عبر محاولة بدء ربيع خليجي مدمر فيها وقد شهدنا في الكويت عملية الخروج على الدستور ومحاولة الانقلاب على النظام من قبل الإخوان عبر إنزال الشباب المغرر بهم للشوارع ومطالبات بالحكومة الشعبية غير الدستورية؟!

***

ويظهر التاريخ الحديث ان الكويت والسعودية والإمارات هي التي خلقت الملاذ الآمن للإخوان إبان احداث اعوام 54 و65 في مصر و82 في سورية، والتي للحق كانوا هم المعتدين فيها على أمن بلدانهم وأنظمتها القائمة، لقد كان جزاء دولنا الخليجية التآمر علينا من قبل تنظيمهم العالمي المشبوه المرة تلو الأخرى، ابتدأت بمحاولات دعم غزو بلداننا عام 90 وانتهت بتشجيع الفوضى والثورة في شوارعنا هذه الأيام.

***

آخر محطة: (1) انشق كثيرون في مصر عن الإخوان وتنظيمهم العالمي المشبوه الساعي لسفك دماء الشعب المصري واستخدام النساء والأطفال الأيتام كدروع بشرية لإرجاع المخلوع مرسي للكرسي وتفتيت بلدهم وإدخاله في مشروع بلقنة دول المنطقة الهادف لإشغالها بنفسها لعقود وقرون طويلة قادمة.

(2) لذا، لماذا لا يعلن قادة او منضوو الإخوان في الكويت والخليج عن حركات إصلاحية وتصحيحية حقيقية هذه المرة وليس كما حدث بعد تحرير الكويت، تروم الانفصال الحاد عن المشاريع التآمرية والانقلابية التي يمثلها التنظيم العالمي للإخوان ودعوته لأخونة الكويت والخليج بمشروع وطني يمنع ازدواجية الولاء الذي هو المسمى الآخر للخيانة، ويعلن عن كوتنة وخلجنة حركات الإخوان في بلداننا ومنطقتنا، فهل نسمع هذه الأيام بصرخة إخوانية خليجية عالية ترد المعروف لأوطاننا وشعوبنا التي اجزلت لها العطاء بتقديم الولاء والإخلاص لها على الولاء والتبعية والعبودية لتنظيمات الخارج التدميرية؟! نرجو ونتوقع ذلك قريبا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *