محمد الوشيحي

ضاحي خلفان… ثأركن عنده

كلما دعيت إلى ديوانية بثثت سمومي فيها، أجارنا وأجاركم الله. أحد سمومي: “الشجاعة… سر تفوق دبي، إضافة إلى بقية الأسرار المكشوفة”. وكما أن لعَمنا “ريختر” مقياساً للزلازل، كذلك لأخيكم “الكاتبجي” الوشيحي مقياس للمصطلحات… مصطلحات المسؤولين. فيا أيها المسلمون، ويا أيها العربان، إذا سمعتم مسؤولاً يقول: “إن البلد، أو إن الوطن العربي… يمر بمنعطف حرج”، فاعرفوا يقيناً أن هذا المسؤول يشعر بالنعاس وفي حاجة مسيسة إلى النوم. وإذا قرأتم تصريحاً لمسؤول دبلوماسي، وزير خارجية أو سفير، يقول فيه: “إن البلدين يرتبطان بعلاقات متينة”، فاعرفوا أنه “غلبان وعاوز يعيش”. ومقياس آخر: “كل من يستخدم (إن) في بداية حديثه هو مشروع غبي أو جبان أو كليهما”. والمسؤولون العربان، أو بعضهم، ينفقون “إن” ببذخ في كلماتهم وتصريحاتهم. ويجتمع القياديون العرب في مؤتمراتهم، تحيط بكل منهم كتيبة من الحشم تجيد التبسّم تحت الصفعات، وجوه أفرادها بلا ملامح، يسمعون عن “عَرَق الحياء” ويقرأون عنه في الروايات لا أكثر… وبعد الفلاشات والتحايا الشهباء تبدأ الاجتماعات، فيتزاحمون حول بئر “إن” يغرفون منها ما ثقل وزنه وقل ثمنه، قبل أن تتجه أعينهم إلى ساعات أيديهم في انتظار “الإفراج” وانتهاء الاجتماع. ويخرجون من اجتماعهم فيحدثونك بانبهار عن مستوى أجنحة الضيافة وديكورات القاعة وأنواع الكراسي وألوانها، وآه على ألوان الكراسي التي جاءت من كل فج عميق، يحمل كل منها عداء لبقية الألوان. ويتحدث رئيس الاجتماع في مؤتمره الصحافي: “إن الوطن يمر في…، وإن العلاقات متينة…، وإن الشعوب…، وإن العيون التي في طرفها حورٌ”، فتردد الشعوب: “أيتها العير إنكم لسارقون”. ويتداعى الأوروبيون لاجتماع، فيتوافد المسؤولون يحمل كل منهم حقيبته بنفسه، ويدخل القاعة مكشوف الظهر، لا ميمنة له ولا ميسرة، ويجلس على كرسي كالذي في مكاتب الموظفين، ويبدأ الاجتماع، فتبحث عن “إن” في القاعة، فيرتد إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وتجول ببصرك في سقف القاعة وجدرانها، فلا ترى إلا لوحة فنية هناك، وقطعة أثرية هنا، وعلاقات ود وإخاء بين الألوان. كنا نشاهد اجتماعاتنا واجتماعاتهم فنتمتم: “اللهم، لقد أهلكتنا (إن) فأرسل إليها من لا يخافها ولا يرحمها”… وجاءت دبي إلى اجتماع الخليجيين، وجاء ضاحي خلفان المسؤول الأمني الأول فيها، يحمل حقيبته بنفسه، فوقف أمام شاشة العرض، وشرع يشرح ويتحدث عن “مهددات الأمن الخليجي”، بعد أن أطلق رصاصة على “إن” فأصابها، عن عمد، في رجلها، فهربت من القاعة “تصوي” وتحجل. وتحدث ضاحي وتحدث وتحدث، مستعيناً بأحرف الصدق الحادة، يفتح بها الجروح ويريق دماءها الفاسدة، فجفّت أرياق متابعيه في القاعة وخارجها، وتنافست العيون والأفواه على الاتساع دهشة وذهولاً، وصفقت الشعوب الخليجية العطشى وقوفاً لصراحة أحد قيادييها وشجاعته. وآه يا صحراء الجزيرة العربية، كم كنتِ ظمآنة لصدق المسؤولين، بعد سنين وعقود من سطوة “إن” التي جففت أرضكِ وأماتت زرعكِ. ويا أخوات “إن” ثأركن في دبي عند ضاحي، إن امتلكتن الشجاعة وأردتن الانتقام لأختكن الكبرى.

سامي النصف

وابن الأحمر في مخيماتنا الانتخابية

    نبدأ بمحاولة للفهم.. نذكر جميعا شرطهم على الشيخ ناصر المحمد بأن «يبعده» عن العمل الوزاري بعد ان قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، هذه الأيام هناك تحالف يعلم به الجميع بينهم اي من يدعون الحفاظ على المال العام ومن طالبوا بإبعاده حيث يتسلمون الملايين منه في الخفاء خدمة لذلك التحالف الذي تظهره صور في الشوارع يراها الأعمى ومن لم يفقد عقله أو بصيرته.

***

ذلك التحالف لا نمانعه على الإطلاق بشرط ان يسحبوا بالعلن شتائمهم واتهاماتهم الظالمة بحق حليفهم وان يعلنوا ذلك التحالف دون وجل حتى لا يصبح كالعلاقات المحرمة التي يخجل منها أحد أطرافها مما يسهل عليه لاحقا الانقلاب عليها والتنصل منها والعودة لمخطط التأزيم وكيل الاتهامات والشتائم للحليف الجديد خاصة ان خارطة طريق أحد أطراف تلك العلاقة المحرمة تمر عبر تدمير الكويت وتدمير أسرتها الحاكمة (جميعها دون استثناء) عبر اللعب على تناقضاتهم وتأجيج خلافاتهم وضرب وحدتهم والإساءة لهيبتهم وصولا لتقويض حكمهم، فلم تتساقط الممالك في التاريخ إلا عبر ذلك الطريق.. المضمون النتائج.

***

ويروي لنا تاريخ الأندلس الحزين انه في الوقت الذي توحدت فيه ممالك الشمال عبر زواج فرناندو ملك مملكة أراجون من ايزابيلا ملكة قشتالة اللذين أقسما ألا يعقد عرسهما إلا في الحمراء قصر الرئاسة في غرناطة، كان الشقاق والاختلاف على أشده بين أمير غرناطة أبي عبدالله الصغير وعمه أمير مالقة حتى انتصر في النهاية ابن الأخ وأرغم عمه أبا عبدالله بن محمد على مغادرة البلاد بحرا الى تونس ثم التفت ليجد نفسه ـ يا لعجبه ـ وحيدا أمام أعدائه بعد ان أبعد من كان يفترض ان يكون حليفه والقادر على حفظ ملكه، انتهت تلك المأساة المتكررة والتي تؤدي دائما لسقوط الممالك بالمقولة الخالدة لوالدة عبدالله بن الأحمر عائشة الحرة لابنها الشاب الملقب بالصغير «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال» وكم في التاريخ من عظات وعبر!

***

إن قصة عبدالله بن الأحمر تتمثل بألف شكل وشكل هذه الأيام حيث نجد ان كثيرا من الناخبين وليس فقط المسؤولين لا يتعظون ولا يتعلمون من دروس التاريخ القديم والحديث، حيث يصرون على انتخاب من يسعون لتدمير البلاد والإضرار بالعباد عبر مشاريع التأزيم والفوضى والخروج للشوارع والدفع بمشروع الربيع الكويتي المستتر والمستمر، ولنا في ختام المقال صرخة من القلب لناخبينا: اخرجوا فرادى وجماعات يوم 2/2 وصوتوا لمن لا شبهة عليهم من العقلاء والأمناء والحكماء من أبناء الكويت وابتعدوا كل البعد عن أصحاب الأجندات الخفية مدفوعة الأثمان متقلبي التوجهات، فقد قاربوا على الوصول لنهاية مخططهم ولم يبق إلا القليل الذي سيستكملونه حال فوزهم ـ لا سمح الله ـ في الانتخابات القادمة.

***

آخر محطة: أعلم علم اليقين انهم لا يدعمون شيئا إلا وبه خراب آجل أو عاجل للكويت وأهلها ولا يصدرون أو يقترحون تشريعا إلا وبه إيذاء لها ومن ثم فتأييدهم لخطة التنمية بشكلها الحالي هو لمعرفتهم انها خطة سياسية لا اقتصادية ستتسبب بأفدح الضرر للكويت كونها قائمة على الإرضاء السياسي دون مردود مالي حقيقي، الخطة التي يفترض انها تقدم بدائل عن النفط تقوم بالمطلق على الدعم المتزايد من الدولة حيث لا مصانع ولا مزارع ولا مشاريع منتجة بها بل شوارع ومستشفيات وجسور وأبنية ومشاريع لا تعود على الدولة بفلس أحمر، مستعد أن أكسر قلمي وأعتزل الكتابة لو وجدنا خطة قريبة منها في الدول القريبة او البعيدة، فهل كل هؤلاء أغبياء ونحن الأذكياء فقط؟! لست أدري!

 

احمد الصراف

العشاء الأخير والملائكة البيض

ما ان انتهى المضيف وزوجته من تناول العشاء مع صديقه وحرمه، حتى انشغل بتدخين سيجارة، بينما انشغلت الزوجتان في المطبخ بتحضير طبق الحلويات، وهنا قال المضيف لصديقه انه تناول بالامس وجبة طيبة في مطعم جديد، وان اسعاره مناسبة، وقريب من بيته، وعندما سأله صديقه عن اسم المطعم لم يستطع تذكره، وهنا ألح عليه بان يتذكر فهو بحاجة الى اخذ قريب له لمطعم مميز، فقال هذا انه ليس سهلا عليه، بعد ان تجاوز الثمانين، تذكر ما فعل قبل ساعة، ولكنه سيحاول، وان على ضيفه مساعدته في التذكر، وهنا بادره بالسؤال: ما اسم ذلك الشيء الذي تهديه لزوجتك في بعض الاحيان؟ فقال: ساعة، فقال: لا ابسط من ذلك، ولكن قيمته المعنوية اكبر! فقال: بوكيه زهور؟ فقال: نعم، ولكن ما هو اسم اهم زهرة في البوكيه؟ فقال: ورد. وهنا لمعت عينا المضيف وانفرجت اساريره عن ابتسامة عريضة، فسأله صديقه: هل تقصد ان اسم المطعم هو «ورد»؟ فلم يرد المضيف بل ادار وجهه نحو المطبخ وصاح قائلاً: يا «ورد» ما هو اسم المطعم الذي تناولنا العشاء فيه بالامس؟
***
في محاولة لتحسين العلاقات الاسرية بين مجموعة من الزوجات، من اعضاء ناد رياضي، وبين حمواتهن، قامت الادارة بترتيب رحلة لاحد المنتجعات البعيدة تستغرق يوما كاملا، وصلت حافلة الزوجات في الموعد وتأخرت حافلة الحموات، وبعد فترة جاء خبر وقوع الكارثة، حيث تسبب حادث مرور في سقوط الحافلة التي تقلهم في البحر، بعد انقلابها، وموت ركابها! وهنا انخرطت الزوجات في البكاء، ولكن بعد فترة بدأن بتكفيف دموعهن، الا واحدة استمرت في البكاء المر وكأنها فقدت اعز انسان في حياتها، وهنا اقتربت منها صديقة لها وقالت: اعلم بأن علاقتك مع حماتك كانت جيدة، ولكني لم اكن اعلم بأنك كنت تحبينها لهذه الدرجة! فقالت هذه انها لا تبكي على فقدها بل لانها اتصلت بها صباح اليوم لتخبرها عن وعكة صحية أصابتها في آخر لحظة، منعتها من الالتحاق بحافلة الحموات!
***
في محاولة مضحكة للنيل من النظام القمعي في سوريا، ألقى الداعية السعودي محمد العريفي، الذي نتوقع له مصير القرني نفسه، خطبة قال فيها ان شابا من المقاومة السورية ذكر قبل مقتله، ان ملائكة بيضا على خيول قاتلوا مع المقاومة! ولا ادري سبب لجوء مثل هؤلاء الدعاة، ونحن في بداية الالفية الثالثة، لمثل هذه الاكاذيب، فضررها اكثر من نفعها، ويذكر ان للعريفي كتابا في 600 صفحة، مزينا بالصور والتوضيحات، يتحدث فيه عن احداث يوم القيامة.. وما بعدها!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

“كما تكونوا.. يولّى عليكم”

مع نهاية هذا الأسبوع يكون الشعب الكويتي قد أجاب عن السؤال الكبير: هل نحن شعب يستحق الديموقراطية؟!
المجلس المقبل ــــ كغيره من المجالس السابقة ــــ يثبت مدى جديتنا في ممارسة الديموقراطية، قولاً وفعلاً. فإن جاء اختيارنا منبثقا عن قناعاتنا فهو مجلس يمثل الأمة.. وان كان الاختيار بعيداً عن هذه القناعات، وانما جاء كردات أفعال، وتحديات، واحيانا شرهات ونخوات، فهو مجلس سيكون أول من يتحلطم على أدائه هم من اختاره وصوّت لأعضائه.
الرشوة ــــ بكل أشكالها ــــ ضاربة أطنابها في ساحات المقرات الانتخابية، وأجهزة الإعلام الفاسد دفعت لها أموال لم تدفع في أي انتخابات سابقة، فقط لتزيين صورة مرشحي حزب الفساد! والأخطر من كل ذلك ما يتداوله البعض ان الأيدي التي تدفع إلى هؤلاء وصلت إلى بعض مراكز رصد توجهات الناخبين المسماة «الاستبيانات»! خصوصا تلك التي لها سمعة طيبة في الانتخابات السابقة، كل ذلك من أجل الدفع بمرشحي حزب الفساد الى الواجهة لتخريب الممارسة وتعطيل العملية الديموقراطية برمتها!

•••
قيل ان الشيخ فؤاد الرفاعي أحيل إلى النيابة بسبب كتابه عن الديموقراطية! ومع اختلافي معه في كثير مما ورد في كتابه، غير ان ما نشره لا يرقى الى المساءلة القضائية! فهو لم يتعرض إلى أشخاص بعينهم، كما لم يتعرض لتقويض نظام الحكم، بل قال رأيا قديماً قاله قبله الكثير من سلف الأمة وهو أمر اجتهادي فيه اكثر من رأي. فإن كانت حرية الرأي مكفولة فلا بد من توضيح حدود هذه الحرية! كثير من الكتاب بل والمرشحين اليوم قالوا وكتبوا كلاما يندرج تحت هذه الحالات، ومع هذا لم تتم احالتهم الى النيابة، ولعل آخرهم هذا المفتن الذي دعا الى شرب الخمر جهاراً نهاراً في احدى وسائل الإعلام الفاسد، ومع هذا لم تحرك «الداخلية» ساكناً، ولا ذاك المرشح الذي تعهد بلبس الحزام الناسف!

•••
الزميل مرزوق الحربي كتب في «الوطن» مقالاً استغرب فيه هذا الهجوم غير المبرر على «حدس» في هذه الانتخابات.. ورصد حالة EX-HADAS، إي «حدسي» سابق! وللتوضيح فإن «حدس» حركة سياسية دعوية.. ففي البدايات يتصل بها الآلاف من الشباب المؤيدين.. وبعد مرحلة من الزمن يتبقى منهم جزء ويبتعد الآخرون لأسباب في غالبها اجتماعية. لذلك تجد كثيرا من الناس في هذا المجتمع الصغير كان لهم علاقة سابقة مع «حدس» في مرحلة من مراحل عمرهم. فان سمعنا مرشحا يقول كنت معهم والآن لا.. فلا نستغرب ولا نعتقد ان هذا تهرب وتبرؤ من «حدس» بل هو واقع صحيح.

•••
مرشح في «الثالثة» قال في آخر لقاء انه يؤيد فرض الضريبة على الشعب ويؤيد الاحزاب، واتمنى ان يكون قد ذكر ذلك في لقائه مع جمهوره مساء السبت.