احمد الصراف

إن كنت في فرنسا

وردني النص التالي على الإنترنت: تخيل أنك ذهبت ذات صباح لعملك فوجدت جميع العاملين معك ملثمين، تسمع أصواتهم، ولكن لا ترى وجوههم أبدا، كيف سيكون شعورك؟ لن تكون مرتاحا بالطبع، وإن استمر الوضع، وكنت انسانا سويا، فستصاب باضطراب، فنحن كبشر بحاجة إلى رؤية وجوه من نتحدث إليهم. والاتصال الإنساني لا يكتمل إلا برؤية الوجه، هكذا طبيعة البشر منذ أن بدأوا بالتعارف والعيش كجماعات. ويبدو أن الذين يفرضون على المرأة تغطية وجهها لا يفهمون هذه الحقيقة. وبالرغم من ان المصريين كانوا رواد تحرر المرأة منذ ثورة 1919 وما قامت به هدى شعراوي من خلع للبرقع التركي، إلا أن مصر، ومنذ نهاية السبعينات، وقعت في قبضة السلف المدعومين بأموال النفط، وهنا عاد النقاب للظهور من جديد. ويتساءل مرسل النص: هل حقا يمنع النقاب فتنة النساء ويساعد على الفضيلة؟ ويجيب بأن الإسلام لم يأمر المرأة بتغطية وجهها، إطلاقا، وإلا لما طلب منها «غض البصر». كما أكد الأزهر بكتاب له بعنوان «النقاب عادة وليس عبادة» الأمر ذاته. وقال ان المجتمعات القديمة فرضت النقاب لكون المرأة «أصل الغواية»، ولا يمكن الحماية من الغواية بغير عزل المرأة أو تغطيتها بالكامل، وكأن جميع الرجال وحوش ولا يستطيعون السيطرة على شهواتهم! وإذا كانت المرأة يجب أن تغطي وجهها حتى لا تفتن، فماذا يفعل الرجل الوسيم؟ علما بان عيني المرأة المنقبة، ان كانتا جميلتين، قد تتحولان إلى مصدر قوي للغواية، فماذا نفعل عندئذ لمنع الفتنة؟ لذا طلب من النساء ارتداء نقاب بعين واحدة، وهنا لن يحدث «إغواء»! كما أجاب بأن النقاب يمنع المرأة من العمل كطبيبة جراحة أو قاضية أو مهندسة، وهي مختبئة خلف النقاب، بعين أو باثنتين. انتهى.
ونكمل الموضوع بمناسبة الحكم الذي صدر في فرنسا على امرأتين خالفتا قانون منع النقاب، وهو الحكم الذي لقي معارضة من البعض، وحتى من مدعي الليبرالية، بحجة أن القانون وما تبعه من احكام، هو تدخل مباشر في حياة الفرد الشخصية، والحقيقة خلاف ذلك تماما، فليس هناك من يستطيع الجزم بأن من ترتدي النقاب حرة الإرادة وتعرف ما تفعل. كما أن الأمر لن يقتصر على فرض ارتداء النقاب على هذه الفتاة أو تلك، بل سيمتد حتما لأمور كثيرة أخرى، كحق الأب في تزويج ابنته لمن يرغب، وليس للذي يقبله عقلها ويرضى به قلبها. الخلاصة ان على هؤلاء الذين يهدفون لأسلمة أوروبا البقاء في بلدانهم وممارسة ما يشاؤون من طقوس، فعندما نكون في فرنسا فعليا لن نفعل ما يفعل أهل فرنسا!
***
ملاحظة: في طريقة هي الأولى من نوعها، حاولت كويتية اخفاء ملامح الخوف على وجهها خلف النقاب والعباية، ولكن يقظة رجال الجمارك في المطار حالت دون ذلك، وتم القبض عليها وبحوزتها 40 ألف حبة مخدرة حاولت تهريبها داخل أحذية نسائية وحقيبة ملابس. وهذه من مزايا النقاب، لمن يريد الشر بنا، وبعض من مساوئه علينا!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

شباب أميركا

 لا أحب أن أكتب لفئة محددة في أغلب الأحيان، إلا أن بعض الظروف تجبرني على ذلك، خصوصاً إن لم أجد أحداً يتطرق لما أود أن أقوله. في عام ١٩٩٩ تأسس تجمع طلابي كويتي في الولايات المتحدة تحت مسمى "الوحدة الطلابية"، وسرعان ما تحول هذا التجمع إلى قائمة طلابية تخوض انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، لتتمكن خلال ثلاث سنوات من تأسيسها أن تزيح تيار الإخوان المسلمين المسيطر على مقاعد اتحاد الطلبة فرع الولايات المتحدة لأكثر من عشرين عاما، وهو أمر يقارب الاستحالة، ولكن شباب الوحدة الطلابية تمكنوا من تحقيقه، وقد صاحب هذا التغيير الرائع في الولايات المتحدة نقلة نوعية في الحراك الشبابي الكويتي، كان شباب الوحدة الطلابية رافداً مهماً له، فتمكن هؤلاء الشباب بمعية إخوانهم في التيار الوطني في الكويت من الضغط والتحرك الشعبي لإقرار حق المرأة السياسي، وإقرار الدوائر الخمس في الفترة بين ٢٠٠٤ و٢٠٠٦، بالإضافة إلى مساهماتهم المهمة في تعزيز دور المدونات الإلكترونية حينذاك، والتحرر من الإعلام التقليدي، خصوصاً في موضوع أزمة الحكم وتحريك العديد من القضايا الأخرى. كما تمكن هؤلاء الشباب المنسلخون عن كل شوائب الطائفية والقبلية والمتاجرة باسم الدين وكل الأمراض الكويتية، أقول إنهم تمكنوا من تحويل المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني للطلبة فرع الولايات المتحدة إلى منتدى مهم ومؤثر تتسابق جميع الشخصيات لحضوره ودعمه، وهو ما لم يحققه اتحاد طلبة الكويت أبداً رغم سيطرته الطويلة، وهنا لابد من ذكر أسماء من ساهموا في صنع هذا النموذج المشرف واستمراره، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، فاطمة حيات وخالد الفضالة وخميس المطيري وراشد الهارون وجاسم القامس وعبدالله العوضي وعبدالعزيز الطريجي وعبدالله القائد وضاري الجطيلي ومحمد الخميس ومحمد الجوعان وعبدالله السعدون وغيرهم الكثير ممن ما زالوا يمارسون دورهم الوطني اتفقنا معهم أو اختلفنا. ما يدفعني للكتابة اليوم هو ابتعاد قيادات هذا النموذج المشرف عن الساحة السياسية الكويتية في ظروف أعتقد أنها تتطلب وجودهم، فمنذ عام ٢٠٠٧ إلى اليوم لا نجد القيادات الجديدة للوحدة الطلابية تشارك بنفس حماس وقوة من سبقوهم؛ مما شكل نقطة ضعف واضحة في الحراك الشبابي الكويتي بشكل عام وللتيار الوطني بشكل خاص، ليس على صعيد الكمّ، بل على صعيد الرؤية والفكر وأساليب العمل، وأنا أؤمن بأن وجودهم القوي في هذه الظروف سيغير الأوضاع للأفضل حتماً، فالمسؤولية المنوطة بهم لا تقتصر على رعاية شؤون الطلبة في الخارج فحسب، بل تلك مجرد مرحلة تأهيلية هامة لصنع التغيير وتأدية الواجب تجاه الوطن، وهو ما لا يحدث اليوم كما أتابع دون أن أعرف الأسباب. إن وجودكم اليوم يا شباب الوحدة الطلابية في خضم المعترك السياسي الكويتي بهذه المرحلة تحديداً هو واجب عليكم، وفائدة للكويت مهما كان ما يشغلكم عنها، فلا تنصرفوا عن هذا الدور المهم الذي يوازي في أهميته باعتقادي دور الشباب الكويتي في نهاية الخمسينيات، فأنتم تملكون ما لا يملكه الكثير من نظرائكم في الكويت، وهو الابتعاد عن آفات وأمراض المجتمع، كما توافر لكم العيش في بيئة ديمقراطية حرة أكبر بكثير من أوساطنا وهو ما نحتاجه اليوم في الكويت بكل تأكيد. ضمن نطاق التغطية: "الوحدة الطلابية" تملك موقعاً إلكترونياً جميلاً يسرد تفاصيل قصتهم منذ التأسيس، وتتضمن أيضا ممارسات الإخوان في سبيل عرقلة الديمقراطية كتغيير موقع التصويت قبل الانتخابات بفترة قصيرة، وإلغاء الانتخابات أحياناً، وتقليص عدد ممثلي الاتحاد، وكلها أمور لا تمتُّ لا لديمقراطية ولا دستور بصلة، وعرابهم اليوم يقول إنهم أصحاب مبدأ، لطيف هذا العراب. http://www.alwihda.org/#!vision/cx1o

سامي النصف

نصائح مرورية قبل الليالي الرمضانية

رمضان قادم سريعا ومعه سنشهد اختناقات مرورية قد تجعل الناس تنسى الاصلاحات والانجازات الضخمة التي قام بها اللواء عبدالفتاح العلي ،اكثر الله من امثاله، وعليه نتقدم ببعض المقترحات التي نرجو ان تخفف الزحمة في رمضان وغيره من شهور السنة:

-زيادة السرعة على الدائري الرابع الذي يعتبر شريان الكويت الى 100 كم في الساعة عدا الجسور التي يجب ان تخفض السرعة بها الى 80 كم وبذلك نقلل الزحمة على هذا الطريق بنسبة 20% بناء على العلاقة المعروفة بين المسافة والسرعة والزمن.

-النظر في ازالة الاشارات المرورية من الطريق الدائري الثالث – وحتى الثاني – كي تساعد على تخفيف زحمة الطريق الدائري الرابع.

-تعميم عدم حاجة السيارات للوقوف واغلاق الشوارع عند وقوع حالات اصطدام خفيف بل التوجه لأقرب مخفر للحصول على اوراق التأمين.

-تمديد فترة صلاحية دفاتر السيارات الجديدة بعد الثلاث سنوات الاولى الى 3 سنوات تالية ولربما لثلاث سنوات اخرى طالما كانت الفحوصات الفنية للسيارة تسمح بذلك.

-ايجاد مواقف ثابتة لسيارات التاكسي في المناطق المختلفة بدلا من تجوالها في الشوارع طوال الوقت.

-ايجاد مباحث مرور يتجولون بسيارات مدنية للقبض على المستهترين والمسرعين ممن لا يردعهم في الوقت الحالي الا الرادار الثابت.

-ادخال الثقافة المرورية وكيفية التعامل مع انفجار الاطارات والقيادة اثناء الامطار.. الخ للمناهج المدرسية.

-لا حاجة لوضع خانتي امان على يمين وشمال الطرق السريعة، والافضل ابدال احداهما بطرق انسيابية تساعد على تخفيف الزحام.

-خلال نصف قرن تغيرت احوال السيارات فأصبحت اكثر انسيابية واقل وزنا وزادت فاعلية الكوابح لذلك يجب اعادة النظر في السرعات المنخفضة مثل 40 – 60كم/ساعة لاستحالة التقيد بها.

-يمكن استبدال خانات الامان بطرق انسيابية تخفف الزحام على ان يوضع فوق الطرق السريعة إشارات ضوئية خضراء تدل على ان تلك الخانة من الطريق سالكة، واشارة حمراء وعلامة X حال وقوع حادث في تلك الخانة يمنع انسياب المرور فيها.

* * *

آخر محطة: نرجو الاستعانة بخبرات الصديق د.عادل اليوسف في ايجاد الحلول للمشاكل المرورية كونه مختصا بهذا العلم ويقدم المحاضرات في مختلف دول العالم حوله عدا.. دولة الكويت!

احمد الصراف

لجنة الأوقاف

أحمد الصراف
أحترم وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، شريدة المعوشرجي، بالرغم من عدم اتفاقي معه في كل شيء تقريبا، وذلك لما يتحلى به من شخصية هادئة ترفع عن الصغائر، ولكنه في الحقيقة ليس بالشخص القوي الذي يمكن الاعتماد عليه في القضاء على ما تعانيه وزارة الأوقاف من خراب وفساد. فقد سبق أن أعلن في بداية السنة عن تشكيل لجنة «محايدة» (كتبنا عنها في حينه) للنظر في ما أثير من سلبيات ومخالفات في الأوقاف، وهذا يعني في المجال الوزاري ربما سرقات واختلاسات. وقال ان اللجنة سيترأسها خبيران من العدل وآخر من المكتب الفني. وأن عمل اللجنة لن يستغرق الكثير بحيث تنتهي من تقريرها خلال شهر. وقال أيضا ان تجميد أو «تدوير» من اثيرت الشبهات حولهم حاليا أمر مستبعد، لعدم ثبوت التهم عليهم، وأنه لا ينوي الاستعجال بالحكم لحين صدور تقرير اللجنة!
صدر التقرير، كما توقعنا، متأخرا جدا، ولكن قلة سمعت به، والأهم أن احدا كالعادة لم يُدَن بشكل واضح، واستغلت نتائجه لإجراء تصفيات حزبية من خلال تدوير هنا وتبديل هناك، مع المحافظة على التوازنات الحزبية، فالأوقاف يتحكم في مصيرها حزبا السلف والإخوان، والغلبة كانت غالبا للحزب الأخير، علما بأن الأمور في الوزارة تترجح مع ميول الوزير وقدرته على المناورة!
وقد زايد وكيل الأوقاف على تصريح وزيره بخصوص تشكيل اللجنة، قائلا انه من منطلق الشفافية واستجلاء الحقيقة تم تشكيل لجنة التحقيق المحايدة، وهذا يعني أن لجان التحقيق عادة ليست محايدة! مؤكدا حرصه والوزير على متابعة ما ستنتهي إليه من توصيات لتحقيق العدالة ومعاقبة المتجاوزين. وها قد مرت اشهر عدة ولم تتم معاقبة أي متجاوز بشكل واضح، ربما لأن سمعة الوزارة الدينية لا تسمح بإدانات «قوية»، وبالتالي اختفى تماما عنصر الشفافية الذي سبق ان بشرنا به الوكيل!
لقد أثرت إشاعات الاختلاس والسرقة على الكثيرين، وتوقع البعض إصلاحا قادما، وخاصة أن بين المتهمين من يشغل مناصب مهمة وحساسة، وبقاء الأمر دون حسم أمر مسيء للجميع، ومؤسف أن يكون الشيء الإيجابي الوحيد الذي حصل في محاربة الفساد في الوزارة خلال السنوات العشر الماضية، هو التخلص من المدير السوداني لمركز الوسطية، وهذا تحقق بشكل أساسي في حينه لمعارضة قوى السلف له، وليس لأن الوزير أو الوكيل قررا طرده، بعد أن تسبب في ضياع الملايين من دون فائدة. ومع هذا لا يزال مركز الوسطية ولجانه وبرامجه «الطايحة الحظ» تستنزف الكثير من المال، من دون مردود على أي طرف غير المشاركين في رئاسة لجانه غير العاملة ولا الفاعلة، فالجميع يعرف أن المركز كان منذ البداية نكتة سمجة، وتصدى لمهمة نشر الوسطية في العالم أجمع وهو لم يفد كثيرا دولة مثل الكويت لا تعرف كيف تنظم نفسها، فكيف بتنظيم حال غيرها. وبقاء وضع المركز كما هو دليل واضح على الفساد في الوزارة، فالجميع ساكت ولا يمانع في الاستفادة من المكافآت العالية التي تصرف لهم، مثلهم مثل أعضاء هيئة أسلمة القوانين. وهذا الأمر هو الذي يحتاج لاهتمام الوزير، فسياسة الصمت التي تتبعها الوزارة ليست دليل وقار بقدر ما هي عجز عن مواجهة الحقيقة!

[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

«البلد حوسه… والشعب محتاس»

«البلد
في حوسه…. والناس محتاسه»
حكم الدستورية دستوري…. والا حكم سياسي؟!
مجلس 2009 راجع والا غير راجع..؟! هل هو ابطال مجلس ام حل مجلس..؟! هل صدر مرسوم دعوة الناخبين ام لم يصدر؟! هل نشر المرسوم بالجريدة الرسمية ام لم ينشر..؟! هل سيفتح باب الترشيح لانتخابات جديدة ام لم يحسم الامر بعد..؟! هل ستكون الانتخابات في رمضان ام سيتم تأجيلها..؟!
اسئلة كثيرة في ذهن كل كويتي تبحث عن اجابة، ولكن لا احد يعرف الاجابة!! فلا الحكومة تعرف ولا المعارضة تعرف، وطبعا من باب اولى حتى المواطن العادي لا يعرف اجابة عن هذه الاسئلة! اذاً ما هو تفسير هذا الوضع الغريب؟ وكيف وصلت الامور الى هذه المرحلة التي كشفت المستور ورفعت الغطاء عن الوضع الخاطئ الذي نعيشه؟!
اكاد اجزم انه مهما كانت الاجابات، فان الوضع الخاطئ سيستمر سنوات مقبلة ما لم نتدارك الامر ونضع حدا لهذه المتوالية غير المتناهية من الاخفاقات في العمل البرلماني والسياسي!
انني اعتقد ان اول اسباب هذا الوضع الغريب والشاذ هو عدم قناعة بعض القريبين من اصحاب القرار بالدستور وبالعملية الديموقراطية، واعتقادهم انها سبب حرمانهم من العيش بالطريقة التي كانوا يتمنونها أي لا حسيب ولا رقيب وشعارهم «البيت بيت ابونا….»!! ولذلك لاحظنا انه منذ عام 2006 الى اليوم أجرينا خمسة انتخابات برلمانية، بمعدل انتخابات واحدة كل خمسة عشر شهرا!! وهذا دليل على المحاولات اليائسة لدى البعض لتكريه الناس بالديموقراطية وما ينتج عن ممارستها.
ومن الملاحظ ايضا ان المال السياسي استعمل في السنوات الاخيرة بشكل واسع وسافر! حتى وصل الامر الى رشوة النواب انفسهم فيما يسمى بفضيحة الايداعات والتحويلات!! ولعل تكليف الشيخ جابر المبارك اخيرا جاء لتصحيح هذه المسيرة لما عرف عنه من نظافة اليد. لكن تبقى مشكلة تشكيل الحكومات الازلية وأقصد بها التدخل من اكثر من طرف في التشكيل حتى ان سمو الرئيس يصرح اكثر من مرة ان هذه الحكومة ليست حكومتي!! أما الجهاز القانوني للدولة فحدث ولا حرج! فلا الفتوى والتشريع ولا المستشارون القانونيون لديهم التأهيل الكافي لممارسة هذا الدور بشكل سليم! ولعل مجريات الاحداث التي نعيشها اليوم من تخبط في الامور الاجرائية خير دليل على ما نقول! اما مجلس الامة فعندما كانت المعارضة السياسية متواجدة بقوة فيه كنا نشتكي من ضعف التعاون بين السلطتين وكثرة الصدام وما ينتج عن ذلك من تعطل لمشاريع التنمية، ولكن فوجئنا انه حتى بوجود مجلس تملك فيه الحكومة اغلبية مريحة كان الصدام هو سيد الموقف، ولعل الاستجوابات التي قدمت بالمجلس الاخير خير دليل على ما نقول! واعتقد ان ذلك يرجع لسببين :- الاول غياب العمل السياسي المنظم (الاحزاب) مما يجعل الفردية اللاعب الاساسي في المسيرة البرلمانية وما ينتج عنها من ضياع البوصلة عند اكثر اللاعبين! اما السبب الثاني فهو الصراع المحتدم داخل اجنحة الحكم!! حيث اصبح النواب محسوبين على اطراف واجنحة في مؤسسة الحكم بدلاً من تبعيتهم لاحزابهم او قبائلهم او جماعاتهم! ولعل هذا كان واضحا في طبيعة استجواب وزير الداخلية!!
هذا تبسيط لاسباب ما يجري اليوم على الساحة السياسية والبرلمانية، نقولها ونكررها في محاولة شبه مستحيلة للاستفادة من اخطائنا وتجاربنا. واليوم قد تجري الانتخابات قريبا وسط تباين شعبي بين مشارك ومقاطع، في تجسيد واضح لحالة الحوسه التي تعيشها البلاد، ونعتقد انه مناسب ان نقول للجميع انه يجب ان نتقبل اختلاف الآراء في القضايا الاجتهادية، فلا يجوز ان اشكك في وطنية الناس وولائهم لبلدهم اذا خالفوني الرأي سواء بالمشاركة او المقاطعة، فمن شاء فليشارك بالتصويت ومن شاء فليقاطع العملية الانتخابية، وكل حرّ في تبيان وجهة نظره والدفاع عنها، لكن ما يؤسف له اننا مازلنا مصرين على اعادة الكرّة مرة اخرى وبالاتجاه نفسه والاخطاء نفسها، وسننتخب مجلس امة جديدا في شكله وقديما في مسلكه، وسيتم حله او ابطاله قبل ان يستكمل مدته وينجز مهامه، ونعود للمربع الاول، ويستمر البلد في حوسته ويظل الشعب محتاسا!

حسن العيسى

تحية للشباب الأحرار

الديمقراطية ليست بحاجة إلى آباء وأوصياء، ومرة تلو الأخرى يظهر الشباب الحر أن شيوخ القبائل مكانتهم اجتماعية ورمزية لكل قبيلة وكفى، ودور هؤلاء الشيوخ لن يتجاوز تلك المنزلة الاعتبارية. وما حدث، قبل يومين، في اجتماع عدد من أبناء قبيلة العوازم عند الشيخ بن جامع من رفض شبابي واع لأي إملاءات أو وصاية أبوية لشيخ القبيلة على أبنائها، وعدم قبولهم انتخابات الصوت الواحد -رغم مسحة القداسة القانونية التي أضفاها عليه حكم المحكمة الدستورية- هو رسالة ليست موجهة إلى بن جامع فقط، وليست لبقية أمراء وشيوخ القبائل، وإنما للسلطة الحاكمة تخبرها بجلاء بأن محاولاتها لاحتواء مؤسسة القبيلة عبر شيوخها وأمرائها لم تعد مجدية، مثلما كانت تجري العادة التاريخية في الكويت وبقية الدول الخليجية، فسلطة "شيخ القبيلة" لم تعد كما كانت ولائية، وإنما وضعت في نصابها الصحيح كرمز "تراثي" روحي لا يتجاوز ذلك.
قبل فترة وقف الشيخ بن جامع بصلابة ضد الممارسة السياسية للحكم، ووجه رسالة قوية إلى السلطة بعد صدور حكم الحبس الابتدائي ضد النائبين الصواغ والداهوم، وقال في تجمع شعبي كبير ما لم يقله أحد من قبل برفض الحكم! وسواء كانت تلك "فزعة" تضامنية من الشيخ بن جامع لأبناء قبيلته أو رفضاً واعياً لمضامين الحكم، إلا أن بن جامع في ما بعد غير قناعاته، ووقف مع الصوت الواحد والرفض القاطع للحكومة البرلمانية، وهذا شأنه، وهذا حقه في التعبير عن رأيه، ولا تجوز إدانته من ناحية، ولا التهليل له من ناحية أخرى. إلا أن الحماس الشبابي للعوازم، بالأخص، وغيرهم من شباب الكويت، بالأعم، الرافض لسياسة الفرض من أعلى السلطوية في تحديد طريقة التصويت، لم يتوقف ولم يتأثر بتغير موقف الشيخ بن جامع، فالنائبان السابقان الصواغ والداهوم وقفا ببطولة ضد الصوت الواحد بعد حكم "الدستورية"، ولم يبصما على رأي شيخ القبيلة، بل مارسا احترامهما له فقط، وهذا الاحترام التراثي لا يعني الخضوع للوصاية القبلية، ولا الاستسلام لها على حساب المواقف المبدئية.
لابد أن نلاحظ هنا أن الصواغ والداهوم محسوبان على التيار الديني، وفي التسعينيات كتب الراحل خلدون النقيب عن اختراق التيار الديني للقبيلة، كما تمثلت تلك الظاهرة في معظم الانتخابات التي جرت، فقد عمدت التيارات الدينية إلى اختيار المرشح الأقوى من القبيلة، بعد احتسابه ممثلاً لها، سواء كانت تلك جماعة "حدس" مثلاً أو التكتل السلفي– قبل أن يصبح "تكتلات" شتى.
الآن، وهذا ليس من شباك التمنيات wishful thinking، الموضوع أصبح أكبر من انتماء ابن القبيلة لهذا أو ذاك التيار الديني السياسي، بل أصبح الانتماء "لنهج" المعارضة هو ما يتجاوز الانتماء القبلي، ورغم أن "أغلبية" النهج المعارض ذات صبغة دينية محافظة، فإنها خطوة مستحقة في رفض الممارسة الوصائية الأبوية، وفي الوقت ذاته تمثل علامة فارقة على تقدم جيد في الوعي الديمقراطي لدى شباب القبائل، إلا أن الطريق أمامنا مازال طويلاً وشائكاً كي نبلغ الأفق، ونجاور مرحلة النضوج لعوالم الديمقراطية والحريات والمساواة الإنسانية، ولنتجاوز ليس الانتماء القبلي وحده، وإنما كل الانتماءات الهامشية المعوقة للتقدم الإنساني، سواء كانت قبلية متخلفة أو طائفية نتنة.
أبناء القبائل قدموا رسالة واضحة في مسيرتهم إلى الأمام، بينما بعض أو الكثير من المترفين "الأرستوكرات" مسحوا كل سطور الرسالة الوطنية المفترضة بالليفة والصابون، خسارة…

احمد الصراف

حلم الحكم

«.. الحزب الذي يحمل خبزاً للناس أفضل بكثير عند الله من الحزب الذي يحمل لهم الكتاب المقدس»! (المفكر العراقي عبدالرزاق الجبران).

***
عاش «ابو مرسي» في قرية صغيرة على ضفاف النيل في صعيد مصر. وعلى الرغم من أنه فلاح وابن فلاح، إلا أنه كان يحلم دائما بأن يمتلك قاربا يمخر به عباب النهر الخالد، ذهابا وإيابا، وأن يحمل أهله معه، ويتجول به ويصطاد من أسماكه أكبرها وأطيبها، ويملأ رئتيه برائحة «البحر»، ويسمع صوت الشراع وهو يخفق ويرتطم بالصواري العاليات، وأن يبز بقاربه اهل قريته ويتحكم بهم من خلال عروض اصطحابهم معه! حلم «أبو مرسي» طال لأكثر من ثمانين عاما قبل ان يتحقق، وما ان وضع الرجل قدميه المتعبتين على ظهر مركبه الجديد، الذي اشتراه من المال الوفير الذي «انهمر» عليه من ابنائه العاملين في الخليج واصدقائهم الذين سمعوا بحلمه في امتلاك القارب، حتى اكتشف أنه لا يعرف شيئا من علوم البحر والإبحار، ولا وقت لديه لتعلم شيء وهو بكل تلك الكهولة، كما أنه – ويا للهول – لا يعرف حتى العوم! وهكذا أضاع «ابو مرسي» كل ما جمعه من مال ابنائه، وما ورد اليه من ثروات اصدقائهم في مشروع فاشل ليس أهلا له، ولم يكن يوما حاضرا له، بعد ان انشغل طوال 80 عاما بالجلوس والحلم باقتناء قارب من دون محاولة تعلم شيء عن الملاحة والسباحة والسياحة!

***
من الواضح أن الوضع المأساوي الذي وجدت مصر نفسها فيه، تحت حكم «الإخوان»، أمر يدعو الى الحسرة والحزن، فهو دليل دامغ على أن أكبر الأحزاب السياسية فيها، وعلى مدى ثلاثة ارباع قرن، لم يكن يوما مؤهلا لتسلم الحكم، ليس فقط لخلل في «فلسفته» – إن جازت الكلمة – بل، أيضا، لأن مرشديه غالباً انشغلوا طوال الفترة السابقة في تجميع الأموال وتكديسها في يد فئة مختارة وقليلة جدا، وفي كسب الأعوان، وفي حياكة المؤامرات وتنظيم التظاهرات، والتخلص من المناوئين، إرهابا أو قتلا. ونسوا أن الحكم فن والسياسة دسائس، والمبادئ وضعت لتنقض والأحلاف وقعت لتلغى، وأن الغاية، في جميع الأحوال، تبرر الوسيلة، مهما كانت دنيئة، لئيمة أو غير إنسانية. نعم، وصل «الإخوان» الى حكم مصر وغيرها، والخير في ما حصل، فقد اكتشفوا واكتشف العالم معهم خواء فكر قادتهم، في مصر والكويت بالذات، وقلة حيلتهم. فمصر ميدان التحرير والتظاهرات وخطف الثورات من صانعيها هي غير مصر من قصر عابدين أو الاتحادية أو مركز الإخوان في الروضة أو شبرا او تطوان. وعليه، فإن على حاكم مصر الفعلي، المرشد «محمد بديع، أن يخرج للناس ويقول، كما طالبه الكاتب محمد حسنين هيكل: يا جماعة، اكتشفنا أننا أهل فكر ومبادئ، لكننا لسنا أهل سياسة»! ومن بعدها يترك «الإخوان» الحكم لإنقاذ مصر مما سيلم بها من كوارث، إن أصروا على البقاء!

أحمد الصراف

محمد عبدالقادر الجاسم

طلب استدراج لا تفسير!

لا يمكن وصف الوضع الراهن للحكومة سوى بالقول إنها في ورطة!
فحكم المحكمة الدستورية أجبرها على إجراء انتخابات جديدة في توقيت غير مناسب سياسيا، فالحكومة التي تريد تثبيت انتصارها السياسي/ الدستوري في موضوع “الصوت الواحد”، وتريد أيضا أن تضمن نجاح الانتخابات المقبلة من خلال ارتفاع نسبة المشاركة في التصويت. إلا أن إجراء الانتخابات في منتصف شهر رمضان المبارك لن يحقق ما تريده الحكومة، لذلك جاء تقديم طلب تفسير الحكم الصادر من المحكمة الدستورية الذي قدمه عضو مجلس “بوصوت” عبدالحميد دشتي ليشكل مخرجا مناسبا للحكومة يؤدي إلى تأجيل الانتخابات. متابعة قراءة طلب استدراج لا تفسير!

احمد الصراف

حصان العريفي الأبلج

أحدث سفر رجل الدين السعودي محمد العريفي الى لندن، ونشر صوره وهو باللباس الغربي، والرأس المكشوف، يتجول ويتسوق في شوارع لندن، وبيكادللي بالذات، أحدث ضجة في الصحف السعودية، وكتب عن زيارته للندن البعض، ومنهم الزميل خلف الحربي، والسبب أن الزيارة جاءت فور انتهاء «الشيخ الداعية»(!!) من زيارة غير مباركة لمصر قام خلالها غالباً بـ«توليع» الأمور هناك، واستصراخ ضمائر وقلوب وربما عقول شبابها، مطالبا اياهم بالانخراط في الحركة الجهادية والذهاب لسوريا لمحاربة الفجرة من أنصار بشار وحزب الله! وقال الزميل خلف ان العريفي ولى وجهه بعدها شطر لندن على الدرجة الأولى ليقضي جزءا من الصيف هناك، وكأن لسان حاله يقول: «معليش يا بشار وحسن نصر الله وايران وروسيا، اصبروا الى أن أخلص من قضاء الصيفية وسنوريكم بعدها!». ويبدو أن العريفي بعد أن انتهى من تنوير وتثقيف وتعديل وضع وتفهيم وتدريب الأمة السعودية والمصرية والعربية الاسلامية، ولّى وجهه نحو ديار البريطانيين يريد الخير لهم وتنويرهم وتثقيفهم، وألا ينسى خلال ذلك التمتع بـ«حلال» ماله والتسوق من هارودز وغيرها من مراكز التسوق الفخمة، فالجهاد في سوريا لن يطير، ولن ينتهي سريعا، أثناء ذلك بامكان المجاهدين، كما يقول خلف، أن يذهبوا الى سوريا ويقاتلوا ويرتدوا ما شاؤوا من أحزمة ناسفة، ريثما ينتهي الشيخ من رحلته الدعوية في لندن، وبعدها تصوير آخر لقطات برنامجه الرمضاني ثم امتطاء جواده الأبلج الذي تركه في تركيا، والكل تقريبا شاهد صورته وهو يمتطيه على هضبة الأناضول متوعدا النظام السوري وحزب الله بالويل والثبور! نعم هو سيعود حتما من لندن، وان سبقتموه على درب الشهادة فهذا أعز وأكرم لكم! ويستطرد الحربي في القول ان من الناحية العسكرية البحتة فان لدى العريفي 5 ملايين تابع من أشداء «بني تويتر» يلاحقونه في كل مكان، وسبق له أن خاض منفردا 3 تريليونات هاشتاق! هذا طبعا غير غزوات الفيس «من على ظهر التيس». وقد سبق أن ذكر العريفي أن ثقات أخبروه أن ملائكة يقاتلون مع المجاهدين في سوريا، كما طالبهم بأن يثبتوا. ويقول الحربي «حدثني من أثق به أن العريفي أو الشيخ المجاهد، كان يراقب جحافل الأعداء، وهو على ظهر حصانه الأبلج في تركيا، ولكنه لم يعبر الحدود الى سوريا، بل خاض البحر المتلاطم بالطائرة حتى وصل الى أرض الكنانة، حيث خطب في الناس خطبة عصماء خلعت القلوب من أضلعها، وما ان هتفت الجموع: (الجهاد.. الجهاد) حتى طار الى لندن وهو يمتشق سيف صلاح الدين (ليس الحقيقي بل الذي استخدمه أحمد مظهر في فيلم يوسف شاهين).
ليس غريبا هذا الاستغفال لعقول شعوب كاملة من قبل فئة تعرف جيدا كيف تستفيد من هذا الجهل لتعيش عيشة الملوك، ولكن الغريب استمرار هذا الاستغفال كل هذا الوقت، بالرغم من الدلائل على أن اغلب الدعاة ما هم الا متاجرون بالدين، متنعمون بخيره! كما أن بعضهم لم يتردد في الاستيلاء على عمل غيره لزيادة ثرائه. وقد سبق أن بين برنامج «نقطة تحول» في «ام بي سي»، في خلال مقابلات مع بعض هؤلاء «الدعاة» فخامة القصور التي يعيشون فيها والرفاهية التي ينعمون بها، فهل يصدق عاقل انهم سيهجرونها للحرب في أنفاق القصير وغيرها من الجحور؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

آخ يا سارتر…

كل الكواكب تدور بعكس عقارب الساعة، إلا كوكب الزهرة والكويتيين. وتتسابق الشعوب مع الزمن، فتسبقه ويسبقها، وتجري الشعوب باتجاه المستقبل، ويجري الكويتيون، أو بعضهم، باتجاه الماضي.
وكنا قاب قوسين، أو يومين، من إسقاط "الفرعيات" و"فتاوى المشايخ" في الانتخابات، وفجأة وجدنا أنفسنا نعود إلى نقطة ما قبل البداية، وننتظر أوامر القبيلة، أو مرجع الطائفة، لنقرر هل سنخوض الانتخابات أم نقاطع.
هؤلاء هم الكويتيون، شعب يبحث عن الأصالة، وسيعود بإذن الله قريباً إلى ما كان عليه آباؤه وأجداده، فيمسح الديمقراطية من قاموسه، ويعتمد على "أهل الحل والربط"، ليربطوه ويحلّوه، كيفما شاؤوا وقتما شاؤوا أينما شاؤوا، ولا حساب لمشيئته هو، ولا قراره، وسيلغي هذا الشعب الأصيل دور الشرطة والمباحث والبصمات والقضاء والشهود ووو، ويعتمد في أخذ حقوقه على "مجالس عرب"، ويُسقط التكنولوجيا والصناعات من حساباته، ويعود إلى الجمل وما حمل، ويغلق محطات تحلية المياه ويعود إلى البئر، والاقتتال حول البئر، ومن هو الأقوى الذي ستشرب ناقته أولاً.
ونعود أكثر وأكثر، بحثاً عن الأصالة، فمن لا تاريخ له لا مستقبل له، كذلك يقول الأديب الفرنسي سارتر، وسارتر هو الذي قال في معرض رفضه احتلال فرنسا للدول العربية، الجزائر تحديداً: "ليس من النبل ولا من الفروسية أن تقوم فرنسا والدول القوية، مستغلة تطورها وتقدمها العسكري والاقتصادي، باحتلال أراضي شعوب متخلفة، ما زالت تعيش في الماضي"، ويضع الحل: "الأولى أن نأخذ بيد هذه الشعوب إلى المستقبل"، فغضب الفرنسيون المتعصبون منه، وهاجموا بيته، فهرب، فأحرقوا البيت بما فيه من كتب ومؤلفات على وشك الاكتمال، وقصفوه فهدّوا أركانه، وتنقّل هارباً من بيت إلى بيت، ومن قرية إلى قرية، حاملاً مبدأه في يده: "خذوا بيد الشعوب المتخلفة إلى المستقبل".
وآه يا سارتر، ليتك ترى الكويتيين، وترى سلطتهم التي دفعت وتدفع بهم دفعاً مبيناً إلى القبلية والطائفية والفئوية والهمجية، وتلغي دور الفرد، وتعتبره بلا عقل ولا قرار، تسحبه السلطات الرسمية، وتسلمه إلى القبيلة أو الطائفة لتتولى توجيهه.
ولا فرق بين الكويتيين اليوم والأفارقة السود في أوروبا قبل قرون، كلهم لا يملك قراره، وكلهم يتم توفير الغذاء له ليقوم بما يأمره به أسياده، وهذه هي التنمية البشرية في نظر السلطات الكويتية.