سامي النصف

حتى لا تكون آخر الوزارات!

  لنأخذ الأمور بتسلسلها المنطقي السهل، كنا نتقدم على الجيران بخمسين عاما فأصبحوا يتقدمون علينا بخمسين عاما بسبب انشغالهم بالعمل الجاد وانشغالنا بالأزمات السياسية الطاحنة التي بات المواطنون يشتكون منها ويشكون في الدوافع الحقيقية لحدوثها وعليه فإن استمرارنا بمسارنا السابق يعني توسيع فجوة الإنجاز بيننا وبين الجيران ويحيلنا بالتبعية الى مفهوم «الدولة الفاشلة» غير المستقرة سياسيا والتي لا يريد احد ان يعيش او يستثمر بها.

***

والملاحظ أنه لا احد يهدد ويتوعد هذه الأيام مما يعني ان هناك من يعلم علم اليقين بأن الشعب الكويتي والناخبين يكرهون ويمجون الأزمات، والتساؤل المستحق هو مادام الهدوء والاستقرار السياسي هما مطلب الناس فلماذا العودة السريعة بعد الانتخابات للمنهاج الذي تسبب في تخلفنا وجعلنا القدوة السيئة في الممارسة السياسية؟!

***

وليس عيبا ان نخدع ذات مرة فنذهب مسرعين لصناديق الانتخاب لنصبح تروسا ودروعا لمن يصعد على أكتافنا ويملأ جيوبه من أموالنا ويجلس على الكرسي الأخضر لا لخدمة بلده وناخبيه بل ليطيل قامته ويبني مجده الشخصي تحت الرايات المخادعة المعتادة، لكن العيب كل العيب هو ان نخدع في كل مرة ثم نبدي ضيقنا مما يجري حولنا وهو في حقيقة الأمر من صنع أيدينا وما ترميه من أسماء في صناديق الاقتراع.

***

لذا لنرفع لاءات كبيرة في انتخابات فبراير المقبلة، لا للمخادعين الرافعين رايات الوطنية وهم أعدى أعداء الوطنية، ولا للمتدثرين برداء الدستور وهم من داسوا بأقدامهم نصوص وروح الدستور، ولا للفاسدين المدعين محاربة الفساد وهم أول المستفيدين منه والمتسربلين به من قمة رأسهم حتى أصابع قدميهم، كفاكم خداعا وكفانا تصديقا لخداعكم.

***

آخر محطة: دروس من الماضي، وعبر للانتخابات المقبلة:

1 ـ استخدام المال السياسي يثير الحنق والعداء ويساعد بالتبعية في نجاح الأعداء.

2 ـ دفع الأموال لإنزال المرشحين المشتتين للأصوات يتسبب كل مرة في تشتيت أصوات المؤيدين ومن ثم نجاح الخصوم.

3 ـ بقاء الخلاف والصراع بين أبناء الأسرة الحاكمة سيضر بهم جميعا دون استثناء، فلا تجعلوا حكومة جابر المبارك آخر حكومات الأسرة الحاكمة فالمتربصون بكم وبالكويت كثر.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *