سامي النصف

الاستفتاءات و..مقال واحد لا يكفي!

دعونا في مقال سابق لاجراء استفتاءات واستطلاعات للرأي وقلنا إنها عملية معلنة ومصاحبة للانتخابات الرئاسية والتشريعية في الدول الأخرى، وقد دلنا أحد الأصدقاء على موقع إلكتروني اشتهر بقيامه بذلك الأمر وهو أمر يشكر عليه صاحبه، وبودنا ان لو قامت إحدى الجهات الحكومية بالاتفاق مع صاحب ذلك الموقع ضمن عقد ومقابل مالي لضمان الشفافية المطلقة لذلك العمل السياسي والمجتمعي العام، ثم العمل بعد ذلك على نشر نتائج تلك الاستفتاءات تباعا ودون حساسية في وسائط الإعلام الحكومية والخاصة ما دام قد تم ضمان شفافيتها وحياديتها لما في ذلك من فوائد جمة للمرشحين والناخبين وللكويت عامة.

****

وفي هذا السياق يرى البعض أن من مستلزمات الحيدة في الاستطلاع: الاختيار «العشوائي» لمن سيتم سؤالهم في الدوائر المعنية، والحقيقة أن ذلك فهم خاطئ وينتج عنه عادة البعد عن الدقة المطلوبة للاستفتاءات، والإجراء الصحيح هو الاختيار «الدقيق والمدروس» للعينة كي تعكس أعداد وأرقام الناخبين ضمن تقسيماتهم الفئوية والطائفية والقبلية والاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية إن أمكن ثم يتم الاختيار العشوائي ضمن تلك العينات وهو ما يضمن دقة النتائج، ودون ذلك قد يصدف أن تكون العينة العشوائية بالمطلق ضمن مكون واحد من مكونات الدائرة فتعكس نتائج غير حقيقية.

****

دقة العينة للعلم هي ما يجعل استطلاع رأي لألف شخص في الولايات المتحدة التي تضم 50 ولاية و300 مليون نسمة في قارة تمتد من جزر هاواي إلى ألاسكا، ومن نيويورك إلى شيكاغو وتكساس وكاليفورنيا يعكس بشكل دقيق جدا النتائج النهائية التي تعلن بعد ذلك لانتخابات الرئاسة أو المجالس التشريعية والتي يصوت فيها ما يقرب من 100 مليون أميركي، اختيار العينة في الاستفتاءات أمر مهم والحال كذلك مع كبر الشريحة التي كلما كبرت زادت النتائج دقة، ومعها كيفية طرح الأسئلة التي يمكن لها أن تدفع الإجابة بهذا الشكل أو ذاك.. إذا لم نكن حذرين.

****

ونعلم جميعا الكلفة المالية الضخمة للجهات التي تقوم بالاستطلاعات في الكويت هذه الأيام ومن ثم يجب أن يكون هناك مردود مالي يعود على تلك الجهات، ولكن من الملاحظ أن هناك إعلانات مع الصور لبعض المرشحين على صفحة الموقع الذي يجري تلك الاستفتاءات وهو أمر قد يظهر تعارض المصالح والابتعاد عن متطلبات الحياد بل قد يظلم من وضع إعلانه وصوره من المرشحين على الموقع حيث لو صادف ان تصدر المرشح المعلن أرقام الاستفتاءات بحق فسوف يشكك كثيرون في تلك النتائج وسيعتبرون أنها رد جميل وأمر دبر بليل، ولو أظهرت النتائج تخلفه عن منافسيه لكانت خسارته مضاعفة، والحل يدعو للبعد عن مثل تلك الإعلانات.

****

آخر محطة: أقرأ لبعض الزملاء الأعزاء هذه الأيام مقالات شديدة الفائدة للناخبين تساعدهم على حسن الاختيار، معرفتنا بضعف الذاكرة الجمعية والفردية للشعب الكويتي تدعونا للطلب من الزملاء الكتاب أن يعيدوا تكرار تلك الأفكار الخيرة في الطريق لانتخابات 2/2 وعدم الاكتفاء بمقال واحد.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *