قولوا لسلطتنا الحاكمة بأمر الله إن بضاعتكم ردت إليكم، ولن أكملها بمثل "زرع زرعتيه….". بضاعة السلطة وزرعها هما "نواب الصوت الواحد" الذين تفتقت قرائحهم وضمائرهم على المال العام والقومية العربية… وإلخ إلخ من ثرثرات استجواباتهم لوليّة أمرهم سلطة الإصلاح والتنمية والحريات العامة والخاصة، وكل ما صفقت له من قبل، وروجت من أجله للصوت الواحد هي وأتباعها من كُتاب وأشباه مثقفين يأكلون بفقههم الفستق واللوزينج، كما تنبأ أبو حنيفة النعمان لمستقبل صاحبه الفقيه أبي يوسف.
نائب الضمير "سعدون حماد" الذي تفردت جريدة واحدة بالترويج له، والتطبيل لاستجوابه لوزير النفط -والله العالم بالأسرار– يتهم الوزير بعدد من التهم المضحكة، منها أن الوزير هاني حسين ترك عمله في الوزارة، وأخذ يعمل "بار تندر" في محطات وقود "كيوايت" خارج حدود الدولة وخارج سلطان قوانينها الجزائية، وأن شركات تابعة لمؤسسة البترول تتعامل مع سيدة إسرائيلية لعمل شراكة في رومانيا… وهنا يخلع النائب سعدون حماد ثوب التقوى والورع الدينيين ليضع رداء القومية العربية ويرفع سلاح المقاطعة ضد العدو الصهيوني!
مثال سعدون حماد مجرد عينة بسيطة من مختبرات استجوابات تصفية الحسابات الداخلية والاستحقاقات المطلوبة لمراكز قوى متنفذة بالدولة، أما بقية استجوابات زملاء سعدون فهي من تلك الشاكلة وعلى هذه "الطقة"… لا يهمني تلك الاستجوابات ولا الجلباب الذي فصلته السلطة من أجلها في تركيبة مجلس "جماعتنا وربعنا" فظهر أنه على غير مقاسها، بل على مقاس مصالحه ومصالح متنفذين في بطن السلطة وقلبها… يهمني أن أعرف ردود فعل جماهير الفقيه أبي يوسف التي رقصت وانتشت بمرسوم الصوت الواحد، وأخذت تهلل لمستقبل الحريات المدنية وتطرز باللون الوردي عالم الأحلام للتنمية والسعادة والبهجة تحت ظلال الفكر المستنير لسلطة الحكم… ماذا تقولون الآن؟… وأنتم مع مجلسكم في أول الطريق… انتظروا وأبشروا بالخير القادم لسويسرا الخليج.