مبارك الدويلة

المسترزقة

لم أشعر بأن الكويتيين مجمعون على قضية، كإجماعهم اليوم على أن البلد في انحدار غير مسبوق على جميع المستويات!

المعارضة السياسية شيء طبيعي تنتقد الأوضاع بكل أشكالها، والتيار الداعم للحكومة يلوم الحكومة على هذا التردي، والشيوخ زعلانين من الحالة اللي تمر فيها الديرة، حتى الأغلبية الصامتة بدأ اليأس من إصلاح الأوضاع يدبّ في نفوسها، والصحف المعارضة والداعمة، سواء بسواء، غير راضية عن الحال! فقط بعض زعماء القبائل وعدد من المسترزقة هم الذين ما زالوا يرددون مقولة «الله لا يغيّر علينا»! متابعة قراءة المسترزقة

محمد الوشيحي

قلمات

“ستعود أوطاني إلى أوطانها / إن عاد إنساناً بها الإنسانُ”، يقول أحمد مطر، الشاعر العراقي الذي… الذي… الذي ماذا؟ الذي عظيم، الذي مبهر.
وعلى طريقة علماء الرياضيات: بما أن الأوطان بلا بشر ليست أوطاناً، وبما أن البشر بلا حريات ليسوا بشراً،  إذاً الأوطان بلا حريات ليست أوطاناً. هي لا شيء، أو “أقل من لا شيء”، كما يقول فقيد الأدب غابرييل ماركيز. متابعة قراءة قلمات

سامي النصف

هل طبقت الشيوعية والبعثية؟!

يقال إن على الشاب أن يكون ثوريا في العشرينيات من عمره وما قبلها ومحافظا في الأربعينيات وما بعدها، وشخصيا خالفت تلك الحكمة (إن جازت تسميتها بالحكمة) فلم أكن ثوريا قط بل سخرت قلمي منذ يومي الأول وكنت في العشرينيات حين بدأت الكتابة بالوقوف ضد الثوريات الشيوعية والبعثية.. الخ، حتى أن مقالي الأول في يناير 1980 كان بعنوان «ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي؟» وتحديت ضمنه وجود ثورة انتهت بشيء جيد للبلد الذي حدثت به!

***

ومع ذلك أقول وللإنصاف إن الشيوعية التي آمن بها في بدئها كثير من كبار مفكري الغرب كأندريه جيد الحائز جائزة نوبل والفيلسوف جون بول سارتر وجورج برناردشو ولويس فيتشر ومثلهم كثير من العرب، لم تطبق قط بالطريقة التي أرادها مؤسسوها ماركس وانجلز على يد شخصيات قمعية مدمرة مثل لينين وستالين وماو وزعماء كوبا وكوريا وكمبوديا والصومال واليمن الجنوبية.. إلخ، وقد يكون أحد أوجه الخراب الاعتقاد بأنه لا بأس من «فترة انتقالية» يغيب فيها القانون ويتفشى خلالها القمع والقتل والتدمير والتهجير في سبيل الوصول للجنة الحمراء الموعودة التي يسود فيها حينذاك العدل والحرية والمساواة ضمن وطن حر وشعب سعيد وما حدث هو استمرار الفترة الانتقالية وتحولها لحالة دائمة من القهر والتسلط.

***

والحال كذلك مع أفكار حزب البعث الوحدوية الجميلة التي أطاح بها التطبيق العملي لأنظمة البكر وصدام في بغداد، وأنظمة أمين الحافظ وزعين والأسد في دمشق، حيث عم القمع والخراب والدمار والطائفية والعنصرية وحروب الداخل والخارج حتى انتهى الأمر بهم الى تحويل بلدانهم إلى خرائب ينعق بها البوم وخلق حركات انفصالية جعلت الشعوب تترحم على معاهدة سايكس ـ بيكو الشهيرة، لذا يصعب القول بدقة شديدة إن الشيوعية أو البعثية قد طبقت بشكل يعكس حقيقة شقها التنظيري، فصلاح بيطار اغتيل في باريس وميشيل عفلق وأمين الحافظ اغتيلا «معنويا» في قصورهما الفارهة في بغداد.

***

آخر محطة: الناصرية طبقت تماما كما أرادها مؤسسها ومعلمها الرئيس عبدالناصر ومن بعده خليفته القذافي الذي جعله عبدالناصر وصيا عليها وان لم يطبق «الميثاق» الذي وضع اسم عبدالناصر عليه دون أن يكتبه، والذي احتوى على «الديموقراطية» كأحد متطلبات انقلاب يوليو 52، فما شهدته مصر وسورية واليمن تحت حكم عبدالناصر ومخابراته وعسكره يشيب له شعر الرضيع، لذا لا حاجة لجعله قدوة للحقبة المقبلة لمصر.

 

 

 

@salnesf

حسن العيسى

ماذا تغير علينا؟

هل هي أزمة نص قانون أم أزمة فكر خلق هذا النص، وممارسة سلطوية تسير في ظل ذلك الفكر؟ وهل تقدمت حريات الضمير وفي مقدمتها حرية التعبير مع تغيير النصوص القانونية وتطورها، أم انها بقيت على حالها، بل أجزم بأٓنها في حالة تراجع رغم "الشكل" التقدمي المضحك الذي تظهر فيها تلك النصوص القانونية؟!
اتركوا مسألة "الشريط" جانباً، ولنتوقف عند محنة حرية الصحافة، بكل الثرثرة "الباصجة" عنها وعن المباهاة بتقدم حريات الضمير في الكويت عن بقية شقيقاتها الخليجيات، وكأنها الأعور بين عميان، بعد توقيف جريدتي الوطن وعالم اليوم بموجب أحكام قضائية، وأعود للسؤال ذاته: ما الذي تغير اليوم بنص المادة 15 من قانون المطبوعات الجديد لسنة 2006 والتي تجيز "لرئيس دائرة الجنايات أو قاضي الأمور المستعجلة (عند الضرورة) بناء على طلب النيابة العامة إصدار قرار بإيقاف صحيفة مؤقتاً لا تجاوز أسبوعين قابلة للتجديد… وبين نصوص قانون المطبوعات والنشر القديم لسنة 61 ومواد 35 و35 مكرر التي تجيز لمدير دائرة الإعلام… أو مجلس الوزراء تعطيل الصحيفة مدة ثلاثة أشهر وإلغاء ترخيصها (أيضاً عند الضرورة)… إدارياً… إلخ… أين الفرق في الواقع الممارس، وليس في مسميات الألفاظ، بين قانون الأمس وقانون اليوم مادمنا انتهينا لنتيجة واحدة، وهي تعطيل الصحافة من خلال عملية "أتوماتيكية" ثابتة لا تتغير، تتغير الأسماء وسبل التعطيل لننتهي بذات النتيجة الحسابية، فوزارة الإعلام تقدم طلباً للنيابة التي بدورها تقدم الطلب للمحكمة ليصدر الحكم بالتعطيل المؤقت…! هل تغير علينا شيء؟ غير أنه كانت لدينا خمس صحف في عهد قانون المادة 35، ومكررها والآن لدينا عشرات الصحف اليومية تحت ظلال القانون الجديد تصدر بمنشيتات مختلفة، بمحتوى واحد تقريباً، صحافة فرض عليها بنهج السلطة الواحدة الحاكمة أن تسير تحت الساس، تخشى خيالاتها، وتراعي فقه "مصالحها المرسلة" مع دوائر النفوذ المهيمنة في الدولة. هل تغير عليكم شيء في الجوهر، أم تم إشغالنا بهذه الزخرفة والأضواء الملونة الباهرة، كي ننسى حقيقة أن المحتوى والمعنى لم يتغيرا؟ ليست هي أزمة نصوص ولا جدوى من البحث في دستورية أو عدم دستورية مثل هذا النص، وغيره من نصوص "البهرجة" التقدمية في القوانين الكويتية، هي أزمة فكر تابع لدوائر الحكم بكل تناقضاتها وصراعاتها، هي أزمة غياب الإيمان الحقيقي بحرية الضمير.

احمد الصراف

سوق المباركية واليابان

“>أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، قام رئيس أحد الوفود بزيارة سوق المباركية القديم، وهناك تناول الغداء في أحد مطاعمه الشعبية!
تساءلت، عند قراءة الخبر، عن المكان الذي غسل فيه الضيف ومن كان معه أيديهم وقضوا حاجتهم في ذلك السوق، الذي يفتقد، وكل المنطقة المحيطة به، دورة مياه واحدة نصف لائقة.
لا أدري كيف سمحت البلدية بترك سوق اثري مهم يقع في قلب الوطن، وترك الكويت بأكملها، من دون حمامات عمومية لائقة، أو حتى إيجاد ما يكفي منها، علما بأن أكثر من جهة على استعداد لتبني إنشاء حمامات في مختلف المناطق، بمواصفات عالية ومجانا، مقابل استخدام جزء منها للإعلان، فهل في الأمر صعوبة، أم أن معظم من بيدهم أمر البلدية لا يفهمون، ولا تهمهم سمعة البلد ولا صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار الرسميين؟ وهل هناك من سيحاسب مسؤولي البلدية على هذا الإهمال؟ لا أعتقد ذلك، بل العكس هو الذي سيحدث!
من الروائع الجميلة في اليابان حماماتها المتعددة الأشكال والوظائف، فمنها ما يرتفع غطاء التواليت بمجرد دخول الحمام، ومنها ما يعمل بالاستشعار عن بعد، فبمجرد الجلوس على الكرسي، الدافئ دائما، تعمل مروحة الشفط تلقائيا، وتنساب المياه فيه تلقائيا، وما ان ينتهي المرء من قضاء حاجته ويقوم بضغط زر الغسل حتى تنطلق المياه الدافئة من الجهة المطلوبة، وبعدها يتم الضغط على زر التنشيف بالهواء الدافئ، وما ان يقوم من على الكرسي حتى تتدفق المياه ثانية بصورة اوتوماتيكية، وغير ذلك من المزايا، بحيث يمكن الانتهاء من «كل شيء» من دون أن تتبلل الايدي. حتى سلة القمامة يرتفع غطاؤها بمجرد اقتراب اليد من فتحتها من دون لمس. وتمتاز بعض انواع التواليت بخاصية إصدار صوت محدد، يجعل مستعملها غير مكترث إن اصدر صوتا منكرا، حيث لن يسمعه أحد، ويرفع الحرج عنه، وهو حرج لا يعرفه المتسبب بسوء مستوى ووضع حماماتنا العمومية!
وللعلم فإن اليابان، بلد الكفر والكفار، عرفت هذا النوع من المراحيض قبل أكثر من ثلاثين عاما، وغالبيتنا لم يسمع بها، دع عنك وجودها في سوق قديم.
إن رقي الشعوب لا يقاس بثروات أفرادها، بل بما تقدمه حكوماتها من خدمات، وقد اصبح قضاء الحاجة في اليابان متعة، أما عندنا فمعاناة، بسبب كل هذا الكم من المسؤولين الذين لا يدركون أهميتها. وطبعا لا ننسى هنا إعادة الكتابة عن المستوى المخجل لحمامات صالة الوصول في مطار الكويت، الذي نصر على وصفه بالدولي!.
* * *
نؤيد القبس في موقفها من إيقاف الزميلتين «الوطن» و«عالم اليوم» عن الصدور. ونعتبر الإيقاف محنة جديدة تتعرض لها البلاد، وإساءة لمحبي المعرفة والحرية.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

مسرح الميدان الحزين

يبدو أن ما سبق وأن تطرقنا اليه في هذه الزاوية قبل فترة عن نية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إخلاء وهدم مبنى مسرح الميدان، مركز أنشطة «دار الآثار الإسلامية»، ومسرحها الوحيد، يحتاج الى توضيح. فقد تبين أن دار الآثار هي من الجهات الخاضعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون، ومبناها الحالي يتعارض مع مشروع كبير مزمع إقامته في موقع مدرسة عبد الله السالم، حيث يقع مسرح الميدان. وباتصال بالمجلس الوطني وسؤالهم عن سبب عدم إعلامهم المشرفين على الدار بنية إزالة المبنى بوقت كاف، خاصة أن النية كانت منذ سنوات على هدم المبنى، كما تطلب إعداد مخططات المشاريع المزمع إقامتها في مكان مدرسة عبد الله السالم، سنوات أخرى، فأين كنتم وكانوا؟ الجواب كان بسيطا، وهو أنهم سبق وأن أعلموا المشرفين على الدار بنية الهدم، وانهم لم يقوموا بترتيب أمورهم بالسرعة المطلوبة. ولكن بسؤال المشرفين على الدار اصر هؤلاء على أن أمر إخلاء المبنى جاء مفاجأة لهم، ولم يكونوا يوما على علم بنية الهدم، أو على الأقل بتلك السرعة.
كل هذا الآن ليس مهما، فقد حدث الذي حدث، وقررت «دار الآثار الإسلامية» الانتقال فورا، وبصورة مؤقتة، الى مبنى المستشفى الأمريكاني، في منطقة القبلة، حتى انتهاء موسمها الحالي.
الغريب في الموضوع أن اي مكتب هندسي بارع يقوم عادة، عند تصميم اي مبنى جديد، بدراسة الموقع ومحاولة الاستفادة من اي مبان قائمة، وجعلها جزءا من المشروع الجديد، خاصة إن كانت المباني القائمة وتلك التي ستقام مخصصة للغرض والهدف ذاتهما. فالمشروع الذي سيقام على أرض مشروع مدرسة عبد الله السالم ذو طابع ثقافي ويتكون من عدة صالات ومتاحف، وبالتالي كان من السهولة «اندماج» أو جعل مبنى مسرح دار الآثار الإسلامية جزءا منه، بدلا من هدم مبنى قائم ومجهز بصورة رائعة، وبناء آخر محله ليقوم بالنشاط نفسه. ولكن حيث إننا في الكويت، فإن كل شيء يمكن وممكن وسيمكن!
ننتهز هذه الفرصة لنحيي جهود القائمين على أنشطة دار الآثار التي نتمنى استمرارها من مقرها المؤقت، وأن تحظى قريبا بمقر دائم جدير بما تقدمه من أنشطة ثقافية عالية القيمة، وتعتبر متنفسا صحيا على الأهمية للمواطن والمقيم.
كما نحيي، بالحرارة نفسها، جهود المهندس علي اليوحة، المسؤول عن الثقافة والفن والأدب في الكويت، على جهوده الكبيرة في جعل حياتنا أكثر طراوة. كما نعلم أنه في صراع مستمر مع «حيتان متخلفة» كثيرة تحاول أن تسحب ما تبقى من طراوة في حياتنا.. ونتمنى لجهوده التوفيق!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

صناعة الأحلام والأوهام!

ما حدث في منطقتنا العربية بعد النصف الثاني للقرن العشرين من قيام حكومات عسكرية قمعية وحروب أهلية وخارجية متتالية وانقسامات حادة بين الشعوب هو تماما ما كان يحدث في أوروبا قبل ذلك التاريخ، حيث لم تتوقف الحروب على أرضها، وهو ما أفقرها وجعل ابناءها يبحثون عن العيش في دولنا العربية حتى في ابسط الوظائف كجرسونات في المطاعم وحلاقين.. الخ، بل عملت نساؤهم كمربيات اطفال ومدبرات بيوت في بلداننا.

****

وقد بحثت جاهدا لمعرفة كيف قبلت شعوب تمتاز بالرقي والحكمة والذكاء كالشعوب الأوروبية بأن تخدع وتقدم الطاعة العمياء لزعامات شديدة السوء والجهل واقرب للممثلين الهزليين في خطبهم وحركاتهم وغير معروفي المنبت وان ترتضي السير خلفهم من حرب الى حرب ومن دمار إلى دمار حتى النهاية؟! وقد فوجئت خلال البحث بأن الأدوات التي استخدمها هتلر وستالين ومن لف لفهما تتطابق تطابق الحافر بالحافر في الأدوات المخادعة التي استخدمها فيما بعد صدام والقذافي ومن لف لفهما في قمعهما ودمارهما وحروبهما وهزائمهما.

****

فجميعهم استخدموا عملية استحضار التاريخ القديم للتغرير بالشعوب ووعدهم بإعادة الامجاد السحيقة، كما عززوا ذلك بأفلام مخادعة شديدة الاحتراف تظهر الزعامات في صورة أنصاف الآلهة الملهمة التي لا تخطئ في القول او الاجتهاد، كما تم إخضاع الشعوب لعمليات غسل ادمغة متواصلة عبر استخدام ادوات الدعاية الموجهة تزامنا مع عمليات تجهيل واهمال شديد للتعليم والثقافة بشكل عام، وتم إرعاب الشعوب بشكل يجعلها تشعر بالامتنان الشديد للقائد الملهم والزعيم الضرورة، كونه لم يتعمد ان يستقصدهم شخصيا بالإيذاء فيما يسمى بعارض ستوكولهم.

****

ويضاف الى ذلك استمالة طبقة مفكرة ومثقفة واعلامية لامعة مع استغلال أمثل لوسائل الاعلام من صحف واذاعات وتلفزيونات كي تقوم تلك الطبقة بقيادة القطيع لصالح الطغاة وتتكفل في الوقت ذاته بإخفاء العيوب وتحويل النكسات الى انتصارات ونسيان الحاضر المؤلم لصالح المستقبل الحالم القادم «الذي لا يأتي ابدا بالطبع»، لذا لا يمكن تصور نجاح تلك الديكتاتوريات دون وجود شخصيات مثل غوبلز وهيكل وأحمد سعيد ومحمد الصحاف وغيرهم..

****

آخر محطة: (1) من وسائل التحكم في الشباب ضمن تلك الأنظمة القمعية، خلق معسكرات الشباب، فلم ينجح هتلر في شن الحرب على العالم الا بعد سنوات من اقامة معسكرات الشبيبة الهتلرية، والحال كذلك مع معسكرات قادسية صدام التي سبقت الحرب مع ايران وفيما بعد فدائيو صدام قبل حرب 2003 واللجان الثورية الشبابية القذافية.

(2) ومن وسائل التحكم في الشعوب عسكرة المجتمعات، لذا تنفرد الانظمة القمعية بالاستعراضات العسكرية السنوية، والتي تقام عند زيارة أي رئيس للبلاد.. وهل شاهد احد قط استعراضات عسكرية في دول العالم الحر الديمقراطية كالحال في واشنطن ولندن؟!

حسن العيسى

سرية التحقيق والفصل بين السلطات

التفسير المعقول، الذي أفهمه، للمادة 75 من قانون الإجراءات الجزائية في دولة القوانين غير المعقولة، بمعنى أنها قوانين تكرس هيمنة السلطة الحاكمة مع توابعها على المجتمع، وتقمع الرأي المعارض، هو أن سلطة المحقق بجعل التحقيق سرياً، وذلك بمنع نشر أي أخبار أو معلومات أو بيانات… إلخ، هي سلطة قاصرة على موضوع التحقيق، ولا تمتد إلى ظروف الوقائع وأسبابها التي يحقق فيها، وأن الغرض من النص على هذه المادة التي عدلها المجلس المبطل الأول كان منع المحقق (محقق شرطة، أو وكيل نيابة) من حرمان المحامي من حق حضور التحقيق بحجة السرية، كما كان وارداً في عموم النص قبل التعديل، فالسرية هنا يقصد بها سرية التحقيق لا سرية الحدث موضوع التحقيق.
فالمادة 75 المعدلة لم تصنع سلطات "تشريعية" للنائب العام حين أمر بمنع النشر الإعلامي أياً كانت صوره في قضية الشريط موضوع شكوى رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي المقدمة إلى النيابة العامة.
مهمة المحقق هي التحقيق في وقائع معينة قد تشكل جريمة أو لا، وفي النهاية لا يملك المحقق (هنا النائب العام أو من في حكمه) غير إحالة الأمر إلى المحكمة للفصل في النزاع أو حفظ القضية، أما رقابة الرأي العام على الأحداث السياسية العامة التي يفترض أن تمارس عبر وسائل الإعلام المختلفة، فلا يتصور أن النص السابق يمتد إليها، وإلا قلنا إن سلطة النائب العام، في جعل التحقيق سرياً هي سلطة تشريعية، تخلق القاعدة القانونية بنص عام ملزم للكافة، وهذا غير متصور، وتلك مهمة المشرعين لا القضاة، فمن حق الناس، عبر وسائل الإعلام، أن يتحدثوا في أي قضية عامة، ولهم أن يعبروا عن آرائهم فيها، ولا يصح الحجر عن هذا الرأي أو ذاك بحجة حساسية الموضوع سياسياً أو اجتماعياً، فالتحقيق في موضوع أي قضية لا يصلح أن يكون سبباً للحجر على الرأي العام، ولا يجوز أن يكون ذريعة لقبر الرأي الآخر، مهما اتفقنا أو اختلفنا معه، وهذا القدر المتيقن لمبدأ الفصل بين السلطات. هو القدر الثابت لمبدأ الشفافية، إن كنا نؤمن بهما حقيقة.

احمد الصراف

عندما تغيب الإرادة

لا يمكن أن يكون مسؤولونا بهذا العجز وعدم القدرة على اتخاذ القرار، ليس في الحيوي والواضح من الأمور فحسب، بل وحتى في أصغرها، فلا بد أن هناك شيئا أو سببا آخر يمنعهم من التصرف، فهذا التراخي أو العجز غريب وغير مسبوق، وربما يعود السبب لشعور المسؤول بأنه غير مجبر على العمل أصلا، فإن أصاب فلا شكر وإن خاب فلا عقاب. وبالتالي انحصر العمل تقريبا في قلة من الموظفين الشرفاء، أما البقية فهي إما لا تعمل أصلا أو تعمل إن رأت في ذلك منفعة شخصية لها، وهذه الفئة هي التي يتزايد عددها يوما عن يوم!
تعاني الكويت منذ سنوات مشكلة تتعلق بكيفية التخلص من تراكم ملايين الإطارات المستهلكة لديها، وضياع مساحات شاسعة من الأراضي لتخزينها، هذا غير اضرارها البيئية والأمنية، خاصة عندما يقوم «أشباح»، المرة تلو الأخرى بإشعال النيران فيها، مسببين تلوثا رهيبا في دولة صغيرة المساحة.
إن الكويت لا تنفرد بهذه المشكلة بالطبع، إذ سبق ان واجهتها دول العالم أجمع، وجميعها تقريبا نجحت، بطريقة او بأخرى، ليس فقط في التخلص من المشكلة، بل والاستفادة منها وتحقيق أرباح من إعادة تدويرها في صناعة أو اخرى، إلا نحن الذين اكتفينا بتجميعها، وبناء جبال سوداء مقرفة منها، بانتظار من يشعل النار فيها!
المسألة لا تحتاج الى عبقرية ولا الى جهود ودراسات معمقة، بل الى قرار، فهناك جهات عدة على استعداد، فور حصولها على الدعم المعنوي والمادي اللازم، القيام بمهمة معالجة المشكلة بطرق فعالة عدة.
كما أن بإمكان الدولة نفسها، عن طريق البلدية، أو اي جهة أخرى معنية بالبيئة، صرف مبلغ لا يزيد كثيرا على المليون دينار، واستيراد آلات التقطيع العملاقة، والتخلص من كل كميات الإطارات خلال أقل من عام واستعادة ملايين الأمتار من الاراضي الضائعة في تخزينها، والقضاء على مشكلة الإطارات مرة واحدة وإلى الأبد!
وعليه، من المستغرب أن نرى كل هذا التقاعس والتأخير في التخلص من كل هذا الكم من الإطارات التي لن تختفي، أو تتبخر من نفسها، بل هي بازدياد مستمر، والمشكلة طبعا مرشحة لأن تكبر أكثر.
الغريب أن لا رئيس الحكومة، ولا وزير البلدية، ولا أي جهة أخرى كلجنة البيئة في مجلس الأمة، تود مساءلة مدير عام البلدية وسؤاله: ليش ساكت؟ ولماذا لا تتخذ قرارا بخصوص هذه الإطارات، والحلول أمامك معروفة ومتوافرة؟ وماذا تنتظر؟.

أحمد الصراف

طارق العلوي

مرزوق.. «المفبرك»

بعد تفكير مضن، ونوم متقطع لا يخلو من كوابيس تطاردني.. استطعت فك رموز اللغز.
هي ولا شك، كائنات فضائية، هبطت على كوكب الأرض، في ليلة ليس بها قمر، وخطفت مرزوق الذي نعرفه الى مكان بعيد ومجهول، واستبدلته بواحد يشبهه، لكنه.. ليس هو!
هذا هو التفسير المنطقي الوحيد، للتغير «الدراماتيكي» الذي طرأ على مرزوق الغانم بعد ان تسلم رئاسة مجلس الأمة.
ربما يظن البعض أننا بالغنا في الخيال.. وشطحنا حتى بلغنا المحال، لكننا على استعداد لنثبت في الحال، بالدليل والبرهان، ان هذا هو التفسير الوحيد الذي «يرهم» مع التساؤلات التي تتزاحم على البال. متابعة قراءة مرزوق.. «المفبرك»