سامي النصف

غبار النجوم والجبال البيضاء!

حادث اختفاء «الماليزية» له أمر قريب وليس مطابقا حدث في 2/8/1947 عندما اختفت دون أثر رحلة ستاردست (غبار النجوم) في رحلتها من بوينس آيرس في الأرجنتين الى سان دياغو في تشيلي تحت قيادة الكابتن البريطاني كوك وكانت تقل 5 ملاحين و6 ركاب منهم رجل الأعمال الفلسطيني سعيد عطا الله الذي كان يحمل قطع ألماس مخاطة في الجاكيت الذي يلبسه.

****

ودارت حول تلك الطائرة نظريات كثيرة منها ان مخلوقات فضائية قد اختطفتها (!) ووجهت اتهامات للكابتن بأنه سبب الحادث عبر لجنة تحقيق عقدت عام 1948 ولم تتم تبرئته إلا بعد 53 عاما بعد اكتشاف حطام الطائرة عام 2000 على سفح احد جبال الانديز وقد غطتها الثلوج مع لحظة اصطدامها بالجبل وقد ساهم في الحادث ظاهرة خداع بصري تسمى Whit out snow التي تحدث عند وجود غيوم بيضاء فوق جبال بيضاء تغطيها الثلوج.

****

وفي 28/11/1979 اصطدمت طائرة DC 10 عملاقة تحمل 237 راكبا تابعة لشركة الطيران النيوزلندية بجبل يبلغ ارتفاعه 12 ألف قدم فوق القطب الجنوبي واتهم الكابتن كونز بالبدء في الخطأ ثم تمت تبرئته بعد اكتشاف ان قسم الملاحة في الشركة قد أخطأ في الحساب وجعل الكابتن يحلق فوق الجبال البيضاء بدلا من التحليق فوق البحر ضمن تلك الرحلة السياحية التي تأخذ الركاب الى القطب الجنوبي وتحلق بهم على ارتفاعات منخفضة ثم ترجعهم في اليوم ذاته الى أوكلاند العاصمة وقد واجه الكابتن نفس إشكال الخداع البصري الذي يجعله لا يعرف انه يتجه للاصطدام المباشر بالجبال.

****

آخر محطة:

(1) ما ذكرته، راكبة آسيوية في رحلة متجهة من جدة الى كوالالمبور من انها شاهدت حطام الطائرة الماليزية على الساحل الهندي يسمى بالضرورة كذبا، بل يمكن للتهيؤات ان تخلق مثل تلك التخيلات، وهو ما يخلق صعوبة إضافية لمحققي حوادث الطيران عند استنطاقهم الشهود.

(2) كون المساعد هو المتحدث بعد إطفاء جهاز الترانسبوندر يخلق إشكالين في نظرية انتحار الطيار فلا يعقل ان يقرر الكابتن ومساعده الانتحار ولو قرر الكابتن الانتحار لوجب عليه ان يتخلص من مساعده.

(3) تتبقى نظرية ثالثة هي ان احد الركاب من انتحاريي القاعدة تسبب في تلك الجريمة عبر إرغامه الطيارين على تغيير مسار الطائرة وإطفاء الرادارات وعلينا انتظار إعلان القاعدة المعتاد المعترف بتلك الجريمة الشنعاء.

(4) تتبقى نظرية تآمرية سبق ذكرها ان الطيارين أسقطوا في موقع محدد بإحداثيات وتم التقاطهم في ذلك الموقع، حادث مجنون يحتاج حله الى خلق سيناريوهات مجنونة!

 – @salnesf

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *