مبارك الدويلة

الخليج.. فخّار يكسِّر بعضه!

«مجلس التعاون الخليجي.. انتهى»! هذا ما ذكره لي احد المسؤولين في وزارة الخارجية، تعليقاً على قرار سحب السفراء من قطر، وهذا يفسر حالة الاحباط التي هيمنت على الشعوب الخليجية بعد هذا القرار المفاجئ، والذي كان وقعه كالصاعقة على الناس. وليت الامر توقف عند هذا الحد، وانحصر الخلاف بين الاخوة الاشقاء حكومات هذه الدول، لكن الخصومة انتقلت الى الشعوب، وبدأنا نرى ونسمع تجييش كل طرف ضد الطرف الآخر، حتى صرنا نشاهد الشعراء يتم توجيههم لشتم الخصم وعائلته وذويه. وطبعاً لن يتأخر شعراء وطبالو الطرف الآخر عن الرد الساحق والماحق على النيران الصديقة. متابعة قراءة الخليج.. فخّار يكسِّر بعضه!

سامي النصف

هل من السهولة معرفة أسباب الحادث؟

قد تظهر الساعات القادمة حقيقة ما قيل من اكتشاف قطع من الطائرة الماليزية في المحيط الهندي من عدمه ويبقى سؤال هل من السهولة معرفة اسباب الحادث حتى في حال وجود الصندوق الاسود خاصة إذا كان هناك عمل محترف لإخفاء ما حدث؟!

***

في يوليو 1984 كنت احضر في استوكهولم دورة نظرية وعملية مع المعهد الملكي السويدي لكيفية التحقيق في حوادث الطيران، حتى ظننت وظن من معي اننا جاهزون لسبر اغوار اي حادث ومعرفة اسبابه حتى حصل بالمصادفة حادث لطائرة خاصة صغيرة تسبب في قتل صاحبها وذهبنا مع المحققين المحترفين للموقع لنكتشف الفارق بين النظرية والتطبيق وصعوبة تحديد بشكل قاطع اسباب الحادث فما بالك بحادث لطائرة ضخمة تكون قد انشطرت لمليون قطعة وقد تكون رابضة في اعماق المحيط لذا مازلت اعتقد بصعوبة معرفة سر اختفاء الماليزية.. هذا اذا عرف مكانها.

***

في 13 /9 /1982 كنت اقود سيارتي بصحبة ابني على ساحل الشمس الاسباني بالقرب من مطار ملقا عندما مرت طائرة DC-10 عملاقة تابعة لشركة سبانتكس مدمرة عدة سيارات امامنا وانتهت محترقة بالكامل على حقل يمين الطريق وقد توفي بالحادث عشرات المسافرين، بعد سنتين رأست لجنة سلامة في لشبونة بالبرتغال كان احد اعضائها رئيس المحققين في اشبيلية الاسبانية الذي حقق مع كابتن الرحلة المنكوبة وعلمت كيف تتسبب اخطاء بشرية لا يتصورها عقل في حوادث الطيران المميتة.

***

وفي 28 /2 /1984 هبطت بطائرة الجامبو التي اقودها في مطار نيويورك في جو عاصف وهبطت خلفنا طائرة DC-10تابعة لشركة SAS الاسكندنافية لم يستطع الطيار إيقافها فسقطت بالبحر ووصلني لاحقا كمدير للسلامة والتدريب في الكويتية التقرير المفصل لأسباب الحادث وعلمت مرة اخرى ان كل جرعات التدريب التي يتلقاها الطيار خلال سنوات طوال يمكن ان تختفي في ثوان لأسباب يطول شرحها وتصدم المحققين.

***

آخر محطة: (1) هبوط الطائرة بسلاسة في البحر قد يمنعها من التحطم ويجعلها تذهب للأعماق محتجزة بداخلها الجثث والكراسي وكل المواد التي تطفو عادة عند تحطم الطائرات، كما ان القطع الصغيرة قد يصعب رؤيتها من قبل طائرات البحث والإنقاذ وكلما طالت المدة صعب ايجاد مكان الطائرة حتى في حال الوصول لقطع طافية.

(2) سبق لطائرة بوينغ 767 تابعة للإثيوبية ان اختطفت من قبل 3 شباب اثيوبيين وكان الكابتن من الحكمة ان لم يدخل اعماق المحيط الهندي بل بقي يحلق بمحاذاة الساحل حتى تحطمت الطائرة بسبب خلوها من الوقود مقابل ساحل جزر القمر.

(3) قد ينتج عن اختفاء الماليزية وحقيقة ان الضحايا من الصينيين والطيارين من الملايويين اضطرابات دموية تعيد للأذهان المذابح العرقية التي حدثت بين القوميتين في ماليزيا وسنغافورة في مايو 1969 والله يستر!

– @salnesf

سعيد محمد سعيد

هل أنت «مسئول طائفي»؟

 

في الحقيقة، يصل البعض إلى درجة من الإفلاس المثير للضحك والشفقة في آن واحد. هذا «البعض»، حين يستهدف الصحافيين والإعلاميين من الزملاء ممن لا يتمكن من مجاراة أفكارهم ومقالاتهم المتميزة التي يختلف مستواها عن مستوى جماعته ذوي محبرة الأقلام السوداء النتنة، فيتعمد إلى الإساءة بخبث.

وجدت أن البعض «نبش» وأعاد نشر مقال قديم يعود إلى العام 2008 تحت عنوان: «هل أنت مسئول طائفي؟»، عبث في المحتوى وادعى أنني أطالب بمساءلة المسئول الطائفي من طائفة بعينها فقط! وكم هم أغبياء أولئك الذين صدقوه دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث (عندكم غوغل يا جماعة طمبورها)! وهنا، أعيد المقال وهو منشور بتاريخ يوم الأحد (6 يناير/ كانون الثاني 2008) في العدد (1948):

ترى، ماذا لو تم تنظيم حملة وطنية بإشراف جهة حكومية لتنظيف كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك الخاصة، من المسئولين ذوي الميول الطائفية والنزعة التفكيكية؟

لنتخيل، مجرد تخيل لا أكثر ولا أقل، أن تلك الحملة، ستفتح المجال أمام جميع الموظفين والموظفات والمواطنين والمقيمين للتقدم بشكاوى موثقة بالأدلة والقرائن للجنة العليا المشرفة على الحملة ضد المسئول أو «الشخص» الذي يتمتع بممارسة طائفية في كل تصرفاته، فيميز بين هذا المواطن ومواطن آخر، وينكل بموظف أو موظفة لا تتلاقى انتماءاتهم المذهبية مع أهوائه؟ هل سيكون العدد كبيراً؟ من الطائفتين؟ وهل سيجرؤ المواطن المسكين المتضرر من الممارسات الطائفية أن يخطو هذه الخطوة بكل جرأة وأمان وثقة؟ أم سيطلب العافية وعفا الله عما سلف؟

في ظني، لو قدر لتلك الحملة «الوهمية» المتخيلة أن تتم، لصارت طوابير خلق الله المتضررين من الأفعال الطائفية البغيضة في كثير من المواقع.. وربما، ربما أصبح الوضع شبيهاً بأزمة الشاحنات على جسر الملك فهد! وفي ظني أيضاً، أنه لو خصص لكل مواطن تضرر ذات يوم، أو لا يزال يتضرر، من ممارسة طائفية مدة ساعة كاملة ليتحدث عما واجهه من معاناة، فإن تلك الساعة لن تكفي!

ذات يوم، تحدثت مع واحد من كبار المسئولين عن معاناتنا كمواطنين من استمرار أشكال التمييز الطائفي في كثير من الجهات، وكأن هذه الممارسة الشائنة لا علاقة لها بدستور البلاد وعبارته الرئيسة الكبيرة (المواطنون سواسية)، فما كان منه إلا أن رفض بشدة هذا الكلام مؤكداً أن للمواطن، أي مواطن، الحق في شعوره بإنسانيته ومواطنته وحقوقه، وأن مثل هذه الأفكار من شأنها أن تحدث تأثيراً سيئاً على مستوى العلاقات الاجتماعية! وحين سألته عما إذا كانت العلاقات الاجتماعية تلك التي يتحدث عنها، قائمة على الحقوق والواجبات، وأنه لن ولم يضار مواطن من إقصاء أو تمييز بسبب انتمائه المذهبي ومعتقده، قال: «ولماذا يرضى المتضرر بهذا الوضع؟ لماذا لا يتقدم بشكوى ضد ذلك المسئول الذي سيكون حتماً فوقه مسئول أكبر»… لوهلة، ظننت أن المسألة بسيطة جداً… أنا مواطن، أساء المسئول الطائفي معاملته لي متعمداً، فتوجهت إلى المسئول الأكبر وشكوت له ظلامتي فأعاد حقي! لكن عدت لأقول، أن كل هذا أضغاث أحلام. وفي ظني أيضاً، أن كل مسئول طائفي يعلم، وهو في غاية الاطمئنان، أن لا أحد يجرؤ على الشكوى ضده، وإن حدث ذلك، فإن هذه الشكوى ستكون في عداد الملفات المغلقة، وسيدخل الشاكي في دوامة جديدة وشديدة من التنكيل والتقصد والحرمان من الترقيات حيث سيعمد ذلك المسئول إلى «غسل شراعه» في كل واردة وشاردة، ومع هذا، فما المانع من التجربة؟ كثيرة هي الشكاوى من الممارسات الطائفية الصادرة عن بعض المسئولين في مواقع مختلفة، لكن قلة هم أولئك الذين يرفضون هذه الممارسات ويتبعون الإجراءات والوسائل القانونية لرفض تلك الممارسات!

وبعيداً عن تلك الحملة المتخيلة، على الأقل، يتوجب على المسئول الطائفي أن يراقب الله، ويلتمس العذر لذلك الإنسان الذي يصب عليه جام طائفيته من باب «لقمة العيش»، أما بالنسبة لي، سأتريث قليلاً مع أي مسئول يتعمد الإساءة لي طائفياً.. لكنني لن أسكت عنه طويلاً!».

***

انتهى المقال، لكن لله الحمد، أن فعل أولئك الخفافيش، نفع في إعادة موضوع ذي مضمون صالح في 2014 أكثر منه في 2008.