عادل عبدالله المطيري

بوتين والشقراء الأوكرانية

على الإطلاق لم يكن الصراع السياسي في جمهورية أوكرانيا جديدا، بل تعود جذوره إلى ما يسمى (بالثورة البرتقالية) التي انطلقت في أواخر نوفمبر 2004، احتجاجا على الفساد الذي شاب انتخابات الرئاسية آنذاك.

وكان طرفا النزاع السياسي آنذاك هو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي للروس، والطرف الآخر هي الزعيمة يوليا تيموشينكو وحليفها شينكو.

زورت الانتخابات الأوكرانية في عام 2004، وخرج المتظاهرون الى الشوارع وطعنوا في نتائج الانتخابات الرئاسية واستطاعوا تسلم زمام السلطة.

ولكن كعادة الثوار بدأ النزاع بين حزب الزعيمة يوليا والرئيس الجديد شينكو وفقدا الكثير من شعبيتهما حتى جاءت الانتخابات الجديدة والتي حسمت لصالح غريمهما (يانوكوفيتش) الذي انتقم بدوره من (يوليا) شر انتقام ولفق لها تهمة فساد تعود للتسعينيات عندما كانت تمارس التجارة وأودعها السجن!

وحتى في الأزمة الأخيرة تستمر نفس اسماء اللاعبين الأساسيين – يانوكوفيتش مقابل يوليا – ولكن هذه المرة القوة مع يوليا، حيث استطاعت الاغلبية البرلمانية الموالية لها من ان تصدر تعديلا على قانون الجزاء استفادت منه وخرجت من سجنها لتقود الشارع ضد خصمها الذي عزله البرلمان من منصبه ايضا!

الشارع الأوكراني مازال منقسما بين اغلبية تؤيد الاتفاقية التي ستدخلها ضمنيا مع اوروبا، وبين اقلية ترفض ذلك وتأتمر بأمر الروس بقيادة الرئيس المخلوع!

السؤال المطروح هل تستطيع الشقراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو ان تهزم بوتين ورجاله في كييف؟

يعلم الأوروبيون والأميركيون انها هي الوحيدة التي تستطيع قيادة المعارضة في وجه الروس، فهي بحق كانت ملهمة الثورة البرتقالية سابقا.

ولكن هل يقبل الروس بسقوط دولة ملاصقة لها في نفوذ الغرب، وما مصير اهم قواعد الاسطول البحري الروسي في شبه جزيرة القرم التابعة حتى الآن لجمهورية أوكرانيا؟

ختاما – تدرك روسيا التوجهات الشعبية في أوكرانيا والتي تؤيد الانضمام الى أوروبا ولكنها تصعد الأمر عسكريا للوصول إلى الحد الأدنى وهو انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا لضمان سيطرة البحرية الروسية على البحر الاسود.

يدرك بوتين جيدا الحكمة القديمة التي تقول (في الأزمات ابحث عن المرأة) والمصيبة الأكبر عندما تكون المرأة شقراء وتلف جدايلها بطريقة محترفة كما تلف خصومها السياسيين على انفسهم حتى يتساقطوا.