سامي النصف

البحث عن ذرائع لمواصلة الفوضى والتدمير!

  لأننا، كما ذكرنا مرارا وتكرارا، مازلنا في سنة أولى ديموقراطية، لذا نفتقر لفهم أساسيات العمل الديموقراطي الصحيح القائم على احترام مؤسسات الدولة والإيمان بالرأي والرأي الآخر، أي وجود نواب يدعمون مشاريع الحكومة ونواب معارضة يكشفون بالمقابل اوجه القصور والخطأ فيها وعليه لا يصح على سبيل المثال الدعوة لانتخاب 50 عضوا معارضا، إذ كيف للحكومة حينها ان تعمل وتمرر المشاريع التي تخدم الوطن وتسعد المواطنين؟! أو بالمقابل 50 عضوا مواليا يوافقون على كل ما تطرحه الحكومة من جيد وسيئ؟!

***

وعليه لا أرى شخصيا ضررا من فوز أقطاب المعارضة من النواب السابقين مادامت أجندتهم وطنية لا مستوردة ولديهم رغبة في دعم العمل الحكومي الجيد والمسؤول الحكومي الكفؤ ومعارضة العمل الحكومي الخطأ والمسؤول الحكومي السيئ أيا كان انتماؤه فهذا هو العمل السياسي المحايد الكفيل بتحرك سيارة الكويت «المغرزة» في كثبان الرمال منذ سنوات طوال.

***

ومن ذلك أتمنى شخصيا لو رفع شطب النائب السابق د.فيصل المسلم الذي نقدر كفاءته وحسن عمله حاله حال المشطوبين الآخرين إذا ما تم الرفع على أسس قانونية سليمة لا على التهديد والوعيد الذي إذا ما نجح فسيدمر البلد، حيث سيقوم بالفعل ذاته كل من يصدر ضده حكم في قضية ما كونه «سيعتزي وينتخي» بقومه ورهطه وجماعته للتظاهر ولربما قطع الطرق وأوقف حال البلد كما يحدث هذه الأيام في مصر الحبيبة التي دخلت نفقا شديد الظلام بسبب العصيان وأعمال البلطجة وقطع الطرق التي يقوم بها كل من لا يعجبه حكم ما (للتذكير مازلنا ندفع ثمن منهاجية الخروج للساحات والشوارع حيث اقتدى بها الاخوة البدون ولم يعودوا يستمعون لإرشادات الداخلية، وقد يقتدي بها آخرون فتعم الفوضى).

***

ان د.فيصل المسلم عزيز علينا وعلى محبيه الا ان الكويت ومستقبلها وعملها المؤسسي والقضائي والدستوري اعز واغلى، فان صدر قرار برفع الشطب دون ضغط وجب ان تنتهي القضية عند هذا الحد، اما ان وجد ان الشطب مستحق فيجب ألا يفتح هذا القرار الباب لأصحاب المخططات الجهنمية الخفية لتدمير الكويت لاستكمال مشروعهم مدفوع الثمن الذي تطرقنا له في مقالات سابقة، وتحت قميص عثمان الجديد المسمى «اعادة النائب» بعد ان دمروا البلد وأوقفوا تنميته تحت راية «عزل الرئيس» الذي رسم الدستور الطريق الصحيح للقيام به والذي لا يمر عبر نشر الفوضى والخروج للشوارع واقتحام الأبنية.

***

وللمعلومة.. هناك 300 مرشح للانتخابات النيابية (0.003% من الشعب الكويتي) أي حسابيا رقم يقارب الصفر (99.997% لا يترشحون) ومن ثم لا يمكن اعتبار عدم الترشح برغبة ذاتية أو عبر الشطب مظلمة او جريمة كبرى بحق من وقعت عليه تستحق ان يدمر البلد لأجلها كحال عقوبة السجن والتعذيب والقتل القائم على قدم وساق في الدول الأخرى، ان الكويت والدائرة الثالثة مليئة بالشباب الواعد وبدلا من تدمير البلد، الذي لدينا يقين بأن المرشح الفاضل د.فيصل المسلم لا يرتضيه، يمكن لأبوعلي أن يدعم احد المرشحين القريبين من فكره وبذا نحصد العنب ونحقق المراد دون قتل الناطور.. أي تدمير الكويت!

***

آخر محطة: هناك من أصحاب الأنياب الزرقاء ناقعة السم من يروج بين الشباب لمشاعر «كاذبة» بالظلم بقصد استكمال مشروع التحريض والتخريب ونشر الفوضى والتجمهر في بلدنا الكويت، وما أسهل التغرير بالشباب! في عام 2009 تم قبول ترشح د.المسلم وجويهل للانتخابات، في عام 2012 تم شطب المسلم وجويهل من سجل الانتخابات، بين التاريخين حدثت واقعة الشيك التي تسببت في شطب المسلم، في نفس الفترة لم يصدر أي حكم على جويهل ومن ثم فإن مظلمته والتمييز ضده أكثر وضوحا ومع ذلك لم يطالب أحد بالنزول للشوارع ولي ذراع القضاة لإنصافه، فهل بدأنا بمرحلة جديدة تستهدف هذه المرة تدمير السلطة القضائية بعد أن نجح البعض في تدمير أعمال السلطتين التنفيذية والتشريعية بالأزمات المتتالية مدفوعة الأثمان التي اختلقوها؟! أؤمن بأن وصول د.فيصل المسلم للمجلس أفضل للبلد من وصول محمد الجويهل (الذي نختلف كليا مع توجهه) بسبب فارق الخبرة والتأهيل ولكن علينا ان نجل ونحترم ونقبل بأحكام القضاء وخصوصا عندما لا توافق توجهنا، فلا منّة عندما نوافق فقط على أحكام ترضي أهواءنا. في حال استمرار شطب المسلم، بودنا وبحق من الخيرين في البلد التوسط والعمل على إنهاء القضية المرفوعة من البنك المعني ضده أي الاكتفاء بعقوبة الشطب من الترشح مقابل شطب القضية وبذا لا يموت الراعي ولا تفنى الغنم.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *