مبارك الدويلة

اللي هذا أوله..!

ربّ ضارة نافعة…!

ولكن كيف للزلزال الذي أصاب خليجنا أن يكون نافعاً…؟!

كنت من أشد المطالبين بالاتحاد الخليجي.. وكتبت مقالات عدة في هذه الزاوية، مطالباً ومؤيداً وداعماً للوحدة الخليجية، وكنا نرد بعنف على القائلين بخطورة الاتحاد على الكويت وديموقراطيتها، وأن التوجهات التسلطية عند البعض ستطغى على أجواء الحريات المحدودة عندنا. وفجأة ومن دون سابق إنذار، يتبدد حلمنا الصغير الذي لم يسعفه الزمن كي يكبر معنا، حلم «خليجنا واحد وشعبنا واحد»! وتتحول الدول الصغيرة في حجمها إلى دول عظمى في تصفية الحسابات بينها، ويظهر حجم الخلاف العميق في قلوب بعضنا على بعض! وتسقط آخر ورقة توت عن جسد القمة الخليجية التي ملأت أسماعنا بعبارات السعي للوحدة والتوافق والتكامل! متابعة قراءة اللي هذا أوله..!

حسن العيسى

إسكان الحبربش

تهت في عمق والتواء أنفاق جمل وكلمات المتكلمين في مؤتمر الإسكان، وانطباعي البسيط من مشاهدة صور الجماعة يبدو لي أنه مؤتمر لعرض بشوت زاهية وفاخرة، وليس لوضع تصورات لحل القضية الإسكانية، وقد أظلم عدداً من الحاضرين أو أبنائهم حين أقول إنهم ليسوا من "الحبربش" الذين يتعين عليهم الانتظار لعشرين وثلاثين سنة للحصول على بيت العمر، فيبدو (من جديد قد أكون ظالماً لهم) أنهم (المؤتمرون أو بعضهم) بجرة قلم على شيك عريض يمكنهم أن يشتروا أرضاً في الضاحية أو الشويخ أو النزهة لابن من أبناء ذريتهم الصالحة بمليون دينار لسكنه مع عروسه بعد قضاء شهر عسل في لندن وباريس، من غير أن يحرقوا دماءهم في محرقة نفسية عن تكلفة بناء دور ثان فوق بيت قديم متهالك ليسكن ابن أحد الحبربشيين الذي تزوج قبل فترة بسيطة، وقضى ثلاثة أيام كشهر عسل بشاليه مستأجر في بنيدر أو جليعة، ويدفع، الآن، نصف راتبه كإيجار شقة في جنوب السرة أو الرميثية وغيرهما من مناطق الناس المعلقين بين السماء والأرض.
لاحظت أن الحاضرين تكلموا عن عرض المشكلة، ولخصوها في ندرة الأراضي "المحررة". فمعظم الأراضي هنا تحت عبودية الدولة، لأن في جوفها بترولاً، وهو خبز وزبدة الدولة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الدولة ستكون عاجزة عن توفير الخدمات الأساسية فيما لو حررت أرض الولايات الجنوبية لإبراهام لنكن التي هي عبارة عن تلك المساحات الشاسعة من صحاري جافة مثل مشاعر الكثيرين، وتدب فيها الجرابيع والجعلان والعقارب ونمل أسود كبير نسميه بالكويتي "عبو"، يسير في خطوط طويلة متزاحمة كسياراتنا في شوارع دولة "صل على النبي".
هل هناك حلول؟ وماذا قبضنا من المؤتمر؟ بمعنى هل لنا أن نحلم ببصيص أمل في أن تحل المشكلة، أو، وبأضعف الإيمان، حل جزء منها بالحد من طوابير النمل للمنتظرين، أم ان هذا المؤتمر حاله من حال بقية مؤتمرات الاستعراض السياسي، وامتصاص سخط المنتظرين لأجل غير معلوم؟ لا يهم أن تكون الحلول بطرق أبواب القطاع الخاص، أو بحلول القطاع هجين، المهم أن يملك الشباب منزلاً متواضعاً أو شقة معقولة في زمن انتظار معقول، فإن لم يحصل أي من الأمرين، فعلى الأقل سلموهم مفتاح الأمل والحلم.

احمد الصراف

المياه.. والهندية!

“>”>فاز فيلم هندي قصير تحت عنوان «المومس والبكر» بعدة جوائز عالمية، وقصته تتعلق بأمر حيوي، طالما لقي الإهمال التام من شعوب وأنظمة نائمة. يبدأ الفيلم القصير بدخول شاب خجول الى منزل فتاة، طالبا خدمة جنسية بناء على اتفاق مسبق. يفاوض الرجل المرأة على ثمن الخدمة، ولكنها ترفض منحه حتى %1 خصما، فيقبل الشاب الأمر على مضض، وعندما يحين موعد دفع الثمن تبدو على وجه الرجل الغر، وهو يفتح سحاب حقيبة يده، علامات الحذر والحسرة، ويلتفت يميناً ويساراً قبل ان يخرج يده من الحقيبة، وهي تحمل قنينة ماء بلاستيكية ويسلمها للمرأة، فتضمها هذه الى صدرها وكأنها حصلت على شيء ثمين!
رمزية قصة الفيلم تكمن في أن الوقت سيأتي عاجلا أو آجلا، بحيث تصبح مسألة حصول مئات الملايين من البشر على قطرة ماء صالحة للشرب أمراً صعباً جدّاً، وأن خدمات «حيوية» كثيرة ستؤدى مقابل «شربة» ماء. ولو نظرنا إلى بلد مثل لبنان، الذي طالما اشتهر بقمم جباله المكسوة بالثلج، وبتعدد أنهاره، لوجدنا، بسبب سياساته الخرقاء، أن ثمن ليتر الماء فيه أغلى من ليتر البترول، على الرغم من أنه ليس بلدا بتروليا، والأمر ذاته في الكويت على الرغم من أنه بلد بترولي!
ولو نظرنا الى وضع المياه في الكويت لأصبنا بالهلع حقا، فنحن دولة صحراوية، وما لدينا من مياه جوفية عذبة لا تعني كثيراً، مقارنة باحتياجاتنا. كما أن ما يعلن عنه، بين الفترة والأخرى، عن كفاية احتياطيات المياه لكذا شهر لا يمكن – كالعادة – الوثوق بها في ظل إدارة حكومية مترهلة، خاصة أن اعتماد كل سكان الكويت، الذين سيتزايد عددهم في السنوات القليلة المقبلة، على ما تتم معالجته من مياه البحر لا يعتبر مصدرا يمكن الاعتماد عليه دائما. فمياه الخليج تتزايد ملوحتها وتلوثها بشكل مستمر. كما أن كلفة التقطير بارتفاع أيضا. وعليه من الضروري على الجهات المختصة، هذا على فرض أن هناك ما يسمى المختصة في أي شأن، البحث عن مصادر ماء بديلة، وعدم الاعتماد على محطات التكرير أو التقطير، التي قد يؤثر في فعاليتها بشكل حاسم أي تلوث بيئي كبير نتيجة حرب محلية أو حادث نووي في إيران وغيرها.
والحلول الاستراتيجية موجودة ومعروفة وتعمل بها دول كثيرة، خاصة تلك التي لديها نقص في المياه. وربما الحل سهل اليوم، بوجود المادة والقدرة على توفير البدائل، ولكن ستصبح المسألة خطرة عندما يتناقص الدخل من البترول أو تقع كارثة، ولا يسمح الوقت للجوء الى البدائل المتاحة. ندق ناقوس – لا بل نواقيس – الخطر منذ فترة، متمنين أن يسمع صوتها من يفهم!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

عبدالله غازي المضف

لهذا نجح المؤتمر الإسكاني!

طغى الرأي السياسي على الرأيي الفني! ربما كانت ابلغ عبارة خرجت من فم الرئيس مرزوق الغانم طوال حياته البرلمانية وهو يصف حال الشارع اليوم مع القضية الاسكانية! ماذا نقول؟ اراضٍ كثيرة؟ يجب تحريرها؟ قضية مفتعلة؟ ما يبون يحلونها؟ التجار اغلبهم حرامية؟ ملينا وتعبنا وزهقنا وهلكنا: قد تكون جميعها مصطلحات شعبية مشروعه..لكن وين الحل؟ وكيف الحل ان كان معظمنا هنا يعشق الكلام النظري والعاطفي؟كيف الحل ان كنا شعب يظن دائما وابدا ان هناك مؤامرات تحاك في الخفاء والظلام! فان خرج احد ابنائنا بمبادرة ما تربصنا به وشطحنا بخيالنا الواسع الى الافق ونحن نتفنن بفك الشفرات والاسرار ونغوص الى حيث النوايا والضمائر: فان وجدنا بعضاً من الشك صرخنا وهددنا وتوعدنا وشرشحنا وقلبنا عليه الدنيا على عقب: بالله عليكم شلون يشتغلون الناس؟ متابعة قراءة لهذا نجح المؤتمر الإسكاني!