عادل عبدالله المطيري

حكومة ائتلافية مع المعارضة!

يبدو أن المزاج السياسي الحالي في الكويت يصب في صالح مرشحي المعارضة سواء من النواب السابقين أو الناشطين المعارضين، وبات شبه مؤكد نجاح المعارضة السياسية السابقة بأغلب مقاعد مجلس الأمة إلا إذا حدث تغيير مفاجئ، لذلك يجب على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يعيد النظر بحكومته الحالية وأن يأتي بوزراء في حجم النواب القادمين، بل يجب أن يبدأ بعمل تصوراته لعمل تحالفات سياسية عميقة مع الكتل السياسية الرئيسية وأن يشرك بعض نوابهم في الحكومة المقبلة على أسس واضحة، ووفق برنامج يعده سموه ومستشاروه ويتم عرضه على المرشحين لتولي الوزارات من داخل الكتل السياسية وخارجها ليقتنعوا به ومن ثم يدخلوا للحكومة على أساسه، وبذلك تكون هناك شراكة حقيقية بين البرلمان والحكومة قائمة على أساس التفاهم والعمل المشترك، وستكون الحكومة عندئذ بمأمن من التأزيم السياسي غير المبرر، وستجد الحكومة كل العون من البرلمان في تنفيذ خططها التنموية، وبغير ذلك ستعود أخطاء الماضي من الطرفين وسندخل في سلسلة من الصراعات ستنتهي بنهاية المجلس والحكومة معا.

من ناحية أخرى، يجب على النواب القادمين أن يكونوا أكثر انفتاحا مع الحكومة المقبلة، ولا يكتفوا بإعطائها فرصة قبل محاسبتها بل يجب أن يبادروا إلى الدخول فيها والعمل معها من داخل أروقة مجلس الوزراء، ليتفادوا سوء الفهم وتضارب السياسات ومن ثم عودة التصادم بين السلطات.

وفي تصوري المتواضع أن الحل يكمن في الفهم الجيد للدستور وخاصة المادتين 4 و6، فقد نصت المادة 4 من الدستور على أن «الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له «مبارك الصباح».

أما المادة 6 فنصت على «أن نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا».

كلتا المادتين الدستوريتين السابقتين ملزمتان، وأرى أن أفضل طريقة للعمل بهما هي المزاوجة بينهما، وأن يكون رئيس الوزراء ووزراء الحقائب الوزارية السيادية للأسرة الحاكمة كما هو معمول به منذ زمن، وتكون باقي الحقائب الوزارية أو أغلبها لنواب مجلس الأمة، خصوصا ان الدستور وفي المادة 56 ينص على «…ويكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم…» وكأن المشرع الدستوري أراد التأكيد على مشاركة البرلمان في الحكومة ولكنه استدراك لقلة أعداد النواب «فقط 50 نائبا» ولنوعية الكفاءات المطلوبة بالوزارة خصوصا عند إصدار الدستور أوائل الستينيات، حيث لم تكن متوافرة بكثرة في تلك الحقبة التاريخية، تركها مسألة تقديرية أما الآن وخصوصا مع كثرة الأزمات السياسية فقد أصبح لابد من تفعيل مواد الدستور والتوجه إلى تشكيل الحكومة ذات الأغلبية النيابية وخصوصا مع تكتلات متجانسة ووفق خطط واضحة، لا أرى حلولا واقعية وممكنة أفضل من تلك المزاوجة للنصوص لتتآلف النفوس.. أمنيات يمكن تحقيقها مع بعض التنازع من هنا وهناك.

سامي النصف

الرئيس عرفات في المخيمات الانتخابية الكويتية

  في ديوانية الزميل العزيز سعد المعطش استمعنا من سفير خليجي زائر للبلاد لما حدث إبان حفل تنصيب الرئيس نيلسون مانديلا، حيث أثنى الزعيم الأفريقي على دور الملك فهد ـ رحمه الله ـ الداعم لقضيتهم وقال انه قرر كرد للجميل تعيين 5 وزراء مسلمين في أولى حكوماته وجعل القسم الدستوري يتم على القرآن والانجيل، وان تكون أولى زياراته خارج بلده للمملكة، ويضيف السفير الخليجي ان عرفات غار من ذلك الثناء المستحق فوجه حديثه للزعيم مانديلا طالبا منه الا ينساه بالثناء كونه رفيق نضال مما جعل مانديلا يرد غاضبا «أنت لست رفيق نضال فقد أمضيت أنا ربع قرن في المعتقلات خدمة لقضية شعبي بينما أمضيت أنت نفس المدة متنقلا بين الفنادق الفخمة مستقلا الطائرات الخاصة فكيف تعتبر ما قمت به نضالا؟!».

