علي محمود خاجه

تعاونيات بلا تعاون

عمل تعاوني هو أساس الجمعيات التعاونية التي تهدف إلى توفير أفضل الخدمات والسلع الاستهلاكية تحديداً للمساهمين في تلك الجمعيات، على أن ينتخب المساهمون مجلس إدارة للجمعية بصفة دورية لاختيار أفضل من يحسن خدمات الجمعيات التعاونية ويوفر الراحة للمساهمين. وقد كان النظام السابق لانتخاب مجلس إدارة الجمعية يعتمد على حرية المرشحين بأن يكونوا ضمن قائمة أو يترشحوا بشكل فردي، على أن يختار المساهمون ما يجدونه أفضل لهم، وكانت الغلبة في معظم الأحيان للقوائم الانتخابية؛ لأنها توفر التجانس والاتفاق بين الأعضاء أكثر من الفردية التي تشهد في أحيان كثيرة تعارض الرؤى بين أعضاء مجلس الإدارة. وبالطبع فإن بعض القوائم الانتخابية للجمعيات التعاونية كانت ترتكز على بعض أمراض المجتمع كالطائفية أو القبلية أو حتى الفساد المالي أو الإداري، وهو أمر لا يمكن الفرار منه بمجرد تغيير النظام الانتخابي؛ لأنها أمراض مجتمعية تحتاج إلى حلول فعلية دون التركيز على القشور. ومع هذا فقد أقدم المجلس المبطل الثاني على تغيير قانون الجمعيات التعاونية ليكون الانتخاب فيه قائماً على نظام الصوت الواحد سيئ الذكر؛ لينسف بذلك أي طموح للعمل التعاوني الفعلي القائم على خوض الانتخابات على شكل قوائم برؤى موحدة وأهداف واضحة، لنتحول اليوم إلى نظام سيؤدي بلا شك إلى تخبط في العمل التعاوني خصوصا إن تشكلت مجالس الإدارة من أقليات تسعى إلى التنفيع لتستمر بمجلس الإدارة، وسيتكتل مساهمو الجمعيات التعاونية في نطاقاتهم الضيقة كالعائلة أو القبيلة أو الطائفة لإيصال مرشحيهم دون النظر للرؤى ولا التجانس؛ لأنه وكما ذكرت سابقا بأن هذا التفتت هو مرض مجتمعي ترسخ في نفوس الكثيرين، والصوت الواحد يعزز رسوخه في النفوس سواء في مجلس الأمة أو أي انتخابات أخرى. الجمعيات التعاونية في مختلف مناطق الكويت ستكون مقبلة على تردّ وسوء في أحوالها في المستقبل القريب جداً، وكله بسبب القانون الجديد للجمعيات التعاونية والمقر من مجلس الأمة المبطل الثاني. ما زالت الدولة كل الدولة تعزز الفئوية والتكتل المريض للمجتمع، وتتأمل بعد ذلك أن يتمكن المجتمع من النهوض والتقدم، وهو ما لن يتحقق أبدا في ظل هذه العقليات التي تسيطر على جميع مؤسسات الدولة. ضمن نطاق التغطية: تحية إجلال وتقدير لقائمة "مشرف" التعاونية على كل الأعمال التي قدموها لجمعية مشرف التعاونية بعيداً عن أي فئوية وعنصرية حتى أصبحت جمعية مشرف علامة فارقة في العمل التعاوني الكويتي، وكم أتمنى أن يوفق أعضاء تلك القائمة رغم فردية الانتخابات المقبلة.

سامي النصف

هل يمكن إخفاء الطائرات؟!

لا يمكن مقارنة حوادث اختفاء الطائرات الصغيرة بداية ومنتصف القرن الماضي عندما لم تكن هناك أقمار صناعية ورادارات متقدمة ووسائل اتصال حديثة وعمليات بحث وإنقاذ متطورة كحال هذه الأيام، مع اختفاء الطائرة الماليزية شديد الغموض والفريد من نوعه في عالم الطيران الحديث.

****

وطريقة معرفة أماكن الطائرات في الأجواء متنوعة منها ارسال الطيار بشكل منتظم موقعه وارتفاعه ومتى يكون فوق النقطة التالية له في الممر الجوي الذي اختاره ووافقت عليه المراقبة الجوية، الثاني هو متابعة الطائرة من قبل الرادارات المدنية المسماة بالثانوية بعد ان يطلب من طياريها وضع رقم رباعي في جهاز الترانسبوندر ولتلك الرادارات حدود مرتبطة بارتفاع الطائرة وبعدها عن مركز الرادار، ثالث الطرق هو الرادار العسكري المسمى بالرئيسي الذي يقوم عمله على ارسال ذبذبات تصطدم بأي جسم طائر وترجع دون معرفة تفاصيل دقيقة عن ذلك الجسم وقدراته كذلك محدودة بالارتفاع والمسافة حيث لا يمكن له ان يكتشف طائرة تحلق خلف جبل او على ارتفاعات منخفضة بعيدة.

****

وهناك الملاحة الحديثة القائمة على الاقمار الصناعية والمجربة في بعض البلدان المتقدمة والمتوقع تطبيقها عام 2020 والتي يفترض ان يعلم من خلالها موقع وارتفاع كل طائرة بشكل دقيق جدا طوال الوقت بحيث تحلق الطائرة ضمن «فقاعة سلامة» تحيط بها وبالتالي سيمكن الاستخدام الافضل للسماء الواسعة بدل من التقيد بممرات جوية ضيقة ومتعرجة تزدحم بها الطائرات وبالتالي تقصير المسافات وسهولة الحصول على الارتفاعات المطلوبة وهو ما سينعكس ايجابا على توفير الوقت وحرق الوقود وبالتبعية اقتصاديات شركات الطيران كما يأمل الخبراء ان يمنع ذلك اختفاء الطائرات الغامض مستقبلا.

****

آخر محطة:

(1) الغموض هو دائما منطلق لنظرية المؤامرة، ومزاياها انها تعتمد على الخيال الجامح الذي لا حدود له، ارسل لي صديق «واتساب» نسج ضمنه عملية تأمرية فريدة، حيث تساءل ضمنه لماذا لا يكون الاختفاء عملية مخططة ومتفقا عليها مسبقا بين احدى الشركات التي تصنع الرادارات التي سيصبح شراؤها ملزما بسبب حادث الماليزية؟ ومن ثم ستربح المليارات مع طاقم القيادة او حتى بعض الركاب المؤهلين للتحليق بها وايصالها الى احداثيات متفق عليها في قلب المحيط او قرب احدى جزره بعد اختناق الركاب وسيتم انزالها في البحر كما نرى في نشرات السلامة قبل غرقها لاحقا خاصة وقد حلقت الطائرة لعدة ساعات حتى شروق الشمس وسيتم التقاط الفاعلين وتوفير هويات جديدة لهم ونقلهم لدول اميركا اللاتينية وغيرها بعد تغيير اشكالهم.

(2) النظرية التآمرية القادمة من الصديق هي اقل جنوحا وجنونا من نظريات تآمرية أخرى افترضت خروج الطائرة عن نطاق الجاذبية الارضية (!) او انها محتجزة في الفضاء لأسباب عقائدية!

(3) ومن الهزل الى الجد، الفرصة الحقيقية للوصول الى الطائرة هي التقاط الأجزاء الطافية منها، وكلما طالت المدة سيصعب تحديد مكانها حتى مع وجود تلك الأجزاء التي ستنقلها الأمواج بعيدا عن مستقر الطائرة.

 – twitter: @salnesf

احمد الصراف

عظمة شعب

“>في رد على جهة لا أعرفها، قال رئيس مجلس الأمة اننا «لسنا شعبا رديئا اتكاليا، بل نحن شعب عظيم، ووقت الشدة تتفجر فيه الطاقات والعمل الجبار»! وهذا كلام جميل، ولكن لماذا نحن عظماء فقط وقت الشدة، وتتفجر فيه طاقتنا، علما بأن فترات الشدة في حياة أي أمة نادرة، وغير الشدة أو الرخاء هي السائدة، فلماذا لا نستطيع أن نكون شعبا عظيما في غير أوقات الشدة مثلا؟ وكيف يمكن أن نوصف بالشعب العظيم، ونحن غارقون في مجاملة بعضنا بعضا، على حساب الأخلاق والحقيقة، فنقدم هذا في مجالسنا، وقد يكون هو الحرامي الكبير، ونستقبل الآخر، الحرامي الأكبر، عند باب الديوان، ونودعه إلى باب سيارته، والكل يعرف تاريخه المشين؟ ولماذا نصر على كل من اشترى بديناره الأخضر كرسي النيابة الأكثر اخضرارا؟ وكيف نكون شعبا تتفجر طاقات العمل فيه وهو المتخم بالبطالة، والوحيد عالميا الذي يباغته المرض قبل العطل والأعياد بيومين، ولا يتعافى من وعكته إلا بعد انتهاء العطل والأعياد بيومين ايضا؟ وكيف تتفجر طاقات العمل فينا واغلب موظفي حكومتنا يتمارضون ملايين المرات سنويا؟ ألا تتطلب هذه الظاهرة من رئيس مجلس الامة التفاتة وتكليف مثلا منظمة الصحة العالمية للاهتمام بها ودراستها؟ وكيف نكون شعبا عظيما تتفجر طاقاته وقت الشدة، وفي الوقت نفسه نقترف ملايين مخالفات المرور، التي يعلن عنها، ولو أعلنت الحكومة ما تعرفه عن بقية المخالفات في النظافة والغش التجاري ومخالفات البناء، التي ربما بلغت المليون، وجنح رمي الأنقاض، وبيع الاغذية الفاسدة وتهريب المواد الممنوعة وقضايا النصب والاحتيال، بعضنا على بعض، والمتاجرة بالبشر، فلو عرفنا كل هذا الكم الهائل من المخالفات والجنح والجرائم، هل سيستمر رئيس مجلسنا حينها في وصفنا بالشعب العظيم؟
نعم، كان الكويتي شعبا كبيرا، على قلته، وقت اغتصب صدام وطنه. وتصرف بعظمة نادرة وقت الاحتلال، وكان ابيا، وكان يمتلك الشجاعة ويتصف بالعظمة، ولكن كل ذلك اختفى أمام أطنان المخالفات والسرقات والانتهاكات التي حدثت بعدها. فقد فشلت حكوماتنا، المتتالية في رشدها، في الاستفادة من تكاتف مجتمع ما بعد التحرير، ولم تستطع خلق الوطن الحر الجميل المنشود، فقد تغلب عليها طبع «فرق تسد» في نهاية الأمر، وأدى ذلك لإخراج أكثر الطباع سوءا فينا، بمباركة منها، وبالتالي ليس لهذا الليل من آخر!
***
ورد في القبس أن رفع علم ما قبل الاستقلال أصبح يشكل ظاهرة، وعلى السلطات التصدي لها! ونحن نتفق مع مطالبة القبس، إلا أن إصرار البعض على الاعتزاز بعلم ما قبل الاستقلال ربما يكون رفضاً مبطناً لوضعنا الحالي، وحالة الفساد العام التي تعيشها الدولة برمتها.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com