عادل عبدالله المطيري

نحو تغيير سياسي حقيقي

‏إن التغيير سنة من سنن الحياة، فلا شيء يدوم على حاله، ولكن المهم هو اتجاه التغيير، هل إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟

الكل يشكو من الفساد، سواء الحكومة أو مجلس الأمة وحتما الشعب الذي يعاني أشد المعاناة من الفساد، فميزانيتنا السنوية تضاعفت خلال خمس سنوات من 8 مليارات إلى أكثر من 19 مليار دينار، ومازالت أوضاعنا ثابتة لا تتغير، فمستشفياتنا مازالت خمسة وجامعتنا وحيدة لا ثانية لها، وطرقنا مترهلة يتزايد الزحام فيها، مناطقنا وأحياؤنا السكنية لا زيادة عليها!

والسؤال البديهي الذي يتبادر إلى ذهن المواطن البسيط، خاصة ونحن في خضم انتخابات برلمانية جديدة هو أين تذهب مليارات الميزانية وفوائضها ؟

لا أحد يعلم أين تذهب ولا أحد يهتم بشؤون الوطن والمواطنين الحقيقية، كانت الحكومة تنعت بالفاشلة فأصبحت فاسدة، كما تدعي المعارضة، وتستشهد بقضايا مثل «قضية الإيداعات، وقضية النائب فيصل المسلم». الأولى كانت لكسب الولاءات والأخرى لضرب الخصوم السياسيين بطرق غير قانونية ودستورية.

بالرغم من أن المجتمعات الديموقراطية تبدأ بحسم خياراتها السياسية والاقتصادية الكبرى في موسم الانتخابات النيابية، حيث تكون فرص التغيير السياسي مواتية، إلا نحن في الكويت يمر الموسم الانتخابي مرور الكرام، حتى خياراتنا السياسية تنحصر في المفاضلة بين المرشحين على أسس قبلية وفئوية وطائفية، وإذا زاد وعي الناخب فإنه سيختار مرشحه على أساس أنه الأقوى صوتا أو لأنه يتمتع بالكاريزما السياسية فقط، بعدها يبدأ النائب إذا كان من ذوي الحس الوطني رحلته الشاقة بمراقبة أعمال السلطة التنفيذية المراوغة، فيتحول من نائب إلى مجرد شرطي برلماني، ويتناسى مهمته البرلمانية الأخرى او يؤجلها وهي التشريع وإنجاز القوانين التي تدعم الجهود الحكومية في التنمية.

بالطبع اغلب القصور يقع على الحكومة كونها بدلا من أن تستغل الفوائض المالية الضخمة في التطوير والتنمية، كرست جهودها لبقاء وزرائها في مناصبهم رغم فشلهم الذريع، بل ذهبت الحكومة إلى أبعد من ذلك وهو إفساد الحياة البرلمانية والدستورية «شطب الاستجواب ـ ملاحقة النواب قضائيا»، على حد قول المعارضة!

لست متشائما، ولكن لا الانتخابات البرلمانية المقبلة ولا الحكومة الجديدة ستحدث تغييرا يذكر.

نحن بحاجة الى استبدال قواعد وآليات العمل السياسي التقليدية، بإدخال تعديلات دستورية تعزز مبدأ فصل السلطات وتعطيها المزيد من الاستقلالية والاستقرار، لا ديموقراطية دون أحزاب، ولا حكومة مستقرة دون أغلبية برلمانية تشكلها وتدعمها مع احتفاظ الأسرة الحاكمة برئاسة الحكومة ووزاراتها السيادية، مما سيؤدي إلى استقرار البلد، وستستطيع الحكومة أن تعمل على التنمية وتنفذ خططها بكل هدوء، وبالفعل ستكون عندئذ الانتخابات البرلمانية موسما لحسم خيارات الناخبين السياسية بطرق ديموقراطية سليمة.

سامي النصف

لأجل الكويت.. لا تحاربوا الفساد بالتأزيم أو العكس!

  حاربنا ودافعنا عن بلدنا الكويت وقضاياها العدالة طوال عقود ولم نرفع أصواتنا قط على كويتي بل خصصنا بها الصداميين من الأعداء، بينما اختص بعض الكويتيين بلدهم الكويت والكويتيين من منافسيهم بغضبهم وعلو صوتهم ولم نرهم قط يدافعون عن شعبنا وقضايانا وأسرانا وشهدائنا أمام فيالق الإعلام من رجال صدام.

***

وقد حان الوقت لدينا لأن ندافع عن الكويت أمام أعدائها الداخليين كما دافعنا عنها أمام أعدائها الخارجيين، فعداء الداخل المتآمر والمستتر أخطر بكثير من عداء الخارج السافر، فعداء الصداميين وحدنا وأزال الفروقات بيننا بينما بات عداء الأعداء الداخليين يشتتنا ويفتتنا ويصرفنا عن بناء الأوطان أو سماع دبيب الأعداء (وقد كثروا ولم يقلوا) وهم يقتربون تكرارا لما حدث عام 1990.

***

ودعوة أرسلها بأعلى صوت لأبناء وطني من صغار وكبار، أبدؤها بأسفي الشديد بأن أصبح الفرز والتقسيم والعداء أمرا مثبتا وتخندقا آخذا بالترسخ بين الكويتيين والتحول به من ظاهرة مؤقتة كنا نأمل في اختفائها الى حالة «دائمة» كنتيجة طبيعية لمشروع الدوائر الخمس الذي حذرنا من مخرجاته في حينه والذي تم التسويق له تحت الشعارات الوطنية المخادعة المعتادة وحجج محاربة الفساد ..إلخ والذي سيزداد ترسخا حال التحول لمشروع الدائرة الواحدة وقيام الأحزاب وبدء الحكومة الشعبية المدمرة والمستبيحة لموارد الدولة وجميعها مطالبات يعلم بعض من يرفع راياتها بأن فيها تدميرا شديدا لحاضر ومستقبل الكويت بعد ان نجحوا بجدارة في تدمير ماضيها وجعلونا نتحول من دولة القدوة الحسنة الى دولة القدوة السيئة في العمل السياسي كما هو حالنا الآن.

***

لذا ندعو كل الخيرين من الكويتيين والمحبين للكويت ومستقبلها للأخذ بالخيار والطريق الثالث وان يحجبوا أصواتهم عن المؤزمين الذين يدّعون محاربة الفساد وهم الغارقون فيه حتى الرؤوس، فمحاربة الفساد الذي نتمنى زواله والمحاسبة العلنية لمن يقوم به لا يتم قط في الديموقراطيات الأخرى بالتأزيم الدائم والأزمات المتتالية والفوضى وتحريض الشباب بل بالحرص على تطبيق القوانين واحترام استقلالية القضاء والامتثال لأحكامه وإنشاء لجان قيم وتشريعات الذمم المالية.

***

وفي المقابل.. فإن محاربة التأزيم والمؤزمين ممن لا يقل ضررهم على البلد من عمليات الفساد لا يتم عبر اختيار الفاسدين لمواجهتهم فذلك خيار خاطئ جدا، حيث ان ذلك يعني استمرار وانحدار عمل مجلس الأمة وكراسيه الخضراء من اعمال التشريع والرقابة الجادة والبناء والتعمير الى وسائل للتلهي والصراخ والصراخ المضاد، كما حولت سابقا أداة الاستجواب الجادة الى كرنفال شعبي أقرب لأعمال السيرك للمؤيدين والمصفقين وتحولنا بالتبعية من مشروع «دولة» القدوة الحسنة في العمل السياسي الى «ساحة» القدوة السيئة التي تنثر وتجبى بها أموال الداخل وأموال الخارج، ومعروف ان مغريات الكراسي الخضراء قد أفسدت حتى الطاهرين من أئمة المساجد بعد جلوسهم عليها فكيف نوصل هذه المرة من تظهر سيرتهم الفساد الشديد قبل الدخول ولنا ان نتصور ما سيفعلونه خلال السنوات الأربع القادمة والتي ستنتهي قطعا بالعودة السريعة الى اشكالات «القبيضة الجدد» والنزول للشوارع ولربما اختفاء الكويت ونحن مشغولون في الصراع البيزنطي بين المتسلم والمؤزم.

***

آخر محطة:

(1) اختاروا الخيرين من النزهاء والأمناء والعقلاء ففيهم بقاء الكويت ودوام الرفاهية وهم، ولله الحمد، كثر وابعدوا عن غيرهم ولا تدمروا بلدكم بخياراتكم الخاطئة.

(2) اسألوا من يشتكي من مضاعفة أموال دعم الديزل في الميزانية ومن ثم تهريبه، لماذا كنتم تمررون مخصصات ذلك الدعم عندما كنتم جلوسا على كراسيكم الخضراء التي أعطيت سلطة الرقابة على الميزانية ثم تشتكون منه هذه الأيام عندما فقدتم سلطة الرقابة؟! يخبرني البعض بأن الإجابة هي ان هناك شراكة واستفادة خفية وما تلك الشكوى الا ذر للرماد في العيون. وكان الله في عون الكويت وشعبها ومستقبلها مما يفعله ويخطط له بعض أبنائها!

احمد الصراف

كلمة أجبك

في إحدى دورات التدريب المخصصة للرجال طلب المحاضر المتخصص في العلاقات العامة من الحضور أن يقوم من يمتلكون هواتف جوالة بكتابة رسائل لزوجاتهم أو حبيباتهم أو رفيقاتهم، مكونة من كلمة واحدة، أحبك! وخلال ثوان بدأت هواتف الجميع بإصدار رنين مكالمة أو نص رسالة! وسألت الأولى زوجها عن مناسبة أو سبب إرسال الكلمة؟ وتساءلت الثانية إن كان زوجها يريدها أن تعود للبيت فورا؟ أما الثالثة فقد ردت تسأل عما إذا كانت هي المقصودة وليس واحدة أخرى؟ والرابعة ردت قائلة: أنا سبق وحذرتك من صنف الحشيش اللي بتاخذه! ده هيبوّظ عقلك! أما الخامسة فقالت إن الكلمة أدخلت الفرحة العارمة الى قلبها، وهي تعرف أنه يقصدها، وأن كلمة «أحبك» أنستها زعلها منه صباح اليوم، وستقطع جولة «تسوقها» وتعود للبيت لتحضر له أكلته المفضلة! وقالت السادسة: سأحيا بكلمة «أحبك» فيما تبقّى من عمري! والسابعة طرحت السؤال التالي: صاير لك شي حبيبي، علمني؟ وثامنة اتصلت تسأل: وينك، بالمستشفى؟ أما أطرف الرسائل فقد كانت من زوجة داخلها الشك في نص الرسالة، فأرسلت تتساءل مستنكرة: أبو محمد، شنو، هل سرقوا تلفونك؟
وقال المحاضر إن من كل هذه الردود نستطيع الاستنتاج أن للكلمة الطيبة تأثيرها، كما للكلمة السيئة، وخصوصا على النساء، فالكلمات الجميلة لها أهمية ودور كبيران في تشكيل او تغيير نفسياتهن! ولو قلبنا التجربة وطلبنا من النساء إرسال الرسالة ذاتها لأزواجهن او أحبابهن لما تلقين نصف عدد الردود التي تلقاها الرجال. وإن سألوا عن السبب في عدم الرد جاءت إجابتهم بأنهم لم ينتبهوا للرسالة أو لم يكن لديهم وقت لقراءتها، أو أنهم قرأوها، ولكن نسوا الرد عليها، أو أنهم أجلوا الرد لحين عودتهم للبيت، أما الرجال بغالبيتهم فسيتعللون بأنهم لم يفهموا ما هو مطلوب منهم القيام به،.. بعد قراءة كلمة: أحبك، وبالتالي لم يرسلوا أي رد!
فيا صنف الرجال لا تغتروا كثيرا بأنفسكم، وأكثروا من الكلام الطيب والمديح، وعدم التردد في الاعتذار عند ارتكاب الخطأ، وما أكثر أخطاؤكم، فالاعتراف قوة، وليس ضعفا.. كما يعتقد «الذكور» بغالبيتهم!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com