***

ما قاله الرئيس مانديلا نحو من كان يسمي نفسه بـ «الرمز» و«الاختيار» ـ او تحديدا سوء الاختيار ـ و«أب» القضية الفلسطينية في وقت كان عمله الحقيقي المستتر يدمر تلك القضية بشكل لا يحلم به حتى ألد أعدائها ولأسباب أظهرها بعد موته حقيقة انه رحل مخلّفا بعده ثروة تقدر بمليارات الدولارات «قبضها» للقيام بتلك الأدوار التي ظاهرها رحمة وتعمير وباطنها تخريب وتدمير للقضية الفلسطينية حتى انتهت بأن أصبحت… القضية المنسية!

***

ذلك المثال ينطبق انطباق الحافر على الحافر على بعض قيادات العمل السياسي في الكويت ممن يطلقون على أنفسهم كل التسميات الزائفة فهم أبوات الدستور وأبوات النضال دون ان يسألهم أحد من المغرر بهم عما فعلوه لاستحقاق كل المسميات والألقاب ـ التي حرموا منها شهداءنا وأسرانا ـ عدا تدميرهم ماضي وحاضر ومستقبل الكويت وتسببهم في جعلنا اضحوكة وسخرية الأمم الأخرى.

***

وصاح ذات مرة شقيقهم عرفات قائلا: «كيف لا أحكم الدولة الفلسطينية الناشئة وأنا من حكمت لبنان 17 عاما؟»، متناسيا ان تلك هي اكثر سنوات لبنان بؤسا وتدميرا وقمعا، حيث ساد عليها التأزيم السياسي المستمر بين الفرقاء والتطاحن الأهلي، هناك بالمقابل من يفخر لدينا بمسيرته وقيادته للعمل السياسي، متناسيا كذلك انها اكثر مراحل العمل السياسي في الكويت بؤسا وتخلفا وتدميرا حتى انتهى ربيعه السياسي والفوضوي عام 1990 بالغزو الصدامي الغاشم بعكس حقبة الوطنيين الحكماء المحبين للكويت أمثال عبداللطيف الغانم وعبدالعزيز الصقر وحمود الخالد وخليفة الجري ومرضي الأذينة ومحمد الخرافي وحسن حيات ومحمد البراك وفلاح الحجرف وخالد النزال وجاسم القطامي وزيد الكاظمي وراشد سيف ومحمد الرشيد ويوسف الرفاعي والعشرات غيرهم ممن لم يعرف عنهم قط الغضب وعلو الصوت وشبهة الاستعانة بالخارج لتخريب الداخل.

***

وفي عام 1990 تسبب وقوف عرفات ضدنا في أضرار مضاعفة، حيث تبعه دون هدى كثير من البلدان والمنظمات بحكم انهم كانوا يعتبرونه «رمزا» سياسيا كبيرا، أمرا كهذا له شبه لدينا بمن تسببوا في أضرار مضاعفة دمرت العمل السياسي الكويتي فـ «رمزيتهم» المصطنعة جعلتهم قدوة للقادمين الجدد للكراسي الخضراء فتعلموا منهم الغضب والحنق والكراهية والبلطجة السياسية وإبداء سوء النوايا وكراهية القطاع الخاص والتهديد المستمر بالمنصة والتأزيم والفوضى ودعم الخروج للشوارع بمخالفة الدستور ومناصرة الاضرابات بالحق والباطل التي تدمر البلد والهجوم الظالم والمستمر على رجال الأمن وعرقلة التنمية وغيرها من ممارسات ماضية وحاضرة ومستقبلية تسببت في وقف التنمية في الكويت وتخلفها.. كنا نلوم الأحبة الفلسطينيين على ابقائهم على عرفات رغم كل ما يفعله بهم وأصبحنا نوجه لومنا هذه الأيام للأحبة من ناخبينا على تصويتهم لمن يروم دمار بلدنا والقضاء على مستقبلنا.

***

آخر محطة:

(1) الكلمة التي أرسلها المرشح مرزوق الغانم لوالديه مست شغاف القلوب وحازت اعجاب الجميع.

(2) عيب جدا توجيه الاتهام الكاذب والزائف من قبل إعلام الصحاف وعطوان وبكري المحلي لبعض مرشحي الدائرة الأولى بقيامهم بانتخابات فرعية لا يعلم بها أحد (!!) يقول معلمهم غوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»!

(3) مختصر ما سمعته من الدواوين الرئيسية في الدائرة الثالثة.. اننا لسنا قاصرين ونرفض الوصاية على اختياراتنا الحرة من أحد وأفضل لمن يوجه النصح لنا ان يحسن هو من اختياراته.

(4) بشائر نصر الكويت الذي يظهر وعي ناخبيها بدأت تظهر بيارقه خفاقة في الأفق عبر الدعاوى المضحكة بتزييف الانتخابات القادمة التي لا يصدقها حتى الطفل الرضيع، انتخابات تتم تحت اشراف قضائي كامل وأمام مندوبي المرشحين ومتابعة ثلاث جمعيات نفع عام وضيوف عرب ودوليين يخشى تزويرها؟! ابحثوا عن حجة أخرى لتبرير ابتعاد الناخبين عنكم ما سيتسبب في سقوطكم رغما عن الاستفتاءات الزائفة مدفوعة الأثمان.

احمد الصراف

الطيب والشرير

يعتبر جوناثان سويفت واحدا من عمالقة الأدب الانكليزي والعالمي، ويكفيه فخرا انه مؤلف قصة «رحلات جوليفر» التي ألهبت خيال اطفال العالم، وحتى بالغيه، لأكثر من 350 عاما، ولا تزال. كان سويفت شاعرا، ولكنه اشتهر أكثر ككاتب ساخر، وله مجموعة كبيرة من المقالات في السياسة والاجتماع. ولد سويفت لأبوين ايرلنديين، وكان مناصرا في حزب المحافظين، واصبح رجل دين وعميدا لكنيسة سانت باتريك في مدينة دبلن.
وبالرغم من تدينه، فإنه اشتهر عنه قوله بان لدى «جماعته» من التدين ما يكفي ليبغض بعضهم بعضا، لكن ليس لديهم منه ما يكفي ليحبب بعضهم إلى بعض! ولو تمعّنا في قوله هذا لرأينا أنه ينطبق على عقائد كثيرة! فمن الصعب على اتباع عقيدة ما ان يحب بعضهم بعضا، فما بالك بحب غيرهم؟ ولو كان الأمر عكس ذلك، كما يعتقد بعضهم، لما كانت هناك مذاهب وفرق واحزاب ومعتقدات وخلافات دينية عميقة بسبب تفسير كلمة أو اختلاف على مفهوم او نظرية او اسلوب حياة، ويقول عالم الاحياء الانكليزي ريتشارد داوكنز، مؤلف «أعظم عرض على كوكب الأرض» ان الأخيار يقومون بفعل الخير، والأشرار يقومون بارتكاب الشرور، والأخيار يرتكبون الأفعال الشريرة باسم الدين فقط!
***
ملاحظة: قضت لجنة حقوق المؤلف في وزارة الإعلام السعودية، بتغريم الداعية السعودي عائض القرني مبلغ 330 ألف ريال سعودي، أي 30 ألف دينار تقريبا، في القضية التي اتهمته الكاتبة سلوى العضيدان فيها، بالاعتداء على حقوقها الفكرية، ويعتبر هذا الحكم صفعة للداعية، وغرامة غير مسبوقة في عالم السرقات الادبية، ودرسا له ولغيره، وتأتي أهميته في انه صادر من السلطات السعودية التي لم يعرف عنها اهتمامها بمثل هذه السرقات، ونتمنى ان تكون هذه هي البداية فقط.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com