سامي النصف

الربيع الكويتي.. المستتر والمستمر

لمدة طويلة طرح الإسلاميون في الكويت قضية تعديل المادة الثانية من الدستور لتحويل الشريعة الإسلامية إلى المصدر الأساسي للتشريع، ثم اكتشفوا بحكمتهم أن هناك طرقا أخرى للوصول للهدف ذاته دون الحاجة إلى التعديل، فعملوا على تغيير القوانين والتشريعات بشكل مبرمج حتى وصلوا في السر إلى ما كانوا يطالبون به في العلن.

***

وقد قام آخرون بالعمل ذاته فقبل أشهر قليلة فضحت ألسنة بعض الساسة في الكويت وكشفت عن رغبتهم في قيام ربيع عربي في الكويت ولما ضج الناس نظرا لرويتهم ما حدث في بلدان ما سمي بالربيع العربي من خراب اقتصادي وانعدام للأمن وتفش للبطالة وتقاتل وسفك للدماء، سكتوا على مضض وبدأوا يعملون في السر كذلك لتحقيق ما عجزوا عنه في العلن.

***

وعليه فإن أي متابع لما يجري على الساحة الكويتية سيجد أن مخطط التخريب والتدمير وخلق ربيع كويتي «مستتر» قائم ومستمر على قدم وساق، ولو جمعنا ما يقومون به من أعمال ومطالبات متفرقة لظهرت أمامنا صورة واضحة جلية لذلك المشروع الجهنمي كحال لعبة الطفل المختبئ في الغابة الشهيرة التي تحتاج للتمعن في الصورة كي تكتشف ملامح الطفل مختبئا بين الغصون والأوراق والأشجار.

***

إن مشروع الربيع الكويتي المستتر المطابق في نتائجه النهائية للربيع العربي المعلن يبدأ مخططه بتشويه صورة الأنظمة القائمة واتهامها بكل الموبقات وتشجيع الصغار المغرر بهم على الإهانة والاستهانة بها، وهو أمر يلحظه كل من يتابع ما يكتب بأدوار في التويترات والمنتديات الإلكترونية هذه الأيام من قبل من تدفع لهم الأموال الطائلة للقيام بإدارة البطولة الزائفة والذين ما ان يقبض عليهم حتى ترتفع أصوات من زرعهم للمطالبة بالإفراج عنهم بحجة الحفاظ على الحريات العامة في وقت يطالبون فيه بإغلاق أي وسيلة إعلامية تتعرض لمخططاتهم الشريرة.. أي صيف وشتاء على سطح واحد!

***

وضمن مشروع الربيع الكويتي المستتر الهادف لتدمير الكويت وتحويل أمنها إلى خوف، ورفاهها إلى عوز، الدفع بمقترح الحكومة الشعبية وقيام الأحزاب التي تسبب تقاتلها في حرق لبنان ومشروع الدائرة الواحدة الفريد ومنع الوزراء من التصويت كونهم الصوت العاقل الذي يمنع استباحة موارد الدولة وإفلاسها، وتشجيع خلافات أقطاب الأسرة والاستفادة المالية منها بدلا من العمل على إصلاحها وحلها والإساءة المتكررة لرجال الأمن والتعدي عليهم وكأن هؤلاء ليسوا أبناء الكويت المخلصين الساهرين على أمننا وراحتنا، وتأجيج مشاعر الشباب دون التنازل لهم عن الكراسي الخضراء على قاعدة: أن الشباب «وقود.. لا يقود».

***

آخر محطة:

*تساؤل طرحته كثير من الدواوين ومضمونه أن بعض أقطاب الأسرة الحاكمة المتباينين هم الخاسر الأكبر فيها لو احترقت الكويت، فلماذا يدعمون الفاسدين أو المؤزمين ممن يسعون لتدمير الكويت ويتركون الأخيار والأطهار والحكماء والعقلاء من المرشحين ممن يودونهم ويغلونهم ولا يريدون منهم شيئا؟ حقيقة لم أجد إجابة لذلك التساؤل المحق!

*الانتخابات القادمة هي الفيصل بين مشروعين أولهم ابناء وتنمية وتعمير والثاني خراب وتأزيم وتدمير ولا ثالث بين الخيارين لذا.. فلنحسن الاختيار.

*للتذكير.. محاربة الفساد لا تتم باختيار المؤزمين ومحاربة المؤزمين لا تتم بانتخاب المفسدين.. الطريق أو الخيار الثالث هو الحل الوحيد لمستقبل مشرق للكويت وشبابها.

*للدقة لا أقصد بالمؤزمين كل من شارك بالمعارضة في عهود سابقة، ما نقصده تحديدا هو من يعد الكويت وشعبها بمشاريع تأزيم واستجوابات ارتزاقية قادمة لا تراعي مصالح الكويت وتتسبب في إيقاف مشاريع التنمية فيها.

*إذا ثبت أن هناك من قال «إننا سنطعم المبارك الشيوكولاتة التي أطعمناها المحمد» أي العودة سريعا لمسار التأزيم المدمر السابق فلا يمكن للمرشح القائل أن يروم الخير للكويت وشعبها ومستقبل أبنائها بل انه من المؤكد من الساعين للربيع الكويتي المستتر مدفوع الثمن لذا علينا.. الحذر والبعد عما يريب إلى ما لا يريب.