قنبلة وانشطرت… ما نراه لا علاقة له بالتيارات السياسية، كل خمسة أنفار انشطروا وأسسوا حركة سياسية، وهذا لا يهم، المهم أن كل حركة حرصت على أن يكون اسمها من ثلاثة أحرف أبجدية، والويل لمن يزيدها والثبور لمن ينقصها، خذ عندك بدءاً من "حدس" مروراً بـ "نهج" و"حشد" و"معك" و"حدم" وليس انتهاءً بـ"عهد".
هو اتفاق ضمني غير مكتوب على أن تكون أسماء التيارات السياسية مكونة من ثلاثة أحرف، وأسماء الممثلاث الحديثات من أربعة أحرف "كفاح"، "غرور"، "صمود"، ووو…
ورحم الله أيامك يا غاندي، عندما أبلغه مناصروه، ضاحكين، أن جماعة لا يزيد عددها عن بضعة آلاف هندي انشقت عن المقاومة احتجاجاً على سلميتها، وأعلنت بدء المقاومة المسلحة، فطلب من أنصاره عدم الاستهانة بهم ولو كانوا مجرد آلاف، وأعلن عدم اعتراضه على انشقاق أحد، وإنما يكمن اعتراضه على "العنف" فقط.
ورحم الله أيام مراهقتنا، كان الواحد منا إذا أراد إثبات "رجولته"، وإقناع الآخرين أنه تجاوز مرحلة الطفولة واقتحم عالم الرجولة، لا يكلفه الأمر أكثر من تدخين سيجارة، وكانت اجتماعاتنا وقتذاك إما خلف "فرع الغاز" أو خلف "فرع البنك"، وما بين الفرعين كانت توضع خطط الخناقات، وكانت لعنات الجيران وشتائمهم ودعواتهم علينا تطاردنا، فيستجيب الله لها مباشرة، فتنهمر علينا عصيّ آبائنا… أما مراهق هذا الزمن المرعب، فقبل أن يكتمل نمو شاربه، وبعد أن يعود من المدرسة، ويرمي كتبه على سريره، يهرول مع أربعة من أصحابه فيشكلون تياراً سياسياً، ويجتمعون إما في مقر جمعية نفع عام أو في مقر نقابة، وبدلاً من أن تطاردهم اللعنات والشتائم تطاردهم كاميرات الصحف والفضائيات.
وهذه الأيام كثرت اجتماعات المدعو سعود (ابني الملقب "بو عزوز") بأصحابه في الروضة، وقد يشكلون تياراً سياسياً، وقد يشكلون جمعية نفع عام، أيهما أصعب، وسيختارون لتيارهم اسماً له علاقة بالدم والألم، "رفسْ" مثلاً أو "خنقْ" أو "طعنْ" أو ما شابه… وقد يتولى "بو عزوز" منصب المنسق العام، وقد يختار منصب "أمين السر"، الأكيد أنه لن يكون المتحدث الرسمي باسم التيار، فلسانه ليس بكفاءة يده، أبداً… دعواتنا له ولرفاقه المناضلين بالتوفيق.