مبارك الدويلة

المبدأ واحد لا يتغير

قبل نهاية اللقاء التلفزيوني الذي جمعني مع الزميل د. عبدالمحسن جمال على شاشة قناة اليوم، اثار الزميل المحترم موضوع مشاركتنا كتيار للحركة الدستورية الاسلامية مع بقية التيارات في انتخابات مجلس 1981 مع انه جاء بمرسوم ضرورة غير الدوائر من عشرة الى خمسة وعشرين! وتساءل مستغربا ومستنكرا: كيف ترفضون اليوم المشاركة وتدعون انكم اصحاب مبدأ؟!
ولما كان البرنامج في نهايته ويتحكم فيه مقدم ومدير للحوار فقد التبس على البعض من الاصدقاء والمتابعين فهم اجابتي مما اجد من المناسب ان اوضح ما قصدت في هذا المقال!
نعم… كانت مشاركتنا في مجلس 1981 من اجل المبدأ، وجاء رفضنا للمشاركة في مجالس مراسيم الضرورة للمبدأ نفسه! وقد تقول وكيف ذلك؟! والجواب انه في عام 1980 اعلنت الحكومة نيتها لتعديل الدستور وشكلت لجنة لذلك، ولكن اللجنة خيبت ظن الحكومة عندما جاءت تعديلاتها في غير رغبتها، ثم اعلنت عن مقترحها لتعديل الدستور نحو تقليص ادوات البرلمان الرقابية وعدلت الدوائر الانتخابية لتحقيق اغلبية برلمانية تساعدها على تمرير التعديل المطلوب، وهنا قررت المعارضة السياسية بكل اطيافها الدخول في البرلمان لاجهاض الارادة الحكومية، وهذا ما حصل عندما اضطرت الحكومة في نهاية المطاف الى سحب مقترحها واغلاق باب التعديل الى غير رجعة!
وفي عام 2012 غيرت الحكومة منفردة، وبمرسوم ضرورة، آلية التصويت عل وعسى ان يأتي مجلس وديع معها ولا يخالفها الرأي، فقررت المعارضة رفض المشاركة بالانتخابات انطلاقا من مبدأ المحافظة على الدستور! ذلك ان المشاركة تعني القبول بمبدأ تعديل قوانين الانتخاب من طرف واحد، وهذا يعطي حق حل اي مجلس امة لا تتحقق للحكومة فيه اغلبية مريحة، ثم تعدل قانون الانتخاب بمرسوم ضرورة يضمن لها الاغلبية المطلوبة، وعندها تفعل الحكومة ما تشاء! لذلك انطلاقا من المبدأ نفسه، وهو المحافظة على الدستور والمكتسبات الدستورية، نشارك هناك ونقاطع هنا! لذلك سواء تحصنت مراسيم الضرورة ام لم تتحصن، المبدأ واحد لا يتغير!
ومادام اننا نتحدث عن المناظرة المذكورة مع الدكتور الفاضل الزميل عبدالمحسن جمال، فمن المناسب ان أعلق ولو بشكل سريع على تبسيطه لامر خلية التجسس الايرانية، واعتباره امرا عاديا ويحدث دائما بين الدول! وهنا مكمن الخطر ان نعتقد ان القبض على شبكة تجسس لمصلحة دولة اجنبية ثبتت التحقيقات انها صورت المرافق الحساسة بالدولة، وكانت تنوي القيام باعمال مضرة بالمصلحة العامة وفيها بعض الكويتيين، ومع هذا نعتقد انه امر عادي؟! ونبرر هذه الجريمة بانها حدثت ومازالت تحدث كثيرا ونضرب مثالا بحادثة قتل كويتي لجندي اميركي بعد احداث 2001/9/11.
الاغرب من ذلك انه مدح انجازات مجلس الصوت الواحد! وهو يعلم علم اليقين انه مجلس في الغالب ناقص عقلٍ ودين! وبالمقابل يتهم الحركة الدستورية الاسلامية بانها كانت دائما موالية للحكومة، ويتناسى ان تياره الذي ينتمي اليه وهو الائتلاف الوطني الاسلامي كان من اشرس المعارضين للحكومة، ولكن فجأة وبعد حادثة التأبين لعماد مغنية تحول 180 درجة، واصبح من اشد التيارات الداعمة للحكومة على الخير والشر.
•••
ادعو كل كويتي ينوي الحج هذا العام، وكان قد حج فرضه ان يستريح في بيته وسيحصل باذن الله على اجر حجته، استجابة لطلب السلطات في مكة والتي تجري في حرمها اصلاحات انشائية كبيرة هذا العام تعرقل استكمال الحجاج لاركان الحج وتهدد حياة الناس بالخطر نتيجة للزحام المتوقع.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *