مبارك الدويلة

حدسيات

اليوم أو غداً، على أبعد تقدير، من المتوقع أن تعقد الحركة الدستورية الإسلامية – حدس – مؤتمراً صحفياً لتبيان رأيها في أحداث الساعة، ولتوضيح بعض الأمور التي أثيرت أخيراً، على شكل اتهامات وشبهات طالت الحركة وشخوصها. إن هذا المؤتمر أصبح انعقاده ضرورة للساحتين السياسيتين الكويتية والخليجية لوضع النقاط على الحروف ولإلجام أفواه البعض التي تتلذذ بإثارة الشبهات والافتراءات على الحركة ورجالها، وأتمنى من كل من يعنيه الشأن السياسي أن يحرص على الحضور للاطمئنان إلى أن مسيرة هذا التيار لا تشوبها شائبة ولا تعرقلها الحركات الصبيانية لأقزام السياسة!
• • •
• من الأمور التي تختلط على البعض أحياناً انشغال الحركة بالعمل السياسي على حساب العمل الدعوي! وهذا دليل على جهل البعض بطبيعة الوظيفة الرئيسية للحركة، فبعد تحرير الكويت من براثن الغزو الغاشم قرر القائمون على الحركة أن يتركوا العمل الدعوي والتربوي المحض إلى الجمعيات الإسلامية الموجودة مثل جمعية الإصلاح وغيرها، وأن يتفرغوا لتوجيه العمل السياسي في إطار الثوابت الإسلامية، وحتى لا نترك الساحة السياسية تتوحد فيها التيارات العلمانية. لذلك، تجد حتى التفرغ للعمل السياسي مرتبطاً بتوجيهه بالعمل الدعوي والتأصيل الشرعي، ويخطئ من يظن أن «حدس» أهملت الدعوة وتطبيق الشريعة، بل سلكت الطريق المناسب لتحقيق ذلك.
• • •
• أتمنى من النائبة والمربية صفاء الهاشم أن تنشر إجابات الوزراء عن أسئلتها كما حرصت على نشر أسئلتها في كل الصحف! حيث تبين لنا أن أسئلتها تكون على شكل شبهات وأخبار مفبركة لتشويه الحركة ورجالها، مثل سؤالها عن صفقة الدفاع وعن الخمور في شاليه النائب والبنات السوريات اللواتي استقدمتهن إحدى جمعيات الإخوان للزواج، إلى آخره من أسئلة القصد منها ربما ليس معرفة الحقيقة بقدر إثارة الشبهات! وأنا أعلم جيداً أنها لن تجرؤ على النشر لأن الإجابة ستظهرها بمظهر النائب الذي أضاع وقته ووقت أتباعه بقضايا من نسج خياله!
• • •
• يقولون: صارت الكويت دولة بوليسية.. نقول: فيها مبالغة! ويقولون: تحولت الكويت إلى دولة تقييد للحريات.. نقول: زودتوها شوي! ويقولون: أصبحنا نكمم الأفواه ونحاسب الإنسان على آرائه ومواقفه السياسية، وبصراحة لا نستطيع أن نقول: لا، لأن أمامي حادثتين لا يمكن تفسيرهما إلا بأن الكويت أصبحت تحاسب أبناءها على آرائهم السياسية! الأولى حادثة الطيار الذي تم إلغاء تعيينه لما أشيع عنه أنه مؤيد للحراك الشعبي الداعي إلى إصلاح ما أفسده الدهر! والثانية حادثة محاولات تغيير مدير العلاج بالخارج فيصل الحلاف لأنه كان متعاطفاً مع الحركة الإصلاحية للمعارضة، وأن تغييره سيتم إرضاء لبعض نواب مجلس الصوت الواحد الذين يمارسون أبشع أنواع كبت الحريات وتقييدها! وإن صح ذلك، فالديرة رايحة «قووووع»‏!
• • •
• مجلس بو ربع صار يمرر الآن مشاريع قوانين كبيرة من دون دراسة كافية ومن دون إدراك لتداعيات إقرارها، ولعل آخرها إقرار قانون إسقاط فوائد القروض الذي تبين لاحقاً أنه يغطي أقل من %35 فقط من المقترضين، وذلك لأن البنوك الإسلامية غير مشمولة بالقانون! والمعروف أن أكثر من 17 من نواب المجلس بالإضافة إلى 23 آخرين لا يتعاملون مع البنوك الإسلامية.
الخوف الآن من تمرير مصيبة المصائب وهي الاتفاقية الأمنية التي لا يفيد التحفظ على بعض بنودها، كما يشيع بعض هؤلاء الذين ابتلي بهم الشعب، لأنها إما أن يتم إقرارها كاملة أو رفضها كاملة، والجميع ينتظر كيف ستتصرف مجموعة «7+1».
• • •
• ختاماً، أؤكد اعتزازي بتربيتي لأبنائي وبخطهم السياسي الذي يتبنونه الآن، فالحمد لله أن الأبناء يكملون مسيرة الآباء، وأسأل الله أن يمد لنا في العمر إن كان فيه صالح، لنرى الأحفاد على الخط والمنهج نفسهما كابراً عن كابر، ولله الفضل والمنة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *