محمد الوشيحي

وانكشف المستور… لله در المحلال

أكبر عباءتين في الكويت، عباءة الدين وعباءة الليبرالية، وكل عباءة مربحة، وكله بيكسب، وتخالف الأول فتخرج من الدين سلطاً ملطاً، وتخاصم الثاني فتسقط إنسانيتك على أم وجهها…
وتستيقظ من نومك فتجد نفسك عدواً للإسلام والمسلمين، وشلّ الله يمينك يا زنديق. ليش؟ لأنك خاصمت النائب الإسلامي فلان. وتنام وتستيقظ مرة أخرى بيدك المشلولة فإذا أنت إرهابي معتق، ترعرعت في الخنادق وتعلمت على البنادق. طيب ليش؟ لأنك انتقدت النائب الليبرالي علان… وهكذا تتأرجح ويتبادلك أصحاب العباءتين ككرة التنس.
وأكثر من أبدع في هذا المجال هو الوزير السابق، علي البغلي، المحلل السياسي الحالي، أو هو لفرط عظمة تحليلاته يمكن أن نسميه "محلال" على وزن "مفضال" إذا لم تخني اللغة، واللغة خوانة… والبغلي ليبرالي يفتح على ثلاث جهات، الشرق والشمال والغرب، ولا يفتح على الجنوب، وآه من أهل الجنوب، ومن هوى الظبي اللعوب، والغرب وسيلة، والشرق غاية، وهو يكتب عموده الصحافي منذ سنين، وفيه انتقد زيداً وعَمْراً، وانتقد خصوم الشيوخ، وهاجم كل متدين وكل من يرتدي عباءة الدين من الطائفة السنية، لكنه، بسبب النسيان، لم يتطرق ولم يتعرض للطائفيين من أبناء طائفته، قاتل الله مشاغل الحياة.
وأنا أحد الذين يعانون مرض النسيان، ومنذ فترة داومت على تناول حبوب الـ"أوميغا"، وشعرت بتحسن، خصوصاً بعد حصولي على نوعية فاخرة من الحبوب الصينية، وسأهدي علبة منها للمحلال السياسي علي البغلي، علها أو لعلها تساعده وتذكّره بما نسي.
الطريف أن المحلال البغلي عضو في مجموعة تضم عبدالحميد دشتي ونبيل الفضل وآخرين عُرف عنهم نظافة المخبر والمحضر، ويا وجه الله.
على أن أجمل تحليلات المحلال، وأعظم اكتشافاته، هو ما جاء في مقالته قبل يومين، التي قرأتها فبكيت حتى جعت، عندما وصف هذه الجريدة بجلالة ليبراليتها، عليها من الله ما تستحق، بأنها تساعد الإخوان المسلمين! أي والله.
ولا أدري كيف اكتشف ذلك رغم كل هذا التمويه الذي مارسته هذه الجريدة طوال السنين الماضية بنقدها الدائم للإخوان المسلمين!… وبما أن الأقنعة سقطت فسأكشف للمحلال العظيم حقيقة الزملاء في هذه الجريدة، فرئيس التحرير خالد الهلال هو صاحب فكرة تعديل المادة الثانية وإضافة "ألف ولام التعريف"، وناصر العتيبي سكرتير التحرير هو الداعي الأكبر لعدم الاختلاط خشية الانفلاط (معلش لزوم القافية) وسعود العنزي، مساعد مدير التحرير يعمل مساء في المبرة الخيرية التي تجمع النذور والكفارات، ومنها يتم تمويل الجريدة وصفحة توابل… والسر عندك بالأمان.
ممتع هذا المحلال، وأخشى أن يفاجئنا بكشف عضوية عبدالله النيباري في جمعية إحياء التراث، أو فضح ميول أحمد الديين القاعدية… وفوق كل ذي علم عليم.
ولا أجد طريقة أعبر بها عن إعجابي بتحليلات المحلال ومقالاته أفضل من طريقة "الرقاة الشرعيين"، وطريقة الأم وهي تنفث في وجه ابنها خشية الحسد… لله دره.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *