مبارك الدويلة

حكم الإدانة.. ماذا يعني؟!

أخيراً
صدر حكم التمييز والقاضي بإدانة الخلية الإيرانية للتجسس وحبس أربعة متهمين حبساً مؤبداً، وهذا ليس خبراً عادياً نسمعه كل يوم، بل له مدلولات كثيرة يجب التوقف عندها طويلاً، إن كنا نريد أن نستفيد من تجاربنا، ونحقق مصلحة وطننا وأمنه واستقراره!
– إن ثبوت التهمة على المتهمين بعد أن مرت القضية بجميع درجات التقاضي وبكل شفافية، ليؤكد تورط إيران في الموضوع، وأنها لم تعد دولة صديقة أو شقيقة، بل دولة تحيك لنا المؤامرات والدسائس وتتربص بنا الدوائر!
– إن حكم البراءة بمرحلة الاستئناف دليل آخر على أن القضية غير مفبركة، وأن الحكم ليس حكماً سياسياً، ومما يؤكد ذلك العلاقة التي تميزت بها حقبة هذا الحكم مع النظام الإيراني.
– الإدانة جعلتنا نسترجع شريطاً من الذكريات المؤلمة مع النظام الإيراني وأتباعه المنتشرين في المنطقة، ولعل أبرز هذه الذكريات محاولة اغتيال سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله تعالى، وكذلك حادثة اختطاف طائرة «الجابرية»، وتفجير المقاهي الشعبية، وتفجير المنشآت النفطية، وغيرها الكثير من الأعمال الإجرامية التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الكويتيين!
– إن الخطورة في هذه الأحداث أن بعض المتورطين فيها تمت معاملتهم برعاية، نتيجة العلاقة المميزة للحكم في الكويت مع التيارات التي ينتمي إليها بعض هؤلاء! لذلك، تجد بعض من أدينوا أطلق سراحهم لاحقاً، بل إن بعض هؤلاء تمت إعادته إلى عمله بفضل تعيين المقربين لهم مسؤولين وأصحاب قرار في القطاع النفطي.
– بعض هؤلاء تمت إدانتهم في دول خليجية أخرى، وما زالوا مطلوبين لها.
– أخطر ما في الأمر أن من نتائج الانتخابات، وفقاً للصوت الواحد، أن وصل بعض هؤلاء المتورطين إلى قبة البرلمان ممثلين للشعب ومشرعين له رضينا أم أبينا! وأصبحوا يمتلكون منابر توجيه الرأي العام، ويعلنون آراءهم بكل صراحة ووضوح، مهما خالفوا بذلك التوجه العام للدولة ولغالبية الشعب.
لذلك، نجد التفسير المنطقي لتبني هؤلاء للحملة الإعلامية المغرضة لتشويه نشاط التيار الإسلامي الوسطي، للفت الأنظار عن التاريخ السياسي الأسود لبعض هؤلاء، وتورطهم في زعزعة استقرار البلد!
والسؤال المنطقي، الذي لا يتمنى بعض النواب سماعه: هل سنسمع منكم إدانة وتهويلاً لهذا الفعل الذي أثبتت المحكمة وقوعه كما فعلتم في تهويل تورط خلية كويتية مع خلية الإمارات، وهو فعل لا يتعدى التكهنات والتخرصات؟!
هل سنسمع من سماحته إدانة لهذه الأفعال الإجرامية، أم أنه ما زال مصراً على تسميتها بالأعمال البطولية؟! استحقاقات كثيرة لحكم الإدانة الذي أصدرته محكمة التمييز لا يمكن تجاهلها أو الاستخفاف بها، ولكن هل من مدّكر؟!
• • •
رحمك الله يا أبا سعود وغفر لك، فقد كنت يا محمد العفاسي نموذجاً في كل شيء، ويكفيك فخراً أنك مع توليك عدة مناصب مثيرة للجدل، إلا أننا لم نسمع عنك إلا الإشادة بأخلاقك العالية، وتواضعك الجم، وتفانيك في عملك، غفر الله لك، وأسكنك فسيح جناته، وألهم ذويك الصبر والسلوان.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *