د. شفيق ناظم الغبرا

واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!

ما وقع بين دول مجلس التعاون في الأيام الأخيرة من سحب للسفراء فاجأ المراقبين وذلك لتناقضه مع أطروحات الوحدة كما تطورت في أواخر ٢٠١١. فالصورة قبل شهور قليلة كانت على النقيض: وحدة وتقارب واتفاقيات أمنية. إن حادثة سحب السفراء (سفراء الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين) من قطر والتوتر السابق لها والناتج منها يعود ويؤكد بأن الوحدة الخليجية بعيدة عن التمنيات الشعبية كما هو حال الوحدة العربية الأوسع. فهناك، على رغم تشابه أنظمة الحكم، تناقضات سياسية وخلافات لم يجرِ التعامل معها بما يسمح للتنوع في السياسات الخارجية في ظل حوار مفتوح حول الخلافات. وهذا بالتحديد ما يبرز إلى سطح الحدث الطبيعة التقليدية وغير المتجددة للمجلس والتي حتى الآن لم تعتد على شفافية صنع القرار والمقدرة على التعامل مع سرعة التغيرات السياسية. متابعة قراءة واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!

احمد الصراف

عندما حزن متري

“>يقول الصديق متري، تعليقا على ما كتبناه عن تعقيدات دخول الكويت، ان ابنته وزميلة لها، تلقتا دعوة للقيام بزيارة عمل من قبل شركة معروفة، وان الشركة أرسلت اليهما صور بطاقات الدعوة، وبأن الأصل سيكون بانتظارهما عند الوصول، تبين عند الوصول عدم حضور مندوب الشركة، وهنا رفض رجال الأمن السماح لهما بالدخول، بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من الانتظار ومحاولة الاتصال بالمندوب، وبعد توسل ورجاء، وافق المسؤول على دخولهما بموجب صورة بطاقة الزيارة، شريطة قيامهما باحضار الأصل في اليوم التالي.
ويقول متري انه يوم كان في الكويت قبل 40 عاماً، كان يذهب بنفسه للمطار مع الفيزا الأصلية لاستقبال من تقوم شركته بدعوتهم للكويت، ويقول ان من المؤسف ان يكتشف اليوم، ومن خلال ما تعرضت له ابنته من بهدلة، ان طريقة الزيارة المتخلفة والسخيفة تلك لا تزال، بعد كل هذه العقود سارية من دون تطور أو حتى تغير طفيف، وكأن الكويت لم تسمع بما طرأ على أساليب الأمن والتواصل الإلكتروني من تقدم رهيب! ويقول ان دبي مثلاً، تتقدم كل يوم في مجال ما، والكويت لا تزال، بعد عشرة آلاف يوم، تراوح مكانها في أكثر من مجال، وتساءل متري، خبير الكمبيوتر، لماذا يجب الاصرار على بطاقة الدعوة الأصلية ان كان المدعو، بشحمه ولحمه وجواز سفره، موجودا أمام ضابط الجوازات والكمبيوتر أمامه يحمل كل المعلومات عن الزائر؟ ولماذا تسمح دول كثيرة للزائر بالدخول بصورة بطاقة الدعوة، أو الفيزا، والكويت لا تزال على نظامها العتيق السابق؟ وكيف يمكن ان يصدق ان الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، يطلب من كبار مساعديه تحويل كل معاملات الدولة مع المواطن للنظام الإلكتروني فوراً، وفصل كل من لا يتعاون مع أوامره، والكويت لا تزال تحبو! ويختم متري رسالته بحرقة قائلاً انه يحب الكويت ويتمنى لها كل خير، فقد قضى فيها نصف عمره ورآها في عزها وتوقع ان تسبق غيرها بمراحل، وتصبح متطورة بأنظمتها، وكيف ان بنك الكويت الوطني، وهو مصرف خاص وليس لديه امكانات دولة، قام عام 1975 بشراء كمبيوتر ونظام «أون لاين»، وحكومة الكويت بكاملها لا تزال «أوف لاين»، وخاصة في ما يتعلق بخدمة المواطن، وليس بما تعلق بمراقبته!
وهنا نرد على رسالة متري قائلين اننا نتمنى ان يقوم وكيل وزارة الداخلية الجديد، الفريق سليمان الفهد، الذي نتوقع منه الكثير، بثورة تكنولوجية في أنظمة الوزارة، وتحديثها بما يلبي متطلبات العصر، ونحن على استعداد للتعاون معه الى أقصى درجة في هذا المجال، ومن دون مقابل.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com