محمد الوشيحي

بو رمية… في البر والبحر

سامح الله “ضيف الله بورمية”، النائب السابق والمرشح الحالي، فقد بدا لي باليقين القاطع ألا علاقة له بـ”الفِلاحة” ولا الزراعة إطلاقاً. فالفلاحون يملكون صبر البحارة وأكثر. يراقبون مزروعاتهم تكبر يوماً إثر يوم إلى أن تستوي ويحين قطافها، قبل أن يمدوا أيديهم إليها بحنان أم على خد وحيدها الذي تعافى بعد طول مرض، يمسحونها ويغسلونها ويقبّلونها. وأخونا “بورمية” شريك لنا في البستان، لكنه لم يُطِق صبراً، فقطف تفاح بستاننا قبل أن يستوي، وحمله إلى السوق، فأساء، بغير قصد، لسمعة البستان، ودمّر حصاد موسمنا. أخونا بورمية هدد رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بالزلازل والبراكين إن هو “وافق” على خوض “محمد الجويهل” غمار الانتخابات. يا عزيزنا بورمية لا تستعجل، فالحكم القضائي الصادر بحق الجويهل يقرأه من في عينه رمدٌ ومن في أذنه صممٌ ويفهمه حتى من في عقله ورمٌ، ثم إن باب التسجيل لم يغلق بعد كي تباشر لجنة فحص الطلبات أعمالها، فتسمح بعبور هذا وترفض عبور ذاك، بل أزيدك من الشعر بيتاً، حتى إنْ سُمِح للجويهل بالترشح وخوض الانتخابات، بل حتى إنْ حالفه الشيطان وأبناء الشيطان ونجح في الانتخابات، فسيتقدم الناس بالطعن في عضويته، وبالتأكيد ستسقط عضويته استناداً إلى الحكم الصادر في حقه (بالمناسبة، مضمون الحكم الصادر في حق الجويهل، الذي يحرمه من الترشح، يرتكز على أنه لا يتولى المناصب القيادية، ومنها عضوية البرلمان، مَن عُرِف عنه بذاءة القول وسوء السمعة، وهو ما دفع المحكمة عام 2008 إلى رفض الطعن في حرمانه من خوض الانتخابات عامذاك، معززة حكمها بمنطوق الأحكام الصادرة في حقه). بورمية وضع رئيس الوزراء في خانة ضيقة للغاية، فالرئيس سينفذ القانون، بالطبع، وقد يمنع ترشح الجويهل بناء على مضمون الحكم القضائي، لكنه بهذا سيظهر أمام الناس وكأنه أذعن لمطالب بورمية، وهو ما لا صحة له. يا أخانا بورمية، لن أشاركك بعد اليوم في أي مشروع كان، إلا مكرهاً، ما دام نهجك هو الاستحواذ على الأرباح وحدك، حتى لو خسر المشروع. نحن نعلم يا بورمية أن الانتخابات بحر متلاطم الأمواج، لا يعبره إلا المراكب ذوات الأشرعة المتينة، وندرك أن على المرشح أن يتبنى قضية تلامس قلوب ناخبيه فيرفعها شراعاً، كـ “قضية القروض”، مثلاً، وهي القضية التي رفعتها شعاراً فأصبَحَت شراعاً لمركبك، دفعَته في لُجَج البحر الأحمر غرباً، إلى أن أوصلته إلى أرض الكنانة، وقبة البرلمان. ونعلم أن شعار تلك الحملة، أو شراعها، قد تمزق، وأنه يلزمك شراع آخر يدفع مركبك، وليس أجمل ولا أكبر من شراع عضوية هذا الجويهل. نعلم كل ذلك، لكن المروءة، وأنت لا تخلو منها بالتأكيد، توجب عليك التعامل مع قضية كهذه بحصافة القباطنة الهنود، فلا تغرق المراكب لينجو مركبك وحدك. ثم دعني أهمس في أذنك كي لا يسمعنا إلا الأرض ومن عليها: “المسألة، كما أبلغني بعض القانونيين، مسألة وقت ليس إلا، وسيُرفض ترشيح الجويهل… فاطوِ شراعك هذا يا أبا خالد، وابحث عن شراع آخر”. يا أخانا الطبيب بورمية، فلّاح أنت في براري السياسة وبحّار في بحورها، لكنك في القضية هذه لا فلاح ولا بحار، فلا تُفسد الحصاد ولا تُغرق المراكب… يرحمنا ويرحمك الله.

احمد الصراف

الحبيب المجتبى

قضت محكمة الجنايات قبل أيام بحبس ياسر الحبيب 15سنة، على خلفية آرائه الدينية المخالفة، وأمرت بإبعاده عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة، علما بأن الحبيب قص الحق من نفسه وخرج من البلاد قبل فترة، ليعيش لاجئا في بريطانيا، وصدور هذا الحكم لا شك سيساعد في إسراع السلطات في بريطانيا بمنحه حق اللجوء، وربما الجنسية بعدها، وصحتين على قلب بريطانيا بهكذا مواطنين! الغريب في الموضوع أن النيابة العامة سبق أن وجهت إلى الحبيب أربع تهم، منها، كونه كويتياً اذاع في الخارج اخباراً كاذبة من شأنها المساس بالنظام الاجتماعي! ولكن الحكم قضى بإبعاده عن البلاد، ولكن لم يرد فيه إلى اين يبعد! وهل لو عاد، أو أعيد إلى الكويت مثلا، بناء على مذكرة للانتربول، سيبعد عنها بعد تنفيذ العقوبة؟ وإلى أين إن رفضت كل دول العالم استقباله؟ هل سنطلب منه حينها البقاء خارج الكون؟ أم سنضيفه رقما جديدا الى قائمة «البدون» سيئي الحظ؟
في سعي لمعرفة «فكر ياسر الحبيب»، قمت بالبحث في الإنترنت عن أحاديثه وخطبه، وفوجئت بكم الحقد والبغض غير المبرر فيها، وكأن هدفه ليس إثبات حقائق محددة وبناء مواقف عليها، بل استعداء الآخرين عليه، وعلى أبناء طائفته، لهدف ما! أقول ذلك بالرغم من إيماني التام بحرية القول والنشر، ولكن ليس هناك أكثر اشمئزازا من السخرية بعقائد الآخرين بطريقة سوقية، وبث البغضاء بناء على أحداث تاريخية مضت لا يستطيع أحد الجزم بشكل بات بصحتها، وبالتالي لا يعدو أن يكون كلامه نتاج مرض نفسي، وهو بحاجة إلى العلاج أكثر منه للحبس!
وخلال بحثي عن خطب ياسر الحبيب استمعت، من دون «استمتاع»، لخطب رجل دين آخر، هو مجتبى الشيرازي، الذي يعيش كذلك في لندن، وهنا أيضا أثار كلامه قرفي، وتسبب سوء منطقه ومقصده في تلبك معدتي، ولا أدري من اين يأتي هؤلاء بكل هذا الحقد، وهناك عشرات الوسائل الأكثر احتراماً ومنطقية وهدوءا لإيصال ما يودون إيصاله إلى الطرف الآخر، ولكن مع من نتحدث؟ وقد وصف السيد حسن الصفار، رجل الدين الشيعي السعودي المعتدل، («الوطن» 12/9)، تصريحات مجتبى بأنها غير مقبولة، وأنها تأتي ضمن الجهود الخبيثة لإيقاع الفتنة بين المسلمين. كما حذر من وجود فريق من المتشددين من سلفيين وشيعة من الذين يسعون الى نسف جهود التقارب بين ابناء الأمة.
لا تعليق أكثر! 

أحمد الصراف