علي محمود خاجه

مو بس حسينية

أعرف الكثير من الناخبين الشيعة الذين سيصوّتون في المجلس المقبل لمرشحين ظلوا أكثر من عقد من الزمان في مجلس الأمة، والسبب الأساسي لتصويتهم هو أن هؤلاء المرشحين والنواب السابقين قاموا بالآتي:
– ساهموا في إنشاء مساجد وحسينيات للشيعة.
– دافعوا عن معتقدات الشيعة في ظل هجوم البعض عليها من نواب أو غيرهم.
– طالبوا بيوم العاشر من محرم كعطلة رسمية.
– حاربوا المناهج الدراسية التي تتعرض لعقيدة الشيعة.
كلام إن كان يعجبنا أم لا فهو يقال ويتردد، وإن كان يقنعنا أم لا فهو معيار بالنسبة إلى الكثيرين ممن يساهمون بشكل مباشر في إيصال بعض المرشحين إلى المجلس.
دعونا نناقشه برويّة: فأما أول الأسباب وهو مساهمة النواب في إنشاء مساجد وحسينيات للشيعة، فهو دور غير منوط بالمشرع أصلاً، بل أمر تنظيمي خصوصاً في ما يتعلق بالمساجد، فإن كانت الغاية إنشاء المساجد فمن الأولى تكثيف الوجود في المجلس البلدي وليس “الأمة”.
وبالنسبة إلى الأمر الثالث، وهو المطالبة بيوم العاشر من محرم كعطلة رسمية، فعلى الرغم من تقديري واعتزازي بهذه الذكرى الصادقة لثورة الحق والدرس الخالد مدى الحياة لكيفية رفض الظلم، فإنني لا أتفق مع جعله عطلة رسمية، فمن يرغب في تخليد هذه الذكرى بحضوره مجالس العزاء فليأخذ من رصيد إجازاته ويذهب.
أما الأمران الثاني والرابع، وهما مربط الفرس في اعتقادي أكثر من غيرهما، واللذان يركزان على معتقدات الشيعة وعقيدتهم، فأنا أقر هنا بأن لدينا أزمة رأي ديني واحد في الكويت، ومن خالفه يجب أن يُلقى في جهنم الدنيا وجهنم الآخرة، بل إن الأمر في بعض الأحيان يصل إلى العناد حتى في الدين نكاية بالمذهب الآخر.
وقبل الخوض في هذا الأمر يجب أن أؤكد أن معظم من يكررون رغبتهم في وجود من يدافع عن معتقداتهم في المجلس يجهلون الدستور الذي يحكمهم، فالدستور كرر في أكثر من نص حرية الاعتقاد، بمعنى أن من يتعدى على اعتقاد أي مواطن وعقيدته بل حتى بالنسبة إلى المقيم، فنحن لسنا بحاجة إلى نائب يدافع عنه بل كل ما علينا فعله هو اللجوء إلى القضاء الذي سيحكم فوراً بردع كل من يتعدى على العقائد.
أما في قضية المناهج الدراسية، فإن الأمر يتطلب اختيار من يعارض الحكومة لا من يواليها، فالمناهج شأن تديره الحكومة، وإن تعدت على العقائد أو وضعت شيئاً يتعدى على العقائد خوفا من النواب، فهو ما يعني أنها إما أن تكون جبانة وإما لا تؤمن بحرية العقيدة، وهما سببان كفيلان بإزاحتها.
إن من وضع الدستور قبل خمسين عاما آمن بحرية الاعتقاد رغم عدم وجود أي نائب شيعي في لجنة الدستور، وهو ما يعني أن واضعي الدستور دافعوا عن المعتقدات لأنهم كانوا يمثلون الكويتيين وليسوا “ممثلين على” بعض فئات أهل الكويت ومذاهبهم، بأنهم من يحمونهم ويصونونهم.
الكويت ليست حسينية أو مسجداً أو رأياً واحداً فقط، وهذا يعني أننا يجب ألا نختار أبداً من يرسم شكل الكويت على هذه الأسس، وهم كثر للأسف.

ضمن نطاق التغطية:
نواب التيار المدني قصّروا في الدفاع عن الحريات والمعتقدات برأيي، ولو أنهم قاموا بدور بسيط إلا أنه غير كافٍ أبداً، وبحاجة إلى المزيد من التحركات دون خشية لأي حسابات سياسية أو مناطقية، فهم صناع القرار وهم قادة الرأي السياسي.

سامي النصف

إياكم وتصويت الغل والكراهية والمناكفة!

  ما يصلح الدول هو المرشح ذو الكفاءة والأفكار الموجبة المعمرة، وما يفسدها ويخربها هو المرشح ذو الافكار السوداوية السالبة المدمرة، فبدلا من الحديث الهادي الراقي حول افكاره وخططه المستقبلية التي تنهض بالبلد يقوم المرشح السوداوي بالطرح الكاذب والمدغدغ متهما «جميع» الحكومات الكويتية ودون دليل بالتآمر على الدستور والكراهية المطلقة وهو بفكره اللاديموقراطي واللادستوري بالطبع منقذ البلاد والعباد وحامي حمى الديموقراطية والدستور.

***

لذا علينا الحذر الشديد من التصويت السلبي كتصويت الغل والكراهية وفش الخلق، ففي سبيل الصغائر والمناكفات والانقسامات المجتمعية السخيفة نقوم بالتصويت لهذا الطرف او ذاك بحجة انه برد أكبادنا وشفى غليلنا ـ الذي نفترض بالطبع مرضه ـ وألقم الآخرين حجرا، والآخرون الذين انتصر عليهم المخادع الذي صوتنا له هم شركاؤنا في الوطن من شيعة وسنة، حضر وقبائل، فأي انتصار نحتفل به عبر التصويت لهذا النوع من المرشحين؟!

***

فما الذي يمكن ان يعطيه مرشحو التعصب والكراهية وإفشاء الاحقاد عدا التأزم المتواصل وضرب الوحدة الوطنية وإشغالنا عن اخطار الخارج بخلق مشاكل الداخل التي لا تنتهي والتي تعطل التنمية بالتبعية، ان الحكمة والفطنة والوعي الوطني يفترضان بنا البعد كل البعد عن هذا النوع من المرشحين واختيار من يعني وصوله للبرلمان توحيد الكلمة لا تفريقها، ومن سيبني بسيرته العطرة الكويت ويحافظ على أموالها، لا من ستمتلئ مسيرته بالصفقات المشبوهة والمشاريع المستقبلية المريبة.

***

إن الانتخابات قادمة سريعا وسنرمم بأيدينا مسارنا الديموقراطي والسياسي القادم، لذا لنرسل عبر تصويتنا الواعي رسالة قوية ساطعة كالشمس في رابعة النهار تقول لمن يريد اللعب بعقولنا وعواطفنا «كفى» فلسنا سذجا او خدجا كي ننساق لأكاذيبك ونملأ جيوبك من اموالنا العامة، و«كفى» فلن نفتح الباب هذه المرة لفرسان «المناخ» السياسي الكاذب كما فتحناها سابقا لفرسان «المناخ» الاقتصادي كي لا نكرر انهيار البلد عام 82.. الخيار في يدنا فلا نلوم إلا انفسنا بعد يوم 2/2/2012 إن أخطأنا الاختيار، وما اكبر التحديات القادمة للكويت!

***

آخر محطة: السباق لم يعد قائما على 50 كرسيا أخضر، بل ان (6)8 كراسي خضراء في كل دائرة انتخابية قد تم ملؤها ولم يبق إلا القليل مما يتم التنافس حوله حسب آراء بعض المتابعين والمراقبين، لذا نرجو ان يكسر التحرك الجماهيري الواعي كل التوقعات وان نرى تغييرا حقيقيا في المجلس القادم كي يكثر فيه الحكماء والعقلاء والأكفاء والأمناء فلم اعرف بلدا عبر التاريخ قد دمر او ضاع بسبب وفرة الحكمة والعقل فيه!

احمد الصراف

ما أشبه الليلة بالبارحة

لست من المعجبين بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد فقدت ككثيرين غيري الثقة به، ولا أدري كيف وثقنا به اصلا مع هزيمة 1967، وفشله بعدها في ادخال الديموقراطية لوطنه، مما أدى، بوعي أو من دونه، إلى ترسيخ الدكتاتورية في مصر وبقية البلاد العربية لعقود طويلة تالية. ولكن كانت للرجل فضائله التي لا يمكن انكارها، ومنها عداؤه لطموحات «الاخوان المسلمين»، بالرغم مما أشيع عن مساعدتهم له في انقلاب 23 يوليو 1952. كما عرفت عنه ليبراليته النسبية، خصوصا في ما يتعلق بحقوق المرأة، ونظافة يده!
انتشر على الانترنت تسجيل لخطبة لناصر يقول فيها: «.. في سنة 1953 كنا نريد فعلا مخلصين ان احنا نتعاون مع «الاخوان المسلمين» على أن يسيروا في الطريق الصحيح، وقابلت مرشد الاخوان وقعد وطلب مطالب، طلب ايه؟ أول حاجة قالي يجب أن تقيم الحجاب في مصر، وخلي كل واحدة تمشي في الشارع تلبس طرحة! ( قطعة قماش توضع على الرأس). أنا قلت له اذا الواحد قال هذا الكلام فكأننا عدنا لأيام الحاكم بأمر الله الذي كان يمنع الناس تمشي بالنهار وتمشي بالليل، وان أنا برأيي أن كل واحد في بيته هو الذي ينفذ هذا الكلام! فقال لا، باعتبارك أنت الحاكم المسؤول، فقلت له يا استاذ بنتك في كلية الطب ومش لابسة طرحة، ما لبستهاش طرحة ليه؟ اذا كنت أنت مش قادر تلبس بنت واحدة، اللي هي بنتك الطرحة، عايزني أنا انزل البس عشرة مليون طُرح في البلد؟».
وما ورد على لسان ناصر قبل أكثر من 50 عاما، ورد ما يماثله على لسان رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا، فور سقوط نظام القذافي! كما بشرهم بأنه سيسمح بتعدد الزوجات. وورد ما يماثل ذلك على لسان زعماء حركة النهضة، «فرع الاخوان» في تونس، وتقريبا على لسان كل مرشح دخل الانتخابات المصرية الأخيرة، ممثلا لحزبي «الاخوان» و«السلف»، ومن لف لفهم، وأنهم سيعملون على تشجيع، ان لم يكن فرض الحجاب، وكأن ارتداءه يأتي قبل أي أمر آخر في الحياة، وسبب اهتمامهم بهذه المسائل بسيط، فالتصدي لقضايا الاقتصاد والبطالة والاسكان والفساد أكثر صعوبة بكثير، ولم يعرف ابدا عن اي من الاحزب الدينية اهتمامها بغير الحجاب والنقاب وطول اللحية وشكلها وعرض الزبيبة ومكانها، وبناء مساجد ومضايقة غير المسلمين وهلمجّرا! فمنذ 83 عاما لم يصدر عن حركة الاخوان، الأقدم والأكثر تنظيما على الساحة، أي «منافستو» متكامل وواضح يبين الطريقة التي سيديرون بها البلاد، متى ما حكموها، فاذا كان هذا حال أقدم الحركات وأكثرها ثراء نقدا وعددا، فما هو حال البقية؟

أحمد الصراف