احمد الصراف

الظلم المتجذر

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

رفض الأب الأفغاني تزويج ابنته بسبب صغر سنها، وما هي إلا أيام حتى لقيت تلك المسكينة حتفها ذبحا، وقطع رأسها، ولم تكن قد تجاوزت ربيعها الرابع عشر! تبين لاحقا أن من قام بتلك الجريمة رجلان، أحدهما من رفض الأب تزويج ابنته له! وفي الشهر نفسه دين اربعة «رجال شرطة»، في الولاية الأفغانية نفسها بالسجن لستة عشر عاما لاغتصابهم امرأة. وقد أدت أحداث عنف بشعة مماثلة اقترفت ضد المرأة، من حرق وجوه وضرب مبرح وتشويه وتزويج قسري، وعدم اكتراث بصغر سن الفتاة عند تزويجها، كل هذا دفع الرئيس كرزاي عام 2009 لإصدار قانون هدف منه وضع حد، أو على الأقل التقليل، من حوادث الاعتداء على النساء، وكانت النتيجة أن المئات من الآباء والأزواج والإخوة دينوا بجرائم بشعة من تشويه وجوه ضحاياهم من بنات أو زوجات أو حتى أقارب من الدرجة الثانية، وتقطيع أوصالهن! وخوفا من أن يأتي رئيس آخر مستقبلا ويلغي القانون، فقد قام بعض المدافعين عن حقوق الإنسان، والمرأة بالذات، في افغانستان بمحاولة تحصين القانون من خلال تمريره في البرلمان. ولكن ما إن قدم القانون للمناقشة حتى ثارت ثائرة الأعضاء المتشددين من رجال القبائل والملالي ضده، وتم سحبه بعد اقل من 15 دقيقة من النقاش الناري، بعد وصفه ومن قدمه ومن سبق ان اصدره بمعاداة الشريعة. وزادوا على ذلك بطلب حماية الآباء والاخوة والأزواج من أي عقوبة إن قاموا بعمل عنيف ضد بناتهم أ وزوجاتهم، إن كان هدفهم المحافظة على الشريعة. كما طالبوا بمنح الأزواج حق اغتصاب زوجاتهم إن رفضن «طاعتهم». وطبعا هذه القوانين تخص حاليا ساكني المدن، أما مناطق الأرياف فإن حال المرأة فيه يعود لما قبل القرون الوسطى. ولكن لو عدنا لما كان عليه حال المرأة قبل نصف قرن مثلا، ومن خلال الصور والأفلام الوثائقية، لوجدنا أنها كانت في الغالب سافرة الوجه حرة في حركتها وتدرس في الجامع وتعمل وتعامل بطريقة أكثر إنسانية من الآن حتما، ولم يتدهور وضعها الإنساني والمعيشي، ولم تسلب حقوقها وتوضع في أكياس زرقاء لا تخرج من دونها، إلا مع موجة الصحوة الدينية التي اجتاحت المنطقة ككل، وبالتالي ليس هناك امل في أن تعود للمرأة كرامتها بغير القضاء التام على كل مظاهر الصحوة المزيفة، وقبر الحركات الدينية المتطرفة إلى الأبد، فقد دفعنا جميعا، والمرأة بالذات، ثمنا رهيبا يصعب تعويضه بسهولة.

عادل عبدالله المطيري

كورتيزون سياسي

الوضع السياسي في الكويت لم ولن يتحسن كثيرا بالرغم من القرارات السياسية الأخيرة، والتي كان أهمها تغير قانون الانتخاب، فمازال مجلس الأمة دون مستوى طموح المواطنين الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة ولم يقاطعوها، ودون أيضا طموح الحكومة التي توقعت سهولة السيطرة عليه.

فرغم غياب التمثيل السياسي للتجمعات السياسية والاجتماعية الكبيرة في المجتمع الكويتي داخل البرلمان لمقاطعتها الانتخابات الأخيرة تضامنا مع المعارضة التقليدية واعتراضا على مرسوم القانون الانتخابي الجديد، إلا أن مسلسل الإثارة والتأزيم السياسي مازال مستمرا بين البرلمان والحكومة.

يبدو أن كل الفرقاء السياسيين باتوا في حيرة من أمرهم، حيث لم تفلح جهود المعارضة التقليدية ومقاطعتها للانتخاب في إسقاط المرسوم الانتخابي ذي الصوت الواحد.

وكذلك نواب البرلمان الجديد أيضا لم يستطيعوا تحقيق أي إنجاز يحسب لصالحهم، وهم غير قادرين أيضا على التعاون مع الحكومة.

ويبقى موقف الحكومة هو الأكثر صعوبة، فرغم غياب المعارضة التقليدية التي لطالما استخدمتها الحكومة كشماعة تعلق عليها أي إخفاق، إلا أنها ابتليت بنوع جديد من المعارضة داخل البرلمان الحالي لا يمكنها التعامل معه، لأنه لا يهتم بإصلاح الأخطاء، بل يستهدف فقط تصفية بعض الوزراء سياسيا.

بات من المؤكد أن كل الأطراف (المعارضة ـ والمعارضة الجديدة ـ الحكومة) لا تملك حلولا جذرية لمعالجة الأزمة السياسية، ولم يعد أمام الجميع سوى استخدام العلاج السحري «الكورتيزون السياسي»، فجميعنا يعلم أن دواء الكورتيزون الذي يستخدمه الأطباء لبعض مرضاهم له خطورة على صحتهم، إلا أن الأطباء أحيانا يضطرون له، وخصوصا بعد عدة محاولات علاجية فاشلة.

وكذلك يجب أن يفعل رجال السياسة سواء في المعارضة أو الحكومة، وبعد أن فشلت جهودهم في التعامل مع مشكلاتنا السياسية بالطرق الاعتيادية (الاعتراضات والعرائض ـ والاقتراحات والمراسيم)، فبات من الضروري أن يلجأوا إلى الكورتيزون السياسي وهو «اتخاذ قرارات تغيرية إصلاحية وشاملة تكون حاسمة وخطرة أحيانا ، لكي لا تتحول المشكلات السياسية إلى أمراض سياسية مستعصية».

وكما أن الكورتيزون الدوائي «ذو تأثير سريع وسحري ويعالج كل شيء»، وكذلك هو الكورتيزون السياسي، فعند تطبيق قرارات «التغير السياسي»، فإننا سنلاحظ تأثيراتها السريعة أيضا، فالقرارات التغيرية كالتعديلات الدستورية أو تغير قوانين الانتخاب من شأنها أن تحدث انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية سريعة وذات تأثير عميق جدا، ولعلنا شاهدنا جمعيا تأثير مرسوم قانون الانتخاب الجديد والمفاجئ وتأثيره الكبير جدا على التركيبة السياسية لمجلس الأمة، فضلا عن ردة الفعل الشعبية السريعة وما نتج عنها من انقسام سياسي حاد في المجتمع وبعد إقراره مباشرا.

ختاما: الكورتيزون الدوائي سلاح ذو حدين إن أحسن استخدامه أفاد، وان أسيء استخدامه أدى إلى عواقب وخيمة، ولكن حياة المريض مهمة أيضا، ومن الخطأ الاستمرار في علاجه بنفس الأدوية التقليدية التي أثبت أنها لا تزيل أو تقلل من المرض.

وكذلك الكورتيزون السياسي، فيجب عدم استخدامه إلا في الحالات السياسية المستعصية على العلاج العادي، كما يجب التأكد من مقدار التغير السياسي المنشود لتحديد الجرعة الكورتيزونية المطلوبة، لأن النتيجة ستكون حاسمة بين اثنتين لا ثالث لهما.. إما النجاح المشرف أو الفشل المكلف.

ومنا إلى الحكومة والمعارضة والبرلمان، نحن بحاجة إلى قرارات جذرية «كورتيزون سياسي» وفورا، لعلاج الحالة السياسية الكويتية المرضية التي سئمناها جميعا.

محمد الوشيحي

ما زال في الجنة متسع…

الله يخرب بيت الشعوب الأوروبية والأميركية وشعوب اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها من الشعوب التي لا تتقاتل مثلنا بدوافع طائفية، الله يخرب بيت كل من لا يهتم مثلنا بأمر الجنة والنار، فيقتل جاره وزميله في العمل تقرباً إلى الله، ولا يفعل كما يفعل الغربيون واليابانيون الذين ألهتهم الدنيا وشغَلهم الدولار والين واليورو عن قتل مخالفيهم في الدين والطائفة.
ويأتيك الأميركان بجلالة غبائهم فينتخبون رئيساً من طائفة تشكل أقلية في أميركا، هي الطائفة الكاثوليكية، ويدلي البروتستانتيون بأصواتهم لمصلحة الكاثوليكي جون كينيدي في انتخابات الرئاسة ضد ابن طائفتهم نيكسون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويا ويلهم من الله.
ويتغاضى اليابانيون "الشنتو"، وهم الأكثرية، عن اليابانيين المسيحيين وهم أقلية الأقلية، فلا يقتلونهم ولا يسحلونهم ولا يصادرون أملاكهم. ليش؟ لأن اليابانيين قوم منشغلون في أمور التكنولوجيا والاقتصاد والصناعة وما شابهها من التوافه ووسخ الدنيا ولا يهتمون لأمر الجنة والنار. ويسكن الشنتو في مبنى واحد مع البوذي والمسيحي، الشقة فوق الشقة، دون أن تعرف بوذيهم من شنتويهم من مسيحيهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويا ويلهم من الله.
ويعلن اللاعب الإيطالي السابق الشهير روبيرتو باجيو تغيير ديانته من المسيحية إلى البوذية، ويتقبل الطليان ذلك بكل بلاهة، ويرفع مشجعو ناديه المسيحيون في المدرجات لوحات "بوذا.. نتوسل إليك ساعد باجيو في هذه الليلة"! سحقاً لهم، لماذا لم يقتلوه بعد أن ارتد عن دين آبائهم السماوي إلى دين غير سماوي ليتقربوا بدمه إلى الله؟ إنها البلاهة والاستهتار بالجنة والنار، نسأل الله العفو والعافية.
الجنة يا صاحبي تحتاج إلى تضحيات، تحتاج إلى اقتتال كاقتتال السنة والشيعة في بعض بلدان الخليج والوطن العربي وأفغانستان، تحتاج إلى حرق دور العبادة بما فيها كما يفعل الهندوس والمسلمون بعضهم ببعض في الهند، وتحتاج إلى التضييق على طوائف الأقليات، وما شابه من التضحيات.. الطريق إلى الجنة ليس بالسهولة التي يتوقعها الأميركان واليابانيون والأوروبيون والأستراليون وبقية المستهترين.
ولا مناص من تعديل المناهج الدراسية في أميركا وبقية البلدان والقارات المشابهة وإبراز الخلافات بين طوائفها، لنساعدهم على الاقتتال والوصول إلى الجنة، فالجنة ليست حكراً ولا قصراً على الشرق أوسطيين، ولا على العرب العاربة والمستعربة… في الجنة متسع، لكن أين العقول، وأين الدماء، وأين المحرضون، وأين الأحزمة الناسفة، وأين وأين وأين، وواخدني ورايح فين يا حبيبي يا نور العين..
الغريب أن المسلمين الشيعة والسنة في بلدان أوروبا وأميركا واليابان لا يتقاتلون، مع أن الهدف خارج أرضك بهدفين، كما يقول الرياضيون. لذا، ومن باب التذكير أقول لهم: ما زالت لديكم الفرصة فاغتنموها يرحمني ويرحمكم الله، وتذكروا أن الجنة، كما أسلفت، ليست حكراً على بقعة جغرافية.

حسن العيسى

«انچعموا»

ليس لي غير كلمة "انچعموا" أقولها للكثيرين من حزب النظام الذين أضجرونا وأقرفونا بخطاباتهم السقيمة عن الديمقراطية الكويتية ودولة المؤسسات وحكم القانون وحكمة السلطة. "انچعموا بالكويتي" تعني اصمتوا، وأغلقوا أفواهكم تماماً، فإن تكونوا في حكم الساكت عن الحق الذي هو كالشيطان الأخرس فربما أفضل بمرات من ثرثرة الرياء والنفاق وتزوير الحقائق وتضليل الناس التي تخنقوننا بها عن إمبراطورية العدالة الكويتية.
 قبل سنوات، أخبرني الزميل أحمد الديين، وكان يكتب في جريدة الراي، أن تعليمات سلطوية فرضت سطوتها، وتم توقيف زاويته، فقمت بالاتصال بعدد من الزملاء الكتاب، واتفقنا أن نترك مكان زوايانا مساحة بيضاء، احتجاجاً على قهر حرية الضمير، وكتبت افتتاحية صغيرة في "القبس" بعنوان "مساحة بيضاء نتركها لكم" إن لم أنس العنوان، لم تكن في حقيقتها بيضاء، وإنما كانت سوداء، بمثل سواد "حريات الضمير" في هذه الدولة، التي تتماهى بممارساتها السلطوية مع شقيقاتها بدول مجلس التعاون. حدث منع أحمد الديين، تم في ظل قانون المطبوعات والنشر القديم، واليوم، المساحة السوداء تعيد ذاتها، مع القانون الجديد وإن كان بدون حكم القانون، فقبل أيام حظرت السلطة الكبرى على قناة اليوم برنامج "توك شوك" لمحمد الوشيحي، هكذا دون أسباب، غير أن الزميل عبر عن رأيه منتقداً ممارسات "البعض" من أمراء القبائل الذين يفرشون السجاد الأحمر، ويسكبون قوارير ماء الورد ويحرقون البخور حين يزور ديوانهم شيخ من أسرة الصباح. كان ينتقد البعض وليس الكل، لم يعمم، ولم يحد عن الصواب في نقد سلوكيات الرياء والتزلف البعيدة عن أخلاق هذا المجتمع، والمتناقضة مع الكبرياء الإنساني، لكن في عرف أهل السلطة الوشيحي انتقد بالتلفزيون أعرافاً اعتاد عليها وعلى منهجها المخجل الكبار، في تكريس أعراف الذل والتزلف، التي تكون لقاء مقابل مادي، وتحقيقاً لتراثيات شاعر البلاط والخليفة الحاكم، عندما يأمر الأخير الخازن بأن يعطي شاعره المداح: صرة من بيت المال!
أما الزميل محمد الجاسم، اختلفنا معه أو اتفقنا، فهو يمثل عقدة أبدية عند "الأكابر"، فقد حظرت مقالاته، وهي مصدر رزقه في جريدة عالم اليوم، قبل فترة، لم يكن هناك حكم قضائي، ولا غير ذلك، غير مزاج أهل الحل والعقد، الذين "يرون ما لا نراه" حسبما يتراءى لهم أنه من أجل الوطن ومصالح الوطن. ومن جديد، تعود الملاحقة السلطوية للقلم، وأصحاب القلم وما يسطرون، ويتم الحجر على رأيه، ويمنع من الكتابة في "الكويتية" لأنه حسبما يقولون الجريدة بيعت، والملاك الجدد، "ويا عيني عليهم" لا يهضمون رأي الجاسم…!
أليس من حقنا، أن نخشى على أنفسنا، أن نقلق من ردود فعل كلماتنا مهما تواضعت وطأطأت الرؤوس لحكم القوانين والأعراف الجائرة، في وطن الحريات والدستور وحكم القانون… وتحياتي للمؤلفة قلوبهم الدائرين في فلك صرر بيت المال.

احمد الصراف

هرم الحجرف

أؤمن بأنه لا يمكن أن تتقدم أمة بغير التعليم، ولا بتقدم فرد بغير القراءة المكثفة، وفي كل مجال وموضوع! ولو قمنا باستخدام هذا المعيار لقياس تخلف «الأمة الكويتية» أو تقدمها لوجدنا أنفسنا في مستوى متدن جدا نتيجة قرار السلطة في بداية الثمانينات بالتحالف مع القوى الدينية، من إخوان وسلف، خوفا من غيرهم، وتمكينهم أو غض النظر عن سيطرتهم على كل أنشطة التربية والتعليم والثقافة في الكويت ليصل بنا الحال الى هذا المستوى التعليمي والثقافي السيئ في بلد «كان» جميلا ومبدعا وواعدا وسباقا في مجالات عدة! ويروى عن أحد أثرياء الكويت، من باب المبالغة طبعا، أنه تعجب من قرار تعيين أحد ابنائه في منصب مالي كبير، وكيف أنه لم يفعل الشيء ذاته، وهو والده! وهكذا مع السلف والتلف، فمن ولوهم مهمة تعليم شعب الكويت وتثقيفه، طوال العقود القليلة الماضية، أبوا عليهم، وإن بصورة غير مباشرة، تولي هؤلاء مسؤولية تربية ابنائهم وبناتهم وتعليمهم وتثقيفهم! أقول هذا بعد قراءة تصريح أكبر مسؤول عن التربية في الكويت، وربما افضل من تولى الوزارة فيها، من أن مؤشرات واقعنا التعليمي غير مرضية، وهنا يقصد أنها كارثية! وأن النتائج المتدنية التي حققها طلبة الكويت في الاختبارات الدولية كشفت المخفي! وأن ثقة المجتمع ككل بوزارة التربية معدومة (والدليل التكالب المكثف على التعليم الخاص)! وبالرغم من أنه نوه بدور المجلس الأعلى للتعليم، فإنه يعلم أن المجلس وعدمه واحد تقريبا، مع الاحترام لأعضائه، الذين لم يبد أي منهم اعتراضه الصريح، حتى الآن، على الضعف الشديد لمخرجات التعليم بالرغم من صرف المليارات! كما أبدى الوزير في تصريح آخر «استغرابه» واستياءه من عدم قدرة طلبة الكويت حتى على «القراءة والكتابة» بشكل صحيح، بعد «تخرجهم»! وفي جلسة حوارية عقدت في «ديوان معرفي» تطرق المشاركون للكثير من المشاكل التي يواجهها التعليم في الكويت سواء ما تعلق منها بعدم التزام المعلمين بالمناهج، أو ضعفهم وضعفها، وغير ذلك. ولا شك أن العلة الكبرى تكمن في المعلم والمناهج، وبغير تطوير هذين العاملين الأساسيين، فلا أمل في أي تقدم، ونظرة على «جمعية الإخوان المعلمين» تكفي لمعرفة الكثير عما جرى ويجري في هذا المرفق المهم! ولو كنت مكان وزير التربية لما ترددت في القضاء على مافيا المناهج وإبعاد كل من له ميول «دينية حزبية» من مهمة التعليم والتأثير في المناهج، حيث يصعب احراز اي تقدم او تطوير بوجود هؤلاء.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

«سالفة كويتية»

رجل أعمال يملك الكثير من الأموال، ولكي يستثمر أمواله وظّف مختصين بمؤهلات عالية ليختاروا المشاريع المربحة وينجزوها، وشرح لهم الأدوار المنوطة بهم بدءاً من التفكير بكيفية استثمار أمواله، واختيار الأنسب من المشاريع والشروع بتنفيذها، وسلّمهم القيادة وقاموا بأعمالهم كما رسمها لهم. قاموا باختيار مشروع مالي ضخم، وأفضت دراساتهم إلى جدواه الاقتصادية وانطلقوا في تنفيذ إجراءاته ملتزمين بخارطة الطريق التي وضعها لهم رجل الأعمال بحذافيرها، فقام رجل الأعمال فجأة بإلغاء المشروع مما كبده خسائر من جراء التراجع عنه، فلم يكن منه إلا أن أوقف موظفيه عن العمل، والسبب أن قرار إلغاء المشروع الصادر منه شخصياً تسبب في خسارته للأموال!! تلك هي آخر حلقات مسلسل الداو وكيف تعاطت الكويت معها، بغض النظر عن حقيقة جدواها الاقتصادية، إلا أن ما قام به قطاع البتروكيماويات في تلك الصفقة سليم قانونياً، ولم نسمع أبدا من معارضي المشروع طوال الفترة الماضية عن أي تجاوز قانوني منهم، كل ما في الأمر أن المعارض كان يعتقد أن الصفقة خاسرة والمؤيد يعتقد أنها مربحة، وفي الحالتين تلك ليست مسؤولية لا المعارض ولا المؤيد بمجلس الأمة طالما الأمر لم يحد عن إطار القانون، ومن يقيم الجدوى من عدمها هم أصحاب الاختصاص ممن وظفتهم الدولة لممارسة اختصاصاتهم، فإن لم يقوموا بها بالشكل المطلوب فلا بد من معاقبتهم إداريا ومعاقبة من عين الشخص غير المناسب كذلك، أما إن التزموا بدورهم فهم أصحاب الكلمة العليا في نطاق اختصاصهم وتوصيفهم الوظيفي. المسألة بسيطة دفعنا أكثر من ٦٠٠ مليون دينار لأن رئيس الوزراء لم يرغب في صعود منصة الاستجواب رغم أنه كان يحظى بدعم أغلبية المجلس حينذاك، إلا أنه لم يتقبل حينها أن يواجه منصة الاستجواب، فضرب بكل الدراسات المختصة والآراء المهنية التي تتقاضى رواتب نظير آرائها كي لا يواجه الاستجواب، والمصيبة أنه رغم ذلك لم يفلت من الاستجواب بل وجه إليه استجواب آخر فرفع كتاب عدم التعاون وحل المجلس، وصعد المنصة بالمجلس الذي يليه مباشرة، بمعنى أننا دفعنا ٦٠٠ مليون دينار كي لا يصعد رئيس الوزراء المنصة في ديسمبر على أن يواجه الاستجواب بعدها بأشهر قليلة. والنتيجة اليوم إيقاف الموظفين ممن لا يد لهم في إيقاف صفقة الداو وإلغاؤها وإحالتهم إلى النيابة، وسمو رئيس مجلس الوزراء السابق لا يحمَّل أي وزر من جراء ما اقترفته يداه مع وزرائه حينها!! هكذا نتعاطى مع أزماتنا ونتوجه إلى المكان الخطأ بحجة حلها، فلا هي التي تحل ولا نحن نتقدم طبعا. يولد الطفل؛ يتلقى التعليم من الدولة؛ يتخصص في مجاله؛ يتوظف في قطاع حكومي ما؛ يؤدي مهامه؛ يتولى منصباً قيادياً؛ يمارس اختصاصه فيه؛ يقر أمراً قانونياً في نطاق اختصاصه؛ يلغيه المسؤول غير المختص بسبب الخوف أو المصلحة؛ يعاقب الموظف ويستمر المسؤول، "سالفة كويتية" تعيش بيننا في كل المجالات. خارج نطاق التغطية: لو حولنا الكويت إلى كيان تجاري توزع الأرباح فيه بناء على النجاح الإداري، فهل سينتخب الكويتيون المسؤولين الحاليين لإدارة هذا الكيان التجاري؟

سامي النصف

صفحات بيضاء وأكاذيب سوداء

يقلم:

في البدء هناك من يعملون لصالح قوى داخلية وخارجية متنفذة ومستفيدة من بقاء الكويت و«الكويتية» في أسوأ حالاتهما عبر محاربة أي عملية نهضة وتحديث في البلد وذلك عن طريق استخدام الكذب والخداع ورفع راية محاربة الفساد الغارقين هم فيه حتى الأعناق، لهؤلاء نقول ان الكويت بلد صغير تعرف فيه سير الجميع فيعلم من هو الفاسد ومن هو الشريف.

***

ولا يوجد أكثر دعما للفساد ونشره في البلد من رمي الشكوك والأكاذيب حول الشرفاء والمخلصين كي يحمي الفاسدون أنفسهم عبر القول «اننا جميعا فاسدون» ومن ثم يرسلون رسالة مدمرة لأجيالنا المستقبلية مفادها بأن الكويت بلد زائل وان الجميع يسرقون فاسرق معهم بينما رسالة الخيرين من أهل الكويت أن مقابل كل فاسد هناك آلاف الشرفاء وان الأصل في أهل الكويت النزاهة وطهارة اليد والغيرة على بلدهم وان الصفقات الكبرى يمكن لها ان تتم دون عمولات ورشاوى وسرقات اعتاد عليها البعض الملوث للأسف.

***

وقد كتب أو كذب البعض الملوث ناسبا لنا راتبا خياليا يعلم هو قبل غيره كذب ما ادعى ثم عاد نفس ذلك البعض للكذب عبر ادعاء اننا كنا من المعارضين لمقترح منع الجمع بين عمل النائب والعمل التجاري ونسي اننا كنا أول من سطر المقالات الداعية لمنع هذا الأمر وكان مما كتبناه ان تلك الازدواجية تعني ان كثيرا من الشركات قد تمنح رئاستها لبعض النواب لسهولة الوصول للمسؤولين، كما طرحت في حينها مقترح تشكيل «لجنة قيم» كجزء من عملية اصلاح السلطة الثانية.

***

آخر محطة: (1) فاتنا في مقالنا الأخير ان ننوه بما كتبه الزميل الفاضل ناصر الحسيني ضمن مقاله السابق في الزميلة «عالم اليوم» وثنائه على مبدأ الشفافية الذي اتخذته شركة الخطوط الجوية الكويتية، فالشكر الجزيل له، وأكثر الله من امثاله الخيرين.

(2) هناك من يفتعل المشاكل والمعارك في أيامه الأخيرة بالصحافة بعد ان لطخ صفحاتها البيضاء الناصعة بأكاذيبه السوداء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

أمة التخريب

عندما تقوم أمة بتحطيم رموزها الفكرية وتتلف آثارها وتخرب تاريخها وتشوه معالم تحضرها، فإن هذا إيذان ببدء انحدارها الأبدي. ولا توجد جهة في العالم خربت آثارها واعتدت على تاريخها وقتلت رموزها الفكرية كما فعل العرب والمسلمون بشكل عام، فالعمل الإجرامي الذي قام به متخلفو طالبان بتفجيرهم علنا لتماثيل وادي باميان، وهو المصير نفسه الذي تعرض له اسد بابل في البصرة، إضافة لما تعرض له تمثال المفكر والأديب الكبير طه حسين من تحطيم في مصر، ومحاولة قتل نجيب محفوظ، الأديب العربي الوحيد الفائز بنوبل للآداب، وإزالة الكثير من آثار صدر الإسلام، كل هذا عرض ويعرض تاريخ المنطقة للتشويه والنسيان! ولولا جهود جهات مثل اليونيسكو، وتدخلها المستمر لمصلحة الحفاظ على آثارنا وتاريخنا، لكان التدمير والتخريب و «المحو المتعمد» أعم واشمل بكثير. وما جرى ويجري في سوريا من تدمير لأسواق وأحياء تاريخية وتفجير بيوت وقصور صمدت لمئات السنين أمر يدعو الى القلق، هذا غير أرواح عشرات الآلاف التي فقدت وأضعافهم من الجرحى واضعاف اضعافهم من المشردين الذين فقدوا كل أمل في حياة كريمة، هذا غير التخريب «المتعمد» أو الجاهل لمحتويات متاحف القاهرة وبغداد ولبنان وسرقة أو تحطيم الكثير من آثارها الإنسانية بحجة أنها وثنية أو غير «محترمة»، وتدعو الى الفسق، وهي التي بقيت لأكثر من ألف عام دون أن يسجد لها أحد أو يتجه اليها بدعاء، فكيف أصبحت فجأة أصناماً تنادي بتفجيرها جماعات لا تعرف شيئا لا في العلم ولا في الثقافة ولا في الأدب ولا في التاريخ ولا في أي أمر عصري أو إنساني آخر. وكيف أصبح وضع تراثنا مصدر قلق حتى لأعدائنا بحيث أصبحوا، نتيجة لغلونا وسفهنا أكثر رحمة منا بها وبمخطوطاتنا التاريخية! ولا ننسى أن منطقة الربع الخالي، التي ترقد على خاصرة الجزيرة العربية، كانت نسيا منسيا لآلاف السنين لا نعرف عنها شيئا إلى أن أتى الإنكليزي «أبو تيله عساه يموت الليلة» ليعرفنا عليها. كما غرف المصريون والسودانيون من نهر النيل لآلاف السنين دون أن يفكر أحد منهم بالسؤال عن مصدر مياهه، أو أن يمخر عبابه بقاربه ليعرف من أين ينبع، ويطلق على بحيرته اسم عائشة او فاطمة بدلا من فكتوريا! اشياء وامور كثيرة ترد على البال والخاطر لا يتسع المجال لذكرها على الرغم من أهميتها، وجميعها مؤلم لا بل موجع وليس بيدنا فعل شيء لوقف هذا الانحدار والتدهور الشامل!

***
• ملاحظة: أجرت الـ «بي.بي.سي» مقابلة مع متسلق جبال نيبالي شهير قال فيها إنه رأى الطائرة وركبها، وجلس خلف مقودها، قبل ان ترى عيناه السيارة، لأنه كان يعيش في منطقة جبلية قريبة من جبال الهملايا، لا تصلها إلا البغال والطائرات! وفي توقيت بث المقابلة نفسه تقريبا انتشر خبر وصول السعودية رها محرق إلى قمة جبل افرست، لتكون أول مسلمة تحقق هذا الإنجاز الكبير، ولكن عندما تعود رها الى وطنها فإنها لن يسمح لها بقيادة السيارة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

في قلب الحدث حدس

عندما
أثار البعض شبهة سيطرة التيار الإسلامي، ممثلا في الحركة الدستورية الإسلامية على وزارة التربية طوال العقود الماضية، قلنا بشكل لا يخلو من التحدي «هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين»، ولكن لم يجرؤ أحدهم على ذكر دليل واحد على هذا الافتراء، ومع هذا استمروا بمسلسل أكاذيبهم التي كان آخرها أن هذا التيار مسيطر اليوم على القطاع النفطي! وقد ذكر هذا عدد من الزملاء في عدد من الصحف المختلفة في اليوم نفسه! وهؤلاء الكتاب يتميزون بأن مصدر تمويلهم واحد وإن تعددت مشاربهم! أما أنا فأُجدد التحدي بأن ينشروا أسماء القيادات المنتمية للتيار، والتي يثبت للقارئ أنها مسيطرة على القطاع النفطي كما يدعون، لكن واضح أن التغييرات التي حصلت في القيادات الأخيرة أوجعتهم كثيرا وفقدوا مواقع كانوا من خلالها يحلبون هذا القطاع!
***
يبدو أن الحملة الإعلامية على الحركة الدستورية لم تصل ذروتها بعد، حيث إن الإشاعات والشبهات عليها مازالت تطلق بالجملة، وكلما تقدم الوقت اتضح للقارئ سخافتها، ولعل آخرها الادعاء أن التغييرات الأخيرة بالقطاع النفطي وراءها حدس! علما أن حدس لم تعد تؤثر بالقرار السياسي منذ خروج آخر وزرائها من الحكومة في عام 2008! ولو كان لحدس اي تأثير لما استبعد المحسوبون عليها من المجلس الأعلى للتخطيط، ومن التعيينات الجديدة في القطاع النفطي وغيرها كثير.
***
كاتب زميل انتقد التقارب بين الإخوان وإيران وبدأ ينسج في خياله الواسع سيناريو لهذا التقارب، واستشهد بتشغيل خط طيران بين القاهرة وإيران، واعادة تنشيط السياحة بين البلدين، ولا أعرف كيف زج بإخوان الكويت (ويقصد طبعا حدس) بالموضوع! واقول لزميلنا هدئ من روعك، فلو نظرت في اي لحظة في الكويت او اي دولة خليجية فستجد ايرانيا مستلقيا ينتظر الاشارة بالتحرك! فالاولى ان تخاف على بلدك من هذا التقارب الذي وصل لدرجة افتتاح خط ليس لطهران فقط، بل لمدينة مشهد!
***
نشرت قناة «الشاهد» تحقيقا عن وجود مقاهٍ غير مرخصة تنتهك فيها الحرمات، ونحن بدورنا نطالب وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات السريعة لوضع حد لهذا الاستهزاء بقوانين الأرض والسماء وإن كنا نتوقع أن يتم التباطؤ باتخاذ هذا الإجراء، نظرا لما يشاع من أن «حاميها حراميها»، ولكن ثقتنا بالمخلصين من العاملين في الوزارة -وما أكثرهم- كبيرة.
***
استغرب بعض الإخوة القراء مما نشرته في عمودي هذا يوم الأحد الماضي من صياغة كلمة ترحيبية بعودة سمو الشيخ نواف الأحمد سالما الى ارض الوطن، حيث قالوا إنني لم أعوّدهم على أسلوب التزلف لأحد، وإن كان شيخا! والحقيقة أنني شخصيا أحب سمو الشيخ نواف كما حال كل الكويتيين من دون استثناء، وفعلا فرحت لعودته سالما، أما صياغة العبارة التي نُشرت، فاسألوا عنها الزملاء في القبس، فهم يدركون أمورا لا ندركها نحن أصحاب الأقلام!

محمد الوشيحي

كلمة سر… باللغة الوشحى

سقى الله أيام كتابة المقالات بالورقة والقلم والشخبطة والسهم الملتوي والأقواس وعلامة بدء الفقرة ووو، واتصالات المصححين للاستفسار عن كلمة استعصت عليهم قراءتها، وقد يتكاسلون أو ينشغلون فينشرونها كما فهموها بخلاف ما أريد، فتقلب رأس المعنى على عَقبه، وتجرح عَقبه الآخر، فتسيل منه الدماء، فألطم ثلاثاً وتخنقني العبرة…
وسقى الله صحافة الأجيال السابقة، عندما كانت المقالة أطول من ليل الشتاء وأسخن من فرن الخباز، ويكفيك مراجعة أرشيف مقالات محمد حسنين هيكل الأسبوعية، التي كانت جريدة الأهرام تنشرها على عمودين في الصفحة الأولى والتتمة تملأ الصفحة الثالثة كاملة… (بالمناسبة، لقرب هيكل من عبدالناصر، كانت الإذاعة تبث مقالاته: "سيداتي سادتي مستمعينا في الوطن العربي إليكم ما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل في عموده لهذا اليوم بتاريخ كذا وكيت").
أقول سقى الله أيام الورقة والقلم قبل أن يلعب بنا "بيل غيتس" لعبة الدامة، ويجبرنا على الكتابة على شاشة الكمبيوتر، وحفظ كلمات السر، وأنا رجل ينسى، وينسى أنه ينسى، فأكتب المقالة، وأنسى كلمة سر البريد الإلكتروني، فأدخل في حيص بن بيص، وقد يتعطل الجهاز، فيفتح فمه ببلاهة، فأفتح فمي ببلاهة، والبادئ أظلم وأخيب.
وأصبحنا لا نعيش بلا كلمة سر، فبطاقة البنك بكلمة سر، وموقع البنك الإلكتروني يحتاج إلى سبع كلمات سر، والبرامج الإلكترونية كلها بكلمات سر، والبريد، ومواقع الشركات والمكتبات ووو… الشيء الوحيد الذي يمشي عرياناً بلا كلمة سر تستره من أعين المارة وأيديهم هو "الكويت".
لذلك هي مباحة، وقيل بل سداحة مداحة، خطوط طيرانها مباحة، وميزانيتها سداحة، وشركاتها النفطية مداحة ومُتاحة، و"برلمانهم" يعيش في مناحة، بهدف تغيير القيادات الحالية والإتيان بقيادات تتقن اللعب بالخطة البرازيلية ذات التمريرات الماكرة القصيرة.
وما لم نضع كلمة سر معقدة لخزائن الدولة ونفطها وأملاكها، ونمعن في تعقيدها بحروف وأرقام يصعب اختراقها، فسنستيقظ ذات صباح ونبكي على بلد ساح، لم يبق منه إلا "المراح"، والمراح هو الأطلال باللغة الفصحى. لكن اعتمادنا بعد الله على نخبة من الثقات في البرلمان وعلى رأسهم سعدون حماد وخلف دميثير وعبدالحميد دشتي ورولا دشتي وخالد العدوة وعسكر العنزي ويعقوب الصانع وآخرون مثلهم، ويا صدع رأسي صدعاه، باللغة الفصحى. وباللغة الوشحى